-->

رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 4 - 3 - الأربعاء 11/9/2024

 

قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلب نازف بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل الرابع

3

تم النشر الأربعاء

11/9/2024



أخذت تسيرُ في صالة المنزل الكبيرة، أصوات الموسيقي العالية يرن صداها فالمنزل، كانت تتنهد كثيرًا تلكَ الليلة، لا تفعل شيء سوى أنها تتنهد، تشعرُ أنها تخسر... تخسر فقط، تخسر ماذا؟ لا تعرف، من الممكن أنهُ حب، حُب أنتشلها من بُقعة حياتها الروتينة المملة والحزينة أيضًا...... 


فـ كانت تشعرُ دومًا أنها ليست مُهمة لدي أحدٍ، دائمًا كانت الأختيار الثاني والمحطة البديلة، فمُنذ أن كانت فالعاشرة من عُمرها عندما قررت والداتها أخيرًا الأنفصال بعد علاقة بائسة جمعتها بوالدها، زواج خطأ منذ البداية، تحملت هي نتيجتهُ بالرغم من أنها لا تُظهر تأثرها بذالك، ألاَ أنها بالفعل قد دفعت ثمن أختيار فاشل، أبً أختار أمرأءة جميلة ارستقراطية من عائلة كبيرة، واجه أجتماعية، وأمٍ أختارت راجل حُرً يعيش حياة المغامرة والتنقل، كانت تود أن ينتشلها من ظُلم وتحكم أبيها فيها، لم تكن تنظر إلي أموال ولا أي شيء، فعائلة والداتها غنية، لكن جدها كان متبلدًا مُتسلطًا، وكان يظن أنه يفعل ذالك بدافع الخوف علي أبنتهِ الوحيدة، علي أربع أولاد...... 


فوجدت فُرصة جيدة في الفرار من قبضة أبيها، كانت علاقة مُرضية لكِلا الطرفين، لأن كُلاً منهم وجد في الطرف الاخر ما كان يبحث عنه، لكنهم نسوا شيئًا، شيئًا مهمًا للغاية، شيئًا وجوده يُنعش أي علاقه، وعدمه يقتلها..... 


الحُب، لم يكن يومًا الحُب بينهم، لم يسمحوا لأنفسهم بأن يطلقوا أسهم مشاعرهم ناحية بعضهم البعض،لـ. كانت حياتهم أفضل من الآن... 


سنتين فقط، سنتين وأستفاقَ كُلاً منهم، حيث وجدوا أن كُلاً من أسبابهم الأولي في هذا الزواج أختفت لم تعد متواجدة، والدها رأي أن حياته بائسة خالية من أي روحٍ أو سعادة، روتينة مملة لأبعد حد.... 


ووالداتها بعد وفاة جدها، وجدت أنها بالفعل تحررت للأبد، ولا تحتاج لوجود والداها، حيث أنه محررها السابق، لكنهم ظلوا صامدين ينزفون أعمارهم في حياة باردة بائسة فقط من أجل أن هناك فتاة صغيرة بينهم، فتاة لا يريدون لها حياة مشتتة متفرقة أبيها في المشرق وأمها فالمغرب، لكن لم يصمدوا كثيرًا فعندما بلغت هي العاشرة تم الطلاق رسميًا وعادت والداتها إلي مصر، بعد أن كانت تعيش مع أبيها في دولة المغرب لأجل عمله، وعاشت هي مع والداتها في منزل جدتها لسنة، خلال تلك السنة تعرفت والداتها علي السيد "حاتم" حيث كان يعمل طبيبًا في مستشفى قريبة من بيت جدها...... 


وذات مرة تعبت جدتها تعبًا شديدًا، فجأء بهِ خالها لكي يفحصها، فرأي والداتها ووقعَ في غرامها كما يقولون من أول نظرة... 


شهر واحد فقط الذي مر وكانت في بيتهِ، ولم يبالي لكونها مطلقة ولديها فتاة بالرغم من أن والداتهُ مانعت فالبداية لكن فالنهاية رضخت أمام أصرار ابنها......فعادت بعدها لتعيش مع أبيها فالمغرب، عاشت معه لست سنوات كاملين، كان والداها حقًا حنونًا يعاملها بحب ولطف كان أبًا جيدًا لكن ليس زوج جيد بالتحديد لوالداتها........ وبعدها وقع ابيها أيضًا في غرام سيدة كانت تعمل معه ثم تتزوجها، فعادت مرة ثالثة إلي أرض الوطن تعيش مع والداتها وشقيتيها.... 


كل هذا أثر بها للغاية لكنها لم تظهر ذالك، تأكدت أنها ليست مُهمة لدي أحدٍ، وكثيرًا ما كانت تتسائل لماذا تعيش أصلا ولَـ من؟، حتى ظهرت الأجابة، ظهرت قبل سنتين من الان، عندما وقعت بغرامهُ، كانت حينها فتاة فالثامنة عشر من عمرها، للتوها أنتهت دراستها الثانوية ودخلت إلي الجامعة....... 


كانت مرتها الأولي في الحُب، لأول مرة تشعر بتلك المشاعر، ‏منذ أن التقيا نبّهها  قلبها ، ليس لهذه الملامح أن تكون عابرة، فطُبعت الملامح في أطار قلبها كنبتة صامدة لا تفني مهما جاء عليها الزمن..... 


‏‎اكتشفت  أنها وقعت في الحب بشكلٍ كارثي، رأس لا يهدأ، لا يكفّ عن التفكير بهِ  في كل ثانية يجتاح أفكارها، حتى في أوقات نومها، يأتي دائمًا لزيارة أحلامها،تستيقظ تفكر به،وكأنه عمل لكن بدوام مبكر جدًا، لاتستطيع المجابهة،شعرت أنها تغرق ولأوّل مرة تمنت أن لا يرمي لها أحدهم طوق نجاة لينقذها  من كل هذا...... 


كل هذا وهي شاردة تستندُ برأسها إلي العمود من خلفها ولم تخرج من المنزل بعد، نزلت دمعة وحيدة علي وجنتيها، عندما شعرت أنها قررت ترك الشئ الوحيد الجميل في حياتها، لكنها مرغمة ما باليد حيلة..... 


رأت "نادر" يدخل من باب المنزل الخلفي الذي يؤدي إلي الحديقة، وكان يبحث عن شيئًا بعينيهِ حتى وقعت عينيهُ عليها، فأتجه صوبها، علي الأرجح كان يبحث عنها، لذا تنهدت تنهيدة طويلة تحاول أن تظهر علي طبيعتها أكثر، ومسحت وجهها سريعًا...... 


أقتربَ منها، ينظرُ لها ببرود، نعم ولأول مرة فحياتهِ يشعرُ علي دمهِ ويأخذ منها موقف بسبب تجاهلها له، فكان طوال الاسبوع المنصرم،لم يحتك بها أويضايقها بمطارادتهُ لها كلعادة، لكن ماذا يريد الآن...... 


نظرت له بملامح خالية من أي تعبيرات، وقف في مُقبالتها تمامًا ينظر لها من الأعلى إلي الأسفل بتفحص، شعرة هي ببرودة تسري في جسدها فجأة، وضع يديهِ في جيوب بنطالهِ، قائلاً ببرود ونبرة جامدة: 


_"واقفة عندك ليه كده؟ ". 


بللت شفتيها بطرف لسانها، ثم أجابتهُ بهدوء: 


_" مبعملش حاجة". 


أجابته ببساطة وهدوء دون مماطلة هي ليس لديها أي طاقة لدخول نقاش مع "نادر" الآن فقط سترد عليه بما يود معرفته وترحل دون أي صدام، بينما هو أستغرب ردها الهادئ، وأنها لم تتمرد كعادتها أو ترد عليه بجمود وعناد، لذا سألها، بعيون ضيقة: 


_"لا متقوليش، خلاص عقلتي وعرفتي أن مالكيش غير نادر". 


زفرت بغيظ، ترمش بأهدابها الكثيفة بضيق، ثم قالت بنفس النبرة الهادئة: 


_"نادر أنا مش طايقة نفسي، أبعد عني الساعة دي الله يرضي عنك، وأرحمني شويه ". 


حكَ أرنبة انفهِ:


_" يبقي لسه برضو منشفة دماغك،يبقي تستاهلي أن أكسرهالك". 


نظرت له بتحدي: 


_"لا أنتَ ولا عشرة زيك". 


بنفس نظرة التحدي خاصتها، نظر هو لها ايضاً، وقد أقترب منها قليلاً برأسهِ، وكانت هي بدورها تعود إلي الخلف حتى التصقت بالعمود خلفها،: 


_"لا هيحصل وهتشوفي، هكسرلك دماغك الناشفة دي، وهكسرلك عينك اللي بتبصيلي بيها كده، وقلبك اللي جايبك ده وماويك ومخليكِ شايفة نفسك علينا؟ ". 


دفعته عنها بكلتا يديها من صدرهِ، فأبتعد ينظر لها بشر، قائلاً من بين أسنانهِ بفحيح أفاعي:


_" كلمتين حُطيهم حلقة في ودنك، لو مش هتكوني ليا بمزاجك، هتبقي غصبن عنك، وبشوقك بقي، أنا بعرفك بس، وأنا قد كلمتي..... سلام يا قُطة ". 


‏‎وجود الرأس في الجسد حقيقة ثابتة, لكن وجود العقل داخل الرأس تلك مسألة فيها نقاش، وهي تشك أنه لا يملك عقلًا من الاساس، قال كلماتهِ وأبتعد عنها ينوي الرحيل، ما أن أبتعد زفرت هي الهواء بأرتياح، لا تدري لِمَ شعرت بغصة في قلبها عندما قالت كلماتهِ، أيعقل انه ينوي لها بالشر، لا لا، أنه" نادر"يتحدث أكثر مما يفعل لا يجيد شيء فالحياة أكثر من الثرثرة في كل وقت....... 


ضيقت عينيها بسأم ما أن رأته يعود مرة أخري ولكن تلك المرة يحمل كيسًا للهدايا، ثم مده لها قائلاً بإبتسامة سمجة: 


_"اول ما شوفته متخيلتوش غير فيكِ، أتمني لما أشوفه عليك قريب يطلع بنفس الصورة اللي رسمتهالك فخيالي..... ". 


ثم فرَ من أمامها مغادرًا نهائيا تلك المرة، بتوتر اخذت تتفقد محتوي ما بين يديها، لكنها شهقت بصدمة وتوسعت عينيها فور أن رأت ما بالداخل، رمت الكيس جانبًا وأخرجتها كانت قماشة حريرية سوداء اللون، عدلته وهي تتمني بداخلها أن يخيب ظنها، لكن لم يخيب، كما توقعت، أنه قميص نومٍ من الحرير قصير بحملات رفيعة ونهايتهُ شفافة........ 


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة