رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 45 - 1 - الإثنين 9/9/2024
قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية إرث الحب والألم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الخامس والأربعون
1
تم النشر الإثنين
9/9/2024
"الفرط فى العطاء، يولد الطمع والغرور، فلا تفرط يدك كثيراً، لأنه بعد ذلك سيكون فرض وإجبار عليك"
لاحظت تأخر هبوط شقيقتها وأيضاً لم تتناول الإفطار معهم في الصباح، تركت طفلتها برفقة جدتها وصعدت الي غرفتها طرقت باب الغرفة.
بينما في الداخل انتهت من ضب الحقيبة وقامت بإغلاق السحاب، وقامت بتغيير ملابسها واستعدت للمغادرة، استمعت صوت طرق الباب تنهدت بسأم وذهبت لفتح الباب تفاجات بشقيقتها.
تبسمت الآخرى بهدء تساءلت:
-أنتي خارجة ولا أيه يا سيلا ؟
رد سيلا بإختصار:
-أنا هسيب البيت.
أتسعت عين أسما بصدمة، وتسألت بعدم تصديق :
-نعم بتقولى ايه يا حبيبتي ؟ تمشي وتسيبي البيت ؟ ليه إلي حصل؟
تنهدت أسيل بحزن ودلفت الي غرفتها، وجلست جوار حقيبتها، اقتربت منها شقيقتها وجلست جوارها مربته علي ظهرها بحنان وعقبت:
-مالك بس يا قلبي ؟ أيه إلي حصل ؟
ردت باقتضاب:
-أنا وأحمد أتخانقنا وأنا هسيب البيت.
قطبت جبينها بعدم فهم وتسألت:
-أيه بس إلي حصل أحمد بيحبك وأنتي كمان بتحبيه أيه الي وصلكم لكده ؟
ردت الآخري بمقط:
-بسبب مامته.
رمقتها أسما بعدم فهم واسترسلت بإيضاح:
-مش فاهمة وهي داخلها أيه ؟ هي مش بتدخل في حاجة تخصكم أصلا ؟ يبقي هي السبب أزاي فهميني أكتر معلش.
أتسعت عين أسيل بصدمة وأشارت عليها :
-نعم السبب في ايه اذا كان أنتي أكتر واحدة تعبتي من تصرفاتها إلي كانت ومازالت بتعملي معاكي.
تنهدت أسماء بهدوء وردت:
-يا حبيبتي هي طبيعتها كده وده أسلوبها أه ساعات بتقول كلام يزعل وخلاص موقف وعدا لكن عمرها ما تدخلت بيني وبين قاسم وفي نفس الوقت بردوا عمرها ما تدخلت بينك وبين أحمد يبقي ايه المشكلة بقي ؟ مش هنمسك ليها علي غلطة هي في مقام ماما يا أسيل.
أستنكرت أسيل وقالت بعند:
-لأ طبعاً مش في مقام ماما وعمرها ما هتكون في مقامها مفيش غير ماما واحدة بس أنتي عشتي طول عمرك من غير أم طبيعي ما تعرفيش ده ولا تحسي بيه زي، لكن أنا لا يا أسما أنا متربية وسط أب وأم وعيلة وعارفة ده كويس.
❈-❈-❈
ابتلعت الآخري الإهانة وقالت:
-أنا فهماكي يا حبيبتي بس إهدي وأفهمي كلامي الأول.
ردت أسيل بمكابرة :
-مش هسمع ومش هقعد في البيت ده من الأساس أنتي مستحملة لسه وقاعدة في البيت أنسي حياتك القديمة دلوقتي ليكي بيت وعائلة تقدري تسيبي البيت وتتحامي فيهم زمان كان الوضع غير ومكانك في الشارع متسمحيش لحد يزعلك أو يكسرك يا أسما.
تنهدت أسما بسأم وردت:
-أيه إلي أنتي بتقوليه ده بس يا أسيل ؟ أولا مفيش حد زعلنس ولا ذلني هي طبيعتها كده وده كلامها كده ودي
ست كبيرة مش زي ماما فعلا ولا في مكانتها لكن واجب نحترمها، أحنا بنعامل ربنا يا سيلا يعني منستناش من البشر مقابل.
تجاهلت أسيل حديثها وأردفت بكبرياء:
-وأنا تعبت ومش هستحمل أكتر من كده كل إنسان ليه طاقته يا ستي وأنا مش متقبلة ده حقي أنا همشي من هنا أحمد عايزني يجيب لينا بيت بره نعيش فيه.
رمقتها الآخري بتهكم وقالت:
-بجد؟ هو أنتي فاكرة نفسك كده هتخلي أحمد هيوافق؟ أنتي كده بتلوي دراعه متزعليش مني لو سمع كلامك وساب أهله عشانك يبقي متأمنيش ليه.
تهكمت أسيل ساخرة :
-بجد قاسم عمل كده زمان عشانك هو حلو ليكي ووحش ليا.
تنهدت أسما بحزن، واسترسلت بإيضاح:
-أسيل يا حبيبتي أفهمي الوضع كان غير وقاسم مسبش أهله عشاني لا كنا بنحاول نقرب منهم عشان يطلب السماح.
تبسمت بآلم وأسترسلت بإيضاح:
-ومين قالك بقى يا أسيل أن الموضوع عدا كده ؟ قاسم نفسه ندم علي إلي عمله بلاش تقارني نفسك بحد أنتي متعرفيش أيه إلي وراء الكواليس يا أسيل، أحمد بيحبك بلاش الي بتكري تعمليه لانك هتدخلي حرب خسرانة يا حبيبتي أحمد مش هيضحي بأهله ويقف قصادهم عشانك.
نهضت أسيل بتحدي وقالت :
-يبقي هو الي أختار بعد إذنك.
حملت حقيبتها وغادرت أسفل نظرات أسما المنصدمة من تفكير شقيقتها العقيم.
❈-❈-❈
في الأسفل تجلس عليا تداعب حفيدتها بخفة، لفت نظرها هبوط أسيل وهي تحمل حقيبة ملابسها.
وضعت الصغيرة أرضا ونهضت متجهة إليها بحيرة وهي تنقل نظراتها بينها وبين الحقيبة التي تحملها.
-أسيل أنتي راحة فين وأية الشنطة دي؟
سألتها وفاء مستفسرة.
ردت الآخري باقتضاب:
-راحة عند ماما.
قطبت الآخري جبينها بحيرة وتسألت:
-تمام بس أيه الشنطة دي ؟
ردت أسيل بهدوء :
-أنا هسيب البيت.
أتسعت عين الآخري بصدمة وتسألت:
-تسيبي البيت ؟ ليه هو أيه إلي حصل؟ أحمد زعلك ؟ لو في حاجة نحلها لكن متسبيش البيت وتمشي.
رمقتها أسيل متهكمة وقالت:
-لما يرجع أبقي أسأليه بعد إذنك.
حملت حقيبتها لتغادر لكن أمسكت وفاء يدها برفق وقالت:
-تعالي أقعدي واستهدي بالله يا أسيل وفهميني في أيه وأنا هتصل بأحمد يجي ونتفاهم لكن متسبيش بيت وتمشي ده لعب عيال.
سحبت أسيل يدها وردت باقتضاب:
-المشكلة مش فيا أنا وأحمد المشكلة في حضرتك وبسببك.
قطبت جينها بعدم فهم وتسألت:
-أنا السبب أزاي مش فاهمة ؟
تنهدت أسيل بضيق وقالت :
-أنا همشي وتقدري تفهمي منهم بعد إذنك.
حملت حقيبتها وغادرت أسفل نظرات وفاء المتعجبة، ألتفت بنظراتها إلي أسماه التي تهبط الدرج وتسألت بحيرة:
-في أيه يا أسما أسيل مالها وسابت البيت ليه؟
تنهدت أسما بقلة حيلة وقالت :
-مش عارفة يا طنط.
قطبت جبينها بعدم فهم وتسألت:
-يعني أيه مش عارفة فهميني يا بنتي في ايه ؟
أنقذها بكاء طفلتها تحركت سريعاً تجاهها وحملتها برفق وأردفت متهربة:
-لولو عايزة تغير هروح أغير لها بعد إذنك.
ركضت سريعا الي الأعلى أسفل نظرات عليا المتعجبة.
❈-❈-❈
ذهب إلي شقيقه يناقش برفقته بعض الملفات طرق الباب ودلف الغرفة وجد شقيقه يجلس شارداً، اغلق الباب واتجه له متسائلاً بقلق:
-أحمد مالك في أيه ؟
تنهد بهدوء وقال:
-مفيش.
رمقه شقيقه بعدم تصديق وتسأل :
-هو أيه إلي مفيش يا أحمد أنت مش شايف شكل وشك ؟ في حد زعلك فهمني يا أبني ايه إلى حصل ؟
قطع حديثهم رنين هاتف أحمد، نظر الي رقم المتصل وجدها والدته ساور الشك داخله أنه قد حدث ما يخشاه.
آخذ نفس عميق ورد:
-ألو أيوة يا أمي أخبارك أيه يا حبيبتي ؟ صمت يستمع لها وأجاب بإقتضاب، براحتها يا أمي لا متخنقناش هي حابة تسيب البيت براحتها وقت لما تحب ترجع براحتها، لا أطمني محصلش حاجة بعدين يا أمي لما أرجع مع السلامة.
أغلق الهاتف ووضعه بإهمال أمامه علي المكتب أغمض عيناه وعاد بظهره الي الخلف.
جلس قاسم وتسأل بحذر :
-في أيه يا أحمد ؟ حاجة حصلت ؟
رد بإقتضاب :
-أسيل سابت البيت.
أتسعت عين قاسم بصدمة وتسأل :
-نعم أسيل سابت البيت طيب ليه ؟ أتخانقتوا ؟
حرك رأسه بلا وعقب :
-لأ بتهددني يا قاسم شوفت الي أخوك فيه ؟ القطة المغمضة يوم ما تفتح عينها وتفكر تخربش تخربشني أنا عايزة تسيب البيت عشان تلوي دراعي عايزة نشتري بيت ونبقي لوحدنا.
تسأل قائم بحيرة:
-طيب وأيه السبب؟
استرسل بإيضاح:
-عشان ماما بتقول ليها نفسها في ولد أنت عارف دماغ ماما وأسلوبها، أسيل مش حابة ده وشايفة كده أن ماما بتدخل في حياتنا لأ وكمان بتقول انت مش بتحبني وعايزاني أعمل زيك شوفت الهنا الي أنا فيه.
تنهد قاسم بندم وقال :
-أنا غلط وعارف ده ولو رجع الزمن بيا مكنتش هعمل كده كنت هحاول أتجوز أسما برضاهم يظهر الغلطة دي هفضل ادفع تمنها طول العمر.