-->

رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 4 - 2 - الأربعاء 11/9/2024


قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلب نازف بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل الرابع

2

تم النشر الأربعاء

11/9/2024


. "مساءًا". 


ليلة صيفية دافئة، مع نسمة هواء خفيفة، أضائة كثيرة، مُنبعثة من كل أتجاه، الورود تنتشرُ علي الجوانب، كانت الحديقة الليلة، والتي قد أُعدت بعناية لإقامة الحفلة بها، تحت إشراف مُهندسين ديكور، أشرفوا علي تجهيز كل شئ علي أكمل وجه، من أجل أميرة الحفلة الصغيرة....... 


قد أمتلئت الحديقة الواسعة بالطاولات للمعازيم والمدعوين، وهناكَ في نهاية الحديقة، وقفت هي بين أصدقائها يرقصون بحماس علي أصوات المُوسيقي العالية فالخلفية، أشتعل جو حماسي كبير فيما بينهم، مُستمتعين بالأجواء..... 


لقد بدأت الحفلة مُنذ ما يُقارب النصف ساعة فقط ليسَ إلاَ، قضتهم هي بين أصدقائها يرقصون، وقد كانت كالأميرة بينهم، بفُستانها اللذي أقلَ ما يُقال عنهُ أن خُرافي ليس مبالغة بالمرة، بل هو فعلاً رائع، فكان باهظ الثمن ومن أحدي الماركات الشهيرة، وكأنه كان مُفصلاً لها خصيصًا، فقد كان يلتقصُ علي جسدها كجلد ثانٍ، يَبرز أنحنائات جسدها الممشوق، وقد أظهرَ نصف قدميها من الأسفل بسخاءٍ حيثُ فقط يصل إلي مُنتصف الفخذ، وذراعيها كانوا مكشوفتان،بدون أي أكمام أو حمالة رفيعة حتى،يكشفُ عن عُنق مرمري طويل تتدلي منه قلادة طويلة مُرصعة بحبات لؤلؤ صغيرة، تتدلي نهايتها إلي الجزء المكشوف من مُقدمة صدرها... 


وأيضًا ظهرها كان عاريًا، الفستان عاري جدا للأسف برغم جماله ألا أنه لا يناسبها، ونصحتها" ليلي"أنه مبالغ فيه فالعُري ولا يُناسبها، وأقترحت عليها أن ترتدي أي فستانًا آخر من الذي أشترتهم لكنها أصّرت علي هذا دونًا عن الأخرون..... لـِ غايةٍ ما وهدفٍ في رأسها هي فقط لا يعرفه أحد سواها...... 


ونزيد فوق كل هذا، أنها تركت شعرها الطويل مُنسدلاً علي طول ظهرها، فقد أخفي ظهرها العاري وهذا أفضل، وأتقنت زينة وجهها علي أكمل وجه، طلاء شفاه بلون صارخ، وظلال جفون باللون الأسود، عطر غاية فالروعة،ولن ننسي طلاء الأظافر بلون فاتح مُقارب من لون الفُستان.......كانت فاتنة جدًا ومُغرية بمظهرها هذا، لكن كل هذا لا يُناسبها، لا يُناسب شخصية "رضوي"، هي لا ترتدي فالمُعتاد ملابس كاشفة أو فاضحة هكذا  ولا حتي تضع مكياجًا صارخًا هكذا.... حتي أن الجميع عندما رآوها أندهشوا جدًا، بالنسبة لهم هذا شيئًا غير مألوف،حتي الخدم أستغربوا،لكن لم يقوي أي أحدٍ علي الحديث أو أنتقادها،خوفًا علي مشاعرها ...... 


" رضوي "، التي لا ترتدي سوي الملابس الرياضية الفضفاضة والمريحة، نعم تكون أوقات قصيرة أو مكشوفة، لكن ليسَ هكذا..... 


حتي أن كانت ترتدي مثل هذا الفستان عادةً فالمناسبات سيكون الأمر طبيعيًا قليلاً، لكنها أيضًا لا ترتدي مثله فالمناسباب.....


❈-❈-❈


أبتعدت عن أصدقائها قليلاً، تسير بين الناس، ترفعُ ذيل ثوبها من الخلف، وكعب حذائها العالي، يصدر صوتًا لذيذًا، كانت تبحث عنه بعينيها، مُنذ أن رأته قبل نصف ساعه عندما نزلت فالبداية ولكنه لم يراها، وهي إلي الآن لم ترآه أختفي..... 


قابلتها والداتها في طريقها، تسألها: 


_" أي يا ريري سايبة صُحابك ورايحة فين؟ ". 


توترت قليلاً، تعدل من طرف ثوبها، قائلة: 


_" رايحة الحمام وراجعة ". 


تخطت والداتها تسيرُ بهدوء نظرًا لأنها تخشي أن تتعركل بذالكَ العكب العالي، لانها بالأساس لا ترتديه فالمُعتاد، فقط اليوم استثتاء ليس إلاَ...... 


تخطت سريعًا كل من يقابلها ويُوقفها يُهنئها، تُكمل بحثها عنه وعن تلك الحرباء المتلونة، وأخيرًا وجدتها تقف بجانبهِ مُلتصقة بهِ كظلهِ كما توقعت تمامًا، كان يقف بينهم بعض الرجال ومعهم زوجاتهم ، أصدقاء لهُ،كانوا، أو من العائلة، لأنها بالفعل لا تعرفهم....... 


كانت تقف بعيدة عنهم بمسافة، ظلت بمكانها تُراقبهم فقط،" نانسي"، كانت فاتنة جدًا، ولا أحد ينكر ذالك حتى هي، والليلة كانت أكثر فتنة، بفُستانها الكلاسيكي الهادئ باللون الأسود، ذو أكمام طويلة شفافة، ضيق يرسم جسدها الممشوق، ويصلُ إلي رُكبتيها مع حذاء بنفس اللون ذو كعب ليس بطويل، لأنها طويلة فعليًا...... كانت ذات طلة هادئة الليلة علي عكسها هي تمامًا....... 


كانت تتحدث بذوق إلي الضيوف الذين يقفون معهم، أبتسامة واثقة، طلة هادئة، وكأنها تعرف كم هي جميلة ولا تمانع في أن ينظر لها الجميع علي هذا المنوال، وكان هو ملتصقًا بها وكأنه يتباهي بها أمام أقاربهُ وقد ظهرَ ذالك‌ واضحًا من خلال نظراتهِ المُتفاخرة بها كُلمَا تحدثت بأتقان وبراعة مع من معهُ من أصدقاء عمل......... 


للحظة شعرت أنها تود البُكاء، أو الأختفاء من هنا، داهمها شعور بالأختناق هكذا فجأة، ولم تدري سوى بنفسها تتوجه ناحية الداخل، وتصعد إلي شقتهم سريعًا..... 


❈-❈-❈


ما أن دخلت إلي شقتهم، توجهت صوب غُرفتها، وقد كانت الشقة فارغة طبعًا، أغلقت الباب من خلفها بقوةٍ، مُتنهدة بقوة،ولأن الكلمات لا تكفي لوصف الشعور،أُخترعت التنهيدة، بعدها أنفجرت في البُكاء هكذا دونَ سببٍ، عينيها أخذت تذرف الدموع بغزارة وكأنها لم تبكي من قبل، من قوه الغصة شعرّ أن قلبها يبكي قبل عينيها...... 



بأقدام ثقيلة، أخذت تسير إلي حيث سريرها، وجلست عليهِ بوهن والضيق يكتم علي صدرها، أنحنت تنزع عنها ذالك الحذاء اللعين، وقد تلونت قدميها البيضاء باللون الأحمر الخفيف، دلكت قدميها قليلاً ببُطء، قبل أن تنهض..... 


