-->

رواية جديدة عودة آل فرانشيسكو لسلمى شريف - الفصل 17 - 1 - الأحد 8/9/2024

 

   قراءة رواية عودة آل فرانشيسكو  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية عودةآل فرانشيسكو

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سلمى شريف


الفصل السابع عشر

1

تم النشر يوم الأحد

8/9/2024




ظننت بأنني وجدت النور اخيرًا في الليلة المظلمة التي امتلئت بالرعب، 

كالرجل الذي وجد واحة مليئة بالمياه النقية و الثمار وسط الصحراء القاحلة،

 ظننت انني وجدت مأمني اخيرًا بين براكين حارقة، 

لكنني خُذلت، 

و ليست الطعنة التي تؤلمني و لكن طاعنها لم يُحبني!. 


❈-❈-❈


_كيف تريد الخروج و الليلة الماضية نشب علينا هجوم 

تمتم لوسيفر كلماته بتعجب


ف تأففت خديجة التي كانت تقف خلف مانويل ثم اقتحمت حديثهما

_سيدي، لقد جئت لهنا عن طريق الخطأ، و الآن اريد الذهاب لمنزلي، اتركوني ارحل فقط. 


اجابها لوسيفر بهدوئه القاتل

_هل تريدي الموت؟ 


هزت رأسها بالنفي ف اكمل هو

_حسنًا إن ذهبتِ من هنا لا اعدك بأنكِ ستظلي على ما يرام. 


ركضت خديجة تجاه الباب لتنال حريتها كما تظن لكن اوقفها صوت مانويل

_انتظري هديجة. 


ثم وجه حديثه للوسيفر

_لقد وعدتها بأنني ساقوم بتوصيلها حيث منزلها. 


نهض لوسيفر ليقف في مستواه ثم تحدث بنبرة هادئة تغلفها الرعب

_هل تعي ما تقول؟ 


هز مانويل رأسه بتأكيد 


_انت تذهب للتهلكة مانويل، 

و كل هذا لماذا؟ 

لأجل فتاة لا نعلم من اين اتت، 

هل تحبها؟؟ 


هز مانويل رأسه بالنفي فورًا 

_هذه ثاني مرة اراها يا صاح. 


_ماذا إن ذهبت و اخبرت الشرطة بما حدث؟ 


_لن تفعل ذلك انا اعدك. 


اشعل لوسيفر لفافة من التبغ

_قل لها إن تحدثت بكلمة واحده سأقتلها. 


_حسنًا و لكن دعني اوصلها فحسب، و سأذهب و معي الكثير من الرجال. 


زفر لوسيفر بحنق و هو يجوب الغرفة ذهابًا و ايابًا

_حسنًا و لكن إن حدث اي مكروه قم بماهتفتي و سآتي إليكم. 


❈-❈-❈


_ابتعد 


رفع حاجبه باستنكار و هو يرى المسافة التي تبعدهم عن بعضهم البعض، و التى تتجاوز عدة امتار

_كيف سأبتعد اكثر من ذلك هديجة؟ 


حركت كتفها بعدم معرفتها

_هذا ليس من شأني. 


كانوا يمشون على نفس الطريق و في نفس ذات الجهة لكن تفصلهم عدة امتار و التي فرضتها خديجة عليهما 

و اخيرًا وصلوا على المنزل المزعوم 

وقف مانويل منتظرًا منها اي رسالة شكر او شئ كهذا لكنها الفتت له بوجه متهجم ثم تحدثت بنبرة تكاد تكون حارقة

_لا اريد رؤيتك مجددًا. 


اصطنع الحزن و هو يضع يده على فؤاده

_انتِ قاسية هديجة، كيف استطعتي ان تؤلمي قلبي هكذا. 


زفرت بحنق و هى تدلف لمنزلها لتواجه ابيها. 


❈-❈-❈


_الشرطة اتت بالخارج سيدي. 


_حسنًا انا قادم


لم تمضي سوا لحظات و خرج لوسيفر للخارج حتى يرى ما همهم

_مرحبًا سيد لوسيفر. 


تسائل لوسيفر بهدوء 

_ماذا يحدث؟ 


_لقد اتانا بلاغ ان الليلة الماضية نشب هجوم على القصر و اتينا لنتأكد بأنفسنا. 


