رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 4 - 1 - الأربعاء 11/9/2024
قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلب نازف بالحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الرابع
1
تم النشر الأربعاء
11/9/2024
مُول، وتَسوق، وفتاتين ، ماذا تتوقعون؟ تجول دام لأربع ساعات مُتواصلة ، يبتاعونَ أي شيء يُقابلونه ويُثير أعجابهم، لو كان بأيديهم، لأخذو المُول بما فيهِ، يخرجون من محلٍ، ثواني معدودة ويدخلون غيرهِ، النيّة كانت شراء فُستان واحد للحفلة، لكن الواقع إلي الآن أشتروا عشرة فساتين من مختلف الالوان والأشكال........
وها هُم يقفون أمام الفُستان الحادي عشر، الذي نال أعجاب "رضوي" حتى الآن، كل مرة تقع عيناها علي فُستان وينال أعجابها، تشتريه فورًا ،وتقول أنه هذا هو الفُستان المناسب ، وما يلبثون حتى يسيرون لمدة دقيقة أو دقيقتين، ويجدون فستانًا آخر ينال أعجابها أكثر من الذي قَبلهِ، فتأخذهُ هو الآخر،ثم تُكرر نفس الحدث، هل تنوي أن تقوم بعرضِ للأزياء الليلة أمّ ماذا؟!.
لقد كان فُستانًا باللون الذهبي اللامع، قصير يصل إلي مُنتصف الفخذ تقريبًا، بدون حمالة وعاري الظهر بينما يتدلي من الخلف، بذيل طويل يصل إلي الأرض، حقًا بدىَ أسطوريًا وفخمًا.... لكن لا يُناسب بتاتًا من هم بعمرها، كان هذا هو المطلوب، وبما أنها كانت تبحث عن تصميم مُعين بداخل رأسها وها هي الآن وجدتهُ، لذا شدت يد"ليلي" المِسكينة تجُرها نحو المحل سريعًا، وكادت الأخري تسقط لثقل الحقائب التي تحملها أجباريًا وحدها،لأنّ الأخري بالطبعِ مُنشغلة بأختيار عشرات الفساتين لأجل عرض الأزياء الذي سيُقام اللية،لا تُري سوى هكذا........بذخ بذخ
❈-❈-❈
جلسَ في صالة شقتهِ يحتسي القهوة، بينما يُجري عدة اتصالات خاصة بالعمل، قبل أن ينشغل بالمهندسين اللذين سيُشرفون علي ترتيب الحفل الليلة ، والذي قد تبقي علي حضورهم ساعة واحدة تقريبًا،ويود أنّ يُشرف بنفسهِ علي الترتيبات،لتفادي أي شئ يُخرب اليوم علي "رضوي" لا يُريدها أن تشعر بالغُربة وسطهم،لذا يُغدقونها جميعًا بالأهتمام والحُب،يُريدها أن تعتاد عليهم كأنهم أهلها بالفعل،وتشعر وسطهم بالأُلفة والدفء .......
أنتهي من آخر أتصال، ومازال يحتسي من فنجانهِ بترويٍ ، فأخذ يتصفح فالهاتف لحين أنتهاء قهوتهِ، وجد رسالة غير مقرؤة علي تطبيق" الفيس بوك"، وكما توقع كانت من تلك الصفحة الوهمية التي تُطاردهُ مُنذ فترة ، الخالية من أي منشورات، وحتي الأسم مُستعار ولا يُشير إلي شيئًا يفهمهُ أو يستنبط منه شخص معين ......
قرأ محتوي الرسالة القصيرة تلك بعينيهِ أولاً"اخبر عيناكَ الجميلةَ أنّ تكُفَ
عبثاً بِقلبي ".
وهنا أبتسم أبتسامة لا تكادُ مرئية، أبتسامة خفيفة نمت علي أستحياء علي محياهِ، يتأمل الرسالة ثُم قرآها بصوتٍ مسموع،إلي الآن قد قامَ بأعادة قرأتها لعشر مراتٍ تقريبًا، يعقد حاجبيهِ،وكأنه هكذا سيستطيع أن يُخمن هوية المُرسل ، إلي الآن ومُنذ أشهر وهو يود أن يعلم من صاحبة تلك الرسائل؟ ولِمَاذا تبعثها لهُ بشكلٍ مُتكرر وأيضًا لا تنتظر منهُ ردً، وأيضًا لا تود الأفصاح عن هويتها.....
أرتفعت أصابعهِ تعبثُ بالرسائل السابقة بتواريخ مُتقاربة، فكانت لا تبخل عليهِ، كل يومٍ تقريبًا تُغدقهُ برسالة مكتوبة بعناية، ودقة في أختيار الكلمات والألفاظ.......
