-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 22 - 4 - الإثنين 9/9/2024

  


قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثاني والعشرون

4

تم النشر يوم الإثنين

9/9/2024 



مسيو رياض، انا اسف .

زفر يعدل من هيئته بغضب، يبتعد عن بهجة حتى تنزل عن الطاولة هي الأخرى،  وقد اصابها الخجل الشديد، ولكنها اشفقت على المرأة بعد ذلك حينما اجفلها بصيحته الغاضبة:


- كان لازم تستأذني الاول يا جوليا، انا معنديش تهاون ولا تسامح مع اللي يتعدى على خصوصيتي

اومأت المرأة برأسها، تعيد الاعتذار:

- اسف مرة تانية مسيو رياض ، ولكن سائقك الشخصي  العم علي، هو من اجبرني بالبحث عنك،  من اجل امر هام يريد اخبارك به.


قطب بقلق مرددًا خلفها:

- امر هام لايه، ربنا يستر لتكون حصل كارثة .


❈-❈-❈


دلف بخطواته السريعة يلج الى داخل المنزل، بعد لحظات قليلة من اخباره عما استجد، ليتم استدعائه على وجه السرعة من اجل هذا الامر الجلل،  وهو التعب الشديد الذي حل بوالدته كما اخبرته الدادة نبوية،  والتي كانت جالسة الاًن على الفراش بجوارها، لترمقه بلهفة واستجداء فور ان وقعت عينيها عليه بداخل الغرفة:


- رياض يا بني انت جيت.

تقدم ليأخذ مكانه على الجانب الآخر من الفراش ، ليمسك كف والدته ويسألها:

- هي مالها؟ وايه اللي حصلها فجأة كدة؟ انا كنت سايبها كويسة. 


اومأت المرأة بحرج تجيبه::

- والله يا بني كانت حلوة وزي الفل،  انا بس دخلت الحمام، خرجت بعد كدة  لقيتها اختفت ، قعدت ادور عليها وفي الاخر اكتشفت انها في البدروم. 


- بتعمل ايه في البدروم،  وايه اللي دخلها اساسا هناك ؟

هتف بعصبية زادت من صعوبة الامر على المرأة التي اطرقت برأسها تردف بحرج:

- لقيتها ماسكة حاجة المرحوم،  وعمالة عياط ولا اكنه مات جديد، وانا  مش عارفة هي وصلتلها ازاي اساسا؟ دا متخبية عنها بقالها سنين.


احتدت ابصاره في النظر اليها بصمت ، وغضب دفين، يحاول كظم انفجاره بصعوبة حتى على يزيد عليها ويجرحها، هذا خطأ لا يغتفر، ولكن كيف هي عرفت بمقتنيات الراحل لتتذكرها الاَن؟


- مساء الخير يا جماعة. 

اجفل من شروده ليلتف نحو مصدر الصوت والذي تأكد من صاحبه فور رؤيته بمدخل الغرفة ، ليصعق بمن تدلف بصحبته:


- بهجة 

تمتم الاسم بعدم استيعاب وهي تدلف مهرولة بقلق نحو والدته لتطمئن عليها ، وهذا المتحذلق يتبعها قائلا :


- الف سلامة عليها نجوان هانم، ايه حصل لها؟


- تعالي شوفها يا دكتور  هشام دي تعبانة اوي .

تكلفت نبوية بالرد امام صمت الاخر والذي ارتسم العبوس على ملامحه ليغمغم كازا على اسنانه، دا ايه اللي جابه ده؟ وانتي ايه اللي جابك معاه؟


انتفضت بهجة لتنهض من جواره تجيبه بصوت هامس :


- صدفة والله، قابلته وانا داخله على هنا.

وقفت تبتعد عن الفراش مع اقتراب الطبيب منه وهو ينصت لحديث نبوية التي اسهبت بلهفة تشرح الوضع، وهو يختطف النظرات نحو بهجة، امام تجهم الاخر بصورة مكشوفة، يحجم نفسه عن الفتك به:


- انتي سريعة اوي في الشرح يا دادة، بس دا اكيد من التوتر،  ما تساعديها يا بهجة باللي تعرفيه عشان افهم الوضع كامل.


توجه يالاخيرة نحوها لتهتز رأسها بعدم فهم ، فحسم رياض بجلافة:

- هتشرحلك ايه بهجة وهي مكانتش موجودة اصلا، ما تركز انت مع الدادة وانت تفهم .


قابل الطبيب انفعاله بهدوء متناهي، وهذه الابتسامة التي تثير استفزازه:

- ما انا قابلتها وانا نازل من العربية وعرفت انها واصلة حالا، بس برضو اكيد هي عندها من المعلومات اللي ممكن تفيدنا مع كلام دادة نبوية، بما انها متعلمة، ولا ايه يا سيادة المحامي المستقبلي، انا واثق انك هترجعي تكملي من تاني 


- هي مين اللي هترجع....... هو انت كمان عرفت بمستوى تعليمها....

قالها بصدمة لينفض رأسه بعد ذلك كي يستفيق لمرض والده فهدر:

- خليك في حالة المريضة دلوقتي وانتي يا بهجة استني برا الأوضة .

أذعنت لتركض للخارج على الفور، هربا من هذا الوضع المربك، فهيئته كانت غير مبشرة على الاطلاق 


اما الطبيب فقد كان على وشك الاعتراض ، حتى اجفل بالنظرة الحادة والوجه المغبر من هذا الذي تحولت ملامحه الى الإجرام، حتى جعله يردف باستسلام وتعلثم:

- ااا طب ماشي.... احكي واتكلمي انتي...... عن ظروف الحالة يا.... دادة نبوية


❈-❈-❈


فتحت احدى الفتيات الصغيرات من ابناء رحمة باب المنزل لترا من الطارق في هذا الوقت بعد ذهاب خالها وزوجته اليوم الى العمل بعد انتهاء شهر عسلهم،  لتجد عمتها امامها بوجهها مهللة:


- ازيك يا منوش، انتي قاعدة هنا وسايبة امك لوحدها فوق يا بت .

رفعتها تقبلها من وجنتها،  لترد الصغيرة:

- قاعدة مع ستو يا عمتو، هو انتي جاية عندنا؟


انزلتها على الارض تدلف لداخل المنزل دون انتظار تخبرها:

- اه يا حبيبتي هدخل اقعد مع التيتة شوية الاول، اطلعي انتي فوق لو عايزة تلعبي مع اخوتك .


هللت الصغيرة:

- وانا هروح اقول لماما كمان انك جاية عندنا  

- ياللا يا ختي انطلقي 


بالفعل ركضت الفتاة ليخلو المنزل عليها وعلى والدة شادي التي جاء صوتها من غرفتها باستفسار:

- مين اللي ع الباب يا منة؟

تقدمت لتدخل اليها تجيبها:

- انا سامية يا عمتي جيت اقعد معاكي شوية قبل ما اطلع عند اخويا ومراته. 


وبطيبتها الزائدة استقبلتها المرأة:

- اتفضلي يا حبيبتي اقعدي معايا، والله فيكي الخير يا سامية انك بتسألي.

خطت تميل عليها بمحبة، لتقبلها من وجنتيها قائلة:

- انتي حبيبتي يا عمتي وانا الود ودي اقعد تحت رجليكي ما سيبكيش ابدا. 


تبسمت المرة تبادلها:

- حبيبتي يا محلى كلامك،  ربنا يديكي على قد نيتك ويعطيكي لحد ما تستكفي، اقعدي يا بت اقعدي. 


خلعت عنها حقيبة اليد لتجلس امامها بأريحية امامها مرددة بابتسامة منتشية:

- اقعد يا عمتي ومقعدتش ليه؟ هو انا غريبة 


❈-❈-❈


خرج من غرفة والدته بعد فحص الطبيب ومعرفة كاملة عن حالتها، على ملامحه يسود الوجود والاخر مازال مندمجًا في القاء التعليمات ووصف المستجد من تطورات الحالة. 


- زي ما قولتلك يا رياض باشا، هي كدة كل يوم بتثبت انها بتعود للواقع، وانهيار النهاردة دا اكبر دليل ، اكيد هتاخد وقت عشان تتعافى، لذلك انا بطلب منكم الصبر عليها، وتطولوا بالكم، هي اكيد موصلتش لكدة من فراغ، واحنا لازم نبقى على قد المسؤولية بدل ما تحصل انتكاسة. 


اومأ يظهر تفهما وعقله يشرد فيما مضى وكيفية التصرف السليم معها الاَن لاستعادتها، رغم جراح الماضي وما تحمله من وجع كان هو من ضمن أسبابه. 


- بهجة انتي هنا؟

عبارة صغيرة ولكنها كفيلة لانتشاله من غمرة شروده،، والعودة لحالته الاولى للغضب مع هذا البارد،  والذي تبسم محياه، لمجرد رؤيتها برفقة العم علي في ردهة المنزل، والتي ردت بعفوية وقلق على المرأة.


- انا قاعدة مستينة عشان اطمن على حالة نجوان هانم، 

هم يجيبها الطبيب ليسهب كعادته، ولكن الأخر قطع عليه من البداية بحزمه:

- ادخلي عندها جوا يا بهجة ودادة نبوية  هتفهمك، ياللا بهجة.

هتف بالاخيرة بصيحة ازعجتها، ولكنها اضطرت لتتغاضى حتى تجنبًا لغضبه، وهذه الحالة الغير طبيعية التي يبدو عليها، اما الطبيب والذي اصابه الاحباط،  فقد رمقه بشرز وكره جعله يستأذن مغادرًا على الفور:


الصفحة التالية