رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع لخديجة السيد - الفصل 6 - 5 والأخير - الأربعاء 2/10/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة الثائرة على المجتمع
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السادس
والأخير
5
تم النشر يوم الأربعاء
2/10/2024
رفع هو كف يده التي كانت تحيطها يميل رأسها إليه، طابعًا قبلة مطولة أعلى جبينها بيأس ثم أدار كفها بين يديه يلثمه بباطنه وهو يتحدث بصوت ماكر
=ما فيش فايده فيكي، الظاهر شخصيه امينه بتاع زمان لازم تاثر فيكي وتسيب جزء بسيط مش كده.. وانا اللي هيطلع عيني فيه..
ابتسمت له ابتسامة بامتنان وهو تردف بنبرة هادئة
=انت اللي عودتني على كده لازم تحتويني! بس ما تخافش الجزء اللي هيفضل من امينه بتاعه زمان.. هي الجزئيه اللي خلتني ارضخ لحبك وقبولي انك تكون في حياتي، يعني هتكون لمصلحتك فما تقلقش
مصطفى وهو يرفع وجهها إليه واضعًا سبابته أسفل ذقنها و إبهامه يداعب شفتيها برقة
=لا اذا كان كان كده يبقى فلازم احتويكي فعلا في حضني و بذمه!
لم يجد طيف من مقاومتها عندما اختطف كلماتها القادمه وهو ينحنى عليها يقبلها بكل شوق ولهفة يسرق معها لحظات من العمر الذي سبق بالماضي لكنه سيظل يتغنى له قلبه عمره بأكمله حتى نفذت منهم الانفاس فيبتعد عنها بصعوبة بأنفاس متلاحقة سريعة لم تكن انفاسها بأبطأ منها وقبل أن يتحدث أحد
انحنى عليها مجدداً يحتضن شفتيها بشفتيه يقبلها بتمهل شديد وهي كانت بين ذراعيه شفتيها ترتعش تحت شفتيه ولكن بأستجابة و ذلك جعله سعيد جدآ حتي فاقوا الاثنين علي صوت زاهية الصادم خلفهم جعله ليبتعد عنها فوراً ويتطلع اليها بذهول قلق
= هو في ايه؟ و اللي بيحصل هنا بالظبط مش انت مصطفى برده اللي كنت بتيجي هنا تطمن عليا وساعات وبتسال على امينه.. ومش ده برده يا امينه اللي قلتلي عليه في بينكم مشاكل وهتطلقوا اطلع الاقيكم بالشكل ده طب اتلموا مش قدام الطيور يا مفضوحين طالما عاوزين تتصالحوا مش ليكم بيت يلمكم..
شهقت كلا من أمينة و مصطفى فلقد أخذهما الحديث والاقتراب ولم تنتبها لوجودها خلفهما، لتفكر مهلا فلقد رأيتهم بذلك الشكل ألم يكفيها ما حدث وأنها كانت تبادله ليزيدها الموقف حرجًا وخجلًا؟!
توهج وجه أمينة مرة أخرى واعتلت الحمرة وجنتيها، واسرع مصطفي يهتف مبتسماً بحرج شديد
=ازيك يا حجه زاهيه، معلش احنا اسفين وهنمشي دلوقتي
كانت سعيدة جداً بداخلها بأنها تصالحوا لكن مع ذلك رسمت مصطنعة الجمود وهي تردد بحذر
=تعالوا الاول كلوا لقمه وبعد كده نشوف موالكم هتطلقوا ولا هتفضلوا تحبوا ببعض كده.. انا نازله وبلاش فضايح لاحسن حد من الجيران يشوفكم هم لسه ما يعرفوش انكم متجوزين كفايه ان انا شفتكم ويلا قدامي.
هزت أمينة رأسها بالايجاب وهي مازالت تخفض بصرها بخجل، من اندفاع مشاعرها المخزية واستجابتها الطائشة وعندما رحلت اقترب مصطفى وأخذت يده تصلح ما أفسدته بخصلاتها منذ قليل حتى هدأت نوبة جنونهما، ثم رفع كف يدها يلثم إياه كأنه يصل إليها لقد سقط في بحور هواها مجبر ومخير بنفس الوقت، عندما التقطها قلبه راغبا و بِلوعة شاكي.!.
❈-❈-❈
بعد مرور تسعة أشهر، تغيرت الأوضاع كثيرًا، وبدأت أمينة تعود إلى طبيعتها السابقة بالفعل. فقد حدثت تغييرات كثيرة وتحسنت الأمور، فلم تعد متمسكة بموقفها السابق. على سبيل المثال، يجب أن تطيع زوجها طالما أنه يأمرها بلطف وليس بأشياء سيئة، خاصة إذا كان شخصًا جيدًا ومعاونًا وذو أخلاق طيبة مثل مصطفى لقد أدركت قيمته في حياتها وحبه الحقيقي، لذا تغيرت من أجله ومن أجل نفسها ومن أجل طفلتها القادمة.
وفي سبوع ولادة طفلتها، التي سمتها أميرة تيمناً بأعز الناس عليها، دخل مصطفى ليأخذ زوجته إلى الخارج، حيث كان الجميع في انتظارها ليكونوا معًا ليردف بسرعة
= أمينه يلا عشان الناس كلها تحت في السبوع ومستنينكٍ انتٍ و اميره الصغيره عشـ..
صمت فجاه ونبض قلبه وانتعشت نفسه عندما وجدها ترتدي الحجاب من جديد اقترب بذهول يمسكها بيده مما جعلها مبتسمة تناظر عينيه الصاخبة بحب فاضح، ثم تُشددت على يده باعتيادية سلسة لتشعر بدعمه وهي تسأله مبتسمة باتساع
= ايه رايك شكلي حلو! عجبك حتى مش مبينه الشعرايتين اللي كانوا مضايقينك زمان.. بس انا عملت كده عشان انا مقتنعه بيه
مش عشان اخلص من كلامهم .
رمش عينه غير مصدق بانها أخيرا ارتدته من جديده وبالطريقة الصحيحه، ترك مصطفي لعينيّه حرية النظر بشغف وحبه عليها وهو يضحك بعذوبة متحدثاً قبل أن يضمها بحنو إليه
= ده بجد اتحجبتي خلاص انا كنت خايف لا تكوني نسيتي؟ خصوصا انك الفتره اللي فاتت ما كنتيش بتتكلمي خالص عن الموضوع تاني و كان لما حد بيفتحه معاكي كنتي ما بترديش بس انا كان نفسي تعمليها أوي
لمعت عينا أمينة بلهفة ونظرات الحب تتلألأ بعينيها وهي تردد بصوتٍ مفعم بالحماس
= ما كنتش عاوزه حد ياثر عليا سواء بالسلبي ولا بالايجابي عاوزه القرار يطلع مني انا من نفسي! مش عشان ارضي حد ولا عشان اخلص من كلام الناس عشان بعد كده ما اقلعوش تاني.. والتزم بي على الطريقه الصحيحه، يا ريتهم يفهموا كده النصيحه ليها اسلوبها الخاص! ومجرد كلمه مش غصب حتى لو بعمل حاجه غلط وهم بينصحوني بالالتزام.. لازم برده اعمله وانا مقتنعه بيه عشان استمر عليه .
أرخي مصطفي أجفانه ويده عنها وهو بجيبها بصوتٍ أجش متوتراً من سعادته الكبيرة لها
=عارف.. عارف والله كل ده عشان كده ما حاولتش افتح معاكي الموضوع زيهم بس و الله كنت بدعيلك بس غصب عني زعلت لما فكرتك خلاص استغنيتي عن الموضوع ده رغم انك اتغيرتي عن زمان في حاجات كثير الا ده.. بس انتٍ فاجئتينا كلنا مبروك.. انا فرحتي النهارده فرحتين بالمولوده الجديده اميره بنتنا واول فرحتنا وبيكي.
ابتسمت على كلامه والفرح يشع من عينيها.. وكانت تستطيع أن ترى بعينيه المحدقتين بها شعوره بالفخر لما فعلته، والاعتزاز بها فما فعلته بالنسبة إليه فخر حقا وانتصار علي الأخطاء.. بالإضافة إلى أنه لطالما دعمها على تحقيق أهدافها الشخصية والمهنية كما منحها حريّة التصرف والوثوق بقراراتها والاعتماد عليها، فأجابت أمينة وعينيها تقطر قلوبًا
= وانا فرحتي بيك بكل خطوه بتدعمني فيها ما تتوصفش.. بحبك أوي يا مصطفى
أخذ يناظرها بهيام وأعجاب وهي عادت لخجلها مرة أخرى ثم مد يده هاتفا بحب
= هاتي ايدك يلا عشان نطلع للناس.. عشان نكمل باقي الطريق مع بعض بعد ما بقينا ثلاثه!
ناظرته بأعين يلمع بها الحب والعشق والتقدير لاحتوائه لها طوال الوقت، فلقد كانت بحاجة لتلك الكلمات ليطمئنها وذلك الرجل جانبها يشعر بأن ما حدث كان أمر صعب عليها و متفاهم إلي ابعد حدود، حتي أن أخبرته بأنها كانت تسعي لفعل ذلك للانتقام، فهي لم تكن تنتقم الا من نفسها فقط واذا اكملت كانت ستكون اكبر خاسره حقا... و لولا دعمه بالأخير قد هون عليها سخطها على نفسها من تلك الإستجابة للخطأ و مشاعرها الغادرة نحوه وكان ذلك الجزء الناجح.
❈-❈-❈
في الخارج، نظرت أمينة إلى الأجواء من حولها بطيب خاطر وسعادة حقيقية، والتفتت نحو زوجها بحب وهو مشغول مع الأصدقاء والأقارب، ثم عادت لتنظر إلى جدتها التي كانت تحمل أميرة الصغيرة وزينة بجانبها لقد تغيرت حقًا عما كانت عليه سابقًا، وأخذت وعدًا على نفسها أنها ستعيد بناء ما لم تزرعه في أحفادها القدماء مع أحفادها الجدد..
وستعيد تربيتهم ليس على طريقة الزمن القديم أو الجديد، بل على الطريقة الصحيحة والحق! والاعتراف بمتطلبات الفتاة، مهما كانت، من تعليم وحقوق ورغبات في الزواج، وغيرها من الأمور المهمة.
لاحظت أمينه وجود شخص تعرفه لتسال جدتها بعبوس مستنكراً
= تيته هي مش الست اللي واقفه هناك دي كانت جارتنا وتقريبا كان ليها بنت اسمها ملك وكانت دايما بتشتكي من خطيبها انه بيعملها وحش ومره مد ايده عليها وكانت امها وانتٍ دايما تقوليلها كملي زي ما كنتم بتعملوه مع اميره؟ هو اتغير معاها ولا حاجه اصل شايفاها مبسوطه وعماله ترقص هي ووالدتها.
غمغمت زاهية مُتنهدة بخفوت وبنبرة نادمه
= انتٍ لسه فاكراها ايوه هي! وخطيبها ما تغيرش ولا حاجه بس امها خافت من اللي حصل لاميره لا تكون زيها في يوم وهي اللي خلتها تسيبه ولاول مره تكون في صفها مش ضدها.. يعني تقريباً صحيت بدري وعملت اللي المفروض اعمله من زمان بس مش متاخر ولا بعد فوات الاوان زيي.. أميره زي ما موتها كسرنا لكن جي بفايد لغيرنا يا امينه ربنا يغفر لها ويسامحها .
التفتت زاهية برأسها لتقبل الفتاتين، وكأن الله يمنحها فرصة ثانية لتكون المسؤولة وتكفر عن ذنبها السابق، لكن هذه المرة كانت مختلفة حقًا لأنها تعلمت الدرس حتى وإن كانت قد خسرت الكثير!
أما أمنية، فقد امتلأ قلبها بالحنين لتلك الذكريات مع توأمها وامتلأت عيناها بالشجن وهي تفكر في فقدان أميرة، الذي كان خسارة كبيرة لها، لكنه كان أيضًا مكسبًا للآخرين، لذلك لم تنسها طوال حياتها ولن تنسى تلك التجربة أبدًا. فتنهّدت وهي تردد بصوتٍ مبحوح مليء بالاشتياق
= عمري ما هنساكي يا اميره انتٍ كنتي بالنسبه لي نصفي التاني! وهفضل ادعي ذي تيته ربنا يسامحك ويغفرلك عشان نتقابل في الآخره...
نظرت إلى الأمام وحاولت أن تتأقلم مجددًا مع الأجواء، فالحياة تسير رغم الأحزان والآلام و الأهم هو تجاوز الصعوبات وعدم البقاء في مكان واحد نبكي فيه على الأطلال طوال العمر! رغم كل الفوضى التي واجهتها في حياتها، إلا أنها حققت ما تريده، ولم تسمح لنفسها أن تكون ضحية مثل شقيقتها أو أن تتقيد بقيود المجتمع الخاطئة لذا، بعد أن كانت ثائرة على المجتمع، أصبحت ملكة في حياة رجل حقيقي ومهما كانت الظروف، ستربي طفلتها على مبدأ واحد فقط: ألا تتبع العادات والتقاليد التي وضعها أشخاص، بعضهم موجود والبعض الآخر رحل عن الحياة ولا يعرفون شيئًا عن الدين، بل تتبع عادات ربها فقط، الذي دائمًا بجانبنا ويدعو للمغفرة والتسامح مهما كانت الأخطاء الشائعة.
الـنـهـايــــة.
ولنا لقاء قريب مع الحكاية التالية.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية