-->

رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 6 - 1 - الجمعة 13/9/2024

  

قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلب نازف بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل السادس

1

تم النشر الجمعة

13/9/2024



جلست بجانب والدة زوجها في آخر القاعة حيث تقل الضوضاء، ركنت حقيبتها، تنظرُ للهاتف كل دقيقة تقريبًا وعلي وجهها رُسمت ملامح التوتر والقلق، أستغربت "حنان" حالتها، لذا سألتها مُستفسرة: 


_"مالك يا سهام، مُش علي بعضك ليه؟ ". 


زفرت قائلة: 


_" قلقانة علي رضوي أوي يا ماما، تلفونها مقفول برن عليها من بدري! ". 


طمئنتها تُجيبها: 


_" تلاقيها نايمة ولا حاجه؟ "


_"وأنتِ تايهة عن رضوي برضو ما أنتِ عارفة مُش بتنام بدري، انا اللي قلقني أن تلفونها فالأول بيدي جرس وبعدين اتقفل خالص". 


_"طيب أهدي أهدي مفيش حاجة، تلاقي تلفونها فصل ولا حاجه ". 


أرتخت علي المقعد ترجع بظهرها للوراء تنظر أمامها بشرود قائلة: 


_" قلبي بيأكلني عليها مُش عارفة من الصبح وأنا حساه مقبوض عليها أوي وخايفة ". 



❈-❈-❈


الغرفة ساكنة تمامًا لا صوت ولا حركة تدل علي أنه يُوجد بها شيئًا حيًا يتنفس، بعد معركة دامية وتمزيق روح وتدنيس برأتها والإنتقام بأبشع الطُرق، دام لساعات، الآن أختفي كل شئ أختفت الحركة، أختفت الأصوات حتى الآنات الضعيفة المُتألمة أيضًا أختفت لم تعد تصدر بعد، أيمكن لأن صاحبتها قد أستسلمت لغمامة أبتلعتها ترحمها من الوعي و الأستيقاظ، ورؤية رُوحها وهي تُسلب بينما هي مازالت حياة، كي لا تري نفسها وهي تُنتهك بأبشع الطُرق، كي لا تري نفسها وهي يتم سحب أخر ذرة برائة ونقاء منها عنوة...... 


وأنتهي بها الآمر مُلقاه في مُنتصف الغُرفة لا حول لها ولا قوة، جُثة هامدة لا تتحرك مُنذ ساعات حتى الآن الساعة قاربت علي الواحدة والنصف بعد مُنتصف الليل أي أنّ مر علي رقدتها تلك أكثر من ثلاث ساعات متواصلة فقط هكذا دون حَراك، دون حتى أن تحرك جفنيها أو حتي ترمش، ألهذهِ الدرجة تم أنتهاكها بوحشية ضارية دون رحمة أو شفقة، الدماء تسيل بجانب رأسها علي علي الأرضية ليست دماء كثيفة بل عدة قطرات، تأتي من رأسها المُصاب من الخلف، شعرها الذهبي، قد تلطخَ بالأحمر القاني بفعل الدماء كما تلطخت حياتها.... 


وهناك دماء جافة علي طرف شفتيها، و من فتحة أنفها، كانت شاحبة، شاحبة جدًا وكأنها تُحاكي الموتي...... دقائق، دقائق أضافية فقط وكسرَ صوت آنينها السكون من حولها، آنات خفيفة مُنخفضة تخرج من شفتيها التي حركتهم بصعوبة، وها هي ترفع أناملها الطويلة نحو رأسها أينَ ما يكمن الألم....... 


ثواني آخري حتى عاد لجسدها الشعور بحواسها، بعد أنّ كانت لا تشعر بهم منذ دقائق فقط، جسد مُخدر تمامًا أنتظرت بمكانها لدقيقة أخري حتى شعرت بكامل جسدها وبأطرافها، وأيضًا ببرودة شديدة تتسل إلي عظامها بالرغم من أنهم فالصيف والطقس حار جدًا..... 


كل هذا وهي لم تفتح عينيها بعد، نعم عادت الحياة لحواسها، لكن بقيّ عقلها فقط المتجمد، لم يستوعب بعد، وكأنه يدرك حجم الفاجعة التي تنتظره لذا يرفض أن يستفيق، أخيرًا فتحت عينيها تحرك رأسها ببطء من الألم، حاولت الحركة والأعتدال، ومازالت لم تستعيد وعيها كُليًا، ثواني، لا بل دقيقة أو دقيقتين حتى فتحت عينيها علي وسعهم من هولِ ما رأت وكأن عقلها أستفاقَ فجأة وداهمه الوعي دفعة واحدة، وجسدها بالكامل كذالك...... 


ثيابها مُمزقة ليست كُليًا لكن جذعها العلوي كله مكشوف وتظهر ملابسها التحتية السوداء، تبًا تبًا تبًا، دمائها، هناك دماء....... 


دماء خط رفيع جاف علي طول قدميها من الداخل، هُنا توقف قلبها ووقعَ بين أقدامها، وأنعدم الهواء من حولها، وبكت...... لا بل أمطرت، عينيها ذرفت الدموع تلقائيًا دون شعور منها، وكأن عينيها رأفت بحالها وأرادت التخفيف عنها بذرف تلك الدموع لعلها تغسل روحها التي دنسها ذالك الحيوان الحقير..... 


عقلها اعادَ لها شريط ما حدثَ قبل ساعات يمر ببطء أمام عينيها،كأنها تشاهد فيلمًا ما، بداية من خروجها من غرفتها وأصتدمت برؤيتهِ في منتصف غرفتها ولا تعلم من أين أتي حتى غابت عن الوعي..... 


خرج صوت شهقاتها يُمزق قلبها أشلاء، بكت بصوتِ مُرتفع بكت كثيرًا كثيرًا جدًا حتى شعرت بأن حلقها يؤلمها من كثرة البكاء، لا تدري ماذا تفعل.... ماذا ستقول لوالدتها، لوالدها، والأدهي ماذا ستقول لنفسها أمام نفسها لقد تم انتهاكها بوحشية دون رحمة، ومِن مَن، مِن ذالك الوغد الحقر، الذي آمنتهُ والداتها عليها، ودومًا ما تقول أنهُ يحميها ، كيف يحميها وهو لم يستطع حمايتها من نفسهِ نفسهِ القذرة...... 


لطمت علي خديها بقوة ولم تكف عن البكاء حتى أصبحَ وجهها شديد البياض، أحمر اللون، وعينيها وانفها، وكأنها جمرة مُشتعلة، ظلت تلطمُ علي خديها بدون رأفة بحال نفسها، عينيها كادت تبكي دمًا بدل تلك الدموع المالحة لفجاعة ما هي بهِ الآن...... 


ظلت تهز رأسها ترفض التصديق، ترفض أن تصدق أن حياتها الآن تدمرت كليًا، عقلها شُلَ عن التفكير، وكانه أصبح خاويًا....... تتنفس بصوت عالي تشعر بصدرها يُثلج....