-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة احتياج امرأة مطلقة لخديجة السيد - القصل 2 والأخير - 3 - الأربعاء 4/9/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة احتياج امرأة مطلقة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 
قصة احتياج امرأة مطلقة

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثاني والأخير

3

تم النشر يوم الأربعاء

4/9/2024



التقطت أخيرًا زبيدة أنفاسها المسروقة ثم زفرتها بعمق كأن الحياة تعود لوجهها الشّاحب.. و تمتمت بصوتٍ واهن بلهفة 


=لا لا الله يكرمك تعالي هنا انا لما صدقت خلاص انا فوقت من الصدمه واستوعبت و صدقتك، انا خلاص هتجوز وجايلي عريس هو ده اللي انا فهمته مش كده؟ بالله عليكي قولي أني مش بحلم وانتٍ قلتي كده من شويه 


رفعت أمها رأسها ودفعت ابنتها عنها بعُنف و ازدراء.. ثم قامت من مكانها نحو الخارج من نفاذ صبرها، بينما ارتفع حاجبا زبيدة ما إن خرجت أمها دون حديث، وعبست وهي تقول بنبرة حزينة 


=ايه ده هي ما ردتش ليه؟ يبقى انا كده كنت بحلم وهي ما قالتليش حاجه هو الموضوع أثر عليا للدرجه دي ومخليني بتخيل كلام ما حصلش ولا حصل ولا في ايه بالظبط.. ياما 

ما تيجي تفهميني مين ده اللي جي كمان اسبوع.


❈-❈-❈


تحركت مكانها على استحياء وهي تجلس بمقابلته للعريس، في حين رفع كوب قهوته ليرتشف منها آخر ما تبقي، طالعته هي بتركيز وقالت سؤال رغم سرعته 


= تحب اعمل لك قهوه تاني؟ شكلك بتشرب قهوة كتير 


ابتسامة تجلت على ملامحه قائلاً بمشاغبة 


= ده انتٍ مركزه معايا بقى أهو ولا دي قوة ملاحظة ولا اهتمام .. 


التفت زبيدة إليه بنظرات مستفهمة


= هاه! 


أفلت ضحكة رجولية يشير عليها مرددًا 


= اصلك من ساعه لما قعدتي معايا واهلك سيبونا لوحدنا شويه وانتٍ عماله تتلفتي حواليكٍ و مش راضيه تحطي وشك في وشي بس اهو اول ما القهوه خلصت خدت بالك 


أبتعدت ببصرها عنه بخجل، ولاحظ هو ذلك فقال بصوت جاد 


= طب خلاص سؤال عادي ما تتوتريش كده ولا تتكسفي! انا بس مش عاجبني السكوت اللي بينا ده، مش احنا برده جايين نتعرف على بعض؟ على العموم يا ستي انا ما ليش في القهوه انما عجبتني أوي اللي عاملها معموله بمزاج! مش انتٍ برده اللي عاملاها ولا الحجه حماتي .


تحمحمت تستند بوجنتيها على كفيها لتداري خجلها وهي ترد


= لا انا اللي عاملاها! اصل انا بحب اشربها كتير عشان كده بعملها حلو .


هز رأسه بالايجاب ثم تمتم بصوتًا خرج عكس ملامح وجهه الجاد 


= تسلم ايدك، بس هي فعلا حلوه ذيك.. ده انا حتى من حلاوتها بفكر احطها عندي بالقهوه! اصل محسوبك فاتح محل حلاقه مسمع عندي في المنطقه وكافيه كده على القد.. يعني مع ظروف البلد قلت اعمل حاجه تسند واهي ماشيه.. ولا هتبخلي عليا ومش هتقوليلي سر القهوه بتاعتك بتعمليها ازاي عشان تطلع حلوه كده.


ضغطت على شفتيها وهي تردد بصوت خافت 


= ربنا يزيدك، بس مش سر ولا حاجه بعملها عاديه .


تعمق النظر بملامحها وأجاب بإعجاب 


= من تواضع لله رفعه، بس يمكن عشان انتٍ اللي عاملاها ونفسك فيها ده اللي مختلف عن القهوه بتاعتي . 


ابتسمت ولكن رغماً عنها وهي تخبره بتوتر 


= فنجان قهوه عادي يعني انت بتبالغ بس على العموم هروح اعمل لك واحده ثانيه طالما عاجبك أوي كده .


هتف الآخر مرددًا باعتراض بسرعه


= لا لا مش دلوقتي، خليني في اللي جي عشانه ويعني لو حصل قبول كده كده هشربها من ايدك كثير في بيتنا؟ ولا ايه.


هزت كتفها بعدم معرفة، فتنهد محمد وهو يردد بجدية شديدة


= طب ابدأ انا في التعارف مدام عماله فيها ابو الهول ومش عايزه تتكلمي! أنا اسمي محمد عندي 33 سنه اتجوزت ثلاث مرات بس مطلقهم كلهم ما تخافيش ما فيش ولا واحده خلفت منها! في الأول يعني الجلال خدتني وكنت بفتكر العيب منهم والموضوع بسيط مع الوقت هيجي واكبر دماغي واخليها تكشف هي لوحدها لحد ما الموضوع زاد فكل جوازه نفس اللي بيحصل فاضطريت اروح في مره واكشف زي ما الدكتوره طلبت وعرفت اللي فيها ان عمري ما هخلف.. بعدها مراتي الأخيرة طلبت الطلاق مني وراحت شافت حالها وانا قلت اقفل على نفسي شويه لحد ما اللي حواليا فضلوا يزنوا عليا وقوليلي طب ما تشوف واحده تكون كانت متجوزه ومخلفه ولا ارمله وخدها بعيالها بصراحه عجبتني الفكره بس ما عرفتش اسال مين حواليا لحد ما عرفت واحده كده خاطبه وتبقى عارفه المنطقه كلها وكل ستاتها وهي اللي عرفتني عليكي.. ولما رحت افاتح ابوكي في الموضوع في البدايه رفض وقالي انك مش بتفكري في الجواز وعاوزه تربي العيال! وانا احترمت ده وسبته بس بعد كده عرفت انكم رجعتوا في كلامكم وما فيش مانع فقلت اجي اتقدم بقى .


ضيقت عيناها متسائلة باهتمام 


= هو ما فيش حد من اهلك جي معاكي ليه هيجوا المره الجايه يعني! 


أجاب محمد بصوت هادئ رغم حزنه 


= لا انا وحيد اكثريه اهل ماتوا، والباقي ساكنين في محافظه تانيه 


تمالكت نفسها لتستطيع منع ابتسامتها من الظهور وهي تتحدث مع نفسها بفرحه وارتياح 


= يعني مش هيكون عندي حماه زي الوليه العقربه اللي كنت معاشراها وخليته يطلقني الحمد لله ادي نقطه في صالحي .


ثم أفاقت علي صوته وهو يتسائل باهتمام 


= طب ايه، كلميني عن نفسك !! 


أشارت إلى نفسها وقالت هاتفة باضطرب 


= أنا؟ مفيش حاجة غير اللي عرفتها اتجوزت صغيره وما حصلش نصيب واطلقت، و ماليش غير ماما وابويا و اخواتي الاثنين، واولادي طبعا ودول الاهم.. 


هز رأسه بالايجاب وقد كسا الألم ملامحه وهو ينطق ببحه رجولية مميزه


= فاهم طبعاً من غير ما تقولي حتى لو ربنا ما رزقنيش عارف يعني ايه اولاد وبنضحي عشانهم قد ايه، انا لمحتهم وانا داخل ربنا يخليهملك شبهك أوي على فكره.. والحمد لله انهم طالعين ليكي و واخدين حلاوتك


دقق النظر بملامحها الخجولة، وضحك قائلاً بتسلية 


=معلش لا مؤاخذه اصل انا كده على طول إللي علي لساني لازم اقوله اصل بصراحه كانت هتبقى حاجه وحشه أوي لو شبه ابوهم! وهم قاعدين معايا في خلقتي على طول.. هم على كده بيروحوا لابوهم كل قد إيه ولا ماشيينها إزاي بعد الطلاق 


هزت رأسها رافضة وهي تردد بخيبة أمل 


= ولا بيشوفها ولا بيعبرهم وابويا بيروح ياخد مصروفهم منه بالعافيه هو اتجوز أصلا عشان كده رميني انا والعيال.


ضيق عيناه يرمقها بنظراته الاستيائية، وقال بغضب 


= طب ما يتجوز حد قاله لا بس إيه المانع انه يشوف عياله ويطمن عليهم شكله كده راجل لا مؤاخذه مش تمام! طالما حتي المصاريف بيبعتهالك بالعافيه، طالما مش قد المسؤوليه بيتجوز ليه؟ 


هزت رأسها بحسرة وهي تقول بضيق


= انت بتقولي انا الكلام ده روح قول للبيه اللي عنده استعداد يتجوز ويطلق ويرمي و احنا نربي مكانه! و اديك جبت المفيد هو مش بتاع مسؤوليه بس هنقول ايه النصيب..


عقد حاجيبة باستغراب وهو يقول باستفسار


= طب وانتم ايه إللي مسكتكم على كده ما ترفعه قضيه عليه وتطلبوا حقكم حتى انتٍ بعد الطلاق ليكي حق والبيت اللي ساكن فيه ده انتٍ حاضنه يعني الشقه كان ممكن تاخديها منه، اصل السكوت للاشكال دي بيخليهم يتمادوا 


لوت ثغرها مبررة بضيق عدم رغبة والدها في صد أفعاله الفظة 


= قلت الكلام ده كتير لابويا بس هو مش بيحب المشاكل ولا يروح محاكم وقال طالما بيبعتلنا فلوس على القد خلاص نمشي حالنا بيها.. مع أن أبويا كل مره بيروح ياخد منه الفلوس بيرجع مش طايق نفسه عشان بيطلعوا عينه عقبال ما يدوله اصل هو بخيل مع ان على قلب امه قد كده.. وبعدين ده حقي وحق ولادي! ولا هي بس الفلوس بتطلع لما يعوز يتجوز تاني 


هز رأسه باعتراض قائلاً وهو يتنفس بعمق 


=مش حكايه كده طالما لقياكم مكبرين دماغكم أتأكد ان عمركم ما هترفعوا قضايا ولا تعملوا حاجه قال لما اماطل لحد ما يزهقوا مني وتيجي منهم، بصي انا ممكن اصرفلك عليهم وكل حاجه محتاجينها او تلزالهم تجيلهم لحد عندهم.. بس على رايك ده حقك ولازم تطلبي، اسمعي انا ليا واحد معرفه محامي ممكن يخلصلك الموضوع ده لو عاوزه.. وانا ليا جمايل عليه يعني حتى مش هياخد منكم فلوس.


رفعت زبيدة حاجبيها ثم قالت بامتعاض


= الموضوع مش موضوع فلوس والله ابويا هو اللي دايما بيخاف من الحاجات دي ومش بيحب وجع الدماغ، بس تصدق انا ازاي ما فكرتش في كده انه بيعمل كده متعمد عشان يخلينا نزهق ونبطل نطلب منه انا هفكر في الموضوع واحاول مع أبويا تاني..


ثم أضافت هاتفه بكل بساطه و تلقائية


= ولا ليه احاول ما انا ممكن بعد الجواز أعمل كده وابويا مش هيعرف أني رفعت عليهم قضيه.. بس الخوف انهم يفتكروا ليهم ولاد دلوقتي ويجوا ياخدوهم والله من بعد الطلاق ما بشوف حد منهم 


عقد ذراعه على صدره ورفرف قلبه مبتسمًا إليها، ثم أغمض محمد نصف عين وتحدث بمكر 


= طالما ما سالوش عليهم زمان يبقى مش لازمينهم! ولو حاولوا حتى انا اللي هقفلهم بنفسي.. اصل على رايك مش هتكوني مراتي ساعتها يبقى خلي كلب يتعرضلك وشوفي هعمل لك فيهم ايه


رمقته مستغربة ردة فعله، وقالت متوتره 


= هاه! هو انا قلت امتى اللي انا موافقه؟ 


تراجع بجسده وابتسامة خلابة تجلت بوجهه 

بثقة


= كلامك يا قمر اللي قال كده؟ وما لوش مفهوميه الا كده انك وافقتي صح .


توردت وجنتيها بحمرة الخجل فسحبت بصرها عن مرمى عيناه التي تفترس ملامحها، ثم نهضت لتهرب عندما فضحت أمرها امامه فقالت بحرج 


= آآ لا هو آآ أبويا.. قصدي يعني رايي هتعرفه من أبويا مش مني.. عن اذنك .


الصفحة التالية