رواية جديدة قلب نازف بالحب لهاجر التركي - الفصل 8 - 1 - الأثنين 16/9/2024
قراءة رواية قلب نازف بالحب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قلب نازف بالحب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الثامن
1
تم النشر الأثنين
16/9/2024
خرجت من الغرفة بعد أن جففت شعرها، وعكصته علي شكل دائرة مبعثرة، بعد محاولات عديدة فاشلة في جعلها مرتبة....، وما أن فتحت باب الغُرفة ووقعت عينيها علي هذا المنظر أمامها، دون تفكيرٍ تجمدت الدماء بعروقها، وأمتعضت ملامحها، هل قالت منذ ثواني أنها بأفضل حالٍ، أشطبوا تلك الجملة، أنها بأسوء حالٍ الآن، ولا يوجد حالً أسوء من حالها وهي تكاد تحترق غيرة.......
" مُراد"نائمًا علي الأريكة الطويلة فالصالة، بشعرهِ العسلي المبعثر الذي جعلهُ قابلاً للتقبيل الآن، بملامحهِ الوسيمة الهادئة، قميصهِ مفتوح لنصفهِ، ليظهر عضلات صدرهِ المشدودة، وشعيرات بسيطة في منتصف صدرهِ، ناهيكم عن كل هذا،كل هذا رائعًا ويكاد يدفعها للتحرش بهِ الآن، وناهيكم أيضًا عن أفكارها المنحرفة فظل هذه الظروف........
ما جعلَ قبضتها تشتدُ بغضب وتشعر أنها ستخرج نارً من أذنيها الآن لشدة غيرتها، هو رؤيتها لتلك الغبية التي تُدعي"مروة"والتي لا تعلم من أي داهية تم حدفها عليهم، كانت تجلسُ القرفصاء أمام الأريكة التي ينام عليها "مُراد"، بمظهرهِ الذي يدفعك للتحرش به، تتأملهُ، تنظر لهُ بحرية وبجرأءة ووقاحة.....
أنها هي بذات نفسها لم تتجرأ وتنظر له عن قربٍ هكذا، تأتي فتاة لم ترآه سوى أمس وتتأمله الآن، أيمكن أنها الآن تتخيل أنها تُقبلهُ، لِمَ لا، لا نستبعد مظهره فعليًا يغريك لذالك، تبًا، يبدو أن أحدهم سيغادر اليوم بدون شعر برأسهِ، سيغادر أصلعً، وعلي الأرجح" مروة"هي أحدهم، هي ضحية "رضوي" اليوم والتي ستنفثُ فيها كل غضبها وضيقها.....
كانت تحاول أن تتماسك ولا تتهور، لا تريد أن تقتلها بمبرد أظافرها، لا مبرد أظافرها هذا مخصص لقتل "نانسي" في وقتٍ ما، وأيضًا هو ليس معها الآن، أذًا لنقول، قتلاً بالأظافر نفسها، أنها موتة مؤلمة هذا ما تستحقه لكي لا تنظر مرة اخري، إلي شيئًا وضعت"رضوي "صك ملكيتها عليهِ، لكن تلك الغبية لم ترأف بحالِ نفسها وجنت علي نفسها، حينما تجرأت أكثر.....
ورفعت أناملها القذرة تتحسس ببطء وتروي قسمات وجه ذالك الأبلي النائم، هل أشعل أحدكم نارً حولها، لا!، أذًا من أينَ تأتي تلك الحرارة الشديدة......
_" أنتِ بتعملي أي؟ ".
خرجَ صوتها عاليًا وقويًا، جعل الأخري تنتفض من مكانها كـ من لدغته عقربة، تفرك يديها بتوتر، كونها أمسكتها بالجُرمِ المشهود متلبسة، وأثر الجريمة علي يديها، يديها التي تجرأت ومسحت علي وجهه دون وجه حقِ، تلجلجت بالحديث، وكأن الحروف هربت منها، هتفت بتبعثر:
_" هااا..... أنا أنا، أنا كُنت بصحي الأستاذ مُراد تلفونه كان عمال يرن".
رمقتها بنظرات نارية، كالطلقات، لو كانت النظرات تقتل، لكانت هي الآن مفترشة للأض بفعل عشرة ألاف طلقة أخترقت رأسها وجسدها من قِبَل "رضوي".....
_" طيب يا ستي شُكرًا أتفضلي بقي ".
هرولت من أمامها سريعًا، زفرت الأخري بغضب، فتاة خرقاء، عكرت صفو يومها،تحركت من مكانها، إلي أن وصلت عندهُ، كان نائمًا بسلامٍ لا يعي شيئًا من حولهِ حتي أنه لم يستفيق علي صراخها حيث كانت تتحدث بنبرة غاضبة عالية دون أن تنتبه أنه لايزالُ نائمًا، لكنه لم يستيقظ، أشفقت عليه يبدو مُتعب ومُرهق، لذا ينامُ بعمقٍ ولا يشعر بالعالم من حولهِ........
كان هادئًا، ينام مبعثرًا كليًا حقًا، لكن لا تنكر أن مظهرهِ المبعثر، هذا راقَ لها، وجعل قلبها ينبض بداخلها بعنفٍ، يدفعها لفعل أمور جنونية، لا لا...... ليس التحرش بهِ طبعًا هي ليست وقحة لتلك الدرجة، فقط قُبلة صغيرة رقيقة، آمالت برأسها وطبعتها علي مُقدمة جبهتهُ، تململَ في نومهِ، ثم دقائق وفتح عينيهِ ببطء....
دق قلبها بعنفٍ، أيعقل أنه شعرَ بقبلاتها، تبًا لذالك القلب الغير محترم بتاتًا، ألم يكن بأمكانهِ أن يكبح مجامح رغباتهِ الغير محترمة لفتاة مثلها......
أبتسم لها ينهض، يفرك عينيهِ، قائلاً بأبتسامة:
_" صباح الخير يا روبانزل".
هل قالت سابقًا أنها تعشق هذا اللقب، وكل مرة يخرج من بين شفتيهِ، تود فيها تقبيلهُ كـ مكفأة علي أنه يجعل قلبها يرفرف فقط من مجرد لقب بسيط.....
بادلتهُ الأبتسامة تلقائيًا، وأرتاحت كونهُ لم يشعر بقبلتها،ردت عليه التحية بخدين متوردين:
_"صباح النور، أنتَ نمت هنا ليه؟ ".
أرجعَ خصلاتهِ للخلف، يحك أرنبة انفهِ بطريقة ظريفة، لكن ظرافة تخصها هي فقط لا يحق لأحدٍ رؤيتها ولا الأنتباه لها، أرأيتم هو الذي يغريها الآن لفعل أشياء غير أخلاقية، وتأتون باللوم عليها فالآخر بأنها فتاة غير محترمة.....
_" أستنيت لما نمتي، وبعدين خرجت نمت هنا علشان أبقي قريب جنبك".
أبتسمت لهُ بأمتنان، ونسيتْ تمامًا أنها كانت مُنزعجة منهُ قبلَ قليلٍ بسبب تلك الخرقاء التي كانت تحملق بهِ، عساها ماذا تفعل بهِ، سيُدخلها للسجن عما قريب بتهمة قتل فتاة نظرت له........
_"شكرًا..... أنا عايزة أكلم ماما أكيد قلقانة وعايزة تطمن عليا بنفسها، تلفوني سيباه فالبيت!".
_"حاضر، هي أتصلت بيا أمبارح بس مشفتش الرنة كنت سايق، خدي كلميها، بس خلي بالك اوعي تقعي بالكلام كده ولا كده فاهمة، أتكلمي بهدوء ومتتوتريش ماشي ".
اومأت له بطاعة، تأخذ منه الهاتف:
_" حاضر ".
❈-❈-❈
أنتهت من مكالمتها مع والداتها التي دامت لساعة كاملة، والداتها ظلت تطرح عليها سيلاً من الأسئلة ولم تنسي طبعاً تبويخها كيف لها أن تذهب دون أن تخبرها، والداتها حقًا تخاف عليها وكأنها طفلة بالخامسة من عمرها وليست فتاة في مقتبل العشرينات، نوعًا ما خوف والداتها هذا نابع من أنها تاهت فالسوق مرة وهي صغيرة بالثامنة من عمرها تقريباً، ذهبت خلف والداتها إلي السوق، وهي تسير بجانب والداتها رأت عروسة لُعبة أعجبتها فوقفت تطالعها، وأبتعدت عن والداتها تتذكر فاليوم هذا أنها عادت للمنزل بعد عناءٍ طويل فالخروج من السوق المزدحم، وجدت المنزل بأكملهِ مقلوبًا رأسًا علي عقبٍ، من أصغرهم لأكبرهم يبحثون عنها، حتى انها تتذكر أن والداتها كادت تطبع صورتها توزعها علي المارة تسألهم عنها.......
زفرت أنفاسها براحة، كونها تخلصت من أكبر هم الآن، والداتها لم تشك بها، هي تثق بها وتصدقها، أقتنعت بأنها بالفعل ارادت أن تغير جوٍ فطلبت من" مُراد" أن يأخذها معهُ..... لكن والداتها قالت شيئًا جعلَ معدتها تتوجس، حينما قالت لها أنها كانت تشعر بالملل والضيق، ردت عليها "سهام"، قائلة بحُسن نيّة:
_" كُنتي سافرتي مع نادر أبن عمك، سافر برضو مع صحابه، عالاقل كنتي هتبقي مع شباب وبنات من سنك وهتتبسطي أكتر يا حبيبتي ".
كلماتها أشعرتها بالضيق لكنها لم تظهر ذالك، وغيرت دفة الحديث تسأل عن أحوالهم، وأنتهت المكالمة أخيرًا.......
دخلت عليها" مروة"تحمل كوب مياه بين يدها، ثم مدتهُ لها مع قرص دواء قائلة:
_"ميعاد دواكِ، أتفضلي "
أخذته منها بهدوء تتناولهُ ثم تجرعت وارآه بعض المياه قائلة بهدوء:
_"شكرًا".
_"رضوي أنتِ فطرتي".
كانت هذه جملة "مُراد" الذي داخلَ تزامنًا مع خروج"مروة"وكانَ قد أستحمَ وغير ثيابهِ، لاحظت هي أن "مروة" أغمضت عينيها تستنشق عطرهِ حينما مر بجانبها لثانية، ليأخذها أحدكم من هنا من فضلكم حسابها بات ثقيلاً عندها......تتمنىٰ أن يتحولوا إلىٰ ضفادع، كُل الفتايات الذين ينظرون لممتلكات غيرهم
لكنها عادت لطبيعتها تُجيبهُ:
_"لا لسه، وأنت؟ ".
_" لا مفطرتش، مستنيكِ نفطر سوا، أنا جهزتلك قعدة بره قدام البحر أي هتحلفي بيها، وجايب لك شويه سمك أنما أي تحفة".
ضحكت بخفة قائلة:
_"في حد يفطر سمك عالصبح... ".
بادلها الضحكة قائلاً يحك أرنبة انفهِ:
_" الساعة 12يا كسولة، بس عالعموم أنا لقيت نفسي هفاني كده علي جمبري وسمك، فطلبت ليا وليكِ والدليڤري زمانه جاي".
رفعت كتفيها بإستسلام:
_"طيب ماشي.... أتفضل تلفونك خلصت".
_"أطمنتي عليها ".
_" آه الحمدلله ".
❈-❈-❈
بعد دقائق كانت تجلس بالصالة علي نفس ذات الأريكة التي كان هو نائمًا عليها، بين يديها رواية بعنوان"غزل البنات " للدكتورة "حنان لاشين"، رواية ليست طويلة جدًا خفيفة هكذا....
أقترحها عليها" مُراد"لقرأتهِا والتفريغ عن نفسها، فبدأت بقرأتها منذ قليل،هل يجوز أن تعتبر عيناهُ هو أحدي الكُتب وتُطيل النظر والتعمق بها بحجة القرءاة؟.....
كانت بالفعل منذ قرآءة أول صفحة توغلت بهِا وأندمجت مع سحر الكلمات والتعبيرات، وكان هذا هدف"مُراد"الأول فمبادرتهُ بأقتراح هذا الكتاب عليها، يريدها أن تريح عقلها قليلاً من التفكير المفرط، ولأنه يعلم أنها ما أن تري كلمات علي ورق، بدون تردد ستسافر عبر تلك الكلمات لعالمها الخاص......
القرآءة نعمة حقًا بالنسبة لها، تنتشلها من رقعة حياتها الواقعية وتسحبها للذة الخيال لترفرف هي في سماء الخيال تطلق العنان لخيالها الواسع، لم تجذها يومًا الطبيعه ولم تكن تراها على الشكل الملفت، ألا حينما قرأت وجدت كل ما حولها مدعاة للتأمل......
كانت مندمجة جدًا تعقد حاحبيها طارةً تفاعلاً مع أحدي أحداث الرواية، ثم تضيق عينيها تارة مع حدثٍ معين، ثم تنفرج شفتيها بأبتسامة لطيفة مع حدثٍ ما آخر، أنتفضت فجأة بفزعٍ ما أن أستمعت لطرق مفجئٍ علي باب المنزل تزامنًا مع خروج "مُراد" من غرفتهِ ما أن سمعَ الطرق، وقد لاحظ فزعها ما أن سمعت صوت الباب، يالا الأسفٍ سلبُ طمائنينة قلبها كل شيء بات يرعبها حتى طرق الباب.....
منحها أبتسامة يقول بحماسٍ:
_"ده الدليڤري، جايب الأكل، يلا يلا قومي هاتي أطباق أنا ميت من الجوع".
تركت الكتاب سريعًا بعد أن وضعت علامة مميزة عند موضع وقوفها عن القرآءة، ثم نهضت تتقدم إلي المطبخ لتأتي بالأطباق، وأبتسامة صغيرة أرتسمت علي وجهها..........هي أصلاً لا تُحب الأسماك، لكن ستأكلها معهُ لا مشكلة، ستتخيلها دجاج مشوي وتأكلها، المُهم أن تشاركهُ تناول طعامهُ المفضل.