-->

رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 14 - 1 - الأحد 22/9/2024

   

قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلب نازف بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل الرابع عشر

1

تم النشر الأحد

22/9/2024



وصلتها رسالة منهُ علي تطبيق" الواتساب"يُخبرها بأن ترتدي ملابسها وتأتي لهُ بالأسفل، نهضت من مكانها تاركة الهاتف، من ثم هرولت بحماس نحو خزانتها تقف أمامها بحيّرة، تضع أصبعها بين أسنانها دلالة علي حيرتها، تُطالع جميع ما بـ الخزانة، رفعت يدها تعبث بين الثياب، لعلها تجد ماهو مناسبًا لأرتدائِهِ الآن...... 


ذالك الثوب الأزرق أرتدته من قبل، وذاك، وذاك، كلهم أرتدتهم من قبل، تود شيئًا جديدًا، تبذل قصاري جُهدها كي تظهر أمامه كل يوم بـ طلّة مختلفة مبهرة عن سابقتها، مُنذ تلك الليلة التي تشاجرت فيها مع والداتها، وبعد أنّ أرضتها بصعوبة بالغة، رضيت عنها لكنها ظلت رافضة لفكرة زواجها من "مُراد" تتذكر ليلتها أنها ظلت تتودد لها لساعات بشتي الطُرق، محاولة أن لا تُظهر رغبتها المُستميتة في زواجها منه أو تُظهر حبها له...... أخفت كل ذاك أسفل قناع الكلمات التي تنم عن المنطق والعقل وأنّه مناسب ولا يعيبهُ شيئًا، وأنها ستكون بجوارها وهذا ما جعلها توافق، بالطبع تكذب.... لكن لا أحد يعرف نواياها بالطبع....... كذبة بيضاء كذبة بيضاء لن تُأثر


وفالنهاية ظلت والداتها علي رأيها، لحين أتي زوج والداتها وقد تحدث إليها وبطريقتهِ جعلها تستسلم وتوافق، لكن وافقت بشروط من ضمنهم أنَ لا يأخذها بعد الزواج للعيش معه بالأسكندرية حسب عملهِ وأنّ تظلُ هنا وسطهم بمدينة المنصورة ......... 


لقد مر أسبوعين كاملين يُصنفوا من أروع الأسابيع التي مضّت عليها في حياتها، شعورها بأنها أخيرًا ستمسك الحُلم البعيد بين يديها ويُصبح حقيقيًا، شعور لا يُضاهي، فرحتها كبيرة للغاية....... تبتسم لكل من ترآه بوجهها، أصبحت تري العالم كلهُ وردي.... كل شئ وردي فقط..... سعيدة بأنها وبعد أسبوعين آخرين من الآن ستُكتب علي أسمهِ حتي وأن كان لتفرة موقتة وهذا لهدف معين، يكفي شعورها بأنها أصبحت زوجتهُ أمام الجميع........ 


"مُراد" تغيّر أصبحَ يعاملها وكأنها عروس فعلاً وعلي أساس أن زواجهم طبيعي، يشاركها في أختيار ملابس الزفاف، الترتيبات، أثاث الشقة التي أصّرت والداتها علي تغيير جميع أثاثها وتأتي بغيرهِ جديد ليناسب العروس الجديد، هي نفسها ليست لديها مشكلة يكفي أن كل شئ بالشقة كان هو من يستخدمهُ،وبهِ لمستُه وآثرهِ...................... 


أسبوعين مُزدحمين بالأعمال والترتيبات، فبعد أنّ أصّر"مُراد "علي أنّ يكون الزفاف بعد شهر واحد فقط، بالطبع رفضت والداتها، لكن والداها هو من وقفَ معها هذهِ المرة حيث جاء في اليوم الذي اتفقوا بهِ علي أمور المهر والشبكة وما إلي ذالكَ حيثُ عندما أراد"مُراد"أن يستعجل ويجعل فترة الخطبة شهر واحد فقط لعدم ضرورة تطويلها حيث أنهم بالفعل يعرفون بعضهم،وكل شئ جاهز،إذًا لِمَا التأجيل،بالطبع كما قولنا رفضت والداتها،فأستعمل والدها حيّلة أتت بثمارها،حيثُ قالت والداتها أنها تريد أن تمد فترة الخطبة لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر أو أربعة،حينها هتف والداها قائلاً.


_" وماله ماشى، أهو أفضل برضو، علشان أخد رضوي معايا تقعد معايا الكام شهر دول أشبع منها لحد ميعاد الفرح، وتجيب اللي نفسها فيه". 


هنا نجحت حيلتهُ ووجدت والداتها تندفع تُخبرهم أن الزواج بعد شهر، وها قد أنقضي أسبوعين من هذا الشهر.....أخيرًا أستقرت علي فُستان صيفي أبيض اللون بهِ زهور صغيرة صفراء رقيقة مع حذاء أبيض، عاقصة شعرها في تسريحة مهندمة، من ثُم هرولت إلي الأسفل........ 


