-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 23 جـ2 - 2 - السبت 14/9/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثالث والعشرون

الجزء الثاني

2

تم النشر يوم السبت

14/9/2024 





ها هو يضغط على نقطة الضعف الخاصة بها، وهي العاطفة، ولكنها ايضا دائما ما تُحكم العقل، إذن ماذا تفعل في هذا الوضع؟


- طب أجلها شوية على ما اشوف طريقة.... أو حل.


عاد يتطلع اليها ولكن بملامح ارتخت قليلًا عن البداية،  يظهر استجابة :

- ماشي يا بهجة،  وانا في الانتظار، بس ياريت متأخرين.

عادت اليها الابتسامة تقول بمرح:

- ان شاء الله يكون قريب، تصبح على خير بقى .


- وانتي من اهله يا بهجة قلبي، المهم خدي دي قبل ما تنزلي 

قال الاخيرة يتناول تلك العلبة المخملية من جيبه، ليضعها في كفها، ثم مال نحوها، وقد بدا انه على وشك ان يخطف قبلة من وجنتها ، ولكنها انتبهت سريعًا، تترجل من السيارة، قبل ان يخرج احد من اشقاءها ، ويكشف الامر. 


لتلوح له بكفها على حرج:

- معلش بقى ، كدة احسن، سلام 


ردد متمتمًا خلفها بغيظ:

- سلام

❈-❈-❈


صباح اليوم التالي 


وعلى طاولة الطعام كان الأشقاء الاربعة يتناولون وجبة الإفطار قبل ذهابهم الى وجهاتهم ان كانت الدارسة او العمل، والحديث بينهم الاَن كان عن نجوان.


- انتي بتتكلمي جد يا بهجة؟ يعني نجوان بقت عاقلة وبتتكلم زينا دلوقتي،. وانا لو قعدت معاها، هتاخد وتدي معايا فى الكلام؟


كان هذا استفسار عائشة التي مازال عقلها لا يستوعب ما تتفوه به شقيقتها بهجة والتي ردت بمرح:


- يا بت امال انا بتكلم في ايه من الصبح؟ نجوان بقت حاجه تانية غير اللي تعرفيها،  او ع الأصح، هي رجعت لطبيعتها،  هانم بجد، حتى لو نفسيتها لسة تعبانة وجروحها مطابتش لحد دلوقتي 


تدخلت جنات تستفهم:

- طيب ولما هي تعبانة فاقت ازاي؟

أومأت بهز كتفيها تجيبها:

- معرفش والله دا حصل ازاي؟ ممكن تكون بإرادة منها ، او ممكن تكون صدمة لما شافت حاجة جوزها، بس في كل الحالات بيبقى الشفا من عند ربنا، ومتنسوش طبعا انها ماشية على علاج بقالها سنين 


عقب إيهاب برجاحة عقله:

- السر مش في العلاج، ما احنا ياما بنسمع عن مرضى بيتعالجوا بقالهم سنين لحد ما ربنا يفتكرهم، انا اعتقد ان موضوع نجوان حصل بإرادة منها.


- وانا كمان مقتنعة بوجهة نظرك، برافو عليك يا دكتور ،

قالتها بهجة بابتسامة فخر واعتزاز بشقيقها الذي تبسم بامتنان لها


-  طب انا عايزة اشوفها ، هي مبتسألش عني؟

قالتها عائشة بنبرة يتخللها الحزن، لتسارع بهجة على الفور بالتوضيح لها:


- لا طبعا أكيد بتسأل.... بس مش زي الاول عشان ابقى صريحة، هي اساسًا معظم الوقت سرحانة، وكأن عندها اولويات في دماغها، انا نفسي أحيانًا بفتكره انها لسة على حالها القديم، تقوم هي وعلى غفلة كدة، تفاجئني بطلب ولا حاجة عايزاها مني، ليدي وهانم ابًا عن جد، مكدبش عليكم انا بنبهر وببقى عايزاها تطول في كلامها. 


تبسم الثلاثة مندمجين مع حديثها لتعبر جنات بعاطفتها:

- حبيبتي يا نوجة، انا كمان اشتقالتلها اوي 

اضافت على قولها عائشة:

- يارب تيجي تزورنا،  نتمرجح انا وهي ع المرجيحة في الجنينة او نجري بالطيارة الورق على سطح البيت 


فغرت افواه اشقائها واتسعت عيناهم بدهشة عبر عنها ايهاب:

- بقى عايزة نجوان هانم، اللي رجعت ليدي زي ما بتقولك بهجة تجري ع السطح زي العبيطة، يا بنتي استوعبي بقى، معدتش تلعب ولا تنطط زي ما كانت بتعمل معاكي الاول ، عشان خلاص دريت بنفسها وبمقامها


ابتسامة باهتة لاحت على شفتي الصغيرة تصدمهم بقولها:

- تيجي بأي صفة طيب، المهم انها تيجي، ع الاقل احس في ناس بتسأل علينا ، غير اصحابنا او زمايل بهجة في المصنع، دا حتى عمي مفكرش يسأل على عنوانا واحنا ماشين. 


تجمد ثلاثتهم بدهشة لما تفوهت به الصغيرة، مستدركين حزنها الشديد وشعورها باليٌتم رغم كل القوة التي تتحلى بها امامهم، واغداقهم عليها بالحنان والدلال الا ان هذا يبدو لا يكفي 


تحمحمت بهجة تخفي غصتها لتُحثها على التغاضي:

- وافرضي حتى محدش بيزورنا خالص، احنا الاربعة قوة مع بعضينا، ووحدتنا تغني عن العالم كله.


اضاف على قولها ايهاب:

- وزيادة على كدة يا ستي، احنا خلاص دخلنا في مشروعنا الجديد ، كلها يوم ولا يومين وتلاقينا افتتحنا الكافيه، مش هتلاقي وقت تفكري اساسًا، هتبقي حاضرة مع اي حد فينا بس عشان تسلي نفسك وتلعبي، دا جو الكافيهات دا حاجة روعة وبكرة تعرفي.


استطاع بلفتته البسيطة ان يحول مزاجها سريعًا لتردد بالحماس واللهفة

- ايوة بقى واحط ايدي على خزانة الفلوس، واكل في الايس كريم على راحتي. 


- اه يا مفجوعة، هو دا اللي همك 

قالتها جنات، ليعود المرح مرة اخرى في حديثهم معًا


❈-❈-❈


تطلع برأسه من مخرج الغرفة، يبحث يمينًا ويسارًا بعيناه، خشية مرور احد ما، فيسمع لنص المكالمة الهامة التي يتحدث بها الاَن


حينما اطمأن ، عاد للمواصله:

- أيوة يا صفصف زي ما بقولك انتي بس ظبطي الدنيا عندك وانا ان شاء الله اكون عندكم النهاردة......... بجد يا صفصف، يعني هتوقفي معايا وتخلي اهلك يوافقوا........ ايوة امال ايه انا راجل مقتدر وجاهز بالاف والمية الف......... ايوة يا قلبي اتكلمي بقلب جامد خطيبك قادر ومقتدر ........ يااااه، دا انا مستني اوي اليوم ده...... انا وانتي نتجمع مع بعض تحت سقف واحد....... بطلي ضحك عشان انا اعرف اتكلم بقى......... يا بت بقولك بطلي ضحك......


- هي مين اللي تبطل ضحك.

جاء الصوت المباغت من خلفه ليُجفل منتفضًا،  يلتف للخلف نحوها برعب جاهد لعدم اظهاره، فيختلق كذبة سريعه يجيبها، وهو ينهي على الفور المكالمة:


- دي منة بنت ابني، خدت التليفون من ابوها ومش مبطلة مسخرة عشان اجيبلها لعبة حلوة لما اروحلهم. 


بملامح استنكارية عبرت عن امتعاضها:

- وتجيبلها انت اللعبة ليه؟ ما ابوها بيكسب قد كدة، ومراته كسبانة من الناحيتين،  منه ومن اخوها اللي بيكسب بالدولار من شغل الفنادق. 


- اهو بيصرفهم على مرض مراته، اتهدي بقى يا درية 


هتف بها بضجر،  ثم التفت نحو خزانة ملابسه،  يبحث عن شيء يرتديه للخروج الى عمله، مصمصمت هي بشفتيها من خلفه، لتردف بعد ذلك بتهكم:


- ماشي يا حنين يا للي صعبان عليك ابن اختك ، انتبه كمان ان ابنك النهاردة عنده مشوار مهم اوي للمستشفى لابنه، تحليل واشاعات طالبها الدكتور،  


سمع منها لتتغضن ملامحه بالأسى مرددًا:

- استغفر الله العظيم يارب،  هو الطفل الصغير دا يتحمل المرار ده كله، تحاليل واشعة ومرمطة روحة وجاية ،كان مستخبيلنا فين ده بس ياربي؟..


عقبت هي الأخرى بشيء من سخط :

- كل واحد بياخد حظه بقى، واحنا حظنا عرفناه. 

طالعها بضيق ليزفر مخرجًا من درج الكمود الذي فتحه بمفتاح يخفيه اسفل وسادة النوم، يُخرج منه عددًا من لفات النقود ذات الفئة العالية يخبرها:


- اتفضلي خدي اديهالوا، وانا ابقى اتصل بيه اطمن عليه، اصل هغيب اليوم كله برا المحافظة، ومش بعيد مرجعش غير ع اليوم التاني 


تناولت تسأله باسترابة:

- وايه اللي يخليك تبات لليوم التاني؟ انت رايح فين بالظبط. 


انفعل يجيبها بجلالة:

- شغل، شغل يا درية، طلبيات متفق عليها ولازم اروح استلمها بنفسي اوصلها المخزن، فهمتي بقى يا ام العريف؟


❈-❈-❈


داخل غرفتها القديمة التي عادت اليها منذ ايام، بعد عذاب اسبوعين قبلها، نامت قريرة العينين حتى أتت والدتها الاَن لتوقظها :


- صبا ، جومي يا صبا، جوزك مستينكي برا 

فتحت عينيها تجيبها بتعب:

- بتصحيني ليه يا ما؟ وجوزي يستناني ليه اساسا دلوك ؟ انا عايز  انام.


عبست ملامح زبيدة بضيق واضح ، اختلط بحزنها على حال ابنتها التي تبدلت من زهرة متفتحة، لهذا الشحوب الذي يثير الشفقة:


- معلش تعالي على نفسك شوية وجومي عبري الراجل ، النوم مش هيطير يا بتي 


اضطرت صبا تتحامل على ارهاقها الجسماني والتعب الملازم لها، لتنهض معتدلة بجذعها ، ثم تنزل قدميها على الارض حتى كادت ان تقع بفضل هذا الدوار الذي اكتنفها على الفور ، لولا ذراعي والدتها التي التقطتها  لتسندها، :


- مالك يا بتي بس؟ ايه اللي صابك؟


ابعدت يديها عنها لتحفظ توازنها بنفسها، ثم تتحرك الى الخارج متمتمة:

- انا راحة اشوفه بسرعة عشان ارجع اكمل نومي. 


الصفحة التالية