-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 6 - 2 الجمعة 6/9/2024

   قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري


الفصل السادس

2


تم النشر يوم الجمعة

6/9/2024


وقف أمام المرآة يصفف شعره وينثر عطره على ملابسه العصرية التي يرتديها ﻷول مرة وهو متواجد بالحارة، وربما تلك ليست المرة الأولى التي تراه زوجته على هذا القدر من التأنق ولكنها أول مرة تشعر بالضيق لذلك:

-مش متشيك زياده عن اللزوم يا معلم!


التفت ينظر لها متفاجئا:

-ومن امتى الغيرة دي يا ام محمد؟


حركت رأسها ممتعضة:

-ولا غيره ولا حاجه، بس الناس في الحارة هتتكلم عليك من ورا ضهرك وهتقول الراجل اتجن في عقله عشان حتة عيلة صغيره.


رفع حاجبه وصر على أسنانه وهتف بحدة:

-كل ده عشان لبست قميص وبنطلون!


ضحكت ساخرة وهي تغلق زر قميصه المفتوح:

-ومسبسبلي شعرك ودقنك ومغرق نفسك ريحه كأنك شاب ابن عشرين، وفاتح زرار القميص عايز تبين صدرك زي شباب اليومين دول.


ضحكت ضحكة رقيعة مستهزئة فالتفت ينظر بالمرآة يكمل تصفيفه ولم يهتم بحديثها:

-محدش يقدر يتكلم عليا لا قدامي ولا من ورا ضهري، روحي البسي انتي وبنتك خلينا نخلصو.


تحركت من أمامه تدب الأرض بقدميها داعية بصوت مسموع:

-ربنا ينجهيا منك يا شيخ، البت صغيره ومتستحملش اللي بيحصل فيها ده.


صدح رنين هاتفه الخلوي فوجد زوجته الثالثة والمدللة لديه فأجابها على الفور:

-ايوه.


تكلمت بسرعة وغضب:

-الكلام اللي وصلني مظبوط يا رشوان؟


تمتم بفروغ صبر:

-كلام ايه ده؟


أجابته بعصبية شديدة:

-أنك هتتجوز الرابعة عليا؟


همهم مؤكدا:

-أمم، عندك اعتراض؟


صرخت فورا به:

-ده بجد؟ هتتجوز عليا يا رشوان! ليه؟ أنا قصرت معاك في ايه؟


ضحك على حديثها وجلس على فراشه ليرتدي حذائه بعد أن قام بتلميعه جيدا:

-هو أنا مش من حقي اتجوز اربعه برده ولا بعمل حاجه تخالف شرع ربنا؟


صرخت به مجددا:

-وهو انت بتعرف شرع ربنا اصلا؟ انت بتتمحك في الشرع عشان تعمل اللي انت عاوزه.


وقف بعد أن أتم ارتدائه:

-ماهيتاب، أنا مش فاضي لشغل الحريم ده، شوفي عايزه ايه وأنا أعملهولك.


لم تفهم معنى حديثه:

-هكون عايزه ايه؟ عيزاك متتجوزش عليا.


تنهد مخرجا نفخة قوية:

-وأنا عايز اتجوز، فلو معترضة شوفي ايه اللي يريحك وأنا....


قاطعته بحدة وعصبية نارية:

-هي حصلت للدرجة دي؟ مش فارق معاك يعني حتى لو طلبت الطلاق؟


أومأ وكأنها تراه:

-عادي لو عايزه تطلقي معنديش مانع، أنا مطلقتش ولا واحده خلفت منها، كل اللي طلقتهم معنديش منهم عيال بس لو عايزه طلاق فأنا مش هعيش مع واحده بالغصب.


ضحكت ساخرة:

-لأ وأنت رايح تتجوز واحده برضاها، اسمع بقى انا مش زي مراتاتك الباقيين هقبل بالوضع ده وانت عارف كويس أنا ابقى مين وبنت مين، ففكر كويس قبل ما تزعلني، وطبعا بابي هيزعل على زعلي.


رد بقوة وصوت خشن:

-شوفي انا على طول بدلع فيكي وعاملك اميره ازاي، بس يوم ما تفكري نفسك تقدري تكلميني بالشكل ده ولا تهدديني يبقى اعرفي إن رشوان الدخاخني لا بيخاف ولا بتهدد ولولا اني بفكر في بناتي فكان ردي عليكي هيبقى جامد اوي.


صمت لحظة وأكمل:

-روحي اشتكيني ﻷبوكي لو عايزه واعرفي إن بناتي هم اللي هيحموكي مني مش خوفي من ابوكي.


أغلق بوجهها والتفت يصرخ بزوجته الأولى:

-طبعا انتي اللي كلمتيها مش كده؟


هم بالهجوم عليها فهرعت ابنتها للوقوف حائلا بينهما:

-خلاص يا بابا ابوس ايدك.


لم تصمت زوجته فصدح صوتها العالي:

-ايوه انا اللي كلمتها وكلمت ناهد كمان عشان لو واحده فيهم لها خاطر عندك تقدر توقفك عن الجريمة اللي عايز تعملها في حق البت الغلبانه ملك، بس الظاهر أنك مبتعملش لا خاطر ولا حساب لحد.


