رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 13 - 1 - الخميس 10/10/2024
قراءة رواية أنا لست هي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا لست هي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل الثالث عشر
1
تم النشر يوم الخميس
10/10/2024
حل الصباح وبدأت الشمس تنثر خيوطها الذهبية لتنير العالم باسره.
فوق إحدى الأرائك جلست وهي مغمضة العينين تتذكر ما حدث لإبنتها منذ عدة أعوام …
طرقت باب ابنتها ثم ولجت
ابصرتها تبكي بكاء هستيريا مما جعلها تشعر بالخوف الشديد عليها فدنت منها منحنية ترفع وجهها بيدها متسائلة: بتعيطي ليه يا بنتي بالشكل ده اخوك مزعلك؟
هزت منى رأسها نفيا لكنها لم تتوقف عن البكاء.
فجلست والدتها بجوارها تحتـ ضنها إلى قلبها متسائلة: طب فهميني طيب مالك وليه العياط ده كله فيه حاجة بتوجعك؟
ضلت الفتاة تبكي وتبكي حتى أفرغت مكنونات صـ درها بالكامل ثم ابتعدت عن احضـ ان والدتها التي رفعت أناملها تمسح بقايا دموعها هاتفة بحنو: بقيتي احسن؟
اومأت لها بالموافقة
فاستطردت: يلا قولي لي مالك؟
رفعت منى رأسها إلى أعلى تمنع دموعها من الهطول ثانية ثم هتفت بنشيج: ما بيحبنيش ما بيحبنيش يا امي فوزي ما بيحبنيش بيقول لي أنه لسه بيحب سهام حتى بعد ما اتجوزت.
أنهت حديثها بموجة ثانية من البكاء مما جعل والدتها تشعر بالحزن الشديد عليها فهي تعلم علم اليقين مدى عشقها لذلك الشاب الوسيم لكن ماذا عساها أن تفعل وهو عاشق لامرأة أخرى
مهلا هو يقول انها زوجة ابنها كيف ذلك وكيف لابنها أن يحبها وهي لا تبادله المشاعر لذا شعرت بالغضب الشديد وصاحت مستنكرة: قولي لي يا بت هو قال لك ان المخفية اللي اسمها سهام بتحبه برضه؟
شعرت منى بالحقد على زوجة شقيقها فاومأت بالموافقة
مما جعل والدتها تشهق بقوة وهي تضرب صـ درها بيدها: يا خبر اسود ومنيل دي المخفية حامل تكونشي.
بترت حديثها ثم نظرت لابنتها مسترسلة: يبقى الكلام ده سر بيني وبينك لحد ما اشوف المصيبة دي اخرتها ايه.
صرخت منى بقوة: لو فوزي ما اتجوزنيش انا هنتـ حر ياما سامعاني هنتـ حر.
استفاقت من شرودها شعرت بشيء ساخن يسقط من مقلتيها مسحت دموعها ثم هتفت بغل: مش هسامح في حق بنتي ابدا يا سهام كويس اني لسة عايشة وشايفاها وهي بتتعزب مش بيقولوا اكفي القدرة على فمها تطلع البت لأمها.
انتفضت في مكانها عندما استمعت إلى صوت ابنها الناعس: صباح الفل يا ست الكل قاعدة لوحدك ليه هي البت الشغالة ما جتش النهاردة؟
هزت رأسها نفيا
فتابع: لأ لازم تيجي بدري انا بصحى من النوم جعان هروح اعمل لي كوباية شاي على ما هي تيجي.
❈-❈-❈
طرقات خفيفة يليها ولوج والدها وعلى وجهه ابتسامة رائعة.
استقامت جالسة فوق فـ راشها تهتف بصوت أجش من أثر النعاس: صباح الفل يا بابي.
جلس بجوارها ثم طبع قبـ لة فوق جبينها مغمغم تحية الصباح ثم سألها بعد أن تنحنح: قولي لي يا ليو ايه رأيك في طنط هيام جارتنا؟
ادعت ليان عدم الفهم متسائلة: مين هيام جارتنا؟
صمتت قليلا ثم تابعت: آه قصد حضرتك هيام نصار؟
اومأ والدها بالموافقة
رأيي فيها ازاي يعني يا بابي هي ست جميلة وشيك وبنت ناس يعني.
