رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة نصف عذراء لخديجة السيد - الفصل 1 - 1 - الثلاثاء 29/10/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة نصف عذراء كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
نصف عذراء
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الأول
1
تم النشر يوم الثلاثاء
29/10/2024
تعالت أصوات الأغاني والزغاريد المنبعثه من
مركز التجميل، فكانت الموسيقى صاخبه تضيف جواً من السحر على المكان حيث ارتسمت السعادة والسرور على وجوه الحاضرين مع العروسه، فقد كانت الأجواء مميزاً.. ألا على شخص واحد فقط كان يشعر بان هذا اليوم اتعس يوم بحياته .
قبل عدة أشهر جلس الجميع سوياً على مائدة الطعام بدأوا بتجاذبون الحديث البسيط بينهم حتي أخبرتهم زينب الأم عن طلب ابن اخت شقيقتها لزواج ابنتها الصغيره حنين وانها وافقت، نهضت حنين بصدمة كبيرة وهي تصيح بغضب شديد
= نعم انتم بتهزروا يعني ايه تديله كلمه من غير ما تاخدوا رأيي حتي ثم مين قال لكم ان انا عاوزه اتجوز، لأ لأ قولوا له انكم رجعتوا في كلامكم او اي حاجه بس انا مستحيل اتجوز
تعجب الجميع من رده فعلها الصادمه واعتلت وجوهم علامات الدهشة والاستغراب لتهتف الأم بدهشة
= وده ليه ان شاء الله؟ بنت انتٍ انا كنت بكبر دماغي من العرسان اللي بترفضيها وبقول لسه صغيره انما دلوقتي خلاص بقى عندك 25 سنه هتستني ايه تاني؟ ثم إن ماله طارق ابن خالتك واد كسيب وعنده شقه في نفس عماره أمه وبيدخله دخل كويس ومتعلم وشريكي يبقى ايه عيبه بقى
حاولت حنين أن تبدو طبيعية أمام والدتها حتى لا تثير القلق في لحظه كهذه لتردد بصوت متوتر
= انا ما قلتش انه في عيب بس انا اللي مش عاوزه هو الجوز بالعافيه يا ناس، هو بني ادم كويس مش هنكر ده بس آآ انا مش عاوزه اتجوز خالص خليه يشوف واحده احسن مني
عقد شقيقها محمود حاجيبة باستغراب وهو يقول بصوت ساخراً
= هي بنتك دي جرى لعقلها حاجه قاعده تشكر في الرجل وفي نفس الوقت تقول مش عاوزاه ويشوف واحده ثاني ما تعقليها ياما احنا خلاص ادينا للراجل كلمه هطلع عيل قدامه ولا ايه؟ وبعدين احنا مش هنلاقي حد كويس غيره و على راي امك على الاقل عارفينه و هتسكني جنبنا فتحي مخك بقى وبلاش العند اللي بيركبك ده
هزت زينب رأسها بعدم مبالاة وهي تردد
باصرار
= سيبك منها دلع بنات وخلاص لو كان في عيب واحد بس يا حبيبتي كنت انا واخوكي رفضنا من قبل ما نعرض عليكي لكن انتٍ حتى بتقولي اسباب هبله زيك ومش لاقيه في عيب أصلا..
ثم وجهت نظراتها إلي ازواج ابنائها الاثنين هاتفه بحنق واضح
= ما تتكلموا انتوا الاتنين مش طول الوقت قافلين على نفسكم الاوضه و نازلين رغي عقلوها بقى شويه وفهموها ان البنت راحت ولا جت ملهاش الا بيت جوزها، وان الراجل ما فيهوش حاجه تعيبه
اقتربت في تلك اللحظه عبير ارمله اخيها الأكبر وحوطتها بحنان وهي تردد بصوت خافت وأقرب للهمس
= اهدي بس يا حماتي ما هو في النهايه اسمه جواز بالاتفاق ولازم يكون برضاها وموافقتها خلينا نتكلم معاها بالراحه ونفهم دماغها فيها ايه، جايز يكون الجواز نفسه فكرته مخوفاها ولا حاجه.. اتكلمي وقولي يا حنين اللي قلقك من طارق ولا من الجواز نفسه مش انتٍ مش بتخبي علينا حاجه اتكلمي يا حبيبتي.
حنين وقد نهضت من مقعدها للداخل وهي تهز رأسها برفض تام فقط دون حديث، بينما نفخت الأم مستاءًه منها وهي تهتف بنفاذ صبر
= شايفين حرقه الدم اهي ساكته عشان مش لاقيه حاجه والمره دي العريس ما فيهوش عيب انتٍ اللي رافضه وخلاص يا خايبه هتعنسي جنبي من كتر العرسان اللي عماله ترفضيهم وبعد كده ما حدش هيبص في وشك .
وقبل أن يتحدث أحد تحركت إيمان زوجه محمود بدلال وهي تردد بصوت خافت
=عنك انتٍ يا حماتي سيبها لنا واحنا هنعقلها ونفهمها.
وفي تلك اللحظه تحدث محمود زوجها مازحاً والإبتسامة تعلو شفتيه بثقة
=خلاص ياما سيبيها لايمان انا عارفها طالما حاطط حاجه في دماغها يبقى مش هتطلعها غير لما تنجز المهمه وتخليها توافق
كانت حنين في وضع صعب، مضطرة لطاعة الجميع لتفلت من ضغوطهم وقد وصلت إلى سن الزواج ودون مبررات لرفض العريس هذه المرة ورغم أنها كانت تشعر بإعجاب صامت تجاهه، إلا أن فكرة الزواج كانت مرفوضة تمامًا بالنسبة لها.
لم تنجُ حنين من توسلات الجميع وإصرارهم الشديد على الزواج من طارق، حتى أن والدتها زينب تعجبت من هذا الإصرار الغريب وقررت دعم طارق، فقد فكرت جيدًا في الأمر، ورأت أنه يتمتع بالرجولة والشجاعة، وأنه يحب ابنتها بشكل واضح، بالإضافة إلى أنه في وضع مادي جيد لذا لماذا تضيع وقتها، و الأهم من كل ذلك، حيث تعرفه جيدًا وتعتبره ابن شقيقتها.
افاقت فجاه حنين على صوت تلك السيده وهي تبوخها بعصبية بسيطه
= وبعدين بقى يا عروسه كل شويه عينك تدمع وتبوظيلي المكياج حاولي تمسكي نفسك شويه، خلاص المفروض اجهزك على الساعه سبعه وتكوني طالعه من هنا مع عريسك بالنظام ده هتتاخري وهيرجعوا يحاسبوني انا
تقدمت منهم في تلك اللحظه زينب الأم وهي تتساءل على مضض
= في ايه مالك محموقه أوي كده ليه يا اختي على العروسه.. ما براحه على البنت
حاولت ايمان التدخل و أن تزيح أي عقبات قد تقف في وجه اتمام زيجه حنين اليوم مثلما اخبرها زوجها محمود حتى لا تحدث اي مشاكل من طرف حنين او والدته.. لتقول بصوت هادئ
= معلش يا حماتي هي مش قصدها بس اصلي حنين كل شويه تتأثر يعني انها هتسيبنا النهارده وعينيها تدمع فبتبوظلها شغلها، معلش امسحيها فينا وانتٍ يا عروسه اهدي شويه يا حبيبتي ده النهارده فرحك و المفروض تفرحي مش تعيطي
ظلت حنين صامتة لا تتفوه بشيء فقط تكتفي بالنظر إلى الأمام بشرود تفكر بشئ ما وهو ياخذ كل تفكيرها الآن وسبب تلك الدموع ولونها الذي أصبح شاحباً، بينما ربتت زينب على كتفها برفق وهي تحدق فيها باستغراب متسائلة
= وانتٍ بتعيطي علي ايه انتٍ التانيه صحيح
ده انتٍ بينك وبينا شارعين وكل يوم هتلاقيني نطلك او انتٍ تيجي تزورينا... ولا في حاجه تانيه انا ما اعرفهاش .
تنهدت عبير بقله حيله ثم تحركت لتجذب حماتها الى بعيد وهي تبتسم بهدوء
=هيكون في ايه بس يا حماتي.. كملي شغلك خلاص يا مدام حقك علينا واحنا هنقعد بعيد هنا، مبروك يا حنين ربنا يتمملك على خير يا حبيبتي
تحركت زينب بالفعل معهم لتهتف بشك والدهشة تعتريها
= انتم عارفين حاجه ومخبيين عليا انتوا الاتنين؟ البنت دي عماله تعيط ليه لايكون لسه الدلع المرق بتاعها ومش عاوزه العريس.. دي هبله ما فيش زيه وعلى الاقل عارفينه وابن خالتها و الواد شكله شاريها وبيحبها
اجابتها ايمان وهي تمط شفتيها بعدم مبالاة
=يا خالتي وهي كمان بتحبه بس اديكي قلتيها دلع بنات وخلاص، تلاقيها متوتره من اليوم وكده عروسه بقى وبتدلع
هزت رأسها وظلت زينب تتذمر في ضيق وهي تردد بعدم رضا
= ماشي لما اشوف اخرت الدلع بتاعها ايه؟ وبعدين خايفه من ايه
هزت إيمان كتفها والابتسامة تعلو ثغرها وهي تقول بجرأة معتاده عليها بشخصيتها
=معلش يا خالتي اول مره بقى وليها رهبه بكره تلاقيها بتفتكرنا بزياره كل شهرين بعد ما يحصل المراد والتوتر يروح .
اعتدلت ايمان في مواجهة عبير التي بدأت ترمقها بنظرات الاحتقار وهي تقول بضيق
=انتٍ ما فيش حاجه في دماغك الا قله الادب دي؟ طب اتلمي يا اختي بدل ما حد يسمعك من الموجودين وياخد عننا فكره غلط
امسكت خصلات شعرها الخارجه من الطرحه تحركها بدلال ودلع محولاً اغاظتها لتهتف بصوت هامس بخبث
=جرى ايه يا ابله عبير هو انا قلت حاجه غلط وياخد عني فكره غلط ليه ما انا متجوزه يعني فاهمه وعارفه الحاجات دي عادي.. واللي غيران مننا يا حبيبتي يعمل زينا
ابتسمت بسخرية وهي تسألها بنظرات صارمة
= واعمل زيك ان شاء الله فين فقدتي الذاكره خلاص، انا بقيت ارمله وقاعده مع حماتي بربي الاربع عيال وكملت ال 45 سنه ولسه بعد كل ده هقول جواز تاني.. يا اختي بلا قرف خدناه إيه من الرجاله حيين ولا ميتين ده انا في نعمه .
ضحكت بغنج ثم تحدثت بنبرة باردة ساخرة
= خدنا كتير ولسه بناخد منهم لما يقع حظك مع راجل يهنيكي بجد، انتٍ بس اللي وش فقر
ومش عارفه تتعلمي ازاي تهني الراجل وتخلي زي الخاتم في صباعك زي ما انا عامله مع محمود حبيبي وجوزي وابو عيالي.. تعرفي لسه عندك وقت برده السن بتاعك مطلوب بس ابقي اتعلمي الأول بدل ما تخليهم يروحوا بدري من ايدك
صمتت عبير وجزت على شفتيها بحنق وقبل ان تكمل كلماتها الأخري تفاجأت ايمان باتصال لتبتسم بغرور ثم نهضت تهتف باستفزاز
= شفتي ما يقدرش يستغنى عني هروح ارد عليه بره عشان الدوشه وجايه على طول.
نظرت عبير إليها بغيظ ثم أولتها ظهرها وهي تشيح في وجهها قبل ان تقول باشمئزاز
= جاتك القرف عليكي وعلى محمود بدري بت قليله الادب صحيح.
❈-❈-❈
وعلي الجانب الآخر بين العائلتين بدأوا يرتبون سوياً الاستعدادات النهائية لحفل زفاف الليلة وكيفية استقبال المدعوين والترحيب بهم على أعلى مستوى... بينما كان طارق العريس يحتسب الدقائق بل الثواني لكي يكون مع حنين التي طالما عشق براءتها وحبهم الصامت لسنوات .
بدأ الوقت يمر وكان سريعاً جداً على حنين وبطيئاُ جدآ على طارق.. توجه طارق بصحبة والدته وأهله إلى مركز التجميل لاصطحاب العروس الجميلة وما هي إلا ثواني معدودة حتى خرجت حنين من الداخل وانطلقت الزغاريط عالياً في المكان، تأمل طارق حنين وتفحص كل جزء منها بتمعن شديد بحب...
رمقت زينب ابنتها بحذر لتبتسم وحاولت هي لا تتعمد فعل أي شيء لتثير غضبهم لذا تحاملت على نفسها وابتسمت له بارتعاش.. ثم هتفت زينب بابتسامة عريضة
= ايه رأيك في عروستنا الحلوة يا عريس