رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة احتياج امرأة مطلقة لخديجة السيد - القصل 2 والأخير - 1 - الأربعاء 4/9/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة احتياج امرأة مطلقة كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة قصة احتياج امرأة مطلقة
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثاني والأخير
1
تم النشر يوم الأربعاء
4/9/2024
على طاوله الطعام كانت الأجواء هادئة بالمنزل لذلك بحث الأب عن أولاده واحفاده، متسائلاً بحيرة واستغراب
= امال فين العيال محدش جي ياكل معايا ليه؟ والهانم بنتك الكبيره مش سامعلها صوت يعني
إجابته الأم عواطف بعدم مبالاة وهتفت
=ولادك الاتنين يا اخويا راحوا فرح واحد صاحبهم شباب بقي يعني همنعهم ولا هقعدهم جنبي قلتلهم روحوا فكوا عن نفسكم شويه، وبنتك تلاقيها بتنيم عيالها جوه واكلتهم قبل ما تيجي.. كل أنت بالهنا والشفا.
أشار لزوجته التي يوجه لها الكلام وقال ممتعضا
=مش جالها عريس النهارده! واحد كده على قد حاله فاتح محل حلاقه ومطلق و بيقول ما عندوش ولاد.. بس انا قفلت الموضوع معاه على طول وقلتله ما بتفكرش في الجواز و هتقعد تربي العيال.. ولما سألته شفتها ولا تعرفها منين قالي ولا شفتها ولا اعرف الوليه ام احمد اللي كانت شغاله زمان دلاله شكلها بقت تشتغل خطبه الايام دي وهي اللي قالتله عليها وبتاخد اللي فيه النصيب من كده.
في ذلك الأثناء كانت تقف زبيدة بالخلف بين الستائر وتسمع الحديث الدائر بعدم تصديق، هتفت أمها موجهه حديثها إلي زوجها بضيق شديد
=البشاير هلت اهي، جدع ان انت قلتله كده قال على اخر الزمن البت تتجوز بخاطبه الناس تقول ايه علينا بندور ليها علي عريس تاني... بس غريبه يعني ما عندوش اولاد وعاوز واحده يتجوزها باولاد اصل الخطبه دي بيقولوا ليهم مواصفات معينه وهو أكيد كان قايل ليها كده ولا كان عامل حسابه اننا لو وافقنا ترميلنا العيال نربيهم إحنا .
هز رأسه بعدم اهتمام وهو يرد عليها ناهض
=انتٍ شغلي نفسك ليه احنا مالنا ما قلت لك رفضت وخلاص، يدور بقى مع نفسه على واحده توافق على شروطه بعيد عننا، الحمد لله اعمليلي كوبايه شاي ودخليها جوه
عندما ذهب والدها، اقتربت زبيدة بلهفة من والدتها وقالت بسرعة هاتفه والذنب يطفح على وجهها المنهك
=انتم ازاي يجيلي عريس وترفضه كمان من غير ما حد ياخد رأي؟ اشحال قايله لكم اللي فيها وانا مش عاوزه افضل كده انتم برده مصرين تشيلوني الذنب وتظلموني اكتر! على فكره اللي بتعمله فيا ده حرام وما يرضيش ربنا والمفروض حاجه زي كده كنتوا تاخدوا رايي وانا أوافق او ارفض انا ما بقتش عيله صغيره والبركه فيكم كبرتوني بدري وشيلتوني الهم .
نظرت أمها إليها لتقول موبخها بلهجة قاسية
= تصدقي يا بنت انتٍ مش هتهمدي غير لما امد ايدي عليكي زي زمان عشان تفوقي شويه لنفسك! ده انا ما شفتش في بجاحتك يا بنت فكري في عيالك جواز إيه ده اللي هتموتي عليه ده انتٍ معاكي رجلين يعتبر ربيهم احسن وركزي معاهم عشان في اخرتك ينفعوكي.
بالكاد منعت زبيدة دموعها من النزول على وجنتيها وهي تقول بصوتٍ مرتعش أضعف من أن يقسو
=انا برده اللي بجحه واللي راح رامي عياله واتجوز ده مش بجح! واللي بيبعتلهم كل اسبوعين فلوسهم بالعافيه ده اللي مش بجح! ولا من ساعه ما طلقني ما فكرش يجي يشوفهم ده برده تسميه ايه؟ والاهل اللي طلعوا بنتهم من المدارس عشان يجوزوها لواحد ما لهوش شخصيه وكل ما كان تيجي بتشتكي بيسيبوها ولا يعبروها لحد ما ترجع لوحدها عشان تعرف انها ملهاش الا بيت جوزها اللي في الآخر ياريت عجب وأول ما أمه أمرته نفذ وما فكرش فيا ولا في عياله..
وتقوليلي اقعدي ربي عيالك انا ما قلتلكيش هرميهم وبعدين ليه ما بتفكروش فيا زي ما تحاسبوني على حاجه ماليش ذنب فيها اصلا
ابتلعت غصة وهي تضيف بنبرة خافتة تخفي كل ما تشعر به من احتراق بتلك اللحظة
= ولا انتم بس ماسكين فيا وخلاص! وهاين عليكم تعلقوا ليا المشانق عشان بطلب حقي.. انا مش عارفه بطلب ايه عيب ولا غلط عشان ما حدش راضي يسمعني ليه كل ده؟. يا عالم ده انا عاوزه اتجوز مش بقول همشي في الحرام
نظرت عواطف لها بنفس الملامح المشمئزة
وقالت لها باحتقار
= وزعلانه عشان بقول عليكي بجحه ما تتلمي يا قليله الربايه في واحده محترمه تقول الكلام ده؟ انتٍ عايزه الناس تقول علينا إيه ما عرفناش نربيكي بدل ما تفكر في عيالها و مستقبلهم عماله تفكر في الجواز.. يا بنت عيب اللي بتعمليه ده الناس تقول عليكي ايه؟ وليه ميته على الجواز كده .
هزت رأسها بيأس وبحزن في حين مسحت على الفور دموعها وقالت لها بابتسامة ساخره بألم
=هيقولوا عليا ايه عشان بطلب شرع ربنا زي ما كل الناس بتعمل؟ ما تردي وتفهميني الفكره الغلط اللي هياخدوها الناس عليا وانتٍ كمان عشان بقول لك عاوزه اتجوز واشوف حياتي
انا اصلا مش عارفه اقول لك إيه اكتر من كده؟ ايه اقول لك مثلا أن انا ليا احتياجات زي الراجل بالظبط وعاوزه اتجوز لنفس السبب إللي بيتجوزه الرجاله عشانه ونفسي يكون حد موجود في حياتي ينفذها لي؟ وانتم ولا دريانين بيا ولا بتفكروا في كده..
طفح الذنب على وجه زبيده من أفعالها فهي تحاول بكل عزيمة وإصرار الإبتعاد عن ذلك لكن لا تعرف بسبب افكارهم هتفت بها بقهر يتشعشع داخلها
= لا وكمان شايفين الست اللي بتتجوز بعد ما تطلق زي الراجل بالظبط يبقى حرام انما هو حلال لي وهي تقعد تربي العيال بس وخلاص حياتها تقف لحد كده؟ هو انتم بتجيبوا شرع جديد على مزاجكم ما تفهموا كلام ربنا الأول.. الظاهر ما فيش فايده و بكلم نفسي.
اضطربت حدقتي عواطف وهي تقول بشرود مرتبك
=احتياجاتها!!. البنت دي تقصد ايه تعالي هنا يا بنت وفهميني؟؟ بنت يا زبيدة.
رأت زبيدة أن الحديث معها ليس له فائده كالعاده لذلك تركتها وذهبت بينما ظلت أمها تطرق فوق بابها الخشبي تأمرها بفتحه و لتوضيح كلماتها وما المقصود منها.. إلا أنها تمددّت فوق فراشها و أغمضت عينيها لعلها تستطيع الاسترخاء قليلاً.
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوعين، تنهدت زبيدة الجالسة في غرفتها ببؤس، و حاولت ان تفعل بنصيحه الطبيبه وتشغل نفسها باي شيء حتي لا تفكر في هذه العادات السيئه.. مثل عادات دينيه قراءه القران و الذكر والدعاء دائما بالزوجه الصالح! واشغال نفسها باعمال المنزل أكثر و الخروج للشارع! لكن مع الاسف والدها قد منعها من الخروج بعد انتشار خبر طلاقها بين الناس؟ وكأنها افتعلت جريمه مخجله حتى يمنعها من رؤيه الناس.. فليت يعلمون لما تفعل كل ذلك؟ وأنها تمنع نفسها من ارتكاب الذنوب .
فا محزن ان تطالب باشياء من الأساس و المفترض أنها حقوقك بالحياة ومتاحه لك لكن المجتمع والناس يمنعك عنها، بحجه العادات والتقاليد السخيفة التي لا تنطبق الا على السيدات فقط.
وعند نومها كانت تأخذ الأطفال جانبها، حدَقت مُتبسّمة في أولادها الذي يلقون بتلك الكرات الصغيرة لبعضهم، لقد كانت سعيدة بوجودهم معها طول العمر كَعائلة ولكن لابد للأحلام أن تتحقق ناقصة، بنصف سعادة... فدائما تظن عائلتها بأنها عند زوجها ستتركهم وترحل!.
لكن من المستحيل أن تعيد مأساتها و تظلمهم مثل ما ظلموها، وبالأخص أنهم متعلقين بها أكثر من أي أحد غيرها! فكل اهتمامها معهم فهم كل حياتها بالفعل..