انتفخت فتحتي أنفه وصاح غاضبا:

-جريمة ايه يا وليه يا خرفانه انتي؟ أنا هتجوز على سنه الله ورسوله، هو انا رايح ازني؟


ضحكت ساخرة:

-لما تتجوز عيله من دور عيالك تبقى جريمه يا معلم، عيله لسه متمتش 18 سنه وبدل ما تعطف عليها وتعاملها زي بنتك تقوم تحرك مشاعرك، تبقى مريض وعايز تتعالج.


تأجج غضبه وتجلى داخل حدقتيه وقبل أن يثور بها صدح هاتفه بالرنين مرة أخرى فوجدها زوجته الثانية فضحك ساخرا:

-ايوه كده هلو واحده ورا التانية.


أجابها وفتح مكبر الصوت هاتفا:

-عايزه ايه انتي راخرة؟


ردت بتلبك:

-مفيش يا اخويا ده انا بطمن عليك.


هز رأسه وهو صارا على أسنانه وهتف بحدة:

-البسي هبعت اجيبك تحضري قراية فاتحتي ولو بناتك عندك زي كل جمعه خليهم ييجو معاكي برجالتهم، انا عايز معايا عيلتي ولا عندك رأي تاني يا ام البنات؟


تنحنحت لتجلي صوتها وتكلمت بصوت متحشرج من رهبتها:

-حاضر هنجهزو على ما تبعت لنا عربية بسواق.


أغلق معها ونظر لزوجته الأولى زاما شفتيه بحنق ورفع سبابته أمام وجهها صارخا:

-أول مره توقفيلي بالشكل ده بس هعديها عشان عارف غلاوة ملك عندك، بس تفكري تعصي حريمي عليا مرة تانية فأنتي عارفه انا أقدر اعمل ايه.


أنزل راحته المحذرة لها بجوار جسده وهتف بغلظة:

-استعجلي بناتك خلينا نخلصو وزي ما كلمتي ماهيتاب وسخنتيها عليا بلغيها إن العربية جايه تاخدها هي والبنتين ولو مجاتش يبقى هي اللي جابته لنفسها.


هرعت من أمامه وهي تتذمر بصوت مسموع:

-ربنا ع الظالم والمفتري، ربنا يهدك يا شيخ حسبي الله ونعم الوكيل.


دلفت غرفتها وتبعتها ابنتها فهمست لها بحزن:

-اتصلي بصاحبتك يا بنتي خليها تعمل حسابها إنه لم نسوانه كلهم على ما اكلم ماهيتاب اقولها.


علقت ورد باكية:

-يا ريتك ما كلمتيهم يا ماما كنا هنروحو احنا بس، أهو رايح يستعرض بيهم قدام ملك.


أخرجت تنهيدة حارة بحزن وحركت رأسها مستسلمة لتنفذ أوامره الغير قابلة للنقاش.

❈-❈-❈


جلست بالصالة وبجوارها كل من والدتها وأختها فرحبت بهن حبيبة ترحيبا حارا:

-اهلا اهلا يا سهر، ازيك يا خالتي وانتي يا سالي.


صافحنها وتسائلت سهر باهتمام:

-حسن عامل ايه دلوقت؟


أجابتها مبتسمة:

-زي الفل ياختي متخافيش عليه، أول ما دخل من باب الشقة قال لأمي عايز يستحمى فدخلت تحميه.


تعجبت ولمعت عينيها ولم يخل الأمر من تعقيب والدتها:

-يادي الكسوف، راجل طول بعرض ويخلي امه تحميه! طب كان خلى حسين بدل الكسفة دي.


خرجت والدته بنفس اللحظة تعقب عليها:

-ده ابني يا اختي وبعدين كنتي شوفتيه اتكشف عليا! ده فضل بهدومه عشان الجرح مينفعش ييجي عليه ميه يادوب بس مسحتله جسمه بفوطه مبلوله.


ابتسمت بمجاملة:

-أنا مقصدش يا ام حسن، ربنا يشفيه يارب.


خرجت حبيبة تحمل صينية بها مشروبات فعلقت عليها والدة سهر:

-هو احنا جايين نتعبوكم يا بنتي؟ ده احنا جايين نساعدو شويه، وبعدين الكلام ده للضيوف احنا بقينا اهل ولا ايه يا ام حسن؟


التفتت تنظر لها فأومأت الأخرى ممتعضة تحاول رسم بسمة كاذبة على محياها:

-آه طبعا ياختي أومال ايه، البيت بيتكم بقى انا هدخل افرش لحسن السرير عشان لو حابين تدخلوله.


دلفت غرفته فوجدته يحاول ارتداء قميصه القطني فساعدته وهي تتذمر:

-قال ازاي وازاي بحميك!


ضحك وقد استمع ﻷغلب الحديث الدائر بالخارج فهمس لها:

-خلاص يا امه بقى مش لازم نعملو حوارات من مفيش.

الصفحة التالية