-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة احتياج امرأة مطلقة لخديجة السيد - الفصل 1 - 1 - الأحد 1/9/2024

  


قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة احتياج امرأة مطلقة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 
قصة احتياج امرأة مطلقة

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الأول

1

تم النشر يوم الأحد

1/9/2024



عندما سمعت صوتًا من الخارج يدل على أن شخصًا قد استيقظ من عائلتها، أغلقت بسرعة أزرار البلوزة وبدأت في ترتيب ملابسها المبعثرة، حيث تدفقت الدموع من عينيها و أمسكت المفرش لتغطي نفسها جيدًا قبل أن تضع رأسها على الوسادة، مسحت مرة أخرى دموعها التي انهارت ثم قامت لتأخذ دشًا، ثم خرجت تلف فوطة حول جسدها بعناية و جلست أمام المرآة وفتحت أحدى كريمات الجسم المخصصة لها وبدأت تدهنها على يديها و قدميها، جففت خصلات شعرها الطويل بالفوطة وهي تشعر بالحسرة على حالها.


ثم رفعت يديها وبدأت تسرح شعرها بنعومة ورقة وهي تنظر إلى نفسها في المرآة بإعجاب. حقًا هي فتاة جميلة بملامحها وجسدها، ولا تستحق أن تختفي بهذه الطريقة في الحياة كما يرغب أفراد عائلتها. 


وقفت فجاه أطراف أصابعها بين رقبتها و صدرها وقبل أن تتمادى كالعادة، سحبت يديها بسرعة ونهضت لترتدي ثيابها وتنام على السرير. 


حبست أنفاسها في رئتيها بخوف وشعرت بتوجس وتأنيب الضمير والذنب يخنقها. ماذا لو رأها أحد من عائلتها أو أطفالها يدخلون عليها بالصدفة ويراها بهذه الحالة؟ كيف ستستطيع أن ترفع رأسها أمامهم؟ وماذا سيقولون عنها؟ 


ولكن ماذا ستفعل والجميع يقف أمام رغباتها الممنوعة من وجهة نظرهم! في كل مرة تفعل ذلك، تكون مجبرة رغم معرفتها الكاملة أنها تفعل شيئًا محرمًا و ذنب كبير ولكن للأسف، دائمًا تضعف أمام رغبتها وبعد الانتهاء تشعر بالندم وتعاتب نفسها وتحاول أن تجعل هذه المرة الأخيرة، ولكن للأسف، لم تنجح في ذلك

وتعود مجدداً لفعل ذلك.


دفنت زبيده وجهها في الوسادة وظلت تبكي بنحيب عالٍ ولم تتمكن من السيطرة على بكائها، وضربت السرير بكفها بإنهيار وكل تفكيرها أن ربها غاضب عليها الآن، فلم تكن هكذا أبدًا قبل زواجها و تفكيرها محدودًا على ذلك فقط وضعيفة الإيمان هكذا.. لكنها حقًا لا تجد حلاً لحالتها أو هناك الحل بالفعل زواجها مجددًا بكل بساطة لكن مع الأسف عائلتها لا يفكرون في احتياجاتها كامرأة مطلقة.


ظلت تتقلب فوق الفراش بسبب شعور الندم والذنب، تشعر بقهر في قلبها وكأنه جمرة نار، ظلت في مكانها لفترة لا تفعل شيئًا إلا البكاء حتى نامت بتعب غريب وعندما استيقظت على أذان الفجر تحركت بسرعة حتى تؤدي فرضها وتطلب الغفران من ربها، لعل الصلاة تحاول تلهي قلبها وعقلها عن ذلك الشيء السيء، وهي الــعـاده الـسـريـة.


❈-❈-❈


بعد أن أنهت زبيده صلاتها، قامت بترتيب وإعداد الأعمال المنزلية وفي الوقت نفسه كانت تقرأ الورود بانتظام. فهي تعتاد على القيام بهذه الأشياء يوميًا في حياتها لسببين: لعلها أن تتوقف عن الذنب.. وإذا توقفت عن القيام بذلك، فقد تعود إلى زوجها أو تتزوج شخصًا آخر، وهذا هو الحل من وجهة نظرها. في هذه الأثناء، تقدمت والدتها وهي تتساءل باهتمام 


