-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع لخديجة السيد - الفصل 5 - 2 - الأحد 29/9/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة الثائرة على المجتمع 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس

2

تم النشر يوم الأحد

29/9/2024


تقدم خطوة تراجعت قبالها خطوتين للخلف، حتى صدر رده لها بضيق


= انتٍ خايفه من ايه عشان ترجعي زي زمان؟ من اصحابك اللي حواليكي ولا جدتك ولا إيه بالضبط


تبسمت رغم حزنها لتقول بصوت مرتعش ضعيف بين دموعها 


= من نفسي .. كل يوم بتشجع واقول خلاص هكسر القيود وما اقدرش .


أقترب مصطفي يمسح عبراتها المتساقطة هامس في حنان


= عشان انتٍ لوحدك لكن دلوقتي انتٍ معايا..  بلاش معايا تعالى لحاجه اكبر مني ومنك  

للناس.. الناس اللى طول عمرك بتحبيهم و ساعتها هتنسي خوفك هتحسي بيهم وياكي بيقوكي.. وهتحسي نفسك حره! هي دي الحريه اللي هتكون بجد مش الهبل اللي انتٍ دايسه نفسك فيه.. امينة فتحي عنيكي انتٍ ماشيه في سكه غلط؟ ومش عشان المجتمع والناس لا عشان غلط وحرام 


أفرجت عن ضحكة تخاذل وهي تردد بجمود  


= خلاص بقي مش مستنياك تقول ده، انا عارفه كويس الصح والغلط فين لكن انتم اللي مش عارفين ولا عارفين بس برده بتمشوا الغلط على مزاجكم فيها ايه بقى لما عملت زيكم وحللت الغلط؟ ولا عشان انا ست انما لو راجل ولا حد منكم كان هيتكلم 


ابتلعت بصعوبة الغصة التي تشكلت بحلقها عندما قرب شفتيه من اذنها يهمس لها وهو  

يضغط على كفها بمؤازرة، وتشديد وتنبيه


= شايفه وبرضو رايحه للسكة دي برجليكي!

خلاص براحتك اعملي اللى بتؤمني بيه بس قبل فوات الأوان.. بس لو في قرار لنفسك بتؤمني بالتحرر والحريه بالحب ما تتردديش تقربي مني!.  


❈-❈-❈


في اليوم التالي في البنك، وقت الاستراحه كانت أمينه تقص على صديقتها عزه ما حدث لتسالها باستفسار


= طب وانتٍ هتعملي ايه هتوافقي على الجواز منه؟ انا بصراحه مش قادره اصدق اني في واحد ممكن يكون بيحب حد كده ويفضل خمس سنين مستني مش هتلاقي زيه فكري 

تاني


قضمت أمينة الساندوتش الذي بيدها بغل و غضب وهي تغمغم بفم ممتلئ


=ولا عاوزه زيه ولا غيره! هيخنقني بتحكماته وبعد كده يقولي البسي كده ما تعمليش كده ما تشربيش سجاير رغم ان هو بيشرب مجتمع ذكوري بقى! خليه يدور على واحده تقول  حاضر ونعم لكن انا مستحيل اقولهم لحد... و يوم ما اعترض هيقولي ما انا جوزك بقى واسمعي كلامي 


ضحكت عليها وهي تتحدث بتفهم عنادها 


=هو انتٍ هتقوليلي ما انا عارفاكي بس اللي خليه يستنى خمس سنين وبيحبك الحب ده ممكن يقبلك زي ما انتٍ في الاول هيعند شويه لكن انتٍ كمان اعندي اكتر منه هيتقبل الوضع في النهايه لما يلاقي نفسه هيخسرك.. و على راي المثل خذي اللي يحبنك 


هزت رأسها بملامح يعتليها الضيق، ثم سريعًا ما استدركت للكلمة العابرة التي سقطت منها اثناء حديثها لتقول بانتباه


= تفتكري فعلا هيقبلني كده ومش هيطلب مني اتغير! لا ما اعتقدش انا ممكن ما اعرفوش أوي بس راجل زي اي راجل مش هيستحمل وضعي 


هزت رأسها بالايجاب وهي تردد بعدم مبالاة


= خسرانه ايه جربي وانتٍ يعني هيفرق معاكي الطلاق 


وضعت الطعام جانبها وهي تخرج سيجار هاتفه بتفكير ماكر 


=على رايك، تشربي خدي واحده؟ 


نظرت عزه حولها بتوتر وحرج لتردف مترددة


=هاه! ما ناجي نشرب جوه في الحمام أحسن بدل ما الكل مركز معانا كده! 


اجابتها أمنية بتحدي و هي ترمقها بسخرية والسيجارة مازالت في يدها


= مش هتحرك من مكاني يا عزه خدي انتٍ واشربي جوه! ما تبصي حواليكي كويس في منهم رجاله بتشرب ومحدش بيقول لهم ثلث التلاته كام اشمعنا احنا يعني عشان ستات طز فيهم .


وفي ذلك الاثناء اقترب مصطفي منهما لترحل عزة بتردد عندما لاحظت نظراته الضائقة بانزعاج نحوها، بينما مطت أمينة شفتاها للإمام ببرود وهي تردد باستفزاز 


= أهلا تشرب ولا انت كمان هتقولي ادخلي اشربيها في الحمام؟  


رفع وجهه ينفخ بصدره عدة مرات بصمت، ابتسمت ابتسامة سخرية قبل ان تهتف بنبره يتخللها التهكم


= يا اخي المجتمع ده غريب أوي! يعني في مجتمعنا السجاير للرجل تفسد الرئه... و السجاير للست تفسد اخلاقها، مش عارفه 

يقصدوا مثلا أن الست ما عندهاش رئه أما الرجل ما عندوش اخلاق.


تجاهل ذلك الحديث رغم أنه شعر بأنها محقه بذلك لكن ما باليد حيله فمن هو حتى يغير افكار المجتمع كلها يكفي ان يغير فكرها وفكره على الاقل، تحدث قبل ان يستدير اليها مغمغم بحدة و نفاذ صبر


= أقدر أعرف اللي انتٍ فيه ده اخره ايه؟ في الاول كنتي محطه الأنظار فعلا وهتفضلي لكل واحد شافك في الأول بس بعد كده هيبصلك عادي ولا هتفرقي معاهم.. هيقولوا ايه الجديد ما هي طول عمرها جـ..ـريئه بتصرفاتها فعلا


اطلقت أمينة زفرة حارقة بين شفتيها وهي تهز رأسها بتحدي 


= لحد ما تبقى افعالي سلاح بإيدي، استغنى بيها عن الناس و ارائهم


تنهد مصطفي مغمغم بتثاقل


= حتى عني؟ امينه انا طلبت اكون جنبك في الحلال! ليه مش عاوزه تدي لنفسك وتديني الفرصه دي . 


سريعا تذكرت مأساة اختها بسبب الزواج وقد ارتجفت شفتيها في قهر دفين وهي تردد وعلي وجهها تعبير مقتطب


= عشان لو بقيت جوزي هتقدر تذلني وتفرض عليا ارادتك حتى لو كنت مش مقتنعه بيها؟ و هتعمل فيا اللي أنت عايزه؟ أنا استحملت كتير عشان كنت محتاجة لتيته زمان و مقدرش أفضل مستحملة عشان محتاجة لجوزي


اقترب من مكانها أكثر ليجلس بجانب أمينة وهو يرد بجدية


=الجواز مش عبوديه يا أمينه، الجواز يعني اتنين بيحبوا بعض و بيثقوا ببعض وعايزين يعيشوا مع بعض! والراجل ما بيتحكمش في مراته عشان يذلها إنما عشان محتاجلها زي ما هي محتاجة له ويمكن أكتر، ليه مسمياها تحكم ما تسميها حب ولا نصيحة لما يشوفها بتعمل حاجه غلط او مشتته بيساعدها وده واجبه... هما الاتنين بيتعاونوا بعض على الحياة هو بيشتغل برة البيت وهي بتشتغل في البيت.. أو زيه عامله! 


لوت شفتيها بعدم تصديق قائلة بسخرية مريرة 


= مجرد كلام بيتقال قبل بيدخلوا في الجد انما على أرض الواقع غير كده، الست هتكون بالنسبه للراجل بتشتغل في البيت خدامة يطردها وقت ما هو عاوز ويمرمط فيها زي ما يعجبه، وافرض ملهاش مكان ومش مرتاحه معاه تعمل إيه الست تستحمل لأنها مضطرة تعيش معاه عشان كده لازم يبقى ليا رأي.. و الراجل يفهم إني زيي زيه أقدر استغنى عنه زي ما يقدر يستغنى عني ويمكن لما يعرف كده يحترمني ويبقى عليا


رمقها بنظرة متصلبة قبل ان يشير بيده قائلاً بضجر


= ايه دخل الاحترام بكل واحد يقعد يتخانق ويفرض في رايه على الثاني؟ الراجل بيحترم مراته لأنها ست محترمة ويبقي عليها لأنه محتاجلها و سعيد بيها لأنها جزء من حياته.. انتٍ فاهمه الجواز غلط يا أمينه او عشان دي  كانت تجارب قدامك زمان ففكره كلها كده.. 


ظلت تتطلع نحوه بنظرات عاصفة محترقة  لتجيب بصوت ساخراً غير مصدقة 


= كلهم زي بعض كنت زمان فاكره بابا غير اقول لك على حاجه بقيت دلوقتي واثقه انه لو كان عايش كان هيعمل زي تيته ويرجع اختي غصب عنها وهي مضروبه ومتهينه لجوزها كانت النتيجه هتكون واحده.. لكن انا غير؟ 


التقط نفساً طويلاً محاولاً السيطرة علي غضبه حتى لا يجيبه بطريقة لا تناسب طريقتها المتعجرفة معه.. لينجح بالنهاية بالسيطرة علي غضبه مجيباً اياها بهدوء


= اللي بتعملي ده اسمه عناد مش فرض رأي ثم انا قلت لك ان انا معاكي بحاجات كتير و مش ضدك يبقى فين المشكله وبنتخانق على ايه عشان تفردي رايك وخلاص! وبعدين كنت فاكرك اقوي من كده وهتخشي بقلب جامد و تجربي زي ما سبق وجربتي الوحله اللي انتٍ فيه دلوقتي! لو كنتي فكرتي ثانيه واحده ما كنتيش بقيتي زي دلوقتي يبقى ليه دلوقتي بتفكري قبل ما تبقي معايا.. ما انتٍ في كل حالاتك واثقه ان ليكي راي وما حدش هيكون قدك.


