-->

4 رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 24 - 2 - الأربعاء 18/9/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الرابع والعشرون

2

تم النشر يوم الأربعاء

18/9/2024 


- بهجة استني عندك يا بهجة.

هتف مناديًا يوقفها بوسط الرواق الفاصل بين قسم الملابس والأقسام الأخرى، لتجبر على الالتفاف نحوه، تجيبه بابتسامة يتخللها التردد:


- نعم يا تيم، في حاجة؟ 

اقترب يلوح امام عيناها بقطعة الحلوى، يردد بعتب رغم ابتسامته:

- انا جاي ابارك بنفسي رغم انك اتجاهلتيني ومخدتش حلاوة الافتتاح منك .


ردت تجامله بابتسامة على حرج:

- معلش بقى، ما انت عارف العدد كبير جوا، اكيد مخدتش بالي، بس انت مش غريب.


راقه اجابتها ليتشجع قائلا:

- انا فعلا مش غريب، ومش هزعل رغم اني كنت اتمناها تيجي منك، بس مش مهم، دا كفاية انها بشرة خير،  واهي حاجة تنعش من جوايا الامل من تاني .


- امل في ايه؟

سألته قاطبة بعدم فهم، لتبزع ابتسامة صافية على ملامحه يجيب الكلمات بمغزى واضح:


- الامل في حاجة انتي عارفاها كويس يا بهجة، حاجة بقالي اكتر من سنتين بزن عليها ، وشكلها هتفرج قريب،  مدام الحال اتحسن زي ما انا شايف ، ولا ايه؟


بماذا تجيبه؟ جف حلقها في البحث عن شيء تتحايل به ككل مرة ، فلم تجد سوى التهرب:

- ااا على فكرة انا اتأخرت اوي ، وشكل الاستاذ عبد الفضيل المرة دي مش هيعتقني؟ عن اذنك بقى لاخد جزا .

قالتها ولم تنتظر رأيه ، لتحرك قدميها مغادرة على الفور،  تصعد الدرج بالركض،  حتى لا تعطيه الفرصة في توقيفها ، وما ان انتهت تصل للطابق التالي حتى تفاجأت بتلك المتعجرفة امامها ، تستند على السياج الحديدي للدرج، لتفاجأها بابتسامة غريبة عنها ، تخاطبها بود ليس من طبعها:


- مبروك يا بهجة،  بتلفي ع الجميع تعطيهم حلاوة افتتاح الكافيه، وجات عليا انا ووقفت. 


- نعم انتي بتكلميني انا؟ 

تمتمت بهجة بالكلمات بدهشة لتتذكر بلاهتها حينما ضحكت الأخرى تقارعها:

- وهو في حد في المصنع كله اسمه بهجة غيرك.؟ 

اكملت بضحكتها تزيد من زهولها وغيظها ايضًا، فتقترب منها بالعلبة التي على وشك الانتهاء،  تعرض عليها :


- معلش  يا ستي العتب ع التركيز، اتفضلي بقى لو حابة. 


مدت يدها تتناول منها احدى القطع مرددة:

- طبعًا حابة، امال انا بباركلك ليه؟ دا انا ممكن كمان اجيب صحابي ونيجي نقضي وقتنا فيه، اكيد الخدمة هناك هتكون كويسة. 


هذه المرة تبسمت بهجة بمرح تخبرها:

- طبعا الكافيه يزيده شرف بوجودك ،  بس مفتكرش انه من مقامك انتي وأصحابك،  حكم دا حاجة ع القد وفي بداياته كمان، مش فايف ستارز زي اللي بتدخلوها. 


رمقتها بنظرة لم تفهمها،  لتعقب على قولها:

- وماله يا بهجة لو في بداياته، المهم انك توصلي،  وانتي شاطرة وعرفني تخلقي من العدم ، انا بهنيكي بجد، بس الرك ع اللي يضحك في الاخر، عن اذنك بقى اشوف شغلي،


تحركت خطوتين لتردف ؛

- ومرسي اوي ع الشيكولاتة،  رغم انها مش من نوعي المفضل، بس هحتفظ بيها .

وذهبت تطرقع بكعب حذائها الرفيع على الارضية، لتصدر صخبًا يعادل ما يدور برأس بهجة،  والتي انتقل اليها شعور بعدم الارتياح للمغزى المبطن من خلف كلماتها .


لتزفر بضيق متمتمة:

- استغفر الله العظيم يارب، حرقت دمي من غير ما اعرف قصدها ايه؟ دا ايه هو ده؟


استدركت فجأة لتتحول ملامحها للمرح تتمتم مع نفسها:

- ياللا بلا لورا بلا زفت، خليني اشوف اللي ورايا والأفتتاح اللي مستنيني،..


هرولت بخطواتها، كفراشة تطير بخفة حتى وصلت الى غرفة مكتبها تستأذن من مديرها المغادرة من أجل هذا السبب الهام، والرجل لم يتأخر ، لتلملم اشياءها نحو وجهتها الى المصعد الذي نزل بها الى الطابق الارضي، لتتخذ طريقها الى الخارج على الفور


في هذه الأثناء، كان هو عائدًا مع شريكه في العمل والذي كان يقود السيارة بنفسه يتحدث بعمليه كعادته، بعد ذهابهم الى احد الاجتماعات الهامة لمديري احدى الشركات:


- شوف يا باشا، الناس دي مكسبها فل، يعني حتى لو اتنازلنا معاهم شوية في البداية ميضرش، عارف ليه؟ لأن اللي هيجي من وراهم كتير اوي، دا كفاية العلاقات،  وانت شوفت بنفسك الأسماء اللي بيتعاملوا معاها، واخدلي بالك.


اومأ له بعدم تركيز فقد كانت عيناه منشغلة في التطلع نحو الخارج، وهذه الجميلة التي تغادر عملها الاَن في هذا الوقت المبكر، مما جعل عقله يدور بالظنون، حتى اذا توقفت السيارة ترجل على الفور يستأذن رفيقه:


- معلش يا كارم دقيقة.

قالها ولم ينتظر الرد، فقد تحركت اقدامه بخطوتين مبتعدا عن السيارة ليوقفها بندائه:


- بهجة.

على الفور التفت اليه على النداء قبل ان تصل الى بوابة الخروج من محيط المصنع، لتذعن وتغير اتجاهها نحوه، وقد توقف بجوار سيارته المصطفة من البداية، ليباغتها باستفساره فور ان وصلت اليه:


- خارجة ورايحة على فين بدري كدة؟ دي الساعة مجاتش احداشر حتى؟


انتابها الحرج الشديد، وعيناها تدور يمينًا ويسارًا،  نحو الأشخاص التي تتطلع الى المشهد الغريب، بوقوف صاحب المصنع المهيب مع احدى العاملات في مصنعه، الم ينتبه هو ايضًا لصورته؟


يبدو كذلك بالفعل وقد انفعل مكررًا سؤاله:

- بهجة انا بسألك مبتروديش ليه؟

ابتلعت تجيبه بإجفال:

- رايحة على المحل بتاعنا والله، النهاردة افتتاح الكافيه واخواتي التلاتة واصحابهم والدنيا مقلوبة، عايز اروح اساعد معاهم، مينفعش اتأخر 


ارتخت ملامحه ولكن بدا عليه الضيق في تعقيبه:

- ولما هو كدة مقولتليش ليه يا بهجة؟ 

- ويعني لو قولتلك كنت هتيجي؟

صدرت منها بدون تفكير، حتى شعرت بتأثيرها عليه، ليبرر اسفًا:

- حتى لو مش هقدر، ع الاقل ابعتلك بوكيه ورد اباركلك.


تبسمت برقة تلطف قائلة:

- اعتبره وصل.

هل شعر بلمسة من الدلال وهي تنطقها؟ ام هو يتوهم وقد راقه هيئتها بخجلها وارتباكها اللذيذ، انعكاس الشمس على خضار العنين بصفائهم المميز، وهي تحاول تغطيتهم بكفها؟

ماذا يفعل امام هذه الفتنة المتحركة؟ كم ود ان يسير خلف اهوائه الحمقاء ويخطفها الاَن بسيارته، فيبتعد بها بعيدا عن العالم اجمع.


- رياض باشا.

صدر النداء بإسمه كمنبه يفيقه من شروده بها، وقد طال صمته بتأملها، ليتحمحم مجليًا حلقه، يلتف للخلف نحو شريكه المتكئ بجسده على السيارة، متربع الذراعين، والنظارة السوداء تغطي على عينيه، ولمحة من المكر تعلو ملامحه، يراها بوضوح قائلا له:


- ثواني يا كارم حاضر.

ردت هي تعفيه من حرجه:

- خلاص روح شوف البيه شريكك، انا ماشية عايز مني حاجة تاني. 

نفى بهز رأسه لتتحرك من امامه ذاهبة للخارج،  تتبعها ابصار كارم الخبيث وابصاره هو ايضا، يكتنفه شيء من العجز بتركها لقضاء حاجاتها والسعى في الحياة دون اللجوء اليه، ليس له أدنى دور، حتى شيء رائع كهذا لا يعلم عنه الا بالصدفة.


- رياض يا حبيبي انت هتفضل سرحان كدة كتير؟ البنت مشيت

كان صوت كارم وقد اقترب هذه المرة، يخبره بنبرة متلاعبة يعلمها جيدًا، ليبرر بالكذب كرد له:

- كنت بسأل البنت على حاجة تخص يا كارم، السرحان كان في حاجة في دماغي ملهاش دعوة بيها.


- اه طبعا يا حبيبي انا واخد فاهمك. 

قالها كارم ليتابع بمكر:

- مش هي دي برضو الجليسة بتاعة طنت نجوان؟


كنم زفرته، ليرد بغيظ شديد:

- انت لساك فاكرها، ذاكرتك قوية اوي يا كارم؟


- وهو الوش دا برضو يتنسي. 

قالها متبسمًا بتسلية زادت من حنق الاخر والذي امتقعت ملامحه وأصبح يدخن من فتحتي منخاره واذنيه،  ينهاه بعنف:


- يا كارم انا نبهت عليك المرة فاتت، اني محبش الكلام ده ولا بقبله.

تبسم باتساع ليتحرك ويسبقه مرددًا:

- الله يا عم متدقش بقى وفوت لصاحبك، ويلا بقى عشان نشوف شغلنا. 


كان كالقنبلة الموقوتة خلفه، لتتحرك اقدامه ويلحق به، ولولا تذكره لوضعه لكن انفجر به غير عابئًا بشيء، وليحدث ما يحدث بعدها



وفي الاعلى كانت الأخرى لا تقل عنه اشتعالا، وقد راقبت بأم عينيها مشهده وهو يخرج من السيارة كالابله ، يوقف هذه الملعونة ويتحدث معها غير عابئًا بهيئته، 


صارت تطرق بمقدمة حذائها ، ودائرة التفكير التي تدور بها مستمرة منذ اكتشافها الأمر،  حتى الاَن تلتزم الصمت والهدوء،  حتى تصل الى ما تريد دون ان تترك أثر ، لن تكن غبية هذه المرة وتتصرف بعاطفتها التي جعلتها تبدو كالحمقاء امامه،  ومكنت هذه الملعونة منه


الصفحة التالية