=خلصتي ولا لسه إيه اللي ناقص اساعدك فيه قبل ما يجوا اخواتك الرجاله من بره وابوكي 


هزت رأسها بالايجاب وهو تردد بصوت هادئ


=عندك الفراخ أهي متنظفه، شوفي هتعملي فيها ايه هو بالحق ابويا راح فين من الصبح كده؟ مش قال هيبطل ينزل المحل ويسيب اخواتي الاثنين يمسكوا ورشه الميكانيكي مكانه.. واهو بالمره يتعلموا لحد ما يكبروا شويه ويشدوا حيلهم ويشربوا الصنعه.. ولا شكله رجع في كلامه ولقى نفسه مش قد قاعده البيت 


تنهدت والدتها مطولاً وهي تقول بضيق 


=ولا رجع في كلامه ولا حاجه، هو قال كل فتره هيعدي عليهم لكن هو راح من الصبح مشوار لاهل منعم طليقك عشان يجيب منهم فلوس مدارس عيالك قال يروحلهم من اول الشهر عشان ما يعملوش حجتهم المصاريف خلصت ومش معاهم 


آست ملامح زبيدة أكثر فعادت تتساءل وعيناها تنفثان اللهب 


=انا مش فاهمه هم ليهم عين كمان يتامروا على ايه ده غصب عنهم يدفعوا، انتم بس لو ترضوا نرفع قضيه عليه، ننوس عين امه مش هيستحمل ولا أمه هتقدر يبات دقيقه في الحجز وهتدفع غصب عنها بدل ما هي بتذلنا كده كاننا بنشحت منها مش حقي وحق ولادي 

الاتنين.


اقتربت عواطف منها وبدأت في تحضير الطعام معها وهي تردد بجدية 


=يا بنت ابوكي بيتصرف بالعقل بلاش العند ده ونرفع على بعض قضايا ناخدها بالود احسن وبعدين هم بصراحه بيدفعوا بس لازم يطلعوا عينا كل مره وطالما بيدفعوا في الآخر مش مهم وبعدين هو انتٍ فاكره المحاكم قاعده مستنياكٍ وفي ثانيه اللي انتٍ عاوزاه هيحصل ده موال وحليني عقبال ماتخدي منهم عقاد نافع .


هتفت زبيدة بغضب وهي تدعي ربها ان يرد لها حقها في من ظلمها أضعاف 


=هقول بس ايه حسبي الله ونعم الوكيل في أمه ان شاء الله يقعدلها في بناتها كل الافتراء والظلم إللي شفته منها، مش قادره انسى بقى انا اللي مظلومه وفي ثانيه تقوله طلقها يقولها حاضر ويقولي انتٍ طالق ده ما فكرش حتي.. بس الظاهر نوال بنت عمي معاها حق هم اتلككوا وعينه كانت من واحده تانيه 


رفعت عواطف ذقنها وقالت هاتفه بحزن


=الظاهر فعلا أنهم كانوا بيتلككوا وكان في حد في دماغه ولا أمه كانت عاوزه تجوزه واحده غيرك، البيه اللي كان جوزك خطب من أسبوع وكمان شهرين هيدخل في نفس شقتك عادي 


صعقها بما قالته، إذ كانت تتوقع أنه سيتراجع عن طلاقها ويرجعها له بأي لحظة لكنه كان يستعد للزواج بغيرها بهذه السهولة.. لتردف بنبرة مصدومه بسخط 


=نعم خطب هو لحق ده احنا اطلقنا من أربع شهور! ازاي وامتى؟؟ وكمان هيتجوز في شقتي اللي من حقي وحق عيالي اصلا عشان انا حاضنه بس طلع كاتبها باسم امه وما عرفتش اخد حقي منهم.. كان عندي امل أنه يرجعني في الآخر رغم الظلم إللي شفته منهم بس ما كنتش عاوزه خراب البيت 


قالت الأم بقله حيله مرددة بخيبة أمل 


= مش لوحدك كلنا كنا فاكرينك كده، بس واحده من جيراننا قابلتني وقالتلي اللي فيها فكرتني كنت عارفه، قالتلي إزاي يتجواز على بنتك كده وانتم موافقين قلتلها النصيب بقى وادعيلنا بالصالح.. ما هو اصل محدش يعرف انكم اتطلقتوا وانا وابوكي كتمنا علي الموضوع حتى اخواتك نبهنا عليهم اي حد يقابلهم يقولوا في مشاكل حاصله لكن هي لسه على ذمته وممكن يرجعوا في اي وقت .


شلتها الصدمة الثانية في البداية لكن ما إن ضربت الإشارات المتأخرة عقلها حتى استوعبت الأمر وان كل هذه الفتره كانت على أمل أن تعود لزوجها من جديد أو يتقدم لها شخص آخر، و بما أن أمر زوجها قد انتهى فهذا الأمل الوحيد اليها الآن؟


لكن لم تكن تعرف بأن أسرتها تقف حاجز أمامها وتمنعها من إكمال حياتها بطريقه وتفكير غير رحيم بالمره، لم تستطيع السيطره على نفسها وهي تهتف بشراسة مجنونة


=نعم هو كل ده والناس فاكراني لسه على ذمته وانا اقول ليه محدش بيتقدملي؟؟ دي عامله تعملوها فيا وده ليه ان شاء الله فاكرين هقعد على ذكرى ومش هشوف نفسي زيه 


امتعضت عواطف وهي تقول بتهكم 


= وده مين يا اختي اللي هتجوزك وانتٍ مطلقه ومعاكي ولدين! وحتى لو في فكرك حماتك هتوافق مش بعيد تاخد منك العيال.. ربي عيالك احسن بلا جواز بلا هم وانا لما اتكلمت مع ابوكي هو كمان كان نفس رأيي وقال... عيالها أولى بيها .


انكمشت ملامح زبيدة بأسى، فما هذا الظلم الذي تعيش فيه طول حياتها حتى بعد انفصالها ستظل تعيش في تلك المأساة فلا أحد يعلم منهم أسبابها ما هي و رغبتها وإصرارها على زواجها لهذه الدرجة، فكيف ستستطيع شرح شيء كذلك؟ ومع ذلك نزعت غضبها وسخطها عليها فلم تخبو بل اشتعلت عيناها وهدرت بعناد و عصبية


= إيه حريقه الدم دي طب ارد عليها اقول لها ايه دي؟ هو انتوا خلاص حكمتم وانا المفروض اقول حاضر ونعم ما صحيح ما انا عملتها زمان! طلعتوني من التعليم وانا في الاعداديه عشان تجوزوني لاي عريس يخبط على بابكم وكان في كل العبر وابن امه وقلت حاضر و سكت ولما كان بخيل عليا وكل خطوه بيعملها حتى لو هيجيبلنا شويه سكر وزيت لازم يستاذن أمه الأول و حاولت اشتكي رجعتوني تاني وقلتيلي عيشي اهو في الآخر اتلكك و طلقني عشان انتوا رخصتوني من الأول.. و دلوقتي عامله ليهم حساب وقال إيه مش هتتجوزي عشان ما ياخدوش العيال مني، انتٍ مين قالك اصلا انهم في دماغهم طب بذمتك من ساعه ما اتطلقت شفتي حد منهم خبط على بابك وقال لك نشوف العيال 


عقدت حاجيبها بدهشة وهي تقول بسخط


=ما بالراحه على نفسك كل ده كاتمه في قلبك

احنا ما عملناش حاجه غلط ولا عيب عايزين نسترك فيها ايه؟ والتعليم يا اختي اللي بتحاسبيني عليه ما كنتيش فالحه فيه عشان كده اخذناها من قصيرها وقلنا نجوزك وحظك بقى طلع مع واحد مش كويس بنشم على ظهر ايدينا، وادينا في الاخر خدناكي هنرميكي يعني انتٍ وعيالك 


غمغمت زبيدة بعذاب وأسى عقب تنهيدة عميقة خرجت من أعماقها


=ما ده اللي كان ناقص كنت اعمليها بالمره، مشيلاني ليه همهم حتى بعد ما اتطلقت محدش ليه حاجه عندي اتجوز اتطلق تاني هو مش راح خطب ولا هو حرام عليا؟؟ 


اتسعت عينا أمها باستنكار نافر وهي تردد بحزم 


=جواز إيه دلوقتي هو انتٍ كل ده بتتكلمي عشان الجواز ولا عشان جوزناك ليه؟؟ آه شكلي كده غيراني عشان خطب وعاوزه تغظي وتتجوزي ذيه يا اختي بطلي هبل نفسك مفتوحه أوي تتجوزي تاني.


الصفحة التالية