رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 12 - 1 - الخميس 19/9/2024
قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلب نازف بالحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الثاني عشر
1
تم النشر الخميس
19/9/2024
الغُرفة مُظلمة تمامًا، مظلمة حتى تكاد ترفع يديك لا ترآه،علي عكس عادة تلك الغرفة تحديدًا، لم تعتاد علي هذا الظلام الدامس المُوحش،دومًا مكانت مُبهجة مُنيرة،أيمكن أنّ يكون السبب أن صاحبتها حزينة ومُنطفئة، حرفيًا لا يوجد حتى نور خافت بسيط، الستائر البيضاء الخفيفة مُغلقة،وقد كانت تنير الغرفة عندما يحل الصباح بحيث أنها شفافة قليلاً، لكن الطبقة الثانية من اللون البُني الداكن المُماثل للون السجاد بالغرفة، قد منع أي ضوء أن يتسلل منها!........
الجو مُعتم، أذًا لا تنتظرُ وصفًا لحال الغُرفة أو من بها، لأ أري بالتأكيد، دقائق حتى أنبعثَ ضوءً صغيرًا مُنبعث من الأباچورة بجانب السرير، وقد ظهر وجه "رضوي"التي أستيقظت للتو علي صوتِ المُنبه، ذاك المُنبة المُخصص لإستيقاظها للجامعة، خصصته سابقًا أيام أختبارتها ونسيت أن تحذفه فيما بعد، مخطئة بالفعل أذًا جزائها أن تستيقظ في تمام الثامنة صباحًا كل يومٍ، كم هو مُزعج بحق، طوال الأسبوع الماضي كانت مُرتاحة منهُ....... حتى في أجازتها كان يدقُ كل يوم في نفس التوقيت وتستيقظ تُغلقه بعد أن تُلقيه فالأرض وتعاود النوم.......
ولكن اليوم لم يحدث ذالكَ، فـ هي لم تُلقهِ علي الأرض كـ سابقًا، بل أغلقتهُ بهدوء، ثم فتحت الأباچورة الأخري، تنهض بتكاسلٍ........بالرغم من أنها لم تنم سوى أربعة ساعات تقريباً، كانت متعبة وتظن أنها ما أن تري السرير ستنام علي نفسها قبل أن تصل له من شدة نُعاسها.....
لكن حدثَ العكس، لم تغير ثيابها حتى بل ما أن شعرت أنها وصلت إلي منطقتها الآمنة غرفتها، بدأت بالبُكاء دون سببٍ واضح، فقط بُكاء لوقتٍ طويل،حتى وجدت نفسها تغفو دون شعور منها.....
نهضت قاصدة المرحاض لأخذ حمام بارد يجعلها تستفيق قليلاً، مرت بجانب المرآءة العريضة خاصتها، ولثواني توقفت تُدقق النظر إلي وجهها، ملامحها صفراء شاحبة تتعجب كيف مرت هكذا أمام والداتها، الم تلاحظ، يبدو أن الجو النصف مظلم بالمنزل عندما جائت قد خدمها، شعرها مشعث بأهمال، عينيها مُنتفخة بشكل فظيع وجهها بأكملهِ فظيع، ملامحها مخيفة حقًا الكُحل البُني خاصتها يسيل علي خديها مُشكلاً خطوط بُنية ملتصقة علي جلد خديها....... أنفها أحمر!.
أينَ مظهر البطلة الرقيقة المارشيملوا التي يُقال عنها فالروايات، أين أين؟ تتذكر أن كاتبة ذات مرة قد قرأت لها رواية رومانسية، وقد وصفت الكاتبة مظهر البطلة الباكي، حقًا ودت لو تأكلها من شدة رقة مظهرها والذي تخيلته برأسها أستنادًا بوصفِ الكاتبة لها..... جفون حمراء تُعطي لعينيها رونقًا آخر، خدين تلطخوا بالحُمرة أثر البكاء،فذادت فتنة خديها الورديتين،أذا رأيتهم وددت لو تقضمهم،هي ودت لو تقضمهم فعلاً، أنفها لونه أحمر طفيف بظرافة ورقة، بحق السماء هل الأنف سيفكر أن يكون رقيقًا في أحمراره تبًا للخيال.....
نفت برأسها، تضحك بإستهزاء، من ثم دخلت إلي المرحاض أختفت بداخلهِ لدقائق، حتى خرجت ترتدي زيّ الإستحمام وردي اللون أصّرت والداتها علي أختيار هذا اللون تحديدًا، تبًا تكره اللون الوردي، أوه صدمة لا مثيل لها، أيعقل أن هناك فتاة عاقلة لا تُحب اللون الوردي، أن الفتايات أختلفن في كل شيء إلا حبهم لهذا اللون........
فتاة غريبة حقًا، ما شأننا نحن أنها لديها عُقدة من هذا اللون بسبب أنها عندما كانت بالسابعة من عمرها، بالمدرسة تلقت تنمرًا كبيرًا وتريقة من قِبَل زملائها، بسبب أنها كانت ترتدي الوردي في حفلة خاصة بالمدرسة، تتذكر أنهم ظلوا يُلقبونها بـ "باربي"، كانت ترآه سَبٌ وأهانة لها، وسخرية منها، ولا تعلم أنهم هكذا يمدحونها دون أن ينتبهون........ ومن وقتها وهي تكره كل شئ بهذا اللون، وعندما ترتدي أي شئ باللون الوردي، فأن والداتها هي من تُرغمها عليه.
جلست علي سريرها تجفف شعرها، من ثم وقت عينيها علي تلك الندبة، بين فخذيها، ندبة ذات أثر، تدل علي أنه كان هناك جرحًا غائرًا، كيف له أن لا تنتبه لهُ ألا الآن، من أين أتي؟، وكيف لم تشعر بأي وجع بهِ؟؟.......
❈-❈-❈
بمُنتصفِ اليوم، نزلت إلي الأسفل بعد خوف ورهبة من أن تقابل" نادر"بالأسفل، حتمًا أن رأته ستعود لنُقطة الصفرِ التي طالمَا جاهدت علي أن لا تعود لها أبدًا يكفي ما تحملتُه من مُعاناة لتخطيها ولو بنسبة قليلة........
لكن بعد أن أخبرتها"ليلي"أنه قد سافرَا بنفس اليوم التي سافرت هي به،عندما كانت تجلس معاها بالصباح تُسلم عليها بعد عودتها، شعرت حينها بالراحة، هي كانت تُخطط أن تلتزم غرفتها، وشقتهم ولا تغادرها، باتت تشعر أنها تكره هذا المنزل، وتكره من به دون أن يفعلوا لها شيئًا حتى!.....
حتى "ليلي" باتت تبغضها، ولا تريد رؤيتها، فعندما كانت تجلس معها صباحًا ودت لو انهض تجذبها من خصلاتها السوداء، ظلتت تثرثر وتسألها كثيرًا من الأسئلة المتمحورة حول ماذا فعلت في سفرها؟ وماذا حدث؟ واسألة من هذا القبيل، كانت ترد عليها بردود مختصر مقتضبة، لاحظت الأخري ذالك، فلتحمد ربها أنها فقط ردت عليها بضيق، فـ عقلها كان يود دفعها لأكثر من ذالك..... لضربها بتلك الأباچورة مثلاً، أو لخنقها، تشعر بنفور شديد منها بدون سبب..... فقط لأنها ببساطة شقيقتهُ.......
شعرها ملموم بتسريحة مُهملة فقط جديلة علي الجانب فعلتها سريعًا دون أهتمام، ملابسها هادئة هي أصلاً باتت لا تركز في تنسيق الوان ملابسها أو حتى ملابسها نفسها،أرتدت أول ما عثرت عليه يدها، وقد وضعت بعض المساحيق التجمليلة الخفيفة لتُخفي أثر البكاء أو الأجهاد.......
وجدت والداتها تجلس بجانب والدة"نادر "يثرثرون دون ملل، ودت لو تذهب وتسحب والداتها وتُبعدها عن تلك الأمرآة، أنها هي المسؤلة أمامها عن أنجاب رأس البخاخة أبنها، هي المسؤلة......
ذهبت مُتجاهلة أياهم، تخرج إلي الحديقة تريد أن تخرج من ذاك المنزل رائحته تخنقها، تريد أستنشاق الهواء الطلق بالخارج.... لكنها توقفت علي عتبة الباب الخلفي المُوجه للحديقة مباشرةً، عندما لاحظت وجود" مُراد"، يجلس علي تلك الطاولة البلاستيكة المستديرة القابعة بمُنتصف الحديقه أسفل شجرة كبيرة، الاب توب خاصته كانَ أمامه علي الطاولة، يعمل بتركيز...... عمل عمل عمل، حياته كلها متمحورة بالعمل........
زفرت بمللٍ تستدير للعودة للداخل، لكن اوقفها صوتهِ ينادي بأسمها، ألتفتت له، وجدتهُ يشير لها بأنّ تقترب، فأمتثلت له مقتربة من موقعهِ، حتى باتت تقف أمامه لا يفصلهم سوي تلك الطاولة البيضاء.....
_"كُنتِ جايّة عايزة حاجة؟ ".
سألها بعدما أغلق الحاسوب، بينما رجعَ بظهره إلي المقعد أكثر بإرياحية، نفت برأسها تبعه قولها بهدوءٍ:
_" لا مش عايزة حاجة.... كنت عايزة أقعد فالجنينة مش أكتر ".
_" طيب ما تقعدي، رجعتي ليه؟ ".
بوجهٍ خالي من أي تعبير أجابتهُ:
_" عادي! أفتكرت حاجة كان المفروض أعملها".
_"قولي إنك لمّا لقتيني هنا غيرتي رأيك، مُمكن أفهم ده ليه؟ ".
_" المفروض أنا اللي اسأل ده أستنتاجك أنتَ".
تنهد يرد علي سؤالها بسؤال آخر:
_"رضوي أنتِ فاكرة أحنا أتكلمنا في أي أمبارح".
كل هذا وهي واقفة تمثل الجمود والبرود، لا تريد أن تفتحَ معه حديث، ويتحدث بأي كلمة مثل "فعلت هذا مرغمًا!، فعلت هذا لمصلحتكِ، جئتِ علي نفسي لأجل حل المعضلة" أو ما شابه، لا تريده أن يؤكد لها أنه طلبَ منها الزواج مضطرًا فقط ليس إلا، تريد أن تعيش الوهم لو قليلاً، تريد أن تفرح أنهم سيتزوجون بعيدًا عن الأسباب، الأهم أن أسمها سيُقتَرن بأسمهِ بعد فترة........
سؤالهِ جعلها ترتبك قليلاً، حمحمت بإحراج تقول بهدوء:
_"أيوه ".
لاحظ أرتباكها الواضح من فركها ليديها، وتشتيت نظراتها فكل أتجاه عدا أتجاهه هو، كان خائفًا من أن تظن به ظن السوء، وترآه يستغلها.....
لذا سألها هذا السؤال، أراحتُه بكونها كانت واعية ومنتبه لحديثهم أمس ولم تكن تحت تأثير حزنها او تشتتها......
_" وموافقة ".
_" أيوه".
لم تنتظر أن تتلقي منه أي أجابة أو أي حديث أخر، فهرولت ترحل علي أستعجال.......