رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع لخديجة السيد - الفصل 6 - 3 والأخير - الأربعاء 2/10/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة الثائرة على المجتمع
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السادس
والأخير
3
تم النشر يوم الأربعاء
2/10/2024
❈-❈-❈
= الباب مفتوح يا اللي بتخبط زقه وادخل عشان مش قادره اقوم!
قالت ذلك زاهيه عندما استمعت الى طرقات فوق باب منزلها مما جعلها تستغرب فلا احد يزرها بعد وفاه أميره ورحيل أمينه...
بينما دخلت أمينه بالفعل بجمود وخرجت من جمودها هذا فور سماعه الشهقه التي صدرت من خلفها استدارت لتجد جدتها تتراجع الي الخلف و عينيها مغرورقتين بالدموع يرتسم بها الالم بوضوح حاول النهوض والاقتراب منها لكنها تراجعت للخلف بتصدي
= امينه يا حبيبتي أخيراً شفتك من تاني تعالي يا قلبي في حضني.. كده يا بنتي هونت عليكي تسيبيني المده دي كلها وما تطمنيش عليكي، ده انا فكرتك خلاص نسيتيني ومش هشوف وشك تاني يا حبيبتي وحشتيني أوي
شعرت زاهية بالسعاده من عودتها لها من جديد واشارت اليها لتجلس قائلة بتردد
= تعالي اقعدي يا حبيبتي، تعالي اقعدي يا غاليه ده انتٍ الوحيده اللي فاضله ليا من الحبايب ما تسيبنيش تاني يا بنتي والله عرفت غلطتي خلاص وكل يوم بفضل الوم نفسي على اللي عملته في اختك.. بس كفايه عقاب ربنا ليا اللي حتى في نومي بقلق لما بفضل احلم بيكي وافتكر اللي كنت بعمله زمان.. ما تعاقبينيش انتٍ كمان يا امينه وما تحرمنيش منك
تضايقت جدتها من عدم ارتداء حجابها لكنها لم تعلق علي ذلك الان، لتقول زاهية باستفهام وعينيها مازالت ممتلئه بالدموع برجاء
= ما بترديش ليه يا حبيبتي؟ لسه زعلانه مني صح معاكي حق انا السبب في اللي حصل لاختك لو ما كنتش برجعها كل مره بالغصب ذي ما انتٍ بتقولي وقللت منها وكنت اخذت موقف ممكن كانت الأمور اتصلحت عن كده من زمان بس هقول ايه قله عقل مني.. وعشان كبرت واتربيت واتعودت على القرف اللي عايشين فيه واتربينا عليه زمان.. بس صغير ولا كبير كان لازم نغيره.. مش كلام يعني ربنا لازم نمشي عليه وننفذه بالحرف دي شويه عادات وتقاليد في الأخر احنا اللي اخترعناها ونقدر نبطلها برده .
لم تجيب ايضا لكن لاحظت نظراتها الى تلك الطفله لتقول بابتسامه باهته
= انتٍ مش فاكراها ولا ايه دي زينه بنت اختك.. بنت المرحومه أميرة، صدقتي لما قلتي بعد العزي هينسوها وما حدش هيترحم عليها رموا ليا البنت وراح اتجوز بعد شهر واحد الرمه ولا كانها بني ادمه اللي ماتت وانا من ساعتها اللي بربيها واهي قاعده معايا وفين وفين لما بيرموا ليا مصاريفها كمان..
ابتلعت أمينة ريقها بتوتر وهي تجذب الصغيره في احضانها وتقول بصوت هامس باشتياق
= تعالي يا زينه تعالي في حضني.. وحشتيني أوي.. ريحتك شبها حتى ملامحك.
وخلال لحظات بدأت تتذكر الماضي عن اميره وحياتهما مع بعضهم البعض، كيف كانت تمزح وتضحك معها
= بجد يا اميره أحسن حاجه عملتيها ان البنت دي كلها شبهك مش شبه جوزك واهله العرر
ضحكت أميرة وهي تردف يتحذيز
= يا بنتي اتلمي عيب الكلام ده قدام البنت! و بعدين لا هي شبهك انتٍ وحاسه كمان من كتر ما انا كنت حامل فيها وكنت على طول معاكي وجنبك هتاخد لمطك، وعنادك اللي محدش قادر عليه .
وبالواقع أغمضت أمينة عينيها بألم و أمرت زاهيه الطفله بصوت حنون
= روحي يا حبيبتي كملي لعب بالعجله شويه بس ما تبعديش زي ما اتفقنا .
أفاقت الأخري من الماضي الذي لم يعد ولم تعود معه أميره بكل تاكيد، ثم وجهت أخيرا حديثها الى جدتها هاتفه بسخرية مؤلمة
= اتغيرتي أوي يا تيته عماله تقولي عن العادات والتقاليد أنها ممكن تتغير وسبتيها كمان تنزل تلعب بالعجله مش ده برده لعب ولاد وكنتي بتمنعيني منه وانا صغيره.. مش قادره اصدقك بصراحه ايه التغير الكبير اللي حصل ده، انا لو كان حد قالي ان ده هيحصل ما كنتش صدقت.
همست زاهية بصوت مرتجف وقد بدأت تدرك مدي حماقة فعلتها بالماضي
= أميره ماتت بعد ما غيرتني يا أمنية وخلتني افتح عيني واكتشف اخطائي وكل الحاجات الغلط اللي كنت مصدقاها.. عارفه اني فوقت متاخر وهي راحت بس حسيت ان ربنا بعت بنتها ليا عشان اكفر عن ذنبي واللي كنت بحرمكم منه زمان بسبب العادات والتقاليد و الناس.. وعدت نفسي هعمل العكس مع بنتها
تعرفي انا لو حد قالي ان كنت هعترف ان انا ست ظلمه ما كنتش هصدق واني هندم على كل لحظه كنت بقسي عليكم وكنت فاكره نفسي كده بربيكم صح، اتاريني في النهايه وديتكم بالنار بايدي؟ واحده من كتر ظلمي
وضغطي عليها انفجرت وانتحرت والثانيه سابتني واتبرت مني واكيد لسه مش طايقاني حتى لو رجعت.
لتهز زاهية رأسها بندم متأخر وهي تتابع حديثها بحسرة وعينيها تمتلائان بالدموع
= كان معاكي حق يا امينه لما قلتلي في النهايه ساعه الحساب انا اللي هقول لابنك انك ما عرفتيش تحافظي على الامانه ولا تصونيها سامحيني يا بنتي! سامحيني عشان انا كمان اقدر اسامح نفسي
هتفت أمينة بحده غير قادره علي السيطره على ألم فراق أختها الذي ينبش بقلبها
= تيته خلاص انا مش جايه افتح في القديم
ومش هكدب واقول لك ان انا قدرت اسامح وانسى عشان اللي راحت دي اغلى حاجه في حياتي، لكن خلينا نبص للموضوع من جهه تانيه ان ده كان هيحصل لاميره مهما كنا عملنا هي مكتوب ليها كده ربنا يغفر لها بقى .
أخفضت عينيها بحزن عميق وفهمت بانها مهما فعلت لم تنسى الأخري أفعالها لان نتيجه تلك الافعال قد ادت الى فراق شقيقتها و تسببت بألم الاثنين، لتقول باهتمام كبير
=كنتي فين الفتره اللي فاتت وكنتي بتعملي ايه.. انا رحتلك مكان شغلك وسألت كل اصحابك عليكي بس ما حدش كان يعرف طريقك حتى في جدع كده ربنا يجازي خير اسمه تقريبا مصطفى كان ساعات بيجي هنا يزورني و كان بيدور عليكي معايا وكان دايما يسالني ايه اللي حصل قوليلي اي معلومه تفيدني عشان اعرف اوصلها و اضطرت احكيله اللي حصل في الآخر وانك زعلانه مني بسبب اختك اللي راحت سبتيني ومشيتي.. وهو زعل عليكي وقالي لازم نلاقيها اكيد نفسيتك وحشه دلوقتي ولازم حد يكون جنبك، عملتي ايه في الفتره دي وكنتي فين
لمعت عينيها بشغف وألم عند ذكر اسم مصطفى وكأن اهتمامه يسيطر عليها حتى عندما تكون بعيدة عنه يا إلهي، شعرت أن خسارته كبيرة ولا يمكن تعويض شخص مثله. أجابت أمينة بصوت عميق وهي شاردة الذهن
= دورت على شغل جديد بمكان تاني في محافظه تانيه، حاولت اتغير عشان انسى و كنت مبسوطه باللي انا بعمله، و كل ما الاقي في عين واحد ولا واحده نظره دونيه على ان ست وبعمل كده ويبصوا لراجل بيعمل نفس اللي انا بعمله بنظره عاديه من غير عتاب.. كنت بفرح وبحس بالانتصار واني ماشيه صح وافضل اتمادي واكمل بس بعد كده فوقت متأخر واعترفت ان محدش كان بيخسر غيري في الموضوع ده
عقدت حاجيبها باستغراب وهي تسألها بقلق
= انا مش فاهمه حاجه انتٍ كويسه طمنيني عليكي يا أمنية من ساعه ما سبتيني وانا هموت واطمن عليكي
