رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 49 - 1 - الإثنين 30/9/2024
قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية إرث الحب والألم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل التاسع والأربعون
1
تم النشر الإثنين
30/9/2024
"هل يعود الأموات للإنتقام، أم أنها أضغاث أحلام داخل عقلنا"
وقف الإثنين ينظروا إلى بعضهم بقلق وصوت الصراخ يرتفع شيئاً فشئ، ركض الإثنين الي الدرج وهم يكادوا يقفزوا كل ثلاثة درجات دفعة واحدة، وجدوا الصراخ يأتي من غرفة أدهم فالباب مفتوح ووالده يقف أمام الباب بالخارج، وقف الإثنين مطلقين تنهيدة راحة مؤكد أن كل شئ علي ما يرام.
تحرك أدهم سريعا الي والده وتسأل بقلق:
-خير يا بابا مين بيصرخ؟
أجاب والده مهدئا:
-أهدي وخد نفسك يا حبيبي مراتك شكلها بتولد.
تنهد براحة وعقب:
-شكلها بتولد ولا هتولد أمك وتقي معاها جوه.
ولج سريعا بعد أن قال:
-هدخل أشوفهم.
أومأ والده بإيجاب واتجه بنظراته الي أسر الذي توقف بعيدا مستندا على الجدار من خلفه.
تعجب والده وتحرك تجاهه متسائلا بقلق:
-خير يا أبني في أيه؟ انت كويس؟
تبسم بهدوء وعقب:
-الحمد لله بخير.
رمقه بعدم استيعاب:
-متأكد يا أبني؟ أنت شكلك مش طبيعي وشك مخطوف ليه أنت تعبان؟
حرك رأسه يمين ويسار نافيا وعقب:
-اطمئن بس من الخضة من صوت الصراخ.
أومأ بإيجاب:
-بتقول فيها أنا وأمك قلبنا كان هيقف.
❈-❈-❈
اتجه سريعاً إلي زوجته يتفحصها بعينيه بقلق:
-أيه يا قلبي مالك في ايه؟
ردت بصوت متألم:
-مش قادرة يا أدهم بموت .
نظر الي والدته متسائلا بقلق:
-خير يا أمي هتولد؟
أومأت بإيجاب:
-أيوة يا حبيبي بإذن الله هتولد أنا كلمت الدكتور وقال نجيبها المستشفي.
تحدثت تقي بتوضيح:
-أنا جهزت الشنطة يا خالتو هروح أجهز بسرعة وبعدين أجي أساعد تمارا.
ردت عليا برفض:
-لأ طبعا تروحي فين أنت لسه تعبان يا بنتي خليكي هنا أنت ارتاحي.
حركت رأسها بنفي وهاتف باصرار:
-لا هاجي معاكم مش هقدر اقعد هنا وأختي في المستشفي.
تنهدت عليا بقلة حيلة:
-يا بنتي البنت هتخرج أزاي في البرد ده وكمان عمر نايم خليكي هنا.
هتفت تمارا بآلم:
-خليكي هما يا تقي بإذن الله هبقي بخير ودي مش آول مرة أولد عشان تقلقي يا قلب اختلك خليكي أنت هنا بالأولاد.
تنهدت بقلة حيلة:
-لله الأمر من قبل ومن بعد حاضر يا حبيبتى.
اتجه أدهم الي الخارج وهو يقول:
-هخرج أبلغ بابا وأسر وأنزل أجهز العربية.
اوقفته تمارا بوجع:
-بسرعة وتعالي عشان تشلني.
تصنم مكانه وألتفت إليها مرددا بعدم استيعاب:
-نعم أشيل مين ؟
رمقته شذرا:
- هو ايه إلي هتشيل مين ؟ تشلني طبعا يا أدهم.
رد مزبهلا بينما والدته وتقي يحاولوا كبت ضحكاتهم:
-أشيلك ده يا حبيبتى لو أنتي ٥٠ أو ٦٠ كيلو مش ١٢٠ كيلو في فرق القدرات يا أختي.
شهقت بصدمة:
-بقي أنا ١٢٠ كيلو يا نصاب حرام عليك قول الي انت كبرت وعجزت مش هتقدر تشيل.
تحدث ببرود:
- يا ستي ماشي أنا موافق كبرت وعجزت بس بردوا مش هشيلك وبعدين مش من أسبوع وأنتي عند الدكتورة كان وزنك١١٨ كيلو مجبتش حاجة من عندي
ردت بدفاع:
-أهو انت بنفسك قولت ١١٨ مش ١٢٠ يا حبيبي.
تبسم ساخرا وأضاف:
-طبيعي تكوني زدتي ٢ كيلو في أسبوع.
صاحت عليا بنفاذصبر:
-انتوا هتفصلوا في اتنين كيلو مش وقته العيل هينزل.
أجاب أدهم بتلقائية:
-حاضر حاضر.
خرج أدهم سريعا من الغرفة بينما بدأت تقي في مساندة شقيقتها طي تنهض كي ترتدي ملابسها بمساعدة عليا.
❈-❈-❈
في الخارج خرج أدهم فاقترب منه سراج وأسر علي الفور، تسأل سراج بقلق:
-خير يا أبني في أيه؟ هتولد ولا طلق مبكر؟
رد بأختصار:
-هتولد ماما كلمت الدكتور قال نجيبها المستشفي أنا هنزل أجهز العربية وأسر خليك انت هنا مع تقي والاولاد.
