رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 13 - 2 - الخميس 10/10/2024
قراءة رواية أنا لست هي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا لست هي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل الثالث عشر
2
تم النشر يوم الخميس
10/10/2024
ألقت بجـ سدها فوق فـ راشها ودموعها تهطل بغزارة فهي لم تتوقع منه رد الفعل القاسي ذاك وهي لم تسمح لنفسها أن تقترب من أحد وبقيت معه بسبب سوء حالته النفسية فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان!
تعالت شهقاتها ثم لاحت أمام عينيها صورتها وهو يقـ بلها بتلك الطريقة الوحـ شية شعرت بالاشمئزاز منه ومن نفسها وهي لم تسمح لأحد أن يقترب منها حتى ولو بالخطأ
مسحت شفـ تيها بعنف وتكرر هاتفة بصوت خافت: انا مش هي انا مش سيلا انا ليلى وعمري ما هكون زيها ورائف ده انا هوقفه عند حده ومش هسكت له على اللي عمله معايا ده انا لازم اكون قوية كفاية اللي ابويا وستي عملوه فيا هفضل لحد امتى ضعيفة الدنيا بتلطش فيا يمين وشمال وإن كان انكتب عليا اكون مكان انسانة سيئة بالشكل ده لازم ابين لهم ان البني آدم ممكن يتغير وحجابي هرجع البسه تاني هتصرف على اني ليلى بس الأول امهد لكل ده وادور على حجة مناسبة ابرر بيها تصرفات سيلا اللي زي الزفت وازاي واحدة بقـ ذارتها هتتحول بالشكل ده.
مسحت دموعها بكلتا يديها ثم وقفت أمام المرآة تهتف بإصرار: انا مش سيلا انا ليلى وهخلي الناس ينسوا سيلا ويفتكروا ليلى اجمدي يا ليلى انت مش ضعيفة انت قوية زي مامتك الله يرحمها ما تسمحيش لحد يستغلك ولا يهينك انت غالية لوي ورائف ده هخليه يندم على اللي عمله معايا ومش بس كده هخليه يعتذر لي كمان.
❈-❈-❈
هبط الدرج بوقار فأبصر والده يقف وكأنه ينتظره ألقى عليه تحية الصباح باقتضاب ثم اتجه للخارج لكنه توقف على صوت والده الحاد: رائف استنى.
زفر الهواء بقوة ثم استدار وهو يتطلع إليه باستفهام؟
فاسترسل حديثه يخاطبه بأمير: حصلني على المكتب حالا.
اومأ له بالموافقة
وبالفعل دقائق قليلة وكان يمتثل بين يديه في غرفة المكتب.
ران الصمت بينهما قليلا حتى قطعه حسن بحدة: للمرة المليون بسألك هتفضل كده لحد امتى وايه اللي بينك وبين بنت عمك؟
اجابه ببرود: انا قلت لحضرتك اني هحاول ابطل اشرب اما بقى انا مش عايز اكمل معاها هي مش دي اوامر عمي برضو.
زفر والده بقوة ثم هتف: اه هي اوامر عمك بس انت من امتى بتسمع لحد ولو انت عايزها يعني هيفرق معاك كلام عمك ولا كلامي.
هز رائف رأسه نفيا ثم أجاب: طب ما حضرتك عارف اهو وان انا ابعد عنها دي رغبة مني انا مش من حد.
ليه يا رائف عملت كده انت سمعت عنها حاجة؟
أجابه رائف بتلعثم: حاجة حاجة زي ايه يعني؟
حاجة يا رائف حاجة تضايقك يعني؟
لا يا بابا ما سمعتش عنها حاجة بس انا مش عايز ارتبط بيها فيها حاجة دي!
هب والده واقفا يهتف بصرامة: ايوة فيها بنت عمك الناس كلها عارفة ان هي مخطوبة لك وانت جاي بمنته بساطة كده وتقول لي مش عايز اكمل معاها ومن غير سبب الناس تقول علينا ايه وتقول سابها ليه جاوبني؟
دنا منه رائف ثم هتف بنفس البرود: قل لهم ما حصلش نصيب.
صمت ثم تذكر شيئا فهتف بجدية: قل لي يا بابا ما لاحظتش حاجة في سيلا.
تطلع إليه السيد حسن بريبة مغمغما بهدوء مصطنع: حاجة زي ايه يا سي رائف؟
اجابه بشرود: صوتها طريقتها حتى نظراتها متغيرة مش دي سيلا اللي انا عارفها حاجات كتير اوي متغيرة فيها يا بابا لدرجة اني ساعات بحسها مش هي.
خفق قلب حسن بجنون فهو كان على يقين بأن رائف يمكنه كشف تلك الحقيقة نظرا لعلمه ومعرفته بكل تفاصيل سيلا لكنه حاول اخفاء خوفه هاتفا بجدية: كلنا ملاحظين ده صوتها متغير لأني لاحظت قبلكم وانا جايبها من المطار وما رضيتش اقلقها فكلمت الدكتور وهو شرح لي وقال لي ان بسبب الاضطراب النفسي اللي سيلا مريت بيه والخوف اللي حسته اثناء الحادثة عشان كده وارد جدا ان يكون صوتها متغير والاحبال الصوتية عندها متأثرة بس اكد لي ان هي مسألة وقت
أما بالنسبة لتصرفاتها فده طبيعي ما تنساش ان دي واحدة رجعت من الموت فوارد انها تكون متلخبطة بتحاول تجمع نفسها بعد مكانه هتضيع عموما يعني خليك عارف ان اول ما ينتشر ان انت وسيلا انفصلتو ناس كتير جدا هتطلب الارتباط بيها ما تنساش هي مين وبنت مين.
ألقى حسن كلماته المسمومة بالنسبة لرائف ثم تركه ودلف للخارج صافعا الباب من خلف تاركا رائف يتخبط في أفكاره.
فماذا لو ارتبطت سيلا برجل غيره هل هو سيقبل بهذا ذلك السؤال راح ينـ هش عقله بقوة.
ألقى بجـ سده فوق الأريكة وهو يفكر ويفكر حتى أعياه التفكير.
❈-❈-❈
جلست أمامها تتطلع إليها مطولا حتى شعرت هيام بالارتباك فسألتها بهدوء: قولي لي يا ليان يا حبيبتي مالك وكنت كده ليه من شوية؟
اصطنعت ليان الحزن ثم اجهشت في نوبة من البكاء المصطنع مما جعلت هيام تشعر بالشفقة عليها فقامت من مجلسها واستقلت المقعد المجاور للمقعد الذي تجلس عليه ليان ثم عانقتها بