-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 46 - 1 - الأثنين 16/9/2024


   قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر



رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


الفصل السادس والأربعون

2

تم النشر الأثنين

16/9/2024




"أوقات كثيرة تجبر من حولنا أن يقسوا علينا من أجل مصلحتنا، ولكن نحن لا نري ذلك، ونراه هدراً لكرامتنا ولكن بعد مرور الايام أن ما فعلوه هو الصواب"


نهض أحمد معهم مرحباً بأدهم، ألقى نظرة خاطفة علي معذبة قلبه المتخفية خلف شقيقها الحمقاء تختبئ منه هو بدلا من أن تتحامي به هو؟ دار بنظراته علي وجهها عيناها حمراء، جفونها منتفخة، قطرات الدمع اللؤلؤية عالقة بأهدابها ، وجنتيها حمراء بشدة، مهلاً مهلاً هناك علامات أصابع علي وجنتيها. 

إنقبض قلبه، وأرتفع هرمون الأدينالين داخل عقله، تخطي أدهم وإتجه لها جذبها برفق من خلف شقيقها، واحتضن وجهها بين كفيه يتفحصها بقلق بعينيه، لكن الغبية تهربت من من النظر في عينيه وحدقت في الفراغ أمامها. 


"مين ضربك"

جملة بسيطة ألقاها في كلمتين ولكن تحمل داخل طياتها الكثير والكثير من الغضب والتوعد. 

تجاهلت الرد وظلت علي صمتها بينما عيناها لم تستطع كبت الدموع أكثر من ذلك، وأطلقت الصراح لدموعها، مما جعل الآخر يشتعل غيظاً رهو يصيح بنفاذ صبر:

-أنطقي مين أتجرأ ومد إيده عليكِ ؟

شفق أدهم علي شقيقته، وتدخل عش في النقاش بحذر:

-خلاص يا أحمد إهدي لو سمحت. 

أبتد يديه عن وجهها وإستدار إلي أدهم وتسأل بتشكك :

-أنت إلى ضربتها يا أدهم؟

رمقه الآخر بعتاب وضاف معقباً:

-وأنا من أمتي مديت إيدي علي سيلا زمان عشان إمد إيدي عليها دلوقتي؟!

❈-❈-❈

مسح أحمد علي وجهه بنفاذ صبر وتسأل بتحدي :

-أدهم بلاش لف ولا دوران مين ضرب أسيل ؟

رد أدهم بهدوء :

-بابا. 

ضغط الآخر بقوة فكه تزامناً مع تكوير قبضة يده وضربها بقوة علي الجدار المجاور له، اقتربت أسما من شقيقتها تربت علي ظهرها بمؤازرة، ولكن قبل أن تقترب منها كانت أسيل بين أحضان زوجها، الذي جذبها بقوة من جواره ملقياً إياها داخل أحضانه، ضمها بقوة هامساً في أذنها بحنان:

-حقك عليا يا قلب أحمد أقسم بربي لو كان حد غير والدك كان زمانه بيبكي علي إيده الي أتمدت عليكي. 

لم يأتيه رد منها بل زاد بكائها، إبتعد عنها ورفع وجهها بأطراف أصابعه وباليد الآخري يمسح دموعها برفق مغمغماً بحزم:

-طول ما أنا عايش وفيا الروح دموعك دي متنزلش سامعة ؟ ولو نزلت يبقي في حالة واحدة أنا موت وبتبكي عليا. 

"بعد الشر عنك"

نطقتها أسيل بعفوية من بين دموعها، تبسم بحنان مقبلاً أعلي جبينها بحب:

-تسلمي من كل شر يا قلبي. 

ألتفت إلي أسما وتحدث بهدوء:

-بعد إذنك يا أسيل طلعيها أوضتها ترتاح.

حركت رأسها بإيجاب:

-حاضر.

اقتربت من شقيقتها واتجهت بها الي الدرج متجهين إلي غرفتها بأعلي، بينما لاحظت وفاء توتر الجو فاستئذنت:

-طيب هطلع أنا أوضتي أرتاح شوية ده بيتك طبعاً يا أدهم.

تبسم بمجاملة وقال:

-شكراً لحضرتك. 

غادرت وفاء بينما أشار أحمد إلي أدهم بالجلوس، جلس الإثنين متقابلين وتحدث أحمد بجدية:

-ممكن أعرف ليه عمي ضرب سيلا؟

رد أدهم بإيضاح:

-لما راحت وحكت ليه إلي حصل أتعصب عليها وحصل إلي حصل.

آخذ أحمد نفس عميق وتحدث بنبرة حادة :

-هو أه والدها يا أدهم بس من اليوم إلي أتكتبت فيه علي إسمي هي تخصني أنا وبس محدش ليه الحق يمد إيده عليها حتي لو مين ما كان يكون أنا نفسي مليش أن أرفع إيدي بس عليها أسيل غالية يا أدهم ومقامها تاج فوق الرأس. 

تبسم أدهم مبدياً إعجابه برجولة الآخر ومدي عشقه إلى شقيقته، وهتف معتذراً :

-تمام يا أحمد حقك عليا وبإذن الله إلي حصل ميتكررش تاني. 

تجاهل الأخير اعتذاره ورد بنبرة ذات معني :

-أكيد مش هتحصل تاني يا أدهم طول ما فيا الروح لان لو حصل وقتها ييقي أشيل كلمة ذكر من البطاقة أفضل. 

حمحم أدهم بإحراج وقال:

-تمام يا أحمد. 

نهض مستئذناً وقال:

-أنا كده سلمت ليك الأمانة مضطر أمشي أنا. 

أومأ أحمد بتفهم وقال :

-تمام يا أدهم نورت. 

ربت الآخر علي كتفه بخفة وعقب:

-منور بأهله بعد إذنك. 

غادر أدهم، بينما ظل أحمد واقفاً قليلاً يتنفس بصوت عالي محاولاً التخفيف من حدة غضبه قبل أن يصعد إليها.

❈-❈-❈

بينما في الأعلي تستلقي أسيل في أحضان شقيقتها تبكي بصمت بينما الآخري تربت علي ظهرها بمؤازرة:

-إهدي يا سيلا إهدي يا قلبي العياط غلط عليكي وعلي البيبي. 

ردت الآخري بمرارة:

-دى آول مرة بابا يمد إيده عليا يا أسما وأصر أن أدهم يرجعني هنا تاني بدل ما يقف جنبي يعمل فيا كده.

عاتبها أسما موبخة:

-يقف جنبك في أيه يا أسيل في خراب بيتك؟ أنتي بنفسك شوفتي أحمد أتجنن أزاي لما شافك بالحالة دي ليه توصلي نفسك وتوصليه للوضع ده غير إنك أنتي كمان زعلتي من بابا وكمان أحمد شال منه أستفادتي أيه ؟ أسيل أنا عارفة طنط وفا كلامها كتير وتقيل كمان بس طيبة والله آول ما أنتي مشيتي زعلت وكلمت أحمد تتخانق معاه عشان خاطرك فاكرة أنه هو مزعلك لو مش بتحبك كانت هتزعل إبنها عشانك؟

قطع حديثهم فتح باب الغرفة ودخول أحمد، اعتدلت أسما بتوتر بينما حمحم أحمد بإحراج:

-أسف يا أسما كنت فاكرك عند لولو. 

أومأت بتفهم، ونهضت بإستئذان:

-ولا يهمك همشي أنا أشوف عليا بعد إذنكم. 

غادرت أسما وأغلقت الباب خلفها، اتجه هو الي الجهة الآخري من الفراش وجلس واضعاً رأسه بين كفيه، صمت تام لا يقطعه سوي شهقاتها، وصوت أنفاسه الثائرة.

بعد فترة من الوقت نهض من مكانه واتجه إلي الجهة الأخري وجلس علي ركبيته أرضاً أمامها يتأملها بصمت، ظلت هي الآخري تحدق به من حين لآخر ومازالت دموعها تتساقط.

جذب كف يدها وضمها بين كفيه مربتاً عليها بحنان:

-ممممم هنفضل نعيط كده كتير؟

أخذ نفس عميق وتحدث بجدية :

-عارف أن الموقف صعب بالنسبة ليه أنتي غلطي فعلاً يا أسيل وعاندتي في الغلط ليه؟ نوصل لكده ليه تخلي الكل يعرف خلافتنا أسيل أنا مش حابب ده مش حابب سرنا يخرج بره الأوضة دي يا حبيبتي خير شر ما بينا أحنا الاتنين وبس ماشي أنا متفهم وجهة نظرك محتاج بيت خاص بيكي يكون مملكة خاصة بيكي بس أنا مش هسيب أبويا وأمي يا أسيل. 

❈-❈-❈

ولجت غرفة صغيرتها وجدت جدتها تقوم بحملها تهدهدها برفق، اقتربت منها وتسألت:

-هي صحيت إمتي؟

ردت وفاء بهدوء :

-مش عارفة وأنا طالعة عديت عليها كانت صاحية بس مش بتعيط. 

تنهدت براحة، بينما تسألت وفاء بقلق :

-أسيل كويسة هديت شوية؟ العياط غلط عليها هي والبيبي. 

حركت رأسها بإيجاب وقالت :

-أحسن الحمد لله. 

جلست وفاء علي المقعد والصغيرة بأحضانها وتداركت متسائلة:

-أسيل مالها يا أسما ؟ وليه سابت البيت أنا واثقة إنك عارفة. 

ابتلعت أسما ريقها بتوتر وقالت :

-ها وأنا هعرف منين. 

ضيقت عيناها بعدم تصديق وغمغمت بحيرة:

-أنتي عايزة تفهمني إنك متعرفيش حاجة فعلاً؟ بس دي أختك يا أسما وأنا واثقة إنك عارفة أيه سبب المشكلة. 

تهربت أسما من الإجابة قائلة:

-أطمني يا طنط أنتي عارفة أن أسيل الحمل الفترة دي تاعبها ومأثر علي نفسيتها دي هرمونات حمل مش أكتر.

رمقتها حماتها بعدم تصديق وقالت :

-بجد ؟ أنا مش مصدقاكي يا أسما بس مش مهم أعرف المهم أنها رجعت لبيتها وجوزها .

قبلت جبيهة حفيدتها بحنان وقالت:

-تعالي خدي لولو شكلها جعان. 

حملتها أسما برفق معللة:

-هي مقريفة لسه هغير ليها وتاخد شور بارد وبعدين أكلها. 

أومأت الآخري بتفهم وقالت:

-تمام أنا هنزل أشوف الغداء جهز ولا لأ وأخليهم يطلعوا عصير فرش لأسيل عشان تهدي شوية. 

غادرت وفاء بينما تبسمت أسما بقلة حيلة وقالت :

-والله طيبة وقلبك أبيض بس فيكي دقات كده ربنا يهديكي يا أسيل أنتي كمان.



الصفحة التالية