رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 47 - 1 - الخميس 19/9/2024
قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية إرث الحب والألم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل السابع والأربعون
1
تم النشر الخميس
19/9/2024
"إذا كنت محظوظاً قد يهبك القدر فرصة ثانية، فإذا جاءتك فتمسك بها جيداً، لأنها ستكون فرصتك الأخيرة"
أنتزع طفلته من أحضان الطفل بقوة، وقام بحمله بخفة وهو يضربه علي مؤخرته بغيظ:
-بقي كده يا حيوان طيب قرب منها تاني وأنا أعضك.
عمر ببكاء:
-حرام عليك يا مفتري بتستقوي علي طفل صغير والله لقول لبابا.
أتسعت عين أسر مردداً بعدم إستيعاب:
-نعم بتقول أيه تاني كده؟ سمعني تاني أصلي مسمعتش؟
عمر بزهو:
-خفت عشان هقول لبابي أكيد جبت وراء ناس تخاف متختفيش.
رفعه أسر وجعل وجهه في مواجهة عمر وتسأل بصدمة:
-لأ مش دى يا خفيف؟ التانية؟ أنت شايف نفسك طفل يا واد؟ يا شيخ ده أنا عيل بالنسبة ليك يا حبيبي.
حاولت تقي كبت ضحكاتها أكثر من ذلك لكن لم تستطيع، رمقها زوجها بغيظ وقال:
-عاجبك أوي يا أختي وعمالة تضحكي ؟ ده أنا هتشل منه.
تدخلت في الحوار قائلة :
-إهدي يا حبيبي لو سمحت وسيب الولد.
أسر بغيظ:
-لأ مش هسيبه هفضل شايله كده لا وهعلقه في المروحة لغاية ما يبان ليه صاحب .
صاح عمر بلهفة وهو يصقف:
-هيه هيه هيه هيه.
تعجب الآخر وتسأل بحذر :
-فرحان علي أيه يا آخرة صبري بقولك هعلقك في المروحة ؟!
رد الأخر بلهفة :
-الجو حر وهفضل في الهواء وكمان لولو هتفضل قدامي علي طول أقولك أنت ابقي هات ليا الأكل فوق ونزلني أدخل الحمام وطلعني تاني.
رمقه بذهول وألتفت إلي زوجته مردداً بعدم استيعاب:
-ده بيقلش يا أسيل ده بيقلش أنا بس ايز أفهم الواد ده لسه في الحضانة وبالمنظر ده أمال لما يدخل المدرس هيعمل أيه ؟ أنا والله بالشكل ده خايف عليه يتمسك في قضية تحرش.
قطع حديثهم طرق علي باب الجناح، تحرك صوبه وقام بفتح الباب وجدها تمارا.
تعجبت من حمله لعمر بهذه الطريقة وتسألت:
-حرام عليك يا أسر شايل الولد كده ليه ؟
❈-❈-❈
عمر بدموع مذيفة:
-وعايز يعلقني في المروحة يا ماما شايفة قسوة الأعمام ؟
شهقت والدته بتمارا موبخة أسر:
-حرام عليك يا أسر براحة علي الولد ده لسه صغيرة.
تبسم ساخراً وعقب بنبرة مستاءة :
-ده لسه صغير ده هي سنة واحدة ومش هنعرف نلم الواد ده من الكابريهات يا أختي خدي إبنك خدي.
نظر الي بطنها المنتفخة وقال:
-تخدي ازاي كده ؟!
أنزله أرضاً، وتحدث بغيظ:
-أنزل علي الأرض يلا وأمشي يا خفيف.
انتبهت تمارا الي شئ وتسألت:
-صحيح يا أسر أحنا هنتمل سبوع ولا عقيقة؟
مط شفتيه بحيرة ورد:
-مش عارف الصراحة بس بفكر في الاتنين.
تبسمت، وأضافت مقترحة:
-طيب عندي اقتراح حلو أوي ليك؟
انتبه لها وتسأل :
-خير؟
استرسلت بإيضاح:
-بص يا سيدي أحنا نعمل سبوع عادي في ميعاده والعقيقة نأجلها لوقت ما أولد بحيث نعمل عقيقة كبيرة سوي.
أعجبه الإقتراح، وتدارك مبدياً إعجابه بالإقتراح:
-حلو جداً الصراحة بتعرفي تفكري أهو.
صرخ بآلم وهو يجذب يده من فم الصغير، وصاح موبخاً:
-سيب إيدي ياض أنت.
رد الاخر بعند:
-متغلطش في ماما تاني.
نظر الي تمارا بغيظ، وهتف متوعداً:
-خدي الواد ده من قدامي بدل ما أعلقه في المروحة لغاية ما يبان ليه صاحب.
تبسمت تمارا وأخذت طفلها من براثن عمه وغادرت وهي تقول:
-يلا يا قلب ماما ولا يهمك لما لولو تكبر شوية تبقي تتجوزها ولا يهمك منه.
هلل عمر بفرحة:
-بجد يا ماما ؟
تمار بمزاح:
-بجد يا قلب ماما أنت.
❈-❈-❈
بعد مرور عدة أيام ألتزمت فيهم أسيل منزلها ولم تذهب برفقة أسما كما أعتادوا، حتي جاء اليوم السابق لسبوع عليا الصغيرة.
جلست أسما برفقتها تحدثها بتعقل:
-ممكن أعرف هتفضلي زعلانة لأمتي ؟
ردت أسيل بهدوء :
-أتت مش زعلانة من حد.
تهكمت أسما عليها وتحدثت بنبرة ذات معني :
-بجد كده ومش زعلانة ؟ طيب لو زعلانة بقي هتعملي أيه ؟
ردت أسيل بإنزعاج:
-أسما ريحي نفسك مش هروح السبوع يعني مش هروح.
وبختها أسما بعتاب:
-مش هتروحي ؟ غير إنك مش بتردي علي ماما ؟ ولا علي أدهم ولا أسر ؟ أنتي بتعقبيهم يا أسيل علي أيه ؟ إلي حصل هو الصح فعلاً.
ردت بكبر:
-حتي لو صح بابا مد ايده عليا لاول مرة في حياته يا أسما ودي كبيرة أوي عندي.
تنهدت أسما ورت بتروي :
-هو كان رد فعل شديد من بابا فعلاً بس أنتي نفسك لو شوفتي طريقتي وأسلوبك في الكلام كنت هتتصدمي وده أقل رد فعل فعلاً.
زفرت أنفاسها بنفاذ صبر وقالت:
-أسما ريحي نفسك مش هروح يعني مش هروح.
رمقتها أسيل بعتاب وقالت:
-أنتي ليه كده؟ ليه مصره تكسري فرحتهم كده ؟
أشارت إلي نفسها بذهول وردت:
-أنتي بتقولي أيه يا أسما أنا هكسر فراحتهم أنا كل إلي عملته بعدت عنهم وبس.
تبسمت أسما ساخرة وعقبت:
-بجد؟ أنتي مش واخدة بالك إنك أنانية شوية ؟ أسيل عدم وجودك هيخلي الكل زعلان وهتكسري فرحتهم أنا قولت إلي عندي وأنتي براحتك لأن مع الأسف حاسة أن كلامي مش جايب همه معاكي.
ردت أسيل بدفاع:
-أسما بلاش تعملي دور المثالية بتاعك ده لأنه لو حصل معاكي مش ده هيكون رد فعلك إلي إيده في المياه مش زي الي ايده في النار.
انفجرت أسما ضاحكة وسط تعجب وحيرة الآخري، انتظرت حتي توقفت عن الضحك وهدأت تماماً وسألتها بضيق :
-قولت أنا نكته تضحك يعني؟
تبسمت أسما بهدوء وقالت :
-تعرفي أني عشت عمري كله بتمني شوفي بتمني يكون ليا أهل يحبوني ويخافوا عليا أن شاء الله حتي يضربوني بالجزمة والله ما كنت هزعل بالعكس كنت هبقي سعيدة وفرحانة جدا يا أسيل.
تهكمت الاخري ساخرة وقالت :
-الجعان يحلم بسوق العيش ده كلام فض مجالس لكن الواقع غير طبعاً.
تنهدت أسما بقلة حيلة وردت:
-أحمدي ربنا يا أسيل بلاش تعرفي أنا أتعذبت طول عمري أزاي ؟ أنتي في نعمة كبيرة يا حبيبتي والأفضل تتمسكي بيها وترضي بيها بدل ما تزول منك بعد إذنك هروح أشوف لولو.
نهضت أسما وغادرت تاركة الآخري سارحة في ملكوتها.
❈-❈-❈
كانت تراقب التجهيزات مبتسمة تظاهرياً، لكن داخل قلبها يحترق، اقترب منها زوجها وجلس جوارها مربتاً علي قدمها بحنان :
-مالك يا عليا زعلانة ليه؟
ردت بحزن :
-أسيل مش بترد عليا يا سراج.
تنهد الآخر وقال :
-طيب نفترض هي زعلانة مني طيب ليه مش بترد عليكي أنتي وأخواتها؟
هتفت برجاء :
-حاول تكلمها يا سراج عشان خاطري أنا ما صدقت ولادي يتصلح حالهم ويرجعوا إيد واحدة تاني دلوقتي كل ده أتقلب.
رمقها معاتباً وعقب :
-أنتي شايفة أن إلي عملته غلط ؟ كنتي عيزاني أعمل أيه أوافقها أزاي؟ عايزاني أوافق على الهبل ده عايزة نقرر الغلط تاني غلطة نيفين ؟ أنتي نفسك لو أسر أو أدهم عملوا كده هيبقي رد فعلك أيه؟
ردت بتلقائية:
-هزعل منهم أكيد.
أضاف مستفسراً:
-وتقي وتمارا رد فعلك تجاههم أيه هيكون أيه ؟
ردت بتلقائية:
-أكيد هزعل منهم وطبعاً هفضل شايلة منهم.
تبسم ساخراً وعقب :
-بجد ؟ طيب وأنتي شايفة أيه حابة تبقي دي علاقة بنتك وحماتها وتبقس سبب تشتيت الشمل حابة كده؟
حركت رأسها سريعا بلا :
-لأ طبعاً.
تبسم بهدوء وقال :
-وده إلي أنا عملته وكان لازم حزم معاها.
أومأت بتفهم:
-بس أنا خايفة تزعل ومتجيش بردوا الفرحة هتبقي ناقصة غير.
رد سراج بهدوء :
-هتيجي أطمني.
تطلعت له بأمل وقالت :
-يارب يا سراج يارب لأن بجد شبعت حزن وفراق.