بات يشعر بالحيرة تجاه تلك العاشقة السرية، وهنا قال عاشقة لأن كلماتها لا تخرج سوى من عاشقة، تُلقي برسائل الغرام علي محبوبها، فالبداية كان يظن أنها مُخطئة فالحساب، لذا لم يبالي للأمر فالبداية، لكن تكررت الرسائل، مما يدل علي أنها تقصدهُ هو بعينهِ، من تكون ياتُري؟،اليسَ هو بكبيرًا علي تلك التصرفات الصبيانية؟؟
ولِمَاذا هي مُتخفية لا تود أن تظهر، أفقط تود أثارة حيرتهِ من بعيد؟ وقد نالت ما تود هو بالفعل يشعرُ بالحيرة الشديدة كُلمَا أتي لهُ أشعارًا أن رسالة قد وصلتهُ منها، لدرجة أنه أصبحَ ينتظر رسائلها وبداخلهِ فضول كبير لمعرفة ماذا ستكتُب تلك المرة،والمرة التي بعدها .....
الأمر يذدادُ تعقيدًا كُل مرة... و يذدادُ حيرةً...... وفضول، ولأنها تقوم بحظرهِ حتي لا يرد، لم يستطع الوصول لها، مؤخرًا قررَ تجاهلها وأن لا يُعطي للأمر أهتمام، لكن مع تكرار رسائلها، عاود مرة أخري ينتابه الفضول تجاه معرفة هويتها.....
جعلتهُ يشكُ بمن حولهِ، فجميع النساء الذي تعاملَ معهم، حتي أنه فكرَ في الفتايات اللاتن كانَ معهُ بالجامعة.... ولقد تطور معهُ الأمر وجعلهُ يشكُ في "رضوي" الصغيرة، من شدة حيرتهِ ظنً منهُ أنها تود أن تعبث معهُ، لكن فورًا نفض الفكرة عن رأسهِ، كيف يفكر هكذا أصلاً أنها "رضوي" شقيقة أبناء أخيهِ، أنها تُناديه بـ عمو،فتاة صغيرة ........
و فكرَ أيضًا بـ "نانسي" أقرب توقع، لأنه بالفعل يشعر دائمًا أنها تحمل له المشاعر وتُميزه عن الجميع بالرغم من أنها لأجل كبريائها لا تُظهر هذا، لكنه بالفعل يشعر،ولكنه لا يُظهر لها أنه يُلاحظ شيئًا،لكنهُ بات متأكدًا مؤخرًا، أيمكنُ لأنه هو أيضًا يحمل لها من المشاعر ولو قليلاً، يراها جيدة، ذكية طموحة، هادئة، عاقلة، ناضجة، وأبنه عمهِ وبينهم توافق فكري كبير، وتوافق عملي، أمام كل هذا المشاعر ليست مهمة، لا تُساوي شيئًا إلي جانب كل هؤلاء المُميزات، فهو ممن مُقتنعون بأن التوافق الفكري والأنسجام والشعور أن أفكاركم مُتقاربة وأنكم تفهمون بعضكم البعض هذا أهم من الحب،وفوقَ الحُب أيضًا .........
لكن كيف، أنها عاقلة، ليست الشخصية التي تُفكر في مثل تلك الحركات الصبيانية المتهورة، فالنهاية أغلقَ الهاتف، بعد أن أنتهت قهوتهِ، يستعد للنزول، فالتفكير في ذالك الأمر قد ذاد عن حده، ويجب أنّ يضع له حد ويقطع الشك باليقين أذاكانت هي "نانسي"؟.....
❈-❈-❈
." بالأسفل".
أجتمعت العائلة في جو دافئ المنزل مُمتلي وبهِ فوضة وضجيج، لكن ضجيج مُحبب للقلوب، أجتماع الأحباء بهذه الطريقة لطيف جدًا ويبعث طمئنينة فالقلب، لأن اليوم هو يوم مولد"رضوي "فَـ هذا يُعني أنها ستُقام حفلة مُمبزة وصاخبة الليلة علي شرفها وسيحضُرها الجميع، في كل مرة يتزامن يوم مولدها مع الأجازة الصيفية، حيث أنها قبل سنة فقط، كانت تعيش بصحبة والداها في دولة المغرب ودراستها هناك، وتأتي لزيارة والداتها فالأجازة الصيفية والتي تَقضيها بصُحبتهم......
أستمرَ ذالك من مُنذ أن كانت فالخامسة عشر من عمرها، حتي سنة مضت، عندما قررت الأستقرار هنا مع والداتها بعد أن تزوجَ والداها وسافرَ إلي فرنسا، رفضت هي السفر وفضّلت العيش مع والداتها،ونقلت جامعتها هنا.........كانوا يعاملونها بدلال شديد حتي لا تشعر أنها غريبة بينهم، كانوا يفعلون لها ما تشاء....
وجدَ بالصالة زوجات شقيقيهِ يساعدون في أمور الطبخ وكانت تجلس معهم" نانسي"والتي عندما رأتهُ تركت طبق الفواكه التي كانت تقوم بتقطيعيهِ كمُشاركة معهم بالأجواء، ثم اقتربت منهُ قائلة:
_"كُنت مستنياك من بدري، عايزة أروّح أجيب لَـ رضوي هدية علشان لحد دلوقتي مجبتش حاجة، وعايزاك تجي معايا، أنا معرفش هي بتحب أي وكده، انتَ ممكن تعرف".
اومأ برأسهِ بنعم، ووجدها فرصة للحديث معها فأمر الرسائل اللذي يُشغل بالهُ منذ فترة، بالرغم من أن المهندسين علي وصول، ألاَ أنه كلف تلك المُهمة لـ"طارق"، و"نادر"....
_"ماشي يلا بينا ".
تهللت أساريرها فرحًا، ثم قالت بحماس:
_" ثواني أجيب شنطتي".
هرولت تلتقطُ الحقيبة من أعلي المقعد، ثم عادت مرة اخري قائلة:
_"يلا بينا..... ".
دقائق وكانت تستقلُ السيارة بجانبهِ، وأنطلقوا إلي وجهتهم، لم يأخذ وقتًا طويلاً في أختيار الهدية، فـ" مُراد"أقترحَ عليها أن تأتي لها ببعض الكُتب هي ستُحب ذالك كثيرًا، حيث أنها عاشقة للكُتب والقراءة بشكلٍ عام ، فذهبوا إلي مكتبة ما قريبة منهم وأبتاعوا لها صندوقًا مُزين بطريقة لطيفه وبهِ سلسلة من أحدي الروايات الأسطورية تميلُ إلي الطابع الرُومانسي، نوعها المفضل، وها هُم في طريقهم للعودة.....
بينما كان ينظر أمامه إلي الطريق بأنتباه،كانت هي تنظر لهُ تُراقبهُ عن قرب بأعين لامعة، سألها دون الألتفاته لها، يقول فجأة:
_"مش كبرتي علي الحركات دي يا نانسي؟ ".
تصّلبت عينيها بصدمة، هل أنتبهَ لتحديقها بهِ، توترت قليلاً لكن سرعان ما أخفت ذالك ببراعة، تُجيبهُ بعدم فهم تردُ علي سؤالهِ بسؤال آخر:
_"حركات أي تقصّد؟ ".
نظرَ لها بطرفِ عينيهِ بخُبث ظنًا منهُ أنها تعلم ما يرمي إليه لكن تتصنع الجهل، لذا قال:
_"حركات يا نانسي، رسايل الغرام اللي من حساب فِيك.....مش متعود منك عالحركات دي، أنا متعود علي نانسي الجريئة إللي بتعمل وبتقول أي حاجة هي عايزاها".
عقدت حاجبيها بإستغراب صادق، تسأله للمرة الثانية:
_"لا معلش مش فاهمه رسايل أي وحساب فيك أي؟... ".
لم تتلقي منهُ ردً أو توضيح بل أخرجَ هاتفهُ يثبت لها صحة حديثهِ ، فأخذتهُ منهُ تُقلب فيه، وتقرأ تلك الرسائل بتمعن وتركيز، تشعر أنها قرأت تلك الكلمات في مكانٍ ما من قبل، لكن أينَ لا تتذكر، ظلت تقرأهم مرارًا وتكرارًا....
ثم مدت له الهاتف مرة اخري قائلة:
_" لا مِش أنا... وأنا هعمل كده ليه؟ ".
هنا ذادت حيرتهُ أكثر، فـ كان يأمل أن تكون هي وينتهي أمر حيرتهِ، فسألها مرة أخري بتأكيدٍ وكأنها ستكذب عليه مثلاً:
_" مُتأكدة يا نانسي ".
نظرت لهُ بغرابة:
_" أيوه مُتأكدة يا مُراد في أي؟ أكيد يعني أنا مش بتاعة حركات العيال دي ".
زفر بضيق، من ثم انهي النقاش قائلاً:
_" ماشي، أكيد ده حد بيستظرف".
هُنا توسعت أعينها بصدمة كبيرة حينما تذكرت أين رأت تلك الكلمات، "رضوي"، رأتهم في دفتر" رضوي " الخاص، نعم نعم، تذكرت، نفس الكلمات بالحرف، أخذ قلبها يدق بعنف خوفًا، أيعقل أن تلك الفتاة تُحبه وهي التي تبعث له بتلك الرسائل الغرامية، تبًا كيف!؟
نعم نعم، الآن لقد فهمت لماذا تكرهها بتلك الطريقة؟؟، أيعقل، ما تلك المعضلة إذًا، هل هل هو أيضًا من الممكن أن يحبها، لا لا، فالنستبعد تلك الفكرة تمامًا تمامًا، أنه لن ينظر لها بالفعل أنها طفلة صغيرة بالنبسة له، أذًا عليها أن تطمئن أنه اذا اراد الزواج لن يفكر فتلك الطفلة التي بمثابة أبناء شقيقهِ الصغار.......
دليلاً علي ذالك أنه حين فكر فمن من الممكن أن تكون صاحبة الرسائل، فكرَ بها هي وليس تلك الطفلة المُدللة........