رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع لخديجة السيد - الفصل 6 - 4 والأخير - الأربعاء 2/10/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة الثائرة على المجتمع
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السادس
والأخير
4
تم النشر يوم الأربعاء
2/10/2024
❈-❈-❈
أغلق مصطفى باب سيارته بينما صعد الدرج، وقبل أن يطرق الباب وجد أمينة تفتح له و تستقبله بوجه متورد وقبل أن يتحدث، أسرعت للخروج من منزل جدتها وأغلقت الباب بإحكام، دون أن تشعر جدتها فكانت مشغولة بمشاهدة ما يحدث لعائلة جمال..
جذبت أمينة زوجها بسرعة إلى السطح وهو لا يفهم ما بها وعندما صعدت بدأت تتحدث بتوجس
= تعالي بسرعه مش عايزه تيته تشوفك، تعالى فوق على السطوح! وبعدين هو انت عرفت منين مكاني
ليقول مصطفي بهدوء وهو يحاول السيطره على غضبه
=بالراحه في ايه مالك سحباني كده ليه؟ هو احنا ماشيين مع بعض انا لسه جوزك على فكره فيها ايه لما حد يشوفني؟ وبعدين مين الست اللي تحت دي وكانت الحكومه بتاخد ابنها و انتٍ فرحانه فيها أوي كده عملت لك ايه
تركت يده بحرج هامسه بصوت مرتجف
= دول يبقوا نسايب اختي اللي ماتت بسببهم ما تشغلش نفسك بيهم، اهو ذنب ناس بتخلصوا ناس تانيه، عرفت مكاني منين وجي ورايا ليه يا مصطفى؟ تيته لو شافتك انا عارفه هترجع لعادات زمان وهتجبرك تبقى معايا وهتجبرني انا كمان على الوضع ده فبلاش تعمل حاجه انت مش عاوزها.
هز رأسه بتفهم ثم تجاهل ذلك الأمر الآن وعاد يسألها بصوت ذات معني
=طب وانتٍ مش عاوزه برده! يعني لو جبرتك هترفضي ترجعيلي؟
صمتت لحظة تشرد بالماضي دون تفكير بالان
لترد بسخرية مريرة و قد امتلئت عينيها بالدموع من جديد
= طول عمري ضد افكارها والتقاليد المتمسكه بيها لكن في اللحظه دي هتمنى فعلا انها تعملها وتجبرني ارجعلك، انا لحد دلوقتي مش مصدقه ان انت فعلا هتطلقني يا مصطفى وخلاص زهقت مني
اشرق وجه مصطفي بابتسامه مشرقه لكنها شهقت عندما انتبهت الى كلماتها التي سببت لها وله هذه الصدمه لتقول بسرعه بارتباك وحرج
=آآ أنا ما اعرفش قلت كده ازاي ما تركزش في كلامي اهو كلام اتقال كده في لحظه غضب وخلاص.
رماها مصطفي بتلك النظرة الخاصة وقال لها
= لا انتٍ عارفه الكلام ده اتقال ليه؟ عشان طلع من قلبك وهي دي الحقيقه اللي مصممه تخفيها وتمشي في طريق غلط..
قفزت الكلمات من جوفها بسرعة بندم بعد أن ظهر بكائها الحاد أمامه وتلقيها بأنفاس متقطعة كأنها حمم تحرقها
=ونفترض انها الحقيقه هتفيد بايه ما انت خلاص قررت هتسيبني وطلعت كل اللي في قلبك وقد ايه بتكرهني وما عدتش طايقني، حتى لما فكرت اروحلك تاني قلتلي مش هعمل حاجه تاني على حساب كرامتي ومش عاوزك
وانا مش بلومك انت صح اتحملت كتير ومش مضطر كمان تكمل على الوضع ده! وعلى ايه اصلا هتفضل تدي واللي قدامك عمره ما افكر يبدلك
احتقن وجهه ونفرت عروقه كأعمدة بركانية تتدفق حممه سُخطًا ليهتف
= لو هي دي مشكلتك الكلام اللي انا قلته! فكان لازم اقوله عشان ما افضلش شايله في قلبي وعشان تفوقي كمان كان لازم اكون قاسي معاكي بس مش هنكر برده ان ده كان فعلا غضب جوايا وعمال اضغط على نفسي من ساعه ما اتجوزتك بسبب حاجات كتير ضدي مبادئ ومش عجباني وما ينفعش اسكت عليها لو انا راجل فعلا.. يا امينه انا لو سكت علي الوضع ده كان لازم تقلقي مني
ازالت الدموع العالقه بوجهها هامسه بضعف
= تعرف ان اميره الله يرحمها كانت سايبه لي رساله وداع قبل ما تموت على تليفوني بس هو اتكسر مني وانا ما شفتهاش الا متاخر لما كنت بصلحه، واتفاجئت انها لسه موجوده وانا سمعتها كانت بتودعني وبتطلب مني اسامحها واكثر طلب اثر فيا قالتلي ما تتغيريش عشان انتٍ كنتي صح من البدايه بس انا للاسف كنت اتغيرت.. يا ريتني كنت شفتها من زمان كانت حاجات كتير هتتغير
تفهم الآن سبب حالتها المؤلمة تلك ولما جاءت له العمل تترجاه باحتياج وضعف،رفرف بعينيه ثم قال مستنكرا بعتاب رقيق
= انتٍ لسه اهو موجوده تقدري ترجعي زي زمان! وتنسي العالم المقرف ده اللي غصبتي نفسك تدخليه يا امينه انتٍ لو كده ما كانش اي كلمتين بقولهم ولا سمعتيهم من اختك قبل ما تموت أثروا فيكي مش كده؟ انتٍ لسه جواكي حد كويس وتقدري
أبدت ابتسامة ناعمة على شفتيها رغم التعب ثم استرسلت والدموع تتجمع بعينيها وصدرها يئن ألما فتشعر انها لا تستحق كل ذلك الحب
=مصطفى هو انت ازاي كده؟ حبك للدرجه دي مخليك تتغاضى اي حاجه غلط فيا وتفضل متمسك ولا انت اللي كده وشخص كويس اصلا انا عمري ما شفت حد زيك ولا هشوف.. ولو في حاجه هندم وازعل عليها في التجربه دي هو اني خسرت حد زيك والله بتمنيلك من قلبي فعلا تلاقي اللي يقدرك وما يعذبكش زي ما انا عذبتك وانا اسفه على كل حاجه عملتها معاك سامحني .
هدر بحزم بها وقد ضاق عقله وقلبه من جفاءها السابق
= لو عاوزاني اسامحك فعلا اثبتيلي انك هتتغيري، ابعدي عن الناس دول وبطلي تعملي العمايل دي.. وانتٍ فاهماني كويس صح.. انتٍ للاسف مفهوم الحريه عندك كان غلط يعني أنا مفهومي عن الحريه كشاب ان اعمل الشيئ اللي أشوفه في مصلحتي واحدد اللي مناسب لمستقبلي دون الوقوع تحت ضغط أي حد طالما الشئ ده مش غلط.. الحريه هى الكرامه اعمل الشئ إللي يعجبنى وارتاح، الا بشرط يكون فيه ضرر للاخرين بل لازم يكون فيه منفعة لمعظم الناس وان اامن فى مسكنى واامن على نفسى و مع الناس اللي هكمل معاهم طريقي .
عضّت شفتها ثم أطرقت رأسها هاتفه بذنب
= انا قبل ما اجي مسحت نمر اصحابي دول فعلا وعزه كانت صديقه الى حد ما قريبه مني عشان كده فهمتها ان انا هسافر وعاوزه ابعد عن الكل، بس برده هقطع علاقتي بيها عشان مش طايقه افتكر المرحله دي وان انا كنت ازاي بعمل كده وعمري ما حكمت عقلي؟ على فكره انا كنت عاوزه اتحجب من قبل ما اجي من تاني بس خفت! خفت الموضوع يجي في لحظه اندفاعيه وارجع اقلعه تاني هزعل من نفسي أوي ساعتها عشان كده فكرت بيني وبين نفسي اهدى شويه واخد خطوه خطوه بهدوء عشان اقدر اتمسك بيها طول حياتي فاهمني .
أومأ مصطفي بوجهه بامتعاض وقال باستياء
=فهمك وانتٍ عملتي الصح ومع الوقت والايام هيبان ان فعلا التغيير ده نابع منك ولا لحظه دفاعيه وهتروح لحالها و هترجعي تاني.. بس انتٍ وسط كل ده نسيتي اهم تغيير اللي في بطنك لسه برده مصممه تنزليه
هزت رأسها ومر طيف حزن في عينيها ثم قالت بعد دقائق بتنهيدة شكوى رقيقة معاتبة
= انتٍ ما فهمتنيش على فكره ولو فعلا شفت الرسائل اللي بيني وبين عزه كنت هتفهم انها هي اللي اقترحت موضوع انزله وانا حتى ما ردتش عليها بشكل مباشر وقلت لها ايوه هعمل كده؟
أمسك بيدها بحده وتذمّر لها مصطفي مبررا بدفاعية
=ما هو عدم ردك برده بانك مش هتنزلي خالص يقلق ويبين انك موافقه .
