-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 7 - 2 الجمعة 13/9/2024

   قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري



الفصل السابع

2


تم النشر يوم الجمعة

13/9/2024

استمعت لرنين هاتفها فوجدت رقمه فتنهدت وردت محاولة إخفاء انزعاجها:

-ايوه يا معلم.


تكلم فورا متغزلا بها:

-أزيك يا حبيبتي عامله ايه؟


للحظة توقف الزمن بها ودارت الدنيا من حولها وقلبها يرفض أن يستجيب لغزله ونطقه ﻷحرف الحب بتلك الطريقة الرومانسية التي رفضها حتى عقلها:

-الحمد لله، حضرتك عامل ايه؟


جعد جبينه وشاكسها مازحا:

-حد برده يكلم حبيبو بالطريقة دي! هو أنا مش خطيبك وهبقى جوزك!


همهمت بخفوت وهو يتابع حديثه:

-مش اتفقنا تقوليلي يا رشوان من غير معلم ولا حضرتك ولا الرسميات دي؟


ابتلعت ريقها وردت بصوت حزين:

-بحاول، بس أنت أكيد عارف انه مش سهل.


تضايق من حديثها فوقف تاركا مقعده وتحرك لخارج المحل ينظر للمارة ولا زال هاتفه على أذنه حتى طال الصمت فعلمت بذكائها أنها أثارت حفيظته ولكنها حقا لا تستطيع التمثيل وادعاء القبول أكثر من هذا:

-كلامي زعلك؟


زفر زفرة قوية ولم يعقب عليها فأضافت:

-أنا عملت كل حاجه طلبتها مني، حتى المدرسة بطلت أروحها وبحضر كل الدروس أون لاين ومبفتحش شباك الأوضة.


بكت رغما عنها وهي تضيف:

-حتى ورد تقريبا مبتكلمنيش خالص وكل ده عشان انفذ أوامرك وأنت تنفذ وعدك ليا بأنك متأذيش حد.


علق على حديثها بصوت خشن:

-وأنا نفذت وعدي ليكي برده يا ملك.


نفت بحركة رأسها الممتعض:

-ﻷ منفذتش، أنا خايفه اكلمك ترجع تعيد نفس الموضوع اللي اتكلمنا فيه يوم ما قرينا الفاتحة، بس..


صمتت مطرقة رأسها تحاول استجماع أنفاسها الهاربة والمرتعدة منه واستكملت:

-لا أخويا لاقي شغل، ولا رجعتله فلوسه، ولا خرجت حسن من الحوار بتاعنا، يبقى فين تنفيذك للوعود اللي قولتهالي كلها؟


صرخ بها بحدة أجفلتها:

-طول ما أنتي وهم بتخططو من ورايا هنفضلو في المشاكل دي مع بعض.


شردت نظراتها بالحائط أمامها تفكر برد مناسب لحديثه:

-لما اتكلمت معايا إنك عرفت بحكاية هروبنا للصعيد أنا مقولتش انه محصلش بس اللي بلغك مقالكش اني رفضت كل الحلول اللي شايفنها ممكنه، قولت لهم أني قابله بجوازي منك بس أنت اللي مصر تتعامل إنه جواز بالغصب وبتعمل كل حاجه عشان تأكد ده.


صارا على أسنانه تكلم بغلظة:

-وهو مش جواز بالغصب؟


مسحت عبراتها وأجابته:

-أنا بحاول اتعامل على انه مش كده بس أنت مش مديني فرصه، كل كلامك معايا أوامر وتهديد وأنت مش محتاج تعمل ده خلاص، فبطل طريقتك دي وبدل ما بتبذل كل المجهود ده عشان توريني انك تقدر تعمل كل اللي أنت عاوزه خلي مجهودك عشان توريني إني غاليه عندك وبتحاول تراضيني، ومفيش واحده هتلاقي خطيبها بيراضيها وبيفكر ازاي يبسطها وهتتضايق منه وتبقى مغصوبه عليه حتى لو فرق السن بينهم كبير كده.


أين هو الآن؟ لقد تاه بكلمتاها العذبة فشرد سارحا وهي تكمل:

-أي بنت مش عايزه غير معامله حلوه وتحس ان خطيبها بيحبها بس انت مصر تعاملني اني بنتك وبتديني أوامر ولازم تتنفذ.


طال صمته فظنت أنه لا زال غاضبا:

-برده ساكت! طيب قولي عايزني اعمل ايه وأنا هعمله.


رد بصوت مفتونا ومسحورا بها:

-عايزك تقوليها تاني.


تعجبت من نبرته الهائمة:

-اقول ايه؟


ابتسم وردد:

-مفيش واحدة هتلاقي خطيبها بيراضيها وبيفكر ازاي يبسطها وهتتضايق منه.


ترديده لجملتها أثار حيرتها ولكنه استكمل حديثه:

-الجمله رشقت في قلبي وأنتي بتقوليها (خطيبها)، حاسس كأني رجعت بالزمن 30 سنه وبحب وبتحب وخطيبتي بتعاتبني عتاب محبة.


امتعض وجهها من حديثه فكيف يكون متصالحا مع عمره بهذا الشكل، نعم من ثلاثين عاما وهو بالخامس وعشرون من عمره كانت هي في طي النسيان، لم تكن ولدت بل كان والديها بعمرها الآن:

-ممكن تنفذ وعدك ليا وأنا عند وعدي ليك، لا هحاول أهرب ولا هرجع في الجواز.


أغلق عينيه مستمتعا بصوتها وهي تختم كلماتها:

-موافق يا رشوان؟


همهم موافقا فتسائلت لتؤكد عليه:

-هترجع ﻷخويا باقي فلوس البضاعة؟


وافق بتمتمة خفيفة فتابعت:

-وحسن ووقف الحال اللي هو فيه؟


أجابها بعد أن عاد لواقعه فور سماعه ﻷسمه:

-هحل الموضوع متشغليش بالك انتي.


لم تضف كلمات أخرى فختم هو المكالمة:

-مشوفتكيش من يوم قراية الفاتحه ووحشاني بس مش عايز اعطلك عن المذاكرة.


لم تعلق عليه فتابع:

-بفكر آجي اتغدا معاكي بكره بعد الصلاه ومش هقعد كتير عشان تذاكري، مع إن البت بنت الكلب بشوفها طول اليوم قاعده ع الموبايل لا مذاكرة ولا يحزنون بس أنا عارف إن حبيبتي شاطره وبتطلع من الأوائل.


سحبت نفسا داخلها لثبيط بكائها المكتوم وحزنها على حالها وردت:

-ورد شاطره هي كمان ودلوقتي وقت مراجعات فأكيد بتكون بتحضر أون لاين زيي.


ضحك ساخرا:

-ماشي، هصدق عشان خاطرك.


حاولت إنهاء المكالمة:

-طيب محتاج مني حاجه؟


نفي فورا:

-منحرمش، قولي ﻷمك متعملش أكل بكره، هجيب أنا معايا.

❈-❈-❈

وضع اصبعيه على عظمة أنفه يضغط بهما التجويف الواصل لعينيه ليزيل إرهاقها ونظر بوجه منزعج للمارين بجواره يحاول الاستدلال على موقعه، وعندما فشل بتحديد المنزل الصحيح لملاصقة غالبية المنازل بعضها ببعض بتلك الحارة الضيقة بل وتشابهها جميعا بهذا الشكل جعله يخرج هاتفه من جيبه بعد أن ترك حقيبة سفره جانبا وهاتفه ليرد الطرف الآخر فورا:

-وصلت لفين؟


أجابه وهو ينزل نظارته الشمسية من أعلى رأسه ليضعها على وجهه متحاشيا أشعة الشمس:

-وصلت بس مش عارف البيت فين!


رد عليه أنور من الطرف الآخر:

-بص يمينك أو شمالك كده لحد ما تلاقي محل سمك اسمه أسماك الحارة.


مد عنقه لليمين قليلا ليجد الدخان الخارج من مدخنة الشواية قائلا:

-ايوه شوفته يا خالي.


تكلم أنور فورا:

-طيب انا البيت اللي في الوش على طول في الدور الثاني، هو البيت كله دورين يا حمزة.


تنفس عاليا وأمسك يد حقيبته يجرها وراؤه:

-خلاص يا خالي شوفت البيت.


استمع له يخبره:

-أقف بس عند محل السمك ونادي قول يا سامح هيبصولك عشان انا لسه موصلتش.


هز رأسه وتحرك واقفا أسفل الشرفة المعنية ونادى فتعجب حسن الجالس بمحله وتحرك صوبه متسائلا:

-ايوه يا استاذ عايز مين؟


التفت له مجيبا:

-عايز حد من بيت الحاج أنور.


وقبل أن يجيبه وجدها أمامه تدلف للحارة وتبتسم له بسمة واسعة وترحب به:

-حمزة! حمدالله ع السلامة رجعت من السفر امتى؟


أجابها وهو يمد يده ليصافحها ولكن حسن وقف حائلا بينهما وصاح بهما:

-واقف طرطور أنا؟


ثم التفت لها صائحا بعصبية:

-مين ده؟


تجهم وجه حمزة وحاول التحدث ولكن سهر كانت الأسبق بالرد:

-ده ابن عمتي يا حسن، اللي كان مسافر بره.


سحبها خلفه ومد راحته ليصافحة ضاغطا على راحته بقوة:

-اهلا، نورت


ضحك حمزة ساخرا:

-لا واضح اني نورت، أنا لولا فهمت إن أنت خطيبها كنت...


قاطعه حسن بحدة:

-قصدك جوزها.


هز رأسه مرات متتالية:

-عندنا في الصعيد الخطوبه وكتب الكتاب بتعتبر خطوبة بس الظاهر خالي غير جلده من كتر عيشته هنا.


تنهد مخرجا زفيرا عميقا:

-المهم، لو هتطلعيني البيت ارتاح عشان جاي من سفر طويل وتعبان.


اتسعت حدقتي حسن بغيرة حارقة:

-يطلع فين؟ هو ابوكي اتجن ولا ايه؟ 


تضايق حمزة من غلاظته فوبخه بحدة:

-ما تحترم نفسك يا بني انت، بتشتم خالي قدامي وقدام بنته! ده ايه قلة الادب دي؟


تهجم عليه فوقفت سهر حائلا بينهما:

-براحه يا حمزة.


دفعته بعيدا عنه موضحة:

-حسن لسه قايم من تعب وجرحه لسه صاحي.


أشارت للدرج تخبره:

-البيت أهو اطلع هتلاقي امي فوق.


تحرك فصر حسن على أسنانه هادرا:

-يعني ابوكي عاملي فيها الصعيدي الحمش وهيبيت راجل غريب معاكي في نفس البيت يا سهر؟


ابتسمت بسمة واسعة وهي تجد غيرته المحببة لها بهذا الشكل فمدت راحتها تملس على لحيته دون وعي فارتبك الآخر وأنزل يدها فورا:

-سهر! احنا واقفين في نص الحارة.


بللت شفتيها بلسانها وهمست بالقرب من أذنه:

-وحشتني أوي يا ابو على.


مسد لحيته وابتسم رغما عنه وصمت يستمع لها:

-شكلك حلو اوي وأنت غيران.


تنهد وهمس بشغف:

-بلاش تدلعي عليا في نص الشارع عشان هنتفضحو كده.


ضحكت ضحكة مكتومة لو خرجت لكانت رقيعة فعض شفته السفلى ورد معقبا ومتوعدا:

-وماله، أطولك لوحدنا بس وأنا هوريكي الحركات دي أخرتها ايه.


تسائلت بجرأة جديدة عليها:

-امتى بقى؟


غمز لها والبسمة تعلو وجهه:

-احنا فيها، تعالي نزوغ انا وانتي ونروحو شقتنا.


حركت كتفيها رافضة:

-ﻷ يا حسن أنت بقى يتخاف منك.


علق عليها متحفزا:

-أنا برده! طيب تعالي في المخزن آخد بوسه خطف.


الصفحة التالية