_هذا خاطئ للأسف الشديد، الليلة البارحة كانت اكثر الليالي الدافئة مع عائلتي، كما تعلم لقد اجتمعت بهم منذ وقت قليل.


شعر الشرطي بالقلق حيال حديثه ف لوسيفر كان يتحدث بسخرية 

_حسنًا سنقوم بتفتيش القصر. 


_هل معك تصريح لفعل ذلك؟ 


هز الشرطي رأسه بتأكيد و هو يخرج ورقة التصريح من جيبه و يعطيها له

ف ابتعد لوسيفر من امام الباب لتدلف الشرطة للقصر ليبدأوا رحلة التفتيش 


في تلك الاثناء


كان البرتوا ينعم بنوم هانئ في غرفته حتى اقتحم الشرطي غرفته

انتفض البرتوا من فراشه ثم رفع يده و كأنه يقوم بتسليم حاله

_انا حقًا لم افعل شئ، انا لست من تلك العائلة صدقني، لا تقوموا بالقبض عليّ. 


تعجب الشرطي من لهجته الانجليزية ف بالنهاية هم بإيطاليا لكنه عقب على حديثه بهدوء

_اهدأ سيدي، نحن نقوم بتفتيش المنزل ليس اكثر. 


رفع البرتوا حاجبه باستنكار و ما زال النعاس يراوده

_لماذا؟ 


_هذا إجراء روتيني لا تقلق. 


❈-❈-❈


كانت الشرطة تبحث بكل إنش في القصر حتى توقف احد الشرطيين امام بوابة القبو الخلفي بالقصر

امر احد الحراس بفتح هذا الباب ف اومئ له و غادر من امامه حتى يأتي بالمفتاح و لكن بالحقيقة لقد ذهب ليخبر لوسيفر

_سيدي، الشرطي يريد تفتيش القبو. 


كان لوسيفر يشرب كوب من القهوة الساخنة في مكتبه، و ما ان وقعت تلك الكلمات على مسامعه حتى وضع الكوب على الطاولة بهدوء ثم اخرج المفتاح من خزنته و وضعه امام حارسه 

_هذا سيفيده في فتح الباب. 


شعر الحارس بالحيرة تجاه لوسيفر هذا ف تسائل بحيرة

_كيف يا سيدي، ماذا عن تلك الفتاة التي وضعناها سابقًا؟ 


ارتشف لوسيفر من القهوة الساخنة ثم تسائل ببروده المعتاد

_اي فتاة؟ 


اجابه الحارس بتلجلج

_تلك الفتاة يا سيدي، التي قامت بتصويرك عندما.. 


_اذهب حتى لا يشعر الشرطي بالملل. 


ظل الحارس بمكانه للحظات حتى التقط المفتاح من الطاولة ثم غادر المكتب. 


❈-❈-❈

عودة مجددًا لأحداث الليلة البارحة


كان يجلس في مقهى وحده، 

و لكن الحقيقة انه لم يكن وحده، 

بل كان الظلام و الوحدة يحاوطونه، 

عمله الذي اعتبره الشئ الوحيد الصحيح بحياته سيتم طرده منه، بسببها، 

لقد تم خداعه من قبل انثى، 

الانثى التي احبها بكل صدق، 

تنفس بعنف و ما زالت كلمات بيل تتردد في اذنيه، 

استقام واقفًا و قد قرر أنه سينتقم منها و سيقوم بكسر قلبها كما فعلت، 

لكن تلك المكالمة التي اتت منها جعلته ينسى كل خططه في الانتقام منها و اجابها بسرعه

_صوفيا، اين كنتِ؟ 


اجابته صوفيا بنبرة اشبه بالصراخ 

_ليو، النجدة، 

لقد قاموا بخطفي، احتجزونني في قبو عفن، لم يجعلونني اتناول الطعام حتى، لقد قاموا بتعذيب... 

لم تكمل جملتها و انغلقت المكالمة


شعر ليو بالقلق الشديد عليها، و قد تناسى تمامًا كل شئ قد قيل عنها، 

كل ما كان يدور في عقله هو إنقاذها، 

ركض بالطرقات حتى وصل الى منزلها، 

دق الباب عدة مرات حتى فتح له رجل سكير 

_ماذا تريد! 