تطلعت إليه وسرعان ما كسا ملامحها عبوس شديد وحاولت أن تفلت يدها منه وهي تقول بوجل و رفض واضح
= مش موافقه ولا زفت انا خفت! خايفه اجيب بنت وما اقدرش احميها من المجتمع ده ولا العادات ولا التقاليد هم مش هيتغيروا مهما عملت على رايك وانا لما رجعت اللي كنت بعمله ما كنتش بنتقم الا من نفسي فعلا و عملت زيهم من غير ما اخد بالي يعني هم اللي جذبوني ليهم مش انا اللي جذبتهم للصح ليا.. هقدر اقنعها بقناعاتي بتاعه زمان وان محدش يدوسلها على طرف وما ينفعش تسكت عن الاهانه خصوصا لو جت من جوزها و لازم ترفض وضع زي ده لو اتحطت فيه وتقول لا؟ ولا تفتكر على راي تيته لما كانت بتقولي لما تخلفي هتعملي زيي وهخاف من كلام الناس لما تبقى مطلقه
حافظ على تواصله البصري بعينيها ووجهها بعبارات ترفع من عزيمتها وتحثّها على التقدم أكثر
= أمينة خوفك من حاجه غلط تعمليها ده في حد ذاته كويس انك هتفضلي طول الوقت بتحذري وتفكري في الوضع ده ومش هتعمليه، وان شاء الله مش هيحصل لولادنا حاجه وحشه.. وبعدين بدل ما احنا عمالين نفكر فاللي ممكن يحصل واحتمال كبير يحصل الصالح ليهم ونكون ليهم احسن اب وام ليه ما نجربش ونشوف بنفسنا لما نخوض الوضع هتفرق غير لما احنا نحكم عليه واحنا لسه ما اخذناش التجربه كلها
ارتبكت أمينة من سؤاله المباغت قائلة بحيرة
= ممكن صح! بس شايفك عمال تقول ولادنا قصدك يعني ممكن اكون حامل في توأم بس لا ما اعتقدش؟ ولا في حاجه بتلمح عليها تانيه
نظر إليها بحب متدفق وابتسامته ثابتة لا تتزحزح ليقول بنبرة ذات معني
=طب وليه استنى اخمن أني ممكن اجيب توأم ما احنا اكيد لما نكمل حياتنا مع بعض هنخلف ولاد تاني مش كده؟
بث قلبها بفرحة فى صدرها تبتسم ببلاهة وعينيها تلتمع بعد كلماته تلك وقد اراد بها ان يوضح لها سبب رفضه و غضبه منها حتى لا يقفز الى عقلها الى شيء اخر كعادتها معه، لتقول بعدم تصديق
= انت بجد هترجعلي مش هتسيبني؟ انا مش عارفه اقولها ازاي بس انا محتاجه لك ومش عاوزه اكمل التجربه دي لوحدي كلها أن أرجع زي زمان ولا أجيب طفل على الدنيا دي و أنا ثائرة منهم
انزلقت شفتاه عن ابتسامة جانبية وهو يرد بثبات
= هو مين قال لك ان هسيبك اولاني انتٍ ما ركزتيش في كلامي من الاول قلت لك كان لازم اضغط عليكي وابقى قاسي عشان تفوقي واضطريت اكمل لما جيتيلي المكتب وعشان تعرفي ان مش متاح في اي وقت ما يعجبك ولا انا فعلا ممكن في مره ابعد واسيبك لو فضلتي كده، وبما اني وصلت للي انا عاوزه والرساله اللي سبتها لك اختك كمان اثرت فيكي وقلتي بنفسك هتتغيري يبقى ليه اسيبك.. هو انتٍ ليه لحد دلوقتي مش مصدقه ان انا فعلا بحبك ومش قادر ابعد عنك
لاحت ابتسامتها مرة أخرى على ثغرها على استحياء بروح مفعمه بمشاعر نقيه، ثم هتفت ببحة المشاعر المتدافعة نحوه غصبًا عن تفكيرها المتمنع
= مصطفى انت احلى حاجه حصلتلي في حياتي انا اسفه على كل اللي كنت بعمله زمان معاك وتعاملي الوحش! ما تبعدش عني و تسيبني فعلا مهما عملت حاول معايا زي كده وسيطر على عنادي بس ما تسيبنيش
شعر بصحة قراره بعد ان التفت ذراعيها حول عنقه بسعادة طاغية تحتضنه بقوة جعلته يبتسم بحنان يضمها اليه هو الاخر بقوة وهو يهمس لها
= لو كنت اقدر اسيبك كنت عملتها من زمان افهمي بقى! وبعدين انا سبق وقلت لك ان قوتك وعنادك كان احلى حاجه عاجبني فيكي من زمان.. خصوصا لما تستخدميهم في الحق
أخفضت رأسها بخجل وسعادة وهي تقول بصراحة مذهله
= انا عمري في حياتي ما تخيلت ان انا ممكن انجذب لراجل بالطريقه دي واطلب منه كمان ما يسيبنيش! وشكلي كمان هحبه، بس الاكيد ان انا محتاجه له ومش هقدر اخبي اكتر من كده مشاعري اللي بدأت تظهر ناحيته .
ابعدها عنه يضع جبهته فوق جبهتها وانامله تزيح دموعها ويختفى من عينيه اى اثر لظلامها السابق لتشرق بالعشق لها قائلا بصوت اجش
= انا كمان خدت القرار ومش هخبي مشاعري تاني ناحيتك، انا بحبك أوي يا أمينة فانتٍ كمان ما تسيبنيش مهما حصل! وحاولي عشان خاطر تتنزلي عن جزء كده بسيط في عنادك
طفح التأثر منها فانبجس الحب من مقلتيها بينما تنطق متحشرجةً
=انت لسه من شويه مش بتقول احلى حاجه بتحبها فيا قوتي وعنادي؟ يبقى عاوز اتنازل عنهم ليه؟ انتٍ خدتني كده يبقى لازم تقبلني كده بكل اخطائي