رواية جديدة عودة آل فرانشيسكو لسلمى شريف - الفصل 21 - 1 - الخميس 17/10/2024
قراءة رواية عودة آل فرانشيسكو كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية عودةآل فرانشيسكو
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سلمى شريف
الفصل الواحد والعشرون
1
تم النشر يوم الخميس
17/10/2024
في ظلام الليل يهمس القلب،
حبٌ نقيّ، لكنّه في كفّ الريب.
عينان تلتقيان رغم المستحيل،
قصة عشقٍ تخالف كل التقاليد.
❈-❈-❈
جلس بجانبها مع الاحتفاظ ببعض المسافة بينهما ثم اعطاها عصير من التفاح
بالبداية رمقته بنظرات تشع غضب لكن اصراره و شعورها بالظمأ جعلوه تخضع لأمره و تأخذ العصير من يده
في تلك الاثناء كانوا يجلسون بحديقة المشفى يشاهدون شورق الشمس المذهل
حتى قاطعت خديجة هذا الصمت بنبرتها الهادئة المغلفة بالحزن
_لماذا فعلت هذا؟
تظاهر مانويل بالجهل و هو يهز كتفيه
_ماذا فعلت؟
تنهدت بعمق و هى تفسر حديثها
_لماذا ضربت الطبيب لأجلي؟
_بالحقيقة الامر لا يتعلق بكِ، انا كـ مانويل فرانشيسكو احارب الظلم و الظلام، و هذا الاحمق اخترق جميع قوانيني للحفاظ على صبري.
قهقهت خديجة بسخرية و هى تعقب على حديثه
_هل من قوانين عملك ايها الفارس قتل الرجال؟
هز رأسه بالنفي
_تلك الرجال كانوا الظلم و الظلام بأنفسهم ايتها السيدة.
ابتسمت خديجة بامتنان و ما زالت عيناها معلقة على الشمس التي تلألأت بالسماء لتنيرها
_شكرًا لك مانويل، حقًا.
رد مانويل لها الابتسامة و هو يتفحص ملامح وجهها البريئة الشرسة في آن واحد
قاطع شرودهما قدوم ذلك الطبيب مطأطأ الرأس
و ما ان رأته خديجة حتى نهضت مسرعه حتى تضربه مجددًا و في يدها امسكت الحذاء الخاص بها
لكن وقف امامها مانويل دون ان يقترب منها
_هديجة اهدأي، انزلي هذا الحذاء و التزمي الصمت حتى تفهمي!
كانت تتنفس خديجة بعنف لكنها جلست مكانها و نظراتها تكاد تخترق هذا الطبيب
رفع الطبيب رأسه لترى الندبات و الورم الذي ملأ وجهه
كتمت خديجة ضحكتها ف شعر مانويل بهذا ف ابتسم
بدأ الطبيب بالتحدث
_انا اعتذر منكِ سيدة هديجة.
وضعت خديجة قدم على الاخرى
_خديجة، مش هديجة اعتذر صح بدل ما اقوم اهزقك.
نظر الطبيب نحو مانويل بتساؤل ف هز كتفه بالجهل
_هديجة، تحدثي بالايطالية رجاء.
تنهدت خديجة و هى تومأ له بالموافقة
_اكمل هيا.
استئنف الطبيب حديثه
_اعلم انني كنت فظ للغاية معكِ، لذلك سأتكفل بجميع المصروفات الخاصة بأبيكِ بالمشفى، فقط اقبلي اعتذاري.
تفوه الطبيب هذا و هو ينظر نحو مانويل بانتظار
ف هو يعلم ان حياته تتعلق على اجابة منها فقط
_حسنًا، في الحقيقة انا امتلك قلب طيب لذا سأقبل اعتذارك ايها الطبيب.
اشرق وجه الطبيب من الفرحة ثم بدأ في القفز بعشوائية و كأنه طفل ما زال في الروضة
نظر له مانويل نظرة تحذيرية مما جعله يبتسم لخديجة بامتنان ثم ذهب من امامها على الفور
رفعت خديجة حاجبها باستنكار و هى تنظر لمانويل
_كيف تغير هكذا؟
شهقت خديجة و هى تغمغم
_هل فعلت شئ له؟
نظر مانويل حوله بدهشة
_هل تعنيني انا؟، لا بالطبع لا، انا لا استطيع إيذاء هِرة حتى.
_حقًا؟
هز رأسه بتأكيد ف نظرت داخل عيناه بشك مما جعله يبتسم و هو يجيبها
_حسنًا بالحقيقة اخي كاسياس من فعل.
_هل اخيك ايضًا هنا، ما هو عملكم هنا يا صاح
_اخي كاد ان يقتل اخي الآخر، لذا نحن جميعا هنا.
قطبت جبينها باستنكار و هى تغمغم بنفسها
_اه يا عيلة مجانين
نظر نحوها بتساؤل ف اكملت
_كم اخ لديك؟
ابتسم بيأس و هو يجيبها
_سته.
_ماذا!
هل تمتلك ستة اخوة حقًا!
ابيك هذا..
_اصمتي يا فتاة ماذا تقولين انتِ!
نظرت نحو ساعة هاتفها لتجدها اصبحت السابعه صباحًا
_سأذهب لأبي حتى اطمئن عليه،
الى اللقاء مانويل.
تمتمت هذا و هى تلوح له بالوداع ثم اختفت عن انظاره
و ظل هو واقفًا مكانه ينظر بمكانها السابق
حتى جاء من خلفه لورينسو يغمغم بهدوء
_لا تلهو معها حتى لا تقع في حبها، لا تنسى انها لا تنتمي لديانتنا مانويل.
تفاجئ مانويل من حديثه المباغت ف عقب باستنكار
_لا يوجد شئ مما تقوله صحيح، انا فقط انقذتها من هذا الموقف.
لم يعقب لورينسو على هذا الحديث و غمغم بهدوء
_في الواقع اتيت لأخبرك ان فرناندو اصبح بخير.
اومأ له بالموافقة ثم ساروا سويًا قاصدين غرفة اخيهما.
❈-❈-❈
#######################
_مرحبًا إيفا
_ايتها الحمقاء اين ذهبتي!
ابتسمت اميليا و هى تريها الغرفة التي تقنط بها
التي كانت تظهر عليها ملامح الثراء بسبب حجمها المبالغ به و فخامتها الواضحة
شهقت إيفا من جمال الغرفة و التمعت عيناها ب الحسد و الغل
_ما هذا اميليا، كيف وصلتي لهنا، هل سرقتي بنك و ما شابه.
هزت اميليا رأسها بالنفي
_بالطبع لا.
اتجهت نحو الثلاجة الموضوعة بالغرفة ثم اخرجت صحن ملئ بالفاكهة و جلست على الفراش تأكله بتلذذ
_هيا قولي ماذا حدث، لعلي افعل مثلك و أصل لتلك المرحلة التي اقنط بها في غرفة حجمها يضاعف ثلاث مرات حجم الشقة خاصتي.
قهقهت اميليا بصخب على حديث إيفا التلقائي ثم بدأت ان تقص عليها ما حدث بداية عندما ذهبت لإيطاليا قسرًا بسبب ابيها حتى الحفل الذي لم يمضي عليه سوا بضعة ساعات قليلة.
اتسعت حدقتي إيفا ثم عقبت على حديثها
_هل هذا حقيقي ام مزحة؟
_هذا حقيقي انا اقسم.
شعرت إيفا بالضيق و الكراهية تجاه اميليا لكنها حاولت جاهدة الا تظهر هذا على ملامحها
ف ارتسمت على وجهها ابتسامة هادئة ثم غمغمت
_ماذا عن هذا الرجل الذي كان يهددك.
تغيرت ملامح اميليا من الفرح الى العبوس و انسحب الدماء من وجهها ف تسائلت بهدوء ينافي عاصفتها
_من تعنين؟
اجابتها إيفا و الراحة سبق و تغلغلت بداخلها
_ الا يوجد هذا الرجل الذي جعلكِ تحاولين قتل نفسك بعدما هددك ببعض الصور المزيفة لكِ.
زفرت اميليا بعمق ثم غمغمت بشك
_لكنني لم اخبرك، كيف علمتي بهذا؟
ارتبكت إيفا من حديثها لكنها اجابتها بثقة واهية
_لا بد و انكِ نسيتي،
و لكنني اعلم كل شئ عنكِ.
عقبت اميليا على حديثها بقوة
_إيفا، كيف علمتي، تحدثي و إلا..
_و إلا ماذا؟
ماذا ستفعلين اميليا،
هل ستذهبي و ستخبري ابيكي بما حدث.
دافعت اميليا عن ذاتها
_ابي يعلم ان كل شئ من تدبير هؤلاء الإنس ليس إلا.
فعلت إيفا التضاد و هاجمتها
_لكنك سبق و اخبرتيني بأنهم يجهلوا هويتك،
اذن فأنتِ ما زلتِ بنفس المكان، في وضع حرج.
صاحت اميليا بها بعنف
_ماذا تريدي إيفا!
ابتسمت إيفا بهدوء و هى تختتم الحديث
_لا شئ، فقط تذكري دومًا هذا.
تمتمت هذا ثم اغلقت المكالمة تاركة اميليا تبكي و قد شعرت بأنها عادت مجددًا لنقطة الصفر..
اما بالطرف الآخر
بينما كانت إيفا تجلس بجانب شقيقها، كان ذهنها مشغولاً بمشاعر الغضب والقلق تجاه أميليا. لم يكن بإمكانها تحمل فكرة أن صديقتها قد وجدت طريقها للنجاح مرة أخرى.
قال شقيقها و هو يراقبها بعناية: "أتعلمين، قد يكون من الجيد أن تتعلمي كيف تتعاملين مع الأمر بدلاً من الانغماس في الكراهية."
ردت إيفا بحدة: "لا أستطيع أن أسمح لها بذلك. هي لا تستحق أي شيء مما حصلت عليه!"
ابتسم شقيقها بمكر و هو يعقب على حديثها بهدوء
_إذاً، لماذا لا نعيدها إلى وضعها السابق؟ سنستخدم ما تعرفينه عنها لصالحنا مجددًا، لماذا توقفنا من البداية من الاساس؟
فكرت إيفا للحظة ثم قالت ببطء
_ظننتها انتهت اخيرًا لكن على الاغلب كنت مخطئة.
حولت مقلتيها نحوه ثم اكملت حديثها
_لنكمل اذن، لكن تلك المره سنكون اكثر حذرًا.