رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع لخديجة السيد - الفصل 2 - 1 - الجمعة 20/9/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة الثائرة على المجتمع
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثاني
1
تم النشر يوم الجمعة
20/9/2024
في احدى البنوك، دخلت أمينة تجاه مكتبها
قبل أن تهتف مواجهه حديثها لزملائها
= صباح الخير عاملين ايه يا بنات، الدنيا زحمه بره بشكل امتى الواحد ربنا يرزقه بعربيه ويخلص
نظرت مرفت نحوها تجيبها بعبوس
=يوعدك ويوعدنا يارب، ادخلي يلا عشان الشغل جوه قد كده قبل ما مستر أيمن يسال عليكي ويعملك خصم انتٍ عارفه في الحاجات دي ما بيهزرش
علا صوت أمينة وهي تقول باقتضاب
=ربنا يجعل كلامنا خفيف عليه انا ناقصه خصم ولا نكد على الصبح كفايه اللي انا فيه، انا اصلا مش بتفائل بوش الوليه حماه اميره طالما اتصبحت بوشها
انعقد حاجبا صديقتها قليلاً وهي تسألها بخفوت مقتضب
=ودي شفتيها فين؟ هي الست دي كل مره تنطلكم وطبعا كالعاده عماله تشتكي من اختك وكأنها هي وابنها الملايكه إللي مابيغلطوش، وجدتك بقى على كده بتسمعلها زي كل مرة وتضايق منك انتٍ
عقدت بعدم مبالاة حاجبيها تقول متبرمة
= اكيد هي ماشيه بمقوله اعملوا اي حاجه المهم البيت ما يتخربش! وتسيب المشكله الاساسيه وتمسك فيا انا يعني النهارده زعلت مثلاً عشان بقول لحماه أميره العرسان بتطفش عشان اللي بيجيلي بيكون ذي عينه عيلتك اللي ناقصه ربايه، ومجرد اسم ذكر على البطاقه بس.
اتسعت عينا الأخري بدهشة وهي تقول باستنكار
= يخرب بيت عقلك قلتلها كده فعلا! يا أمينة رحت ولا جيت واحده كبيره برده عيب
والغلط هيجي عندك
زمت شفتيها بعدم مبالاة وهي تردف باقتضاب
=الكبير محترم بمقامه هيقل ادبه يبقى ياخد بالجزمه انا ما عنديش الا كده، وسيبيني بقى اكمل شغلي .
في تلك اللحظه لاحظت زميلتها ميرفت نظرات مصطفى زميلهم المهتمه تجاهها مثل كل يوم، فقالت مبتسمة بخبث
= طب ما تقفشيش كده انا بتكلم لمصلحتك، واخده بالك غراميات ونظرات استاذ مصطفى بدأت من أول ما دخلتي البنك.
رفعت أمينة عينيها ببطء تجاهه وبتلك اللحظه رسم مصطفي ابتسامته الجذابة وهو ينظر لها بصمت، ثم اشاحت وجهها وهي تقول بنبرة مغتاظة
=قلت لك ما فيش حاجه من اللي في دماغك ولا بيبصلي انتم بس اللي عاملين فيها اللي فاهمين كل حاجه
هزت الأخري رأسها باعتراض وهي تقول بعدم اقتناع
= طب تصدقي انها معاها حق انتٍ ما شفتيش شكله لما بتتاخري شويه بيفضل عينه على الباب و اول ما بتدخلي وشه كانه بيرد في الروح ويفضل كل شويه عمال يبصلك.
عقدت حاجيبها باستغراب وهي تقول بتفكير
= المشكله بقيله اكثر من سنتين على الوضع ده طب ما يتلحلق ويروح يكلمك مش هو الراجل برده، شكله مكسوف هو اصلا شكله انطوائي ومن ساعه ما اجي ولا صاحب حد ولا بيتكلم مع حد في الشركه.. ما تتلحلحي شويه يا امينه وابقي كلمي انتٍ ممكن ربنا يكمل لك على خير ويحصل المراد .
نفخت مستاءًه من حديثهما وعادت تنظر له بحده فانتشر التوتر على ملامح وجه مصطفى وأبعد أنظاره بحرج شديد، لتردف بنبرة قاتمة
=اكلم مين يا هبله انتٍ وهي؟ شايفيني هموت على الجواز زي ما تيته قرفاني ليل ونهار و بعدين يوم ما ياجي نصيبي اقع مع واحد زي ده كل ما عيني تيجي في عينه ينزلها تحت زي البنات ويتكسف بلا نيله وهاخده اعمل بيه ايه ده .
ضحكت صديقتها وهي تقول بمرح
= تلحلحيه وانتٍ ما شاء الله كده بتعرفي تصدي مع اي حد وبالمره تاخدي في ثواب! يا بنتي شكله عاوز يعملها بس مكسوف منك ولا خايف من طريقتك الدبشه دي تصديه صده ما تعجبهوش، وده يا عيني خام وهيقعد يعيط لو حصلت ورفضتيه.. امال يعني هيكون بيبصلك كل شويه على ايه
سحبت الأوراق أمامها لتبدأ بالعمل إلا أن تخصرت وهي تقول بصوتٍ ناعم مستفز
= تلاقيني بفكره بالمرحومه امه اتعدلي انتٍ وهي وبصي قدامك بدل ما اوريكي، قال انا اروح اكلمه قال؟ أنا على آخر الزمن الحلح رجل بدل العكس، عشنا و شفنا زمن عجيب صحيح.
