-->

رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 6 - 2 - الجمعة 13/9/2024

  

قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلب نازف بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل السادس

2

تم النشر الجمعة

13/9/2024




ركنَ سيارتهِ أمام باب المنزل ولم يركنها بالمرأب فالخلف، لأنه فقط سيأخذ الأوراق ويرحل ثانيتًا، ترجلَ من السيارة يغلق الباب من خلفهِ بخفة، يتقدم من باب المنزل الكبير، فتحه بمفتاحه الخاص بالطبع الخدم ليسوا بالداخل، و"رضوي "بالطبع نائمة، وحتي ولو لم تكن، فكانت لن تسمعه من الأساس...... 


وضعَ المفاتيح في جيب سروال بذلتهِ الرمادية القاتمة، مُتوجهًا إلي حيثُ مكتبهِ بالأعلي بشقتهِ الخاصة، فقط وضع قدم واحدة علي أول سُلمة، وتجمد بعدها مكانهُ عندما تسللَ إلي مسامعهِ صوت بكاء حاد، بكاء بصوتٍ مرتفع، عقد حاجبيه من أين يأتي هذا الصوت..... 


أطرقَ برأسهِ قليلاً وجد أن صوت البُكاء أختفي، فظن أنه فقط يتخيل، عليه باللجوء إلي النوم سريعًا بعد أنتهاء صفقة غدًا، فسهرهِ الكثير هذه الفترة أصبح يؤثر عليهِ سلبيًا..... خطي بعد الخطوات، لكنه رجعها مرة آخري ما أن سمعَ تلك المرة أصوات أشياء تُكسر..... والصوت يأتي من إحدي الغرف بالأسفل، فهرولَ سريعًا إلي الغُرفة المُوارب بابها...... 


وتجمد مكانهِ مما رأي، المسكينة بمكانها لا تقوي حتي الحركة وتنظر إلي أثر الاباچورة التي ألقتها للتو فالحائط لتسقط مُتحطمة فالحال، عينيها تذرف الدموع بلا توقف..... 


الأمر لا يحتاح تفسير،" رضوي "بهذه الحالة بثياب ممزقة وشعر، مشعث، عيون حمراء باكية،بحالة هسترية كتلك، المشهد مُترجم بدون الحاجة للترجمة أو التفسير، وقع قلبهِ بين أقدامه من هول ما وقع علي رؤياه.... 


_" رضوي ". 


نطقَ بأسمها بشفاة ثقيلة، وجسد مُتجمد ومُلتصق علي الباب مكانه لم يتقدم خطوة أو يتأخر خطوة، عينيه مثبتة علي نصفها السُفلي، هناك مكان الدماء الجافة علي فخذيها مما تؤكد شكوكه..... 


تصنمت هي مكانها، ظنًا أنها تتخيل أنها تسمع صوتهِ وأنهُ هنا، بلعت ما بجوفها بمرارة، حتي في أصعب وأشد اوقاتها مرارة تفكر به وتتخيلهُ أيضًا بجانبها، لكن مُنادته بأسمها للمرة الثانية أثبتت لها أن هنا، هنا نعم هي تشم عطرهُ.... 


لفت رأسها ناحيتهُ فورًا، وألتقت عينيها الباكية بخاصته المنصدمة والمُتأثرة، وبثانية أبعدت نظرها عنه لا تقوي علي أن تضع عينيها بعينيهِ بعدما حدث، ذمت شفتيها تعاود البكاء لكن تلك المرة بقوة أكبر...... 


وأمتدت يديها تحاول تغطية الجزء العلوي من جسدها، وضمت قدميها إلي بعضهم بقوة، هرولَ هو ناحيتها ولا يصدق ما يرآه، فأقترب منها ينحني لمستواها علي الأرض يمسكها من ذراعيها قائلاً: 


_" رضوي أي حصل؟ مين عمل فيكِ كده؟ ". 


عينيها أجابتهُ وذرفت دموع أكثر لدرجة أنها باتت تشعر أنها لن تقدر علي البُكاء مرة ثانية مهما كان الموقف يستدعي ذالك، لأنها بكت دموع العمر كله في هذا اليوم، حتى أوشكت علي النفاذ،لا بل نفذت فعليًا الآن..... وأرتمت بأحضانهِ دون سابق أنذار، تُخفي جسدها الصغير بداخل جسده الضخم مقارنةً بجسدها، ضمها إليه ومازال غير مستوعب أمازال عقلهِ يصور له أشياء بسبب أنه لم ينم لمدة يومين تقريباً،كم تمني بداخلهِ ذالكَ فعليًا ...... 


تشبثت بحضنه كـ من وجد طوق نجاتهِ وأمسك به بيدهُ وأسنانهِ، ظلت تبكي في حضنهِ لمدة دقيقتين، حتى أبعدها هو ينظر إلي وجهها الذي تلون بالاحمر وعينيها الجاحظة، يسألها للمرة الثانية وقد ظهر الحزن و التأثر علي قسمات وجههِ حتى أنه كاد يبكي لبكائها ومظهرها: 


_" مين اللي عمل فيكِ كده؟". 


ولأن الوضع لا يتطلب تفسير، هو فهمَ ما حدث في غيباهم فهم للغاية، ولهذا هو الآن يكاد ينفجر، من كثرة الحُمم التي تغلي بداخل رأسه وجسده الآن.... 


بشفاة مُرتعشة مُرتجفة قالت كلمتها الأولي بعد صمت دام لساعات طويلة لا تعلم عددهم بينما كانت تود أن تصرخ حتى تنقطع أحبلاها الصوتية،لديها شكوي كثيرة تود أخراجها لكنها تشعر أن حتي وزن الكلمات ثقيل،ثقيل جدا عليها: 


_"نادر...... نادر هو اللي عمل كده ". 


قالت جملتها وأبعدت عينيها عن خاصتهُ لا تريد أن تنظر لعينيهِ بأي حقٍ تنظر، وهي قد جلبت العار لعائلتهُ التي لم يمس أي بشر سمعتهم في يوم أو الخوض في أعراضهم.... بينما هو قد ذُهل لا بل لا يوجد كلمات تصف حالته بعد ما سمعَ منها، ظل يردد أسم أبن شقيقهِ وعينيه علي وسعها من الصدمه حتمًا لا يصدق لا يُصدق، أبن أخيهِ يفعل ذالك، ينتهك الأمانة التي أمانتهم والداتها عليها وأستامنتها  وسطهم.. خان الأمانة وأنتهكاها بطريقة قذرة حيوانية..... 


❈-❈-❈


خلعَ چاكيت بذلتهِ يضعه حول جسدها من الاعلي يُغطي الجزء المكشوف من جسدها ثم ساعدها فالنهوض من مكانها بعد أن أستوعب أخيرًا ما يجري وما سمعَ وما رأي، ليدرك أنه عليه أن يتصرف فالحال ولا مجال لتضييع دقيقة أخرى من الوقت قارب علي عودة العائلة فأي وقت سيجدهم أمامه فالحفل قد أنفض وهم في طريقهم للعودة، فكر، فكر كثيرًا، حتى كاد عقله ينفجر، حتي وجدَ حل وحيد لا ثاني لهُ حيّال أنه يجب عليهِ أن يبعدها عن هنا بأي طريقة قبل وصول العائلة ويعلمون بما حدث من فاجعة وكارثة حلت علي رؤسهم...... 


ساعدها فالسير، خارج تلك الغرفه، وقد سارت معه بجسدها فقط وبقيت روحها بالمكان الذي سُلبت منها فيهِ، تسير وفقًا لِمَ يقول دون أعتراض، سارَ بها ناحية الخارج تاركًا الباب مفتوح، كادت تتعركل، سيرها غير منتظم لسوء حالتها الجسدية والنفسية، فحملها بين يديهِ ولفت هي يديها حول رقبتهِ بدورها، حتى وصل بها إلي سيارتهِ المكرونة أمام المنزل، وضعها بالمقعد الخلفي حتي تجلس بشكل افضل، ثم قال لها قبل أن يغلق الباب: 


_"خليكِ زي ما أنتِ خمس دقايق وراجع لكْ تاني ". 


قال ذالك وعاد متوجهًا إلي الداخل، ثم صعد إلي الأعلي أختفي لدقيقتين، وعاد سريعًا يهبط الدرج يأكلهُ أسفلهِ بخطاه السريعة، حاملاً بين يديه أوراق، اخرج هاتفهُ يجري أتصالاً ما ثواني وأستمعَ إلي صوت الطرف الثاني يقول بنبرة يدهر عليها النعاس بوضوح: 


_" ألو أيوه يا مُراد بيه". 


صاح بها بعصبية أفزعتها وجعلتها فورًا أستفاقت بعد أن كانت نصف نائمة فالساعة الآن الثانية والنصف بعد مُنتصف الليل: 


_"تيجي البيت دلوقتي حالاً، نص ساعة وتكوني هنا، تنظفي أول أوضة علي اليمين جنب مكتي، ومتجبيش سيرة لأي حد عن انتي شوفتي أي أو نضفتي أي مفهوم: 


أستغربت للغاية صراخه عليها بتلك الطريقة، بلعت ما بجوفها تنظر إلي الساعة التي كانت تشير إلي الثانية بعد منتصف الليل قائلة بعلثمة: 


_"حاضر حاضر يا بيه بس لازم دلوقتي الساع..... ". 


قاطعها بصرامة وبنبرة غير قابلة للنقاش: 


_" إللي بقوله يتسمع وإلا أعتبري نفسك ملكيش أكل عيش هنا تاني، وحسك عينك تجيبي سيرة لأي حد فالبيت عن إنك جيتي دلوقتي وعملتي اللي بقولك عليه، ولو حد سألك علي رضوي قوليلهم راحت مع مراد بيه فاهمة". 


أغلقَ الخط دون السماع لردها، وهرول إلي الخارج مغلقًا الباب خلفهُ بقوة أصدر صوتًا مزعج أثر ذالك....... 


❈-❈-❈


ساعة كاملة وهو مازال يقود السيارة، مُغلقًا كل النوافذ، وقد أشعلَ التدفئة بالرغم من أرتفاع الحرارة، ألاَ أن جسدها كان يحتاج لتدفئة، فعندما حملها شعر ببرودة أقدامها الذي أمسكهم بين يديه، ويديها التي لفتها حول رقبته، كانت باردة جدًا، وكأنها فارقت الحياة...... 


كانت نائمة بسلام بوضعيتها الغير مريحة، دموعها جافة علي وجنتيها، وجهها شاحب شعرها حول وجهها بدمائه العالقة بهِ، أطمن أنها لا تنزف فقط جرح بسيط ليس إلا، تتمسك بسترتهُ تضمها إلي جسدها أكثر تستمد منها الدفء، نائمة هكذا منذ ساعة دون حراك تعبها واضحًا علي ملامح وجهها الحزينة والممتعضة بتقضيبة خفيفة حتى في نومها خائفة...... 


تنهد تنهيدة حارة يمسح علي شعره يرجعه إلي الخلف، يعيد عينيه من علي المرآه، إلي الطريق أمامه، ومين حينٍ إلي آخر يخطف النظر لها يراها كما هي قلق‌ عليها، وفكرَ في أن يقلها إلي أقرب مستشفى، لكن حالتها لا تسمح..... 


أنها حالة واضحة، سيدخل نفسه في ورطة هكذا، بالتأكيد سيكتشفون سريعًا أنها حالة أغتصاب، ولابد من تبليغ الشرطة، لذا ترجعَ عن الفكرة كليًا.... اخرج هاتفهُ، يعبث به قليلاً حتى أستقر علي رقم معين!. ولم يعير أهتمام لأنهم في ساعة فجر والوقت متأخر فعليًا


ما أن فتح الطرف التاني الخط، فورًا دون مقدمات هتف: 


_"إبراهيم ابعتلي دكتورة في ظرف ساعة علي البيت بتاعي اللي علي البحر". 


جائه رد صديقه يقول بقلق: 


_"مالك يا مُراد فيك أي؟ ". 


زفر بضيق، اعصابه لا تتحمل نقاش ولا كثرة اسألة الآن فصاح به: 


_" ياعم أنا كويس مفيش حاجه... أعمل بس إللي بقولك عليه من سُكات وياريت لو دكتوره ثقة وتعرفها معرفة شخصية!!.". 


لم يسأل كثيرًا فقط أجابه بطاعة، ولم يهتم أيضًا بكون الوقت متأخر،ولكن بما أن صديقه هاتفه الآن فذالك الوقت،وطلب منه هذا،أي أن الامر طارئ : 


_"حاضر، هند بنت عمتي دكتورة هجيبها وأجيلك وأمري لله". 


_"تمام، نتقابل بعد ساعة، سلام ". 


أغلق الخط والقي عليها نظرة اخيرة، نظرة شفقة يشفق علي حالها،  علي ما فعله بها ذالك الحقير أبن شقيقه، لو يرآه أمامه الآن لنحرَ عنقهِ علي العار الذي البسهم أياه، وعلي خيانة الأمانة التي بينهم، إلي الآن لا يصدق ما الذي دفع" نادر "بالتي من المفترض أنها مثل أبنه عمه وشقيتهِ، ألهذهِ الدرجة هو وغد حقير....... 


زفرً زفيرًا مطولاً يخرج الهواء من رئتيهِ بتشويش وتخبط، لا يدري ما الذي يجدر به فعله بثمل هذا الموقف، مهمة صعبة جدًا عليه، جدا صعبة، لكنها ومن الآن حملَ نفسهِ نتائج فعلة أبن شقيقه.......