عقدت حاجيبها للاعلي قليلاً وهي تسأله بصوت ماكر 


= تصدق انا اللي مفروض اسالك السؤال ده انت اللي واثق ان انت هتستحمل ارائي و هتفضل متمسك بحبك، عندك نفس لحد امتى يا مصطفى 


كتم داخله زفرة الإحباط، واستسلم لإصرارها قائلاً برجاء وأمل 


= طول ما انتٍ مدياني الفرصه والامل هفضل مكمل بس انتٍ توافقي وتقولي ايوه.


عضت جانب شفتيها السفلى مبتسمة بسمة خبيثة اوقدت نيرانه


= طب ايوه وموافقه يا مصطفى وريني بقى مين فينا اللي هيفضل متمسك باراءه ومش هيتعب في نصف الطريق و يقول يا ريتني ما كملت 


للحظه تجمد كل شىء من حوله غير مستوعب موافقتها أخيرا علي ارتباطهما 

وظن أنه يتخيل لربما. 


❈-❈-❈


بعد مرور عدة أشهر، شم مصطفي بالمنزل رائحة طعام يحترق ليركض بسرعه نحو المطبخ وكما توقع قد نست أمينه الطعام في الفرن مجدداً وقد احترق، تنهد بضيق مكتوم وبدأ يغلق البوتاجاز علي الفور ويفتح الشبابيك ليطرد الرائحه، وفي ذلك الأثناء جاءت أمينه من الخلف وهي تلف شعرها بالفوطه فكانت تستحم! تقدمت وهي تتابعه بعينيها حتى هتفت بحسرة 


= اوعي تقولي اتحرق الغداء تاني؟ فرحني وقول انك لحقته


ابتعد عن النافذه و اقترب منها يرمقها بنظرة حادة يردد بعتاب 


=هو انا اللي نسيت وعملته ولا انتٍ، اتحرق طبعاً يعني هناكل من بره تاني! طب يعني ايه لازمه العشم بتاع كل يوم وهاكلك اكل عمرك ما شفته وهتفضل تحلف بي طول حياتك.


رسمت أمينة بابتسامة صفراء وهي تقول بعناد 


= على فكره احنا متجوزين بقيلنا شهر واحد طبيعي يعني اجرب واحرق عادي و المفروض انتٍ تشجعني حتى لو أكل محروق تاكله وانت ساكت.. 


رفع حاجيبة للاعلي باستنكار بينما ظلت تقف تتحسر على الطعام لتجفل بذراعه التي التفت حول خصرها من الخلف فتجد وجهه مقابلا لها يخاطبها بتحدي وهو يحاول اطعمها الطعام المحروق بداخل فمها 


= بجد طب كلي كده المحروق اللي عملتيه وانا هاكل وراكي علي طول 


هزت رأسها بملامح يعتليها الضيق والاشمئزاز ثم هتفت معترضة


=لأ لأ لأ ابعد عني انا مش طايقه ريحته اصلا حتى بعد ما اتحرق


حاولت نزع يده باعتراض وعدم تقبل تناول ذلك الطعام بنفور ولكنه زاد بفرض قبضته عليها حين اردف بمشاكشة


=يعني ولا طعم ولا ريحه وكمان محروق! قوليلي كده انا مستحملك ليه  


ابتسمت بتكبر وغرور زائف وهي تردد بثقة


=عشان بتحبني وما تقدرش تبعد عني؟ و بعدين انا بعمل انجاز يعتبر انا ما كنتش بدخل مطبخ عند تيته طول حياتي فكفايه أوي ان  بحاول هنا.


هز رأسه بيأس قبل أن يحملها بين ذراعيه وتبسم بمكر وهو يردد بمراوغة


= امري لله، شكلي هعمل زي كل مره هحلي قبل ما اتعشى 


فهمت على الفور ما يقصد وشهقت رافعة عينيها نحوه بإجفال


=لا يا مصطفى نزلني.. اوعى أبعد.. لأ لأ 


ظلت تردد هكذا وتنفض قدمها في الهواء بحركة مباغتة لتهبط، ولكنه اعادها سريعًا لترتطم بصدره فتجد نفسها محاصرة بين ذراعيه و....


❈-❈-❈


في أحد المرات بالعمل تفاجأ مصطفى بامينه تقف مع زميل يعمل هنا أيضاً وتتسامر معه وتضحك بصوت عالٍ دون ان تهتم لامره او تحترمه، اقترب منها مزمجراً بشراسة قابضاً علي ذراعها لبعيد 


= انتٍ ايه اللي موقفك مع الزفت ده انا مش قلتلك العيال دي تبعدي عنها خالص؟



الصفحة التالية