-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 23 جـ1 - 1 - الخميس 12/9/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثالث والعشرون

الجزء الأول

1

تم النشر يوم الخميس

12/9/2024 



وتظن انك قد ملكت زمام امرك، ولا شيء يستطيع أيقافك، حتى يأتي من يسرق النوم من عينيك ويُحرم عليك الراحة، فيتبدل حالك من النقيض للنقيض .

ومن أقوى منه، ذلك الذي يفرض سلطانه، ويجعلك ترضخ على غير اردتك لرغبته.

يُضغفك،  نعم هو يُضعفك....... ذلك القلب المتمرد على كل حسابات العقل والمنطق، هو سيد الأمر مهما ادعيت غير ذلك او تجاهلت..... سوف يهزمك في الأخير. 


#بنت_الجنوب 


خطت تحمل على يدها مشروب الفواكه الطازجة، تتقدم نحوها داخل الحديقة التي أصبحت ملجأها منذ ان استفاقت من غفوتها وأصبح الوعي يعود اليها تدريجيا، ولكن مقابل ذلك كسى الحزن ملامحها بصورة واضحة وكأن جراحها فتحت من جديد، 


الكلمات القليلة التي كانت تتكلم بها، زادت عن معدلها بقليل ولكن ليس في كل الأوقات ، فرص التحدث عندها نادرة ولكن حين تخرج منها تفاجأهم، 

دائمًا تثير قلقهم بشرودها، ومع ذلك يصر الطبيب انها تسير على الطريق الصحيح. 


تفوهت بهجة كي تنتبه اليها:

- اتفضلي العصير يا نجوان هانم 

دنت اليها بكوب المشروب البارد والذي رمقته الاخيرة لعدد من اللحظات قبل ان تمد كفها وتتناوله منها.


تجرأت بهجة لتجلس على الكرسي المقابل لها، كي تتحدث معها:

- معلش هعزم نفسي واقعد معاكي، ممكن القمر تسمحلي ولا اقوم من سكات احسنلي. 


ايضا رمقتها دون ابداء أي رد فعل، لتشيح بوجهها عنها بعد ذلك، وترتشف من الكوب.

ولكن بهجة لم تستسلم لتميل اليها قائلة:

- تعرفي بقى ان انا حاسة براحة دلوقتي بعد ما اتأكدت انك بتسمعيني، ولسة كمان منتظرة لما تاخدي وتدي معايا وتأمريني،.....


توقفت تطلق تنهيدة من العمق لتردف:

- حتى ابقى مطمنة عليكي لما اسيبك....

في الاخيرة توجهت اليها نجوان بنظرة لم تفهمها، لا تعرف ان كانت استنكار او عدم تصديق، أو غير ذلك، اصبحت تثير حيرتها بحق، لتسألها بفضول؛


- ايه يا نوجة؟ هتشتاقيلي لما اسيبك؟

هذه المرة تحولت ملامحها للعبوس قبل ان تدير وجهها للناحية الأخرى مرة اخرى،  وتتكتف ذراعيها بضيق ملحوظ، حتى همت بهجة ان تشاكسها لولا قدومه المفاجيء، وصوته الذي دوى ينبئهم بمجيئه:


- مساء الخير 

ردت بهجة بالتحية تتبادل معه نظرات يسودها التفاهم  امام صمت نجوان ووجومها،  حتى اقترب منها واضعًا قبلة اعلى رأسها، مخاطبًا لها بلطف:


-،عاملة ايه يا نجوان هانم النهاردة؟.

بنفس الوتيرة اصبحت تحدجه صامتة، يزيدها حدة تلوح في الافق،  هو فقط من يفهم عليها، ليستطرد واضعًا عيناه نصب عينيها:


- اتكلمي يا ماما وطلعي اللي في قلبك، حتى لو عايزة تشتميني، انا مستني اللحظة دي من زمان اوي يا نجوان هانم، بس اسمع صوتك وانتي كمان تسمعيني. 


نهضت بهجة تستأذن للذهاب ، وقد شعرت بالحرج، أو ربما تود اعطاءهم الخصوصية.

لم ينتبها الاثنان لانصرافها، فلم تحيد ابصارهما عن بعض، ليردف هو:


- مهما استمريتي في عنادك،  أكيد هيجي اليوم اللي تحني ولا تضعفي فيه وتتكلمي،  انا في أشد الاشتياق للمواجهة دي،  على الاقل ساعتها تسمعيني وتقرري،  بدل العذاب اللي عايش فيه بقالي سنين .


مال يقبلها على وجنتها قائلا:

- انا في انتظارك يا ماما.

ثم ذهب كما جاء ، وظلت هي تنظر في اثره بشرود كالعادة  


❈-❈-❈


أمام مراَتها وقفت تتأمل هيئتها بملابس الخروج، لتلامس بكفها على البطن التي اصبحت تحمل بأحشائها ثمرة الحب وارتباطها برجل حياتها الأول والاخير، والذي مَن الله عليها به، بعد سنين العذاب والتوهة داخل علاقة سامة كادت تودي بحياتها، أو تعيش بمر الحقد على اقرب الناس اليها.


- امنية خلصتي لبس ولا لسة ؟ انا مستعجل وممكن اسيبك وامشي. 

كان هذا صوت حبيبها الذى دوى صوته كمنبه لها كي تستفيق لتأخر الوقت، فتتناول حقيبتها سريعًا لتخرج اليه، فتجده كالعادة منشغلا بالحديث عبر الهاتف مع أحد الأشخاص، مشتتًا عن التركيز معها وما تمر به من تطورات لهذا الحمل العزيز عليها، كم ودت ان تبقي الامر سرًا ولا تخبره، حتى لا تقابل بهذه الفرحة العادية،  والخالية من اللهفة التي توقعتها..


حتى الاَن لا تعلم السبب الحقيقي لاستقبال شيء هام كهذا منه ببرود تستغربه، رغم علمها انه يحمل حبًا عظيمًا بداخله لها، حتى لو كف عن التعبير عنه، او ربما منعه العقل المشتت عن ذلك. 


- انا خلصت يا عصام .

قالتها ليلتف اليها، فترى في عينيه تلك الومضة السريعة في اظهار اعجابه،  قبل ان تخبو ايصا سريعًا،  ليسبقها مرددًا بروتينة:

- تمام، ياللا بقى عشان نلحق السبوع من أوله. 


اوقفته فجأة تجذبه من ذراعه قبل ان يخرج:

- عصام انت مش فرحان لحملي ولا فكرة السبوع دي لأحفاد الست مجيدة محركوش جواك الحنين؟


تجمد فجأة قبل ان يستجيب ويلتف مركزًا ابصاره بها :

- وايه اللي يخليني مفرحش يا امنية؟ هل شوفتي عليا رد فعل يثبت عكس ذلك. 


تقربت منه تقول بنبرة حانية، لتصل بها الى غرضها في المعرفة دون ان تثير انفعاله:


- انا مش بتكلم انك مش فرحان،  انا بتكلم على رد الفعل، اصل انا كنت متخيلة فرحة وصريخ ، يمكن اكون هبلة في تخيلي، بس الفرحة مفيهاش عيبه ولا ليها كبير ولا صغير. 


نصف ابتسامة ساخرة لاحت بزاوية فمه يعقب على كلماته:

- اه بقى دا على اساس انك كنتي مدياني فكرة من الاول، مش الست مجيدة اللي جات وفضحت الدنيا بفرحتها.


- مكنتش لسة اتأكدت يا عصام .

قالتها بحرج شجعه على مواصلة العتب:

- انا بتكلم عن الترجيح يا امنية، كل الاعراض اللي كنتي بتمري دي تخلي اي واحدة ست تفكر ، انا نفسي شكيت بس شيلت من دماغي لما لاقيتك واخدة الأمر انه تعب عادي


لقد قلب الامر بحنكته، وأتى بالحجة عليها، ولكنه لا يعلم بأنها هي ايضا ليست على ما يرام، فما يتسلل بداخلها من مخاوف وهواجس تمنعها من التفكير السليم في بعض الاوقات،  بل وتذهب عنها الفرحة كلما تذكرته. اللعنة عليك يا ابراهيم، وبما تسببت به من اضرار في العلاقة بينها وبين زوجها،


القت بنفسها داخل حضنه تفاجئه، في تعبير عن اسفها، أسعده فعلها، وتقبلها يصدر رحب رغم نزفه:

- القميص الابيض يا ست، يقولوا عليا ايه لما يلاقوا الروج عليه.


ضحكت لتردد بدون ترفع رأسها التي استراحت علي صدره:

- قولهم دا اثبات لحب مراتي ليا.


❈-❈-❈


أنهت مناوبتها وكانت في طريقها للمغادرة ، بعدما أطمأنت على نجوان ، وخلودها للنوم مبكرا، 

أبصرت بعيناها ضوء غرفة المكتب الخافت،  فاتجهت لتطل عليه بداخلها، فتطرق بخفة وعلى تردد قبل ان يأتيها صوته المرحب وكأنه علم بها:


- ادخلي يا بهجة. 

دفعت الباب تخاطبه برقتها:

- لو مش فاضي ممكن امشي.

اشار اليها بيديه، يفتح لها ذراعيه الأثنان، معبرا عن احتياجه الشديد لها، وكأنها أتت على نداء قلبه،، لتلبي سريعًا، وتهرول بخطوتها السريعة اليه، فيضمها من خصرها بلوعة قائلا:


- انا مشتاقلك اوي يا بهجة، ومخنوق جدا عشان مقدرتش اجي على ميعادنا ولا اشوفك النهاردة 


- انا عارفة ان عذرك معاك.

تمتمت بها تلمس على شعر رأسه بحنو، لتدخل اناملها الرقيقة بين  البصيلات فتدلك من بينها، فتفعل بالراس المتعب  الافاعيل، حتى اصبح يغمض عيناه مستسلمًا لسحر اللحظات، ليردد باسترخاء:


- اه يا بهجة اه، التدليك دا حلو اوي، كأنه بينزع عني الاجهاد والتعب. 

تبسمت قائلة:

- دي عادة ابويا الله يرحمه عودنا عليها، كنا نتسابق عشان نحط راسنا في حجره ويعملها معانا وهو بيتفرج ع التليفزيون، محدش كان بيصمد ولا بياخد وقت في النوم معاه.


الصفحة التالية