-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 23 جـ1 - 2 - الخميس 12/9/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثالث والعشرون

الجزء الأول

2

تم النشر يوم الخميس

12/9/2024 




تبسم معقبًا:

- والله كنت هسألك لأن انا فعلا حاسس اني هنام من ايدك دلوقتي، حاسس نفسي مرتاح عليها اوي ، ومش عايزك تبطلي ابدا .


- لا مدام فيها نوم، يبقى اشيل ايدي انا احسن. 

قالتها لترفع يدها عنه بالفعل، فعبست ملامحه بالضيق يخاطبها:

- ليه يا بهجة رفعتي ايدك ؟

ردت  بمرح وهي تبتعد عنه:

- ما انت ممكن تنام في ايدي بالفعل،  وابقى انا عطلتلك عن الشغل اللي في ايدك، ويمكن تيجي تاني يوم تحاسبني. 


زفر يدفع الملفات نحوه بضجر مرددًا:

- لا يا ستي مش هاحسبك ولا اكلمك، بس منكرش اني ورايا شغل بالفعل.

عاد يخاطبها وابصاره منصبه نحوها:

- النهاردة مضيت عقد مهم اوي يا بهجة، مع اهم عملا في المنطقة،  بكرة منتجات مصنعنا،  تغرق سوق الوطن العربي ، انا مبسوط اواي عشان كل يوم بقرب من حلمي.


شعرت بالسعادة من أجله  حتى رددت بتمنى من قلبها:

- ربنا يبسطك كمان وكمان يا حبيبي وتحقق كل اللي نفسك فيه.


- على فكرة انا مش ناسيكي 

قالها ليخرج من جيب بنطاله علبة مخملية صغيرة، وفتحها يخرج منها سلسالًا صغير، يتوسطه قلب ، فرفعه امامها لتسأله باستفسار أبله:


- -  ايه ده يا رياض؟

نهض عن مقعده ضاحكًا يجيبها:

- يعني هيكون ايه بس يا روح قلبي، مش باين انها سلسلة؟ ارفعي الطرحة بقى خليني البسهالك. 


وبفعل غريزي ارتدت بقدميها للخلف معترضة:

- لا بلاش 

- بلاش ليه؟

بماذا تجيب سؤاله ؟ وقد حصر مكافئتها وامتنانه لها بشيء عيني رغم كل ما يحدث من تقارب بينهما، لدرجة تجعلها تنسى الاتفاق اللعين، ولكن ها هو ذا، يذكرها عمليًا به:


- بهجة انتي تنحتي ليه؟ انا عايز اللبسك السلسة بس على فكرة 

همت تتحجج بشيء ما ولكن اندفاع الباب فجأة جعلها تنتفض مجفلة نحو مدخل الغرفة، فتصعق عينيها متفاجئة بما تراه، وكان هو الأسبق في رد فعله:


- ماما انتي لابسة كدة ليه؟

سألها بإشارة نحو ملابس الخروج التي كانت ترتديها بأناقة سيدة مجتمع لم تغب عن عالمها يومًا 


ولكن امام صمتها وعدم اجابتها تسائلت بهجة أيضًا:

- نجوان هانم انا سيباكي نايمة من يدوب نص ساعة،  امتى لحقتي تصحي وتلبسي؟


ردت بعملية ودون تطويل:

- هنروح للدكتور .

- دكتور مين يا ماما؟

تمتم مستفسرًا، لتأتي اجابتها المباغتة له:

- دكتور هشام 


- هشام مين؟ 

غمغم بها لتأتي على الفور صورة هذا البغيض، ليردف  بانفعال:

- وايه اللي فكرك بيه الزفت ده دلوقتي؟ انتي عارفة الساعة كام؟ استني للصبخ وانا اوديكي لأحسن دكتور. 


تجاهلت وكأنها لم تسمعه لتتجه نحو بهجة وتأمرها:

- ياللا يا بهجة عشان تروحي معايا.


سمع منها ليصيح بها متخليًا عن بروده المعتاد:

- بهجة مين اللي تروح معاكي عند الزفت ده؟ هي اساسا كانت ماشية عشان متقدرش تتأخر عن اخواتها،  لكن مادام انتي مصرة اوي كدة ، هاخدك انا اروح بيكي. 


بتحدي واضح تجاهلت للمرة الثانية  ترمقه بهدوء يزيد من غضبه:

- وانا رافضة اي حد تاني يروح معايا غيرها، ياللا يا بهجة. 

خرجت منها الاخيرة بحزم امام غضب الاخر، والذي خشت الاخيرة من تحوله الغريب كل ما ذكر اسم الطبيب، لتبرر ملطفة بعفويتها بين الام وابنها:

- معلش ياااا رياض باشا، هي اساسا مكملتش لسة تسعة، انا هروح مع الهانم وابقى اتصل بيهم ابلغهم.....


- اسكتي انتي....

صرخ بها مقاطعها بحدة، وقد بدا انه على وشك الفتك بها ليزيد على خوفها كازا على اسنانه بنظرة ارعبتها:


- مسمغش صوتك خالص يا بهجة دلوقتي انا على اخري. 

اومأت بإشارة نحو غلق فمها تهادنه، وتجنبًا لغضبه،  فجاء الرد العملي من نجوان:.

- انا هسبقك ع العربية، حصليني يا بهجة.

قالتها وتحركت مغادرة على الفور ، مما اضطر بهجة للحاق بها، تبدي اسفها امام صدمته:


- هروح احصلها، انا مينفعش اسيبها لوحدها.

قالتها وهرولت ذاهبة من امامه ، ليزمجر من خلفها يدفع الكرسي الثقيل بقدمه، غير ابهًا بالألم، ثم تناول سترته ليلحق بهما مغمغما:


- ماشي يا نجوان هانم، اما اشوف اخرتها معاكي ايه؟


❈-❈-❈


في زاوية مظلمة بطرف الشارع، وقف ينفث الدخان الكثيف من فمه، من تلك السيجارة المحشوة، يخرج بهما ضجره وغيظه، يستنكر  ما ال اليه حاله ، ان يُصبح موزعًا لهذه الأشياء التي كانت تأتيه واضعا قدما فوق الاخرى.


بل ولسخرية القدر ان يصبح هو تابعًا لهذا الاحمق الذي اصطبغ شعره باللون الاخضر ، ليُصبح مقاربا بهيئته تلك وملابسه الغريبة، لصوره الضفدع طبق الاصل.


يخطف النظرات نحوه ويراقبه بلؤم كل لحظة ، وكأنه سوف يفر ويذهب بهذه المصائب التي يحملها بجيبه،  كي تلتقفه الشرطة في اول لجنة تقابله ، ولحظه البائس اصبح مطلوبا امام القانون،  بفضل هذه الملعونة التي تتنعم بحياتها الان، وهو سرقت منه الراحة ولبس قضية، قبل حتى من ان ينال غرضه منها ويشفي غليله، لكن لا بأس، فهو ابدا لن يستسلم .


اما عن اييه، فلن ينسى ابدا له هذا الموقف المخزي، بأن يتخلى عنه، ويرفض صرف المال من اجل نجدته من هذه المصيبة ، يقسم ان يجعله يدفع ثمن هذا الخطأ، ولن يتوانى او يتهاون .


استفاق من شروده على هزيز الهاتف بجيب بنطاله، وقد. علم المتصل من نظرة واحدة نحو هذا الاحمق عزوز ، والذي توجه له بالأمر فور ان فتح المكالمة:


- ركز يا اسطى كدة واصحى، في زبون جايلك حالا دلوقتي 

اغلق المكالمة ليبصق من فمه، متمتمًا بسبة وقحة، لاعنا هذا المدعو عزوز والزبون اللذي سوف يستلم منه ومعلمه صاحب المحمية التي جبر على العيش فيها، ولكن هذا الأمر لن يستمر طويلا 


❈-❈-❈


فتحت أنيسة تستقبلهم داخل المنزل الذي كان ممتلاءًا   بعدد الافراد المدعوين ، بصخب على قدر ما يثير الازعاج، على قدر ما يثير البهجة داخل القلوب،


- اتفضلوا يا حلوين، المرة الجاية يبقى الدور عليكي انتي يا قمر 

تقبلت امنيه عناق المرأة تبادلها التهنئة والمباركات ، ثم تدلف خلف زوجها الذي لم يترك يدها،  لتقع عينيهم اول الامر على مجيدة التي كانت توزع هدايا الاسبوع على الأطفال،  تطاليهم بالغناء لأحفادها وهم لا يقصرون،  


فتحت ذراعيها لامنية ، فور ان وصلت اليها هي وزوجها،  لتحتضنها وتقابل زوجها بالمزاح:


- عقبالك يا سيادة الظابط لما تتلبخ زي صاحبك.

قالتها في إشارة نحو ابنها الذي كان يحمل طفلته وبهدهدها حتى تكف عن البكاء. 


لينتبه عليها هو الاخر فيعلق ساخرًا:

- ايوة بقى يا ست مجيدة خليه يفرح في ابنك اللي اتهزت هيبته من حتة عيلة قد عقله الصباع .


اقترب منه عصام ليقبل الطفلة على وجنتها الصغيرة يغمغم بانبهار:

- حقها يا باشا، بسم الله ما شاء الله بدر منور في ليل تمامه، تعمل ما بدالها بقى .


قابله بابتسامة صفراء ينقل بنظرة سريعة نحو زوجته الجالسة مع صديقتها شهد وعدد من النساء، وقد استراحت بالقاء مسؤوليتها عليه، ليردد بغيظ :


- اه يا خويا حقها، ما هي مش هتجيبه من برا ، نفس الخلقة ونفس الزن،  دي كأنها عملت استنساخ لنفسها، يا ساتر يارب،  انا كنت قادر على واحدة عشان تجيني الصورة التانية منها 


هذه المرة جاء الرد من مجيدة لتتناولها منه بخفة قائلة:

- وانت تطول يا واد،  هات هات، دي هتبقى قلب ستها ونور العين من جوا، هي الباشا ريان ابن المهندس،  يا اختي عليك وعلى جمالك انتي، خدي بوسي يا بت امنية حور القمر بتاعتنا،  ولا تشيليها احسن. 


الصفحة التالية