اجابه ليو و هو يلهث

_سيدي، هل تعلم اين ابنتك؟؟ 


زفر الآخر بحنق اثناء غلقه للباب

_لقد اتيت البارحة ايضًا و قلت لك لا اعلم، اذهب هيا انا لست متفرغ. 


وضع ليو قدمه حتى يمنع غلق الباب 

_رجاء استمع إليّ. 


_هل ترى انني في حالة تسمح لي بسماعك يا فتى! 

غادر و لا تدعني اراك. 


اغلق الباب على الفور ف جلس ليو امام منزلها و هو في حيرة من امره، 

لا يعلم ماذا سيفعل، 

لكن ما قطع تفكيره هو توقف سياراتان امامه مصبوغتان باللون الأسود الداكن، 

ترجل منهما الكثير من الرجال ثم اخذوه عنوة، 

حاول المقاومة و الفرار لكن تراخت قوته مرة تلو الاخرى عندما نشروا رذاذ على وجهه و لم يكن سوا مخدر


❈-❈-❈


العودة للحاضر


شعر ليو بألم شديد في رأسه لكنه حاول جاهدًا ان يستفيق 

و ما ان فتح عينه حتى وجد نفسه في مكان غير مألوف بالنسبة له

الحديد يحاوطه من كل جهة لكن عندما نظر امامه وجد حصان ينظر له بحيرة

انتفض من مكانه لكنه شعر بارتياح عندما تأكد من وجود الحصان بغرفة اخرى

دقات قلبه كانت في سباق عندما استمع لصوتها خلفه

_يا حمقى، لماذا جلبتوني هنا، اريد الذهاب إلى القبو مجددًا، هذا المكان لا يحتوي على طعام!! 


_صوفيا! 


توقفت عن ثرثرتها عندما انتبهت لذلك الذي يقنط بالغرفة المجاورة لها

اقتربت من الحديد المفرغ الذي يفصل بينهم ثم تحدثت بقلق

_ماذا تفعل هنا؟ 


ركل الباب بقدمه بعنف و هو يجيبها

_لا اعلم، كنت احاول إنقاذك و عندما ذهبت امام منزلكِ وجدت الكثير من السيارات و لا ادري ماذا حدث بعدها. 


تنهدت بحزن و هى تجلس في زاوية 

_انا اسفه ليو، هذا خطأي انا. 


جلس في مقابلتها ثم تحدث بحنان

_لا عزيزتي هذا ليس خطأك 


شعرت بالارتباك لنعتها بعزيزته لكن ما قطع شرودها هو استئنافه لحديثه

_اشعر الآن بالحماقة. 


_لماذا؟ 


وضع اصابع يديه بين خصلات شعره بحنق

_كدت ان اصدق حديث بيل السام، ظننتكِ.. 


تنهد بضيق و هو ينظر لأسفل و لا يقوي للنظر داخل عيونها

_ظننتكِ خدعتيني. 


عقبت على حديثه بمرح

_حسنًا، في الواقع من الجيد انك جئت لهنا حتى تعلم الحقيقة. 


❈-❈-❈


بمجرد دلوفها للمنزل حتى وجدت ابيها ينتفض من مجلسه و يذهب تجاهها و القلق يعتريه

_انتِ كويسه؟؟ 


تسمرت مكانها و شعرت انها لا تستحق هذا الحنان من والدها

عانقها بشدة و كأنه لم يراها منذ سنوات 

كان يتحدث بلا توقف و يحكي لها عن مدى قلقه عليها طوال تلك الساعات الماضية

ابتعدت عن عناقه ثم انسالت الدموع على وجنتيها 

_مالك يا خديجة! 


انهارت حصونها و جلست على الارض و ما زالت تبكي بلا توقف

_انا اسفه يا بابا، انا اسفه. 


القلق احتل فؤاده اكثر فأكثر، ليس القلق فحسب، بل الرعب دب في جميع جسده

_احكيلي يا خديجة، اي الي حصل يا حبيبتي. 


ازالت دموعها و هى تقص عليه ما حدث منذ البداية 


الصفحة التالية