اتسعت ابتسامة والدها ثم تحدث: اقصد يعني رأيك فيها عموما تنفع انها تكون زوجة ليا؟
فغرت ليان فيها بعدم تصديق فهي لم تتوقع أن يتحدث معها والدها في هذا الموضوع بتلك السرعة شعرت بالغضب الشديد بداخلها لكنها لن تبوح به فهتفت مغيرة دفت الحديث: بعدين يا بابي نبقى نتكلم هقوم اخد شاور عشان عندي مشوار مهم.
ركضت باتجاه المرحاض ثم أغلقته من الداخل وجلست فوق حافة حوض الاستحمام تبكي بهستريا فيبدو أن والدها حقا يحب تلك المرأة غمغمت في نفسها: مستحيل مستحيل بابي يسيبني ويتجوز اكيد هيحبها اكتر مني وهكون خارج اهتماماته مستحيل اقبل ان الجوازة دي تتم ايوة صح كده انا لازم اتكلم معاها النهاردة.
هبت واقفة أمام حوض الماء وفتحت الصنبور وراحت تغسل وجهها بالماء البارد ومن ثم جذبت المنشفة وصورتها تنعكس في المرآة التي تقف أمامها وعيناها تنضحان بالشر الشديد.
أما عن السيد فريد فشعر بالدهشة أمام رد فعل ابنته فهو على يقين بأنها ستحزن لكن هو تحمل الكثير من أجلها وهي اصبحت شابة ناضجة الآن لذا اتجه للخارج وهو عازما على التحدث معها مرة ثانية فهو يحتاج إلى امرأة في حياته وهيام نصار أكثر امرأة استطاعت أن تجذبه على الرغم من انه كان يريد التلاعب بها قليلا لكنه شعر بأنها ليست كباقي النساء بل امرأة مميزة لذا فكر جديا في الارتباط بها
❈-❈-❈
استيقظ من نومه فشعر بثقل فوق رأسه فتح عينيه مذعورا لكن تلك الحركة جعلت سيلا تستيقظ بسرعة
ابتعدت عنه ثم تطلعت إليه بحرج مغمغمة: انا اسفة ما حستش بنفسي
قاطعها باشارة من يده ثم قبض على ساعدها وجذب فتمددت فوقه بالكامل ثم كبل خصرها بيديه مغمغما أمام شفـ تيها: انت عايزة مني ايه بالظبط؟
شهرت سيلا بالإحراج والخوف فحاولت أن تنهض إلا أنه لم يسمح لها.
تابع حركاتها الخرقاء بتسلية ثم استطر حديثه: اقول لك انت عايزة مني ايه.
وقبل أن تستوعب هي حديثه انقض على شفـ تيها يقبلها بجنون وعنف في آن واحد لم يبتعد عنها إلا عندما تذوق طعم الدماء ثم تركها.
فهبت واقفة وهي تهندم ثيابها ودموعها تنساب فوق وجنتيها مغمغمة ببكاء: انا غلطانة اني ما قدرتش اسيبك وانت في الحالة اللي كنت فيها امبارح وعلى فكرة انا ما كانش قصدي اللي انت فهمته انا نمت غصب عني انت اللي طلبت مني اني افضل معاك ما كنتش اعرف انك حيـ وان بالشكل ده.
ألقت كلماتها دفعة واحدة ثم اندفعت للخارج ودموعها تسبقها تاركة رائف يتطلع إلى أثرها باستغراب شديد فالآن لاحظ تغير صوتها ناهيك عن الخجل الذي كان يعتريها وهو يحتـ ضنها حقا تلك الفتاة بعيدة كل البعد عن ابنة عمه التي كانت تبادر دائما في التقرب منه ترى ما الذي حدث مع تلك الفتاة حقا هي تغيرت كليا أم انها تخدعه وتدعي البراءة وماذا عن صوتها؟
نفض تلك الأفكار من رأسه عازما على التحدث معها ومناقشتها في كل التصرفات الغريبة التي تظهر بها
وهو عازما على كشف حقيقتها بالكامل لن يسمح لها بالتلاعب به وبمشاعره ثانية
فلأول مرة يقـ بلها بهذه الطريقة لطالما حرم نفسه من حلاوة قربها وهي بكل سهولة منحت نفسها لشخص آخر
لكنه عندما فتح عينيه وأبصرها أمامه تشع جمالا وحيوية لم يتمالك نفسه إلا وهو يختطـ فها ويختـ طف أول قبـ لة له منها.
