-->

رواية جديدة حان الوصال لأمل نصر الفصل 30 - 2 - الخميس 31/10/2024

  

قراءة رواية حان الوصال كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حان الوصال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثلاثون

2

تم النشر يوم الخميس

31/10/2024 

قالتها وتحركت صوب المطبخ على الفور، ليعبس هو من خلفها مغمغمًا:

- بنت ابنك،  على اساس أنها مش امها، ما هي شبها اصلا وزنانة زيها .

لكزته والدته بخفة على ذراعه حتى لا تصل كلماته إلى الأخرى، فجاء صوت زوجته من داخل المطبخ:

- سمعاك يا آمين. 

ضحكت مجيدة فعلق هو بهمس:

- ودانها تجيب دبة النملة 

لكزته مرة اخرى حتى يكف، فتدعوه للذهاب:

- طب يا اخويا طرقنا كدة وروح على شغلك ، مش ناقصين خناق على أول اليوم.

لتدفعه بيدها ويتحرك هو متمتمًا باعتزاز:

- عشان خاطرك بس يا أمي، ما انتي مش حمل صداع على أول الصبح بخناقاتنا اللي مبتنتهيش

- اممم 

زامت بها ضاحكة تتابعه خارجًا ، فتتذكر فجأة وتوقفه قبل ان يصل إلى الباب:

-  آمين مقولتيش صاحبك عصام اخباره ايه دلوقتى مع مراته؟

اجابها مبتهجًا قبل ان يخرج إلى عمله:

- فل يا ست الكل، ربنا يبعد عنهم ولاد الحرام .

- اللهم أمين يارب، وما يفرقهم عن بعض ابدًا. 

رددت بها من خلفه بتضرع 


❈-❈-❈


لم توقظه اليوم،  حتى كاد ان يتأخر لولا صوت المنبه الذي جعله ينتبه لتأخر الوقت، فنهض سريعًا يأخذ حمامه اليوم ويستعد للذهاب إلى عمله بارتداء ملابسه الاَن على عجالة،  ليهتف عليها هذه المرة كي يوقظها 

- أمنية هتفضلي نايمة لحد امتى؟ انا نازل على لحم بطني مفطرتش لقمة.

بصوت ناعس بالكاد يخرج حاولت الاعتدال بجذعها تستجيب بأسف بعدما نظرت هي الأخرى على شاشة الهاتف:


- معلش يا عصام انا آسفة..... هقوم.... دلوقتي.... 

اقترب منها بقلق:

- مالك في ايه؟ انتي تعبانة؟

اومأت بوجه شاحب تضغط باسنانها على شفتها السفلى بألم :

- يعني مش عارفة كدة، بس حاسة نفسي مش مظبوطة وضهري. 


- ماله ضهرك؟

تفوه بالاخيرة يجاورها على الفراش بفزع:

- حاسة بإيه في ظهرك بالظبط؟ ايه اللي حاصل معاكي 

حاولت التخفيف حتى لا تثير جذعه:

- متقلقش اوي كدة، هو اكيد من شغل البيت مش اكتر. 


- وانتي تجهدي نفسك في شغل البيت ليه يا أمنية بس؟ استغفر الله العظيم يارب

تمتم بانفعال وهو يحاول بحرص ليعيدها للتسطح وقد بدأ الألم جليا على ملامحها، متابعًا بحنق:

- مش فاهم انا لازمتها ايه الشيل والحط والتعب أساسًا ، ما انا كفاية لقمة أكلها وخلاص، ونظافة الشقة اي حد يقوم بيها، وياللا بقى بلاها الشغل خالص النهاردة  


صارت تغمض عينيها من الوجع، تدعي زورا انها جيدة:

- يا عصام بلاش الخوف، انا بس اشبع نوم واشرب حاجة سخنة، تعملهالي امي أو رؤى، اي واحدة فيهم هتجري جري اول ما اتصل بيها، روح انت على شغلك.


زفر بغضب ليتناول هاتفه من فوق الكمود مرددًا:

- اروح شغلي ازاي يعني وانت بالشكل ده؟ ما يتحرق الشغل يا ستي، انا هتصل على عبير اختي تروح معانا على الدكتور اللي انتي متابعة معاه، مسمعش كلمة تاني  


اومأت هذه المرة بضعف، غير قادرة على الجدال، ليستطرد هو اثناء اتصاله على شقيقته:


- مش قادرة تتكلم ولا تعدل ، وتقولي اشرب حاجة سخنة، الله يسامحك يا أمنية...... الوو يا عبير صباح الفل.


❈-❈-❈


وصل الى المبنى الذي يضم القسم الإداري للمصنع، وقد كان متحجهًا نحو غرفة مكتبه، فذهبت ابصاره تلقائيًا نحو الجهة التي تضم مكان عملها، كم تمنى ان تخلف ظنه اليوم وتأتي فيتصادف برؤيتها كما كان يحدث في الايام السابقة، وكم يتشوق للتحدث معها، ضاربًا بعرض الحائط نظرات الجميع وهمزاتهم،  لكنه لم يجرأ على فعلها، والان جاء الوقت ليحرم من هذه الميزة ايضا.


تنهد يسحب شهيقًا طويلا ثم يطرده، عله يساعد في تهدئة السعير الذي يشتعل داخله، ليفاجأ بخلو المكتب وللمرة الأولى يحدث غياب لورا، فيجد صباح جالسة في الانتظار، 


لتقف احتراما له، مما دفعه ليقترب منها سائلا بفضول:

-  ازيك يا صباح، هي لورا مش موجودة. 


نفت له بتحريك رأسها:

- لأ يا رياض باشا، انا بقالي ساعة في انتظارها،  عشان اديها البيانات اللي كانت طلباها مني امبارح. 


اومأ بهز رأسه متوجهًا نحو غرفته: 

- اكيد عندها سبب قوي يأخرها، استني شوية وهي 

هي يستحيل تغيب اصلا إلا اذا كان عندها سبب قوي،...... 


تطلعت اليه باستفسار حينما وجدته يتوقف فجأ  ويلتف اليها:

- في حاجة يا رياض باشا؟


انتظر قليلًا بتردد لكن سرعان ما حسم يجيبها:

- كنت عايز أسألك على اخبار صاحبتك اللي سابت الشغل من غير سابق إنذار..... هي عاملة ايه دلوقتي


تعقد حاجبيها بتفكير قليلًا حتى وصلها المعنى:

- انت قصدك على بهجة يا رياض باشا؟ دي بنتي اللي مخلقتهاش مش صاحبتي.


- امممم

زام بفمه يقلب عينيه بسأم، مغمغمًا داخله:

- انتي تقولي امها ونجوان تقول مسئوليتي، عملتو حزب تقووها عليا يا ولاد ال.......


- بتقول حاجة يا رياض باشا؟

زفر بخشونة يحدجها بنظرات نارية عكس الطريقة اللطيفة التي يتحدث بها وهذه الإبتسامة الصفراء:

- مبقولش حاجة يا صباح، بس يعني اللي بتقولي عليها بنتك دي، مش واجب برضو تسلم شغلها وتخلي طرف، بدل ما تقطع مع الكل وكأنها صاحبة حق.


ها قد وصل بها الى ما يبتغيه، وهي لن تصمت ابدًا عن إخراج ما في قلبها :

- طب ما هي فعلا صاحبة حق، واللي حصل كان لعبة وسخة القصد بيها التسبب بفضيحة ليها، لا تميم ولا حتى ابن عمها كمان أخلاقهم بالفجر ده عشان يتخانقوا على واحدة ست في مكان عملها، لكن الفتنة تولع بلاد في بعضها.


اهتزت رأسه باستهجان تام يردد مجادلَا:

- انتي بتقولي ايه يا صباح؟ هو ابن عمها دا لو محترم كان جالها لحد هنا اصلا ولا وقف لها في الشارع، وهي مطلقة منه ولا مفسوخ خطوبتهم، ولا تميم دا كمان.... صفته ايه ده عشان يقف له ويتخانق عليها. 


لم تفقد المرأة هدوءها، رغم الانفعال الشديد داخلها لتعمده رمي التهم بدون وجه حق، لتفند له بروية:


- اولا يا سعادة الباشا ابن عمها ده ميبقاش طليقها، دا يبقى اخوه اللي كان جاي يسأل عن بنت عمه ويطمن عليها بعد ما عزلوا مرة واحدة من غير اسباب، وتميم بقى.....


- استني هنا.

قاطعها بحزم ، ليستوعب ما تخبره به، ليردف بانفعال:

- ولما هو مش طليقها؟ ايه اللي جابه يتخانق هنا؟ ثم إن بهجة مقالتش.....


حدقته بأعين تفيض باللوم:

- هي بهجة لحقت تقول اي حاجة يا باشا، انا قولتلك من الاول ملعوب واتعمل يوقع الاتنين في بعض، واحدة الله...... يسامحها، وقفت سامر في نص الشارع تبلغته ان فلان الفلاني بيتحرش ببنت عمه في محل عملها وعايز يتجوزها بالعافية، يعني شيء طبيعي انه يجي ويتخانق، ونفس الأمر مع تميم ، ما هو مش هيسكتلوا يعني


حالة من الجمود اصابته، ليظل على وقفته بصمت مهيب  يدير بعقله الكلمات حتى اذا تكلم اخيرًا:


- متعرفيش مين هي الست دي؟

مطت شفتيها بعدم معرفه تقول بكلمات مقصودة:

- الله اعلم، بس أكيد يعني اللي تعمل كدة يبقى ليها مصلحة في تفريقكم عن بعض، وتكون من اهل المصنع 

نفسه وعارفة وفاهمة كل اللي بيحصل فيه


قالتها وعينيها اتجهت تلاقئيًا نحو مكتب لورا الفارغ، لتسحب ابصاره هو ايضا نحوه، ربما يجد الإجابة وحده ودون جهد منها. 



الصفحة التالية