❈-❈-❈
انفتح باب غرفة نوم أمينة فاعتدلت في جلستها بسرعه تطفئ السجائر بخوف معتقدة أنها جدتها زاهية لكن انتبهت بسرعه انها أميرة
رفعت وجهها وما إن رأتها حتى استقامت واقفة تقول لها بلهفة
=خضتيني مش تخبطي فكرتك تيته
هزت الأخري رأسها باعتراض وهي تقول بعتاب
=مش هتبطلي شرب السجاير دي تيته لو قفشتك مش هتسكت انا مش عارفه ايه اللي عاجبك فيها انا مش بطايق ريحتها لما جمال بيشربها في البيت
لوت شفتاها باستخفاف وهي تقول بنبرة حادة
=ويا ترى المحروس بتاعك جمال لما بيشربها في البيت ولا قدام اهله ولا اي حد بيكلموه ولا بيكبروا دماغهم ويقولوا ده راجل ويعمل اللي هو عاوزه ولا هو حلال للرجاله وحرام على الست .
أغلقت أميرة الباب خلفها وتقدمت تتسطح جانبها فوق الفراش وهي تقول بنبرة خانقة
= هو انتٍ بتشربيها عند يا أمينة عشان تضايقي الناس وخلاص! بس في نفس الوقت بتدمري صحتك و بلاش تمشيها كده
أشاحت وجهها دون حديثه، ثم تابعت الأخري قائلة بوضوح
= تيته هي اللي اتصلت بيا قالتلي تعالي شوفي حل معاها اديني جبتها لك من الاخر متضايقه ان انتٍ ما بتفكريش في الجواز ولا عاوزه، ما هو اكيد مش هتفضلي كده.. مش احنا ما بنخبيش عن بعض حاجه لو في حد قوليلي؟ اتعلقتي بحد وبعد كده خذلك وهو ده اللي مخليكي معتقدة
عقدت أختها حاجبيها معترضة دون تفكير
= مش لازم اكون اتعلقت بحد و وخذلني ممكن يكون خوف من الحياة نفسها ان لما احب حاجة اوى و اتعلق بيها بخسرها، انا بحمى نفسي من الأذى
ارتبكت قليلا وتطلعت حولها بتشتت قبل أن تقول متوترة بصوتٍ خفيض مضطرب
= انا فاهمه ان انتٍ متعقده مني ومن تجربتي بس مش كل الناس زي بعضها يا حبيبتي والله بدعيلك ليل ونهار تقبلي حد كويس واحسن مني، بس انتٍ الفكره كلها مش في دماغك حتى الحب ما بتفكريش تتحبي! انتٍ بتـهربي من الحب خوفاً من ان يحصل صـدمة ولا من الارتباط عامه.
أومأت بوجهها لها متمتمه بخفوت صريح
= لا انا بخـاف أتوجـع او تحصلي خيبة أمل او هو يأدْيني
ربتت علي كتفها بشكل حنونه وهي تردد بصوت هادئة
= بس احنا لو خـوفنا من كل حاجة انها تفـشل مش هناخد خطوة في حياتنا، لو فضلنا خايفـين اننا نتجـرح عمرنا ما هنحب!
قربت رأسها قائلة بصوتٍ مرتجف وقد فشلت في إخراجه صلبا
= بس انتٍ ما حبتيش يا أميرة ومع ذلك كنتي خايفه ولسه في خوف ومكمله في علاقه مش مطمنه ولا مرتاحه فيها! وبتكملي في حاجه اصلا فشلت من اول يوم
شعرت أميرة بنفسها غارقة بالذل وهي تتلاقى الحقيقة المرة، بانها لم تفوز بالحب أو برجل صالح، دموع حارقة لذعت حدقتيها ولكنها احتجزتهم خلف أهدافها حتى لا تشعر اختها بوجعها وهي تردد
=وضعي غير ومش لوحدي عايشه كده في ستات كتير زيي! شالوا الهم بدري من وهما صغيرين ولما يفكروا في الانسحاب ما بيلاقوش اللي يشجعهم.. انتٍ عارفه يعني ايه الاهل ذات نفسهم يشوفكٍ بتتاذي ويقولوا لك كملي احنا مش هنقدر نشيل شيلتك رغم ان اوقات بيكون هم اللي رمى اولادهم الرميه دي
ردت عليها أمينة بأسى و حسرة بينما تلامس ملامح وجهها الباهته برفق
= تعرفي اوقات كتير بحس بالذنب لما بشوفك بتتعذبي بقول مش كنت زماني انا اللي مكانها لو ما كنتيش قدمتلي التضحيه دي واتجوزتي بدل مني.. تفتكري فعلا كان المفروض انا اللي ابقى مكانك؟.