في بادئ الأمر كان متشوقا لتلك القبـ لة لكن عندما تذكر خيـ انتها له تحولت تلك القبـ لة إلى عنف ووحـ شية.
صفر بقوة ثم ولج للمرحاض ألقى بجـ سده تحت الماء البارد عازما على إخراج تلك الأفكار السوداوية من رأسه لكن هيهات فالعاشق لن ولم يرتاح أبدا.
❈-❈-❈
وقف خلفها ثم تناول فرشاة الشعر وراح يمشط خصلاتها بهدوء وصورته تنعكس أمامها في المرآة.
منحته ابتسامة جميلة وهو بادلها إياها ثم سألها بعد ان انتهى: ها ايه رأيك في شعرك كده حلو صح؟
اومأت له بالموافقة
فجذبها من يدها ثم جلس على طرف الفـ راش واجلسها فوق سـ اقيه مداعبا إياها بلطف: قولي لي يا نونا يا حبيبتي الحمد لله سيلا بنتنا رجعت واحسن من الأول كمان لازم نروح للدكتور ونشوف ايه الحل في انك ما بتتكلميش لحد دلوقتي مش المفروض ان الصدمة راحت خلاص وحشني صوتك اوي.
أنهى حديثه طابعا قبـ لة على راحة يدها فمنحته ابتسامة صافية ثم دنت منه طابعة قبـ لة هي أيضا فوق وجنته ضحك بخفوت ثم استرسل حديثه: أفهم من البـ وسة دي انك موافقة ان انا احجز عند الدكتور بتاعك؟
اومأت له بالموافقة
فضمها إلى قلبه وهو يحمد الله بداخله على عودة ابنته ويتمنى ان تشفى زوجته وحبيبته في القريب العاجل.
❈-❈-❈
دلفت من المرحاض فاستمعت إلى صوت رنين هاتفها سارت باتجاه الطاولة ملتقطة هاتفها ضمت حاجبيها بدهشة عندما تعرفت على هوية المتصل ضغطت سر الإجابة ووضعته فوق أذنها وهي تهتف باهتمام: ايوا يا ليان يا حبيبتي ازيك عاملة ايه خير بتتصلي بدري كده ليه!
شعرت بالحزن الشديد عندما استمعت إلى صوت بكائها فسألتها بلهفة: فهميني طيب يا حبيبتي بتعيطي ليه على الصبح كده؟
اجابتها بهدوء مصحوب بالبكاء: مخنوقة اوي يا طنط هيام وما لقتش غيرك قدامي اتكلم معاه اصل الصراحة من ساعة ما شفتك وانا بحسك زي مامي الله يرحمها.
الله يرحمها طيب يا حبيبتي ما تيجي تفتري معانا ونقعد انا وانت مع بعض نتكلم.
هزت ليان رأسها نفيا وكأنها تراها ثم اجابتها بسرعة: لا الافضل اننا نتقابل برة في كلام مهم عايزة اكلمك فيه وما ينفعش حد غيرك يسمعه.
صمتت هيام تفكر ثم هتفت بهدوء: خلاص تعالي نروح النادي.
إذا ذهبت معها للنادي سيعرف والدها بالطبع فهي علمت بأنه كان يراقب كل تحركاتها السابقة والأماكن التي كانت تذهب إليها لذا قررت أن تذهب معها في مكان غير الأماكن التي تتردد عليها هي
فهتفت بسرعة: هبعت لحضرتك اللوكيشن بتاع المكان المفضل بالنسبة لي ميرسي اوي يا طنط انك قبلتي تسمعيني.
أغلقت الهاتف وابتسامة نصر تزين شفـ تيها جلست فوق المقعد المتواجد في غرفتها ترتب الحديث الذي ستتفوه به أمام تلك المرأة الساذجة وبالطبع هي ستصدقها فليان تجيد التمثيل جيدا.