وأفلتت نفسها من ذالك الثوب المقرف، نعم باتت ترآهُ مقرف ومقزز، ولا يناسبها، كانت مخطئة تمامًا حينما فكرت أن تتغير حتى تلفت نظره تجهاها، عندما فكرت في ذالك لم تكن متأكدة مئة بالمئة أنه سوف ينظر لها من الأساس، حتى وأنّ كانت بأي مظهر، والآن باتت مُتأكدة  مليار بالمئة أنهُ لن ينظرَ لها أو يراها كما تراه هي..... 


الأمر أصبح، أمرًا واقعًا، وعليها تقبلهُ، ماذا عساها أن تفعل، نعم أنها تحبه وللغاية، وكأنهت لا تراى رجلاً غيرهِ علي هذه الكوكب الكبير، تعشقه وتعلم منذ البداية أنه لا أمل، لا أمل بينهم، هو مستحيل ينظر لها ويتمنها زوجة له كما لا تتمني هي غيرهِ، هو يرآها مثلها كمثل شقيقتيها الصغار، يكفي هكذا هي تُتعب قلبها وعقلها دون فائدة........ 


كانت تخشىٰ أن تظل هكذا ‏تحدّق في الأشياء التي تحبها، ‏ولا تلمسها، لكن وجع الكتمان أرحم بكثير من البواح والأعتراف، بماذا تود أن تعترف، أهي غبية إلي هذه الدرجة، لم تفكر بها بتاتًا فكرة أستبعدتها منذ أن شعرت أن قلبها يدق له لأول مره، علي عكس أنه في العادي، فكرة الأعتراف تكون مسيطرة علي الذي يُحب، لكن في، حالتها تلك كُتبَ عليها التألم في صمت، في صمت تام........ لكن صمت البراكين لا يعني أن أحشاءها باردة، ‏تشعر الآن وكأن حرارة العالم عالقة في داخلها...... 


نزعت الفستان عنها، تركلهُ بعيدًا عنها بقوة وقرف، وفقط بقيت بثوب حريري بدون أكتاف يصل إلي نصف فخذها فقط، وبـ أنهماك وضعف، جلست بمكانها علي الأرضية، ومازالت مُستمرة فالبُكاء، وقد تشكلت خطوطًا سوداء علي طول خديها بعد أن فسد كُحل عينيها الأسود ولطخَ وجهها بفعلِ البُكاء..... 


لقد أصبح اليوم، أسوء أيامها، المشاعر المُتضاربة، والأفكار الكثيرة تشوش رؤيتها الآن تبكي لا تعلم علي أي شئ تبكي تحديدًا، لكن ما تعرفه أنها تبكي علي حُبها الضائع، الذي كُتب له الفناء قبل أن يُوجد أصلاً...... 


تبكي علي حالها وعلي ما وضعت بهِ نفسها، فجأة هكذا ودون سابق إنذار وجدت نفسها تستفيق كمن كانت بغيبوبة ما، لكن غيبوبة دامت طويلاً، دون حتى حسب حساب للمكان والزمان، فقط شعرت أنها أستفاقت فجأة، فسريعًا أتخدت غُرفتها ملجائًا لها تحتمي بهِ..... 


هي المُخطئة، نعم لا يوجد هنا أحد تُلقي عليه اللوم سوى نفسها، هي التي من البداية حينما شعرت ولأول مرة بشيئًا تجاههُ، لم تُوقف نفسها عند حدها وهي تعلم أنه  من المستحيل أن يجتمعان..... هي مجازفة كبرى أن تطلق من قلبك غزالََا في غابة كهذا العالم..... 


نهضت من مكانها بعد بكاء دام طويلاً، وأتجهت صوب مرآتها تمسح تلك الالوان التي لطخت بها وجهها وشوهت جمالها الرقيق، لأجل أن تظهر أمامه بمظهر امرأة فاتنة كبيرة وناضجة........ 


بعد ربع ساعه، اغلقت الشقة خلفها بعد أن بدلت ثيابها إلي أخري مكونة من بنطال أبيض، وسترة لامعة من اللون النبيذي، ورفعت شعرها بتسريحة لائقة ولم تضع ايًا من مستحضرات التجميل، تحمد ربها أنه بالفعل لم يراها بهيئتها المُخجلة السابقة......