-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل الأخير- 1 - الإثنين 2/9/2024

  

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل الأخير

1

تم النشر الإثنين

2/9/2024




أصوات أصتدام سيارة، مع أصوات صِرخات عالية فالخلفية، حُطام، أصوات عربات الشُرطة، حركات متوترة، أسعاف، كانَ هذا آخر شيء أستقبلتهُ حواسهُ، قبل أن يفقد وعيهُ تمامًا، لا يعي بأي شيء من حولهِ......... 


بعدها غمامة سوداء أبتلعتهُ، أصوات كثيرة مُتضاربة تتلاطم برأسهِ كالأمواج الثائرة بهمجية، فتح عينيهِ بأنتصاب فجأة، شعر بدوران بكامل رأسهِ، الرؤية مشوشة، أخذ دقائق حتى أستوعبَ جيدًا أينَ هو، رائحة الأدوية مُنتشرة بالغرفة المُغلقة، ذات الأضائة المنخفضة، أجهزة متصلة بيديهِ لاحظها عندما حاول النهوض والأستنداد علي يديهِ.......... 


يحاول عقلهِ ألتقاط أي ذكري فائتة ألاَ أنه لم يجد سوى الخواء، وكأن زاكرته فارغة، زغللة بعينيهِ وصداع برأسهِ..... وجسدهِ مخدر ثقيل، حاول أخراج صوتهِ ألاَ أنه أيضًا وجدَ صعوبة بالبداية لكن بالنهاية خرج‌ صوته متحشرجًا مُتعب تزامنًا مع دخول أحدي المُمرضات المتخصصة في رعايتهُ: 


_"أنا فين؟ ". 


كان يمسك رأسه بيديه الخالية من الأجهزة، يغمض عينيه ويفتحها بقوة، الدماء عادت لرأسهِ مرة أخري وجسدهِ بدأ يفكّ عن تخدرهُ، ما أن رأته المُمرضة مستيقظ، حتى صاحت بسعادة: 


_" ألف حمدالله على السلامة يا دكتور...... ". 


ثم نادت بأعلي صوتها بحماس تُنادي الطبيب بسرعة، هرول هو الأخر عندما سمعَ صوتها من غرفة الدكتور" عُمر"، خوفًا من أن يكون قد أصابهُ شئ أو حدث لهُ شيئًا، لكنه ما أن دخلَ وجدهُ مُستيقظ يجلس نصف جلسه، لقد فاق، تهللَ وجههِ بفرحة يهرول لهُ: 


_"دكتور عُمر أنتَ فوقت، حمد الله على السلامة..... ". 

أقترب منه سريعًا يتفحصه، يقيس الضغط وضربات القلب، سعيدًا بشدة أنه وأخيرًا بعد سنة كاملة أخيرًا أستفاق بعد أن كانوا فقدوا الأمل في أن يعود لوعيه مرة أخري، بعد أن كان يعيش علي الأجهزة لفترة طويلة ولم يستجيب للأدوية...... 


مشوش، مُتخبط لا يفهم شئ، سأل ببعض التعب: 


_" أنا بعمل أي هنا؟ "


_"أنتَ هنا فالمُستشفي يا دكتور، وأخيرًا فُوقت، حمد لله على سلامتك، ده دكتور يوسُف هيفرح جدا، والمدام مرات حضرتك..... أنا هروح أبلغهم ". 


مازال لا يستوعب، والصداع مُتملك منهُ، نصف ساعة فقط حتى وجدَ باب الغُرفة يُفتح، وجيش من الأناس يهرولون إليهِ بقوة، وعلي وجوههم الفرحة..... وأول من أرتمت بأحضانهِ فورًا كانت" أمل"التي بكت من بين ضحكاتها السعيدة بعودتهُ لهم، بكت تأثرًا تقول: 


_"يا حبيبي يا عُمر الحمدلله إنك قُومت بالسلامه وحشتني اوى اوى، أنا مش مصّدقة أنّك أخيرًا فوقت". 


لم ينبس بكلمة حتى، ظل متصلبًا يستوعب، خرجت هي من احضانه، أقترب والداهُ منه يُسلم عليه بحرارة وشقيقاتهِ الأثنين، تحدثت "أمل" مرة أخري بفرحة: 


_"والله مش مصدقة أنك قومت بالسلامه..... ". 


_" أنتِ مين؟ ". 


نطقَ بها بوهن، توسعت عيناي الأخري تزامنًا مع شهقة عالية خرجت من والداتها تصيح بعدها بهمجية وتشدق: 


_" نهارك أزرق، أنتَ فقدت الذاكرة ولا أي.... يا ميّلة بختك يا أمل يا بنتي، أهو مش فاكرك أهو ". 


زجرها" يوسف "بنظرات غاضبة، يقول بغيظ: 


_" أنتِ تسكتي خالص متفوليش علي أبنّي بعد الشر عنه...... عُمر يا حبيبي دي أمل مراتك أي مش فاكرها..... ". 


مهلاً ماذا قال؟" أمل"زوجتهُ، لم يتحدث صامتًا فقط، فتابعَ والداهُ وهو ينظر من الاعلي للأسفل لتلك السيدة أمامهُ بنوعًا من الضيق والبغض: 


_"متضغطش علي نفسك يا حبيبي...... عادي مش فاكرها مش مهم، أهو نخلص منها هي وأمها الست الغريبة دي ". 


شهقت للمرة الثانية وقد بدأت وصّلة الردح خاصتها، ولم تبخل عليهِ بكلماتها الرادحة تقول بطريقة شعبية: 


_" شوف الراجل الناقص ناس تخاف متختشيش بصحيح.... جري أي هو أنا علشان سكتالك من الصبح أكمن الواد تعبان هتسوق فيها ولا أي". 


لم ينصدم، هو معتد علي سماع مثل تلك الألفاظ الغريبة منها، مُنذ أن أصّر ولده علي الزواج من أبنه تلك السيدة الغوغائية الغريبة، وهو وهي أعداء يقفون لبعضهم علي الكلمة، يمقطها ويمقط طريقتها السوقية التي تتنافي تمامًا مع طبقتهُ المخملية....... 


وكزتها "أمل" بغيظ، تعلم أن أذا أنفتحت والداتها علي والد زوجها لن يستطع أحد. أسكاتها حتمًا، ستجعلهم عبرة للجميع، وليس بعيدًا أن طردهم صاحب المكان وألقي بهم جميعً بالخارج: 


_"يوه يا ماما مش وقته دلوقتي...... ". 


ثم وجهت نظرها لـ" عُمر"الذي يتابع ما يجري بصمتٍ، تقول بحنان: 


_"أنتَ بجد مش فاكرني يا حبيبي، أنا أمل مراتك، معقول تنساني كده يا عُمر". 


نهرتها والداتها بغيظ: 


_"في أي أنتِ بتتتنحنحيلوا ليه كده؟ أنشالله عنه مفتكر أهو نخلص من الجوازة الغم دي..... ". 


ألقت نظرة خاطفة علي" يوسف "الواقف أمامها، نظرة قرف مُكملة: 


_" أهو نرتاح من الأشكال دي". 


_"متحترمي نفسك يا ست أنتِ.... أي محدش مالي عيّنك ولا أي؟ ". 


_" لا يخويّا محدش مالي عيّني، أي قولك بقي". 


_"بـــــس ". 


صاحَ بها" عُمر"بقوةٍ، واضعًا كلتَا يديهِ علي أُذنيهِ، ألاَ يكفي عليه الأصوات التي برأسهِ...........



الصفحة التالية