أسر بعزم:
-لا هاجي معاك.
رد أدهم برفض قاطع:
-مراتك لسه تعبانة ومحتاجة ترتاح وعمر كلها شوية ويصحي لازم تفضل جنبهم وبعدين بابا وماما معايا متقلقش.
تنهد أسر بقلة حيلة:
-لله الأمر من قبل ومن بعد حاضر يا أدهم روح أنت جهز نفسك وأنا هجهز العربية.
ربت أدهم علي كتفه ممتنا:
-تسلم يا حبيبي.
غادر أسر الي الأسفل بينما تسأل سراج بقلق:
-أخوك ماله يا أدهم؟
رد أدهم بحيرة:
-ماله يا بابا مش فاهم؟
رد بتوضيح:
-قصدي ليه زعلان كده ووشه مخطوف كأنه خايف من حاجة انتوا مخبين حاجة عني؟
حرك رأسه يمين ويسار نافيا وعقب:
-لا يا بابا اطمئن مفيش حاجة أسر كان شايف كابوس مع صراخ تمارا القلق زاد مش أكتر.
تسأل سراج بحيرة:
-كابوس يعمل فيه ده كله؟
رد موضحا:
-مش أي كابوس يا حبيبي نفين البطلة بتاعته.
امتعض وجه الآخر وقال:
-يعني حتي وهي ميته مش هنرتاح منها.
زفر بضيق وأكمل:
-هروح ألبس يا أبني وانت كمان روح أجهز.
رد أدهم بإيجاب:
-حاضر يا بابا.
❈-❈-❈
بعد قليل كان يقود أدهم سيارته وجواره والده بينما والدته تجلس في الخلف تحاول تهدئة تمارا التي أصبحت تصرخ بهسترية وهي تشبه بأفظع الشتائم.
ألتفت لها وتحدث موبخا:
-أخرسي بقي يا شيخة حرام عليك أيه بلاعة شتايم وانفتحت أخرسي بقي.
اقتربت منه وجذبته من عنقه وهي تصرخ بجنون:
-أخرس هو أنت لسه شوفت حاجة يا بن عليا آخرتك هتقبي علي إيدي.
أصبحت السيارة تتراقص وهو يصيح بجنون:
-يخريبتك هتودينا في داهية بدل ما تولدي هنكون كلنا في الأخرة.
حاولت عليا فك أسر يد من حول رقبة أدهم بمساعدة سراج وأصبح يتنفس بصوت عالي وهو يحاول ضبط عجلة القيادة:
-ماشي يا تمارا ماشي صبرك عليا تولدي بس وهجيبك مش شعرك علي كلامك ده .
صاحت تمارا بجنون :
-هقول ايه ما أنت راجل مفتري يا عرة الرجالة.
شهق بصدمة والتفت الي والدته مرددا بإستياء:
-سامعة يا ماما ؟ سامعة بنت أختك بتقول أيه ؟
تحدثت عليا مهدئة:
-معلش يا حبيبي حقك عليا وركز أنت بس في الطريق هي دلوقتي مش في وعيها سامع.
زفر بضيق ورد :
-ماشي يا أمي هسكت لما نشوف آخرتها مع الهانم.
-آخرتها سودة علي دماغك أن شاء الله يا بن عليا"
أتسعت عيناه بصدمة وأشار الي نفسه بعدم تصديق :
-آخرتي أنا إلي سودة؟ طيب يا تمارا أولدي بس وهعلقك من حواجبك وقد أعذر من أنذر.
ردت بجنون :
-بلا أعذر من أنذر ولا بنجر من أنذر أسمع أنا مش هلخف تاني سامع عايز تخلف خلف لوحدك روح أتجوز بالسلامة يا حبيبي بس خلفة تاني مش هخلف.
رد بإستفزاز:
-حلو خلاص أتجوز إلي تخلف ليا بقي.
صاحت بجنون :
-جواز مين يا أبو جواز ها هقتلك يا أدهم وأشرب من دمك.
زفر بضيق:
-مش أنت الي بتقولي روح أتجوز أنا تعبت منك يا ولية.
نظرت الي عليا وصاحت بجنون:
-سامعة إبنك الواطي الدون عرة الرجالة بيقول إيه ؟
توقف أدهم بالسيارة فجأة وصاح بجنون :
-تمارا أنا مراعي حالتك لكن كلمة تانية ومش هيحصل كويس.
هدأته عليا بهدوء :
-إهدي يا أدهم كمل سواقة يا حبيبي هي هتسكت خلاص.
أكمل قيادة السيارة بينما ظلت تبكي هي في أحضان عليا بعض الوقت إلي أن صرخت بآلم:
-أدهم بسرعة.
رمقها بقلق وتسأل :
-حاضر حاضر اهدي.
صاحت بجنون:
-مش قادرة في حاجة بتنزل مني حاسة الجنين هينزل.
شهق بصدمة وأكمل قيادة بسرعة أكبر، بيننا تحدثت عليا بقلق:
-خلاص هانت يا بنتي نص ساعة ونوصل خلاص.
هتفت بآلم:
-مش قادرة خلاص أنا علي أخري .
ظلت تأن بآلم وهي تحرك رأسها بألم وجسدها يتصبب عرقاً حتي وصل أدهم أمام المشفي وهبط سريعاً يصرخ لهم كي يحضروا ترولي لنقلها الي الداخل.