❈-❈-❈


كانت الساعة حينها التاسعة مساءًا، مُهندسين الديكور مازالو بالشقة لم تنتهي الترتيبات بها بعد، هرولت تهبط السُلم سريعًا بعد أن جائتها مكالمة منه يستعجلها قائلاً بأنه ينتظرها بالخارج، صادفت في طريقها "ليلي" تجلس بجوار "نانسي"، القت عليهم تحية المساء، أو  لنكون أكثر دقةً، علي" ليلي"فقط، فـ هي كما نعلم لا تطيقُ المدعوة "نانسي" حتى بعد أنّ تمت خُطبتها لـ"مُراد "...... 


صفرت" ليلي"بمُشاكسة عندما شاهدت طلة "رضوي" تقول بإعجاب: 


_"أيش أيش، أي الحلاوة دي.... لا عروسة عروسة يعني ". 


طالعتها" نانسي"بطرف عينيها من أعلاها لأسفلها بنظرة غاضبة لم تفهمها سوي "رضوي"، التي بادلتها النظرة بأخري غير مبالية، تدور حول نفسها بغرور قائلة تمدحُ ذاتها: 


_" أي رأيك، قمر مُش كده.... الفُستان ده مُراد إللي أشتراهولي لمّا كُنا مع بعض في أسكندرية، قالي أول ما شوفته تخيلتُه عليكِ أنتِ بس". 


_"الله أكبر، كل ده يطلع منك ياعمو مُراد، يما تحت السواهي دواهي". 


وكزتها بدلال تقول بينما عينيها مصوبة علي الأخري التي ثواني وستُخرج نارًا من أُذنيها: 


_"عيب يا لولو متقوليش عليه كده.... ده مُراد چنتل وسُكر كده في نفسه طول عمره ". 


غمزت لها بشقاوة: 


_" أيوه يا عم، مين يشهد للعروسة؟ ". 


كادت تتحدث بجملة أخري رتبتها بداخلها وتظنها أكثر جملة ستُصيب" نانسي "بإشتعال وقتي، لكن قطاعها رنين هاتفها المحمول" مُراد"يستعجلها، شهقت تقول بميوعة ونبرة أنثوية: 


_"يا خبر ده أنا نسيت أن مارو مستنيني بره.... بعد أذنك يا لولو ". 


هرولت سريعًا إلي الخارج وبداخلها سعادة كونها أنتصرت علي تلك الحيزبونة وقهرتها، بالبداية كانت تستغرب لماذا هي صامتة ولم تُبدي أيّ ردة فعل تجاه خبر زواجهم، بل سكتت حتى أن وجهها لم يمتعض حينها هي تتذكر،فقط كانت أكثر واحدة ركزت علي معالم وجهها وردة فعلها حينما طلب" مُراد"يديها للزواج، فقط بالبداية صدمة ثم عاد وجهها طبيعيًا وصمتت فقط لا غيّر..... باتت تخاف منها تشعر أنّ وراء صمتها هذا مصيبة، وأنه الصمت الذي قبل العاصفة، فليسَ معقولاً أن تستسلم بهذه السهولة وتصمت.... حتمًا تخطط لشئ، لذا عليها أخذ حذرها منها جيدًا الفترة القادمة...... 


❈-❈-❈


توقفت السيارة أمام أحدي البنايات وقد عُلقَ علي مدخل البوابة يافطة كبيرة تحمل أسم أشهر مصممة أزياء للأعراس في القاهرة والمنصورة ، كانت تجلسُ بالكُرسي الأمامي للسيارة بينما هو متولي عجلة القيادة، سريعًا مدت رأسها تطلُ من النافذة، تتأكد من أن شكوكها بمحلّها، فتحت عينيها بأنبهار، ثم شهقت بسعادة بالغة...... 


بينما الأخر كان يتابع حركاتها العفوية، بينما رُسمت علي وجههِ أبتسامة تلقائيًا، كُلمّا يراها سعيدة وتبتسم لا أراديًا يبتسم، لم تُعطي لهُ الفُرصة وعلي حينِ غُرة رمت نفسها بأحضانهِ بأندافع تضم نفسها لأحضانهِ، لثواني كان مشدوادًا من فعلتها المُفجأة، عُلقت يديه لثواني بالهواء ثم أرتخت بعدها تقبضُ علي خصرها النحيل يضمها إليه أكثر، وقد تغلغلَ لأنفهِ عبير الڤانيليا المُنبعث من خصلاتها، أستنشقه بخدرٍ دون وعي منهُ..! 


كانت مُغمضة عينيها تستنشق من رائحته ما يملئ رئتيها بهُ كما أمتلئ قلبها بهِ، للاسف أضطرت لفصل العناقِ خرجت من أحضانهِ لكنها ظلت مُخدرة وتحت تأثير أنها للتو كانت بين أحضانهِ حتى ولو لثواني، وعلي ما تظن هو أيضًا كان مخدر، لا تعلم، فقد كان صامتًا يُطالعها بنظرة غريبة، للحظة شعرت أنها اخطأت عندما أندفعت هكذا دون تفكير عضت علي شفتيها بتوتر، شاهدتهُ يبتلع ما بجوفهِ مع تحريك تُفاحة آدم بمُنتصف عنقه بتروي وبطء، رمشت بأهدبها..... وكأنه للتو أفاق حمحمَ يحك أرنبة أنفهِ بظرافة يُبعد عينيه عن مرمي عينيها التي قيدته للتو لدقائق عندما نظر بهم شعر وكأن عينيها بها شفرة تُخبرهُ بأشياء لا يستطيع لسانها النُطق بهِ...


الصفحة التالية