جلست فوق الأريكة بجانبها بصمت بينما تمسح وجهها بيد مرتجفه قبل أن ترد بقوة زائفة
=انا كويسه ما تقلقيش! زي ما قلتلك اشتغلت في مكان جديد واللي إسمه مصطفى ده قابلني هناك وعرض عليا الجواز واتجوزنا وبقيلي خمس شهور تقريبا بس هو هيطلقني برده.. وانا السبب خسرته بعد ما عرفت انه كان اغلى حاجه في حياتي بعد اختي
اتسعت عينا زاهية بزعل لانها تزوجت دون ان تخبرها لكنها أسرعت تقول بعدم تفاجئ
=والله كنت شاكه انه بيعمل كده عشان عينه منك بس كان شكله جدع كويس ليه يا بنتي كده، طب حاولي معاه طالما عرفتي قيمته وعاوزاه هو طيب وابن حلال اكيد هيسامح
ابتلعت بصعوبه الغصه التي تشكلت بحلقها وأجابت بصوت حزين مقهور
= للاسف مش هينفع زعلته مني جامد أوي، رغم لحد اخر لحظه كان متمسك بيا وحارب عشاني واستحمل حاجات محدش يستحملها الفتره الصعبه اللي كنت بمر بيها.. بس انا هديت كل حاجه لما واجهته وقلت له كلام صعب وأني هنزل إللي في بطني عشان خايفه اخلف بنت والمجتمع يظلمها بعاداته وتقاليده.. صعب يتحمل كل ده برده، ربنا يوفقه باللي احسن مني .
شعرت بالسعادة لأنها حامل لكن أيضا شعرت بأنها ليس على ما يرام فلأول مره تراها بذلك الضعف ولم تستطيع ان تنكر الاحساس الذي وصل اليها هل هي نادمه على انفصال زوجها عنها بالفعل؟ هل امينه التي كانت تعرفها بالسابق وقعت في حب رجل أخيراً وتعترف انها بحاجه اليه ونادمه على رحيله؟؟.
وفي تلك اللحظه انقبض قلب أمينة داخل صدرها فور ان سمعت الى عده اصوات بالاسفل تدل على شجار يحدث نهضت و دلفت للشرفة لتجد جمال زوج شقيقتها و والدته وباقي أسرته متجمعين حوله بقله حيله هم وباقي الجيران و بينما صوت تلك السيده الغريبة عنها يعلو صائحه بصوت مغلول بتشفي
= اتفرجوا يا عالم على الراجل العره بعد ما عملت تمكين من الشقه وخدتها عشان انا حاضنه ومعايا عيل منه، مش ضربني قدامكم وقال عليا مش ست اديني بعرفكم اللي فيها هو اللي مش راجل عشان كده كل واحده بيتجوزها يطلع ضعف رجولته عليها وخيبته
واديني كمان هسجينك يا عره الرجاله عشان تعرف تضربني كويس اتفو عليكوا عيله واطيه.
نظرت نعمه الى الشرطه التي تجذب ابنها رغم عنه بكل قسوة وهو يترجاهم يتركوه مثل الطفل الصغير ويبكي حرفيا بخوف، لذلك صاحت امه بقهر وغل
= حسبي الله ونعم الوكيل فيكي وفي اهلك يا شيخه انتٍ إيه جبروت؟ خدتي الشقه وشقي و تعب الواد وما كفكيش كمان ورحتي بلغتي عنه وعملتلي محضر في القسم.. منك لله على الفضايح دي عاجبك منظره والحكومه داخله تاخده مننا وسط اهله كده انتٍ ايه ما عندكيش رحمه ولا انسانيه.
في تلك الأثناء، كانت أمينة تتابع الموقف بهدوء وشماته لكنها لم تستطع السيطرة على نفسها فعادت إلى تصرفاتها القديمة عندما أخذت بعض المشابك من فوق الحبل و أسقطتها تجاههم لتلفت انتباههم، وبالفعل نجحت في جذب انتباه الأم والابن! أسرعت حينها وأشارت أمينة بيديها كوداع استفزازي ونظرت إليهم بنظرة نارية مع ابتسامة سعيدة، مما زاد من غضب الاثنين.
وعندما نظرت جانبًا بلا اهتمام، تفاجأت برؤية مصطفى في الأسفل يتابع الموقف باستنكار، وسرعان ما رفع يده نحوها ليشير مثلها مبتسمًا باستخفاف عقدت حاجبيها بدهشة وهمست بقلق
=ده ايه اللي جابه؟ وعرف مكاني ازاي؟
وفي تلك اللحظة من الخلف جاءت زاهيه وهي تتساءل بقلق وفضول
= هو ايه الصوت اللي في البلكونه ده يا بنتي ومالك واقفه كده ليه؟