قراءة رواية مملكة الذئاب 2 Black لزينب عماد - الفصل 22 - 2 - الأحد 29/9/2024
قراءة رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني
بقلم الكاتبة زينب عماد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب عماد
الفصل الثاني والعشرون
2
تم النشر يوم الأحد
29/9/2024
اتت رسالة للملك استيفان من عمه دراكوس الذى يخبره أن أمامه أقل من نصف يوم ويصل إليهم
ليخبركم بما وجد...كانت رسالة مختصرة لا يوجد بها ما يميزها سوى أن عمه قادم إليهم...
بيننا الرسالة التى أتت للملك نيكولاس كانت عكس هذا...فقد كان محتواها صادم ودموى من الكلمة الأولى...فالرسالة تؤكد أن المملكة قد سقطت ومات الكثير من الجنود...كما أن شقيقه أخبره أنه قد فر هارباً ليحمى نفسه من العدو الذى دمر مملكتهم ويطالبه بالعودة سريعاً....فهو لم يعد لديه من الجنود إلا قليل لحماية المملكة من الخطر المحيط بهم...
نظر نيكولاس لمحتوى الرسالة بتمعن فهذا ليس خط شقيقه فهو يحفظ خط شقيقه عن ظهر قلب... ف ديو صاحب خط مميز وذلك لقبحه الشديد...كما أن هناك حروف لا يكتبها كاملة بل يكتب جزء منها ويترك الباقى لعقلك لتحاول أنت فهمها بالطريقة التى تريد...
ابتسم نيكولاس وهو يرى محاولتهم البائسه فى تقليد خط شقيقه الأصغر...إلا أنهم واللعنه لم ينجحوا بفعل ذلك ولو إلى حدٍ قليل... وشرد وهو لايزال ممسك بالرسالة متذكر الحديث الذى دار بينهم قبل أيام...
"فلاش باك"
كان يجلس بمكتبه يخبر ديو بما سيقوم به من أعمال أثناء فترة غيابه...وما الذى سيقوم به إن حاول أحد القيام بأى أعمال شغب ضده بالمملكة...كما أخبره أن يراسله فى حال حدث شئ ويحتاج للمساعدة...
حينها اقترح عليه ديو أن يقوم بإرسال حمام مختلف عن المعتاد عليه إذا حدث شئ...لأنهم متأكدون أن الحمام الذى لديهم يعلم العدو بشأنه...وحينها قد يظن نيكولاس أن هناك خطب ما...هنا أخبره نيكولاس بإبتسامة حاول منعها إلا أنه لم يستطع قائلاً بجمود زائف:لا تقلق فأنا أستطيع تميز خطك من بين ألاف الخطوط...
تجعد ما بين حاجبى ديو بحده زائفه وهو يقول بثقة ليست بمحلها:ماذا تقصد لقد تحسن خطى كثيراً عما كنت عليه بالماضى...أنت فقط من تجعل الأمر معقداً لأنك تهوى الخط المنسق...
أومأ إليه نيكولاس يؤيده بإستخاف...فتنهد ديو بسأم وهو يقول بثقه:إلا أنك لا تستطيع أن تنكر أنك تستطيع قرأته جيداً...أومأ له نيكولاس بهدوء وهو يقول:بالطبع أستطيع قرأته كما أنه من المستحيل أن يستطيع أحدهم الكتابة بذات الطريقة التى تكتب أنت بها...وهذا ما يميز رسائلك...
"انتهاء الفلاش باك"
ابتسم نيكولاس بشرود وهو لايزال ينظر للرسالة التى بيده...وأمامه يجلس صمويل ورالف الذان كان ينتظران أن يخبرهم نيكولاس عن محتوى الرساله... والذى لم يبخل عليهم وأخبرهم فحواها...ثم أكمل قائلاً بهدوء:لقد صدق حدثك رالف لقد تم تبديل الرسائل...ومن المتوقع أن تأتى الرسالة المنتظرة خلال ساعات قليلة...لهذا يجب أن نعقد اجتماع على وجه السرعه...
أومأ له رالف وهو يستقم ليخرج إلا أن توقف قبل خروجه واستدار قائلاً بجمود:من الأفضل أن تنتظر قدوم رسالة ديو حينها سنخبر الجميع بكل ما خططنا له...
انهى حديثه وهو يخرج من خيمة الملك نيكولاس وذهب لخيمته ليكتب رسالة ما....ويمسك بأحد حمامته ويلصق بقدميها رسالته ثم خرج وأطلقها بالهواء...وهو ينظر لأثرها بجمود حتى اختفت عن أنظاره....فخفض بصره فوجد زوجين من العيون يراقبانه...إحداهم تنظر له بخجل حين أمسك بها والذى لم ينظر لها سوى للحظة واحده...بينما توقف عند الأخرى والتى تنظر له بتحدى وكره وتوعد شديد مما جعل ابتسامة جامده تظهر على محياه... تسببت بالخوف للفتاة التى كانت تنظر له بخجل منذ لحظات بينما الأخرى زادت العقدة بين حاجبيها وهى تناظره الأن بتحدى سافر....
كانت هناك حرباً طاحنه بينهما قطعها وقوف حائط بشرى منيع بينهم...لقد كان ديفيد الذى لاحظ نظرات ليلى القاتله لهذا المستشار الوقح...الذى لا يعلم اسمه ولا يرغب بمعرفته فهو يشعر نحوه بشعور سئ...كما لا يرغب أن تتقرب منه ليلى...
فقرر الذهاب لها وإبعادها عنه ديفيد بثبات:ما رأيك أن نتبارز أم أنكِ لن تستطيعين بسبب إصابتك؟!...
نظرت له ليلى ترمش بعينيها تحاول استيعاب أن الوقف أمامها الآن هو ديفيد...وليس هذا اللعين الذى ستقتله يوماً ما...لهذا تنفست بهدوء وهى تنظر ليدها المصابه ثم عادت لتنظر ل ديفيد وهى تبتسم له احدى ابتسامتها الدافئه:وهل تظن أن هناك ما يستطيع إيقافى عن فعل ما أرغب؟!...حتى وإن كانت إصابة إحدى يدى...
ابتسم ديفيد وهو يتنفس براحة لتجاوبها معه وعدم رفضه...بل إنها لازالت تنظر له إحدى نظراتها الدافئه التى تغمرك بها وتجعلك ترغب بالإختباء بأحضانها للأبد...ولكنه فقد هذا الحق منذ لفظها من حياته بطريقة فظه حطمتها وجعلتها تصل إلى ما هى عليه اليوم...لهذا هو سيتقبل منها أى شئ تعطف به عليه حتى وإن كانت نظرة كاره...ولكن هذه هى ليلى لا تكره أحد حتى وإن حاولت ذلك...لهذا قدم لها يده وساعدها على الوقوف وأخذها مبتعداً عن هذا المكان ليتدربا معا...وأسرعت لينا خلفهم خوفًا من البقاء بمكان واحد مع هذا الرجل المرعب...
❈-❈-❈
كان الفتيه يجلسون بحديقة القصر الخلفية مع الفتيات يهتمون بذئابهم الخاصة وجرائهم ويلعبون معهم....بينما كان أليوس وأد معاقبون كما حُدد من قِبل جدهم جورج...ألا وهو بعد الإنتهاء من دراستهم وانهاء واجباتهم أن يتم تدريبهم على أيدى أفضل رجالهم دون راحه أو رحمة...كما يمتنع عليهم الذهاب للساحه الخلفية مادام الذئاب بالخارج...كما يمتنع الإقتراب من الإسطبل أو مشاهدة الذئاب من بعيد...
كان أمرًا قاسى على أطفال بمثل هذا العمر أن ينتهوا من دراستهم وواجباتهم والتدريبات التى فرضت عليهم من قِبل والدهم...وكذلك العقاب الذى فرضه جدهم...كما أصر كلاً من روبن وليون وريموس الإنضمام إليهم...فقد كانوا جزء من الأمر وعندما رفض الجد جورج ذلك أخبره أنهم قد خططوا للأمر معاً... فقرر أن يضمهم للعقاب كما حاول الأصغر سناً أن ينضموا إليهم....إلا أن الجد جورج رفض ذلك بشكل قاطع لقسوة التدريبات التى سيخوضها الصبيا الأكبر سناً...
فلم يكن لهم وقت يستريحون خلاله سوى وقت تناول الطعام...والذى حدده جدهم الذى يشرف عليهم ورغم القسوة التى كان يعاملهم بها أثناء التدريب...إلا أنهم لم يخفى عليهم ذلك الحزن والألم القابع بعينيه كلما نظر إلى جروحهم بعد نهاية كل تدريب لهم...إلا أنهم استحقوا الأمر ومتقبلين كل ما سيحدث لهم...
كما أنهم اعتادوا على الأمر وأصبح هذا التدريب القاسى جزء لا يتجزء من يومهم ولم يعد يرهقهم كما كان فى البداية...كما ظهر ذلك على جسدهم الذى أصبح أكثر ثقلاً وقوة وثبات....بخلاف أشقائهم الأصغر سناً...
وبينما يحاول الصبيا إسترضاء الجد جورج ليسمح لهم برؤية جرائهم والإطمئنان عليهم...والذى رفض ذلك لأكثر من مرة وقد كان ذلك قرابة الشهرين ولم يرى أحدهم جروه...فقرروا المحاولة ولكن عن طريق استقطاب إحدى الجدات الفاتنات للمحاولة مع الجد لعله يلين...
فقرروا الذهاب للجدة فكتوريا بالبداية...والتى رفضت تقديم المساعدة إليهم معللة أنهم يستحقون العقاب على أخطائهم التى لا تغتفر بحق أنفسهم وحق أمهاتهم وأبائهم...فقرروا الذهاب للجدة ميلسيا والتى كانت تجلس مع الجدة ليليان بالحديقة الخلفية وهم يتمنون أن توافق على مساعدتهم سريعاً...فقد أوشك وقت الطعام على الإنتهاء وسيبدأ جدهم فى البحث عنهم وحينها سيغضب جدهم وهم لا يرغبون بذلك....
وبالفعل لم يحتاجوا للكثير من الوقت ورق قلبها من أجلهم فقررت المحاولة...وذهبت ل جورج بينما ظل الصبيا بجوار الجدة ليليان التى قالت بإبتسامة عذبه: أتعلمون أنها قد تقاتل جورج من أجلكم وقد تقوم بطرده من القصر لأنه يعاملكم بقسوة...
إبتسم روبن وهو يضع يضع يده خلف رأسه وهى عادة يقوم بها حين يشعر بالإطراء أو التوتر وهو يقول بصدق:نحن نعلم أننا نستحق أكثر مما نعانيه الآن فقد كان الخطأ هذه المرة لا يغتفر...أومأ البقية يؤيده...فأجابته ليليان بحنان:جميعاً نخطأ يا صغيرى وإلا فنحن لسنا بشر...ولكن العاقل من يعرف خطأه ولا يكرره...
ابتسم لها الصبيا وهم منتظرين ما سيحدث... ولقد مر بضع دقائق حتى تحدث ريموس بقلق:أشعر أن شيئا سيئ سيحدث...أيده ليون قائلاً بقلق هو الأخر: أنا أيضاً أشعر بذلك...هل أخطأنا حين أخبرنا جدتى أن تتحدث مع الجد؟!...أجابه إيفان بتنهيده خائفاً:أظن ذلك...بينما كان يظهر القلق على وجوه هؤلاء...كان الحزن والألم ظاهر على صفحات وجه أليوس وأدريان الذان فقدوا جرائهم....إلا أنهم قرروا مساعدة أشقائهم فى رؤية جرائهم فهم لا ذنب لهم...
حاولت ليليان أن تهدأهم قائلة بود:لا تقلقوا ميلسيا جيدة بالأقناع من المؤكد سيستمع لها جورج...أنهت حديثها بالوقت الذى وجدوا الجد يظهر لهم وعيناه تطلق شرار...وخلفه تركض كلاً من ميلسيا وفكتوريا يحاولن إيقافه...ولقد نجحت فكتوريا بالإسراع والوقوف بوجه وهى تقول بإنفعال:لا تفعل جورج فالتتوقف عن تعذيبك للصغار واللعنه إنهم أطفال لا يفقون شئ...
بالوقت الذى انتهت فكتوريا من حديثها كانت ميلسيا قد وقفت جوارها وهى تؤيدها قائلة بتريث وهدوء تحاول تهدئته:إنها محقه جورج أنظر إليهم كيف أصبحوا...كما أنهم قد أقروا بأخطائهم هم فقط يريدون أن يطمئنوا على جرائهم...
توجهت أنظار جورج تجاه الصبيا الذين ظهر الخوف على صفحات وجه بعضهم بينما الإعتذار والحزن على وجه أخرين...ويختبئ بعضهم خلف ظهر ليليان التى تربت على ظهورهم بحنان تحاول طمئنتهم... وهى تقسم داخلها إن لم تستطع فكتوريا وميلسيا إيقافه حينها ستقوم بضربه....
تحدث جورج وهو لازال ينظر إليهم بهدوء رغم الغضب الذى كان يعتليه منذ قليل:أنظروا أنتن إليهم لقد فقد إثنين منهم جرائهم وهم يشعرون بالخزى من تلك المواجهه...أنا أخشى عليهم من الشعور بالمزيد من الألم...
هنا أدركت السيدتان مقصده فتنهدت فكتوريا بإرهاق والتى كانت تتشاجر معه منذ قليل...فقد ذهبت إليه بعد خروج الصغار من غرفتها وظلت تتشاجر معه لعنفه الزائد معهم...حتى أتت ميلسيا وهى تحاول إيقاف الشجار بينهم...حتى اشتد غضب جورج لتدخلهم بعمله...وخرج لمعاقبة الصبيا لمخالفة الأوامر...وقالت بألم وعيون دامعه:يكفى جورج... يكفى ما عايشوه من رعب وخوف لأيام...فهم يستحقون الشعور بالأمان...
كاد جورج يتحدث إلا أن فكتوريا أوقفته وهى تقترب منه تحتضنه وهى تربت على ظهره بحب وهى تكمل:كلانا يعلم أن تلك الطريقه لن تأتى بثمارها فلقد فعلتها بالماضى وأثمرت الكثير من الدمار الذى أصاب قلبك إلى يومنا هذا...لهذا أرجوك فالتظهر إليهم ما أنت قادراً على فعله من أجلهم....أرهم كم ستكون سنداً لهم إجعلهم يقعون لك كما وقعت أنت لهم منذ اللحظة التى أتوا بها إلى هذه الدنيا...
كانت عينى جورج قد امتلأت بالدموع فإبتعدت فكتوريا عنه واحاطت وجهه بيدها وقبلته بحب...
وهى تربت على وجنته فتنفس جورج يحاول العودة لوقاره وهدوئه فأغمض عيناه فسقطت تلك الدمعه التى حاول منعها...فقامت فكتوريا بإزالتها برفق ثم ابتعدت عنه خطوة تقف جوار ميلسيا التى احتضنت كتفها وهى تنظر لها وتبتسم بحب...فإتكأت عليها فكتوريا وهى تنظر إلى جورج الذى ذهب تجاه الصغار يأمرهم بأن يتبعوه بهدوء...
بينما السيدات الثلاثة ينظرن لأثرهن بإبتسامه حانيه ثم اقتربت فكتوريا وميلسيا من ليليان التى احتضنتها بشوق...ف فكتوريا كانت ترفض الخروج من غرفتها طوال الفترة المنصرمة ولكنها عادت الآن وهذا هو الأهم...
❈-❈-❈
أتت الرسالة المنتظرة بعد بضع ساعات كما توقعوا والتى كانت تحمل الكثير من الأخبار المختصرة... وكانت أهم هذه الأخبار اختفاء الملك كرستف من القصر الملكى...وهذا جعل ابتسامة رالف تتسع فقد حدث ما خطط له...فلقد ابتلع السمك الطُعم ولم يتبقى سوى القليل حتى يسحب شباكه...وحينها سيصل لرأس الأفعى ويقوم بما يبرع فيه ألا وهو تحطيم كل من شارك بالأمر ولكن بطريقته الخاصه...
خرج رالف بهدوء من الخيمه يأمر أحد الجنود أن يخبر الملوك أن هناك اجتماع عاجل سيقام الآن...ثم ذهب لخيمته ليكتب رسالة أخرى ويخرج ليطلق طائره...وهناك هدوء قد غلف عقله بعد صراع دام لأكثر من شهرين وها هو قد اقترب من النهايه...
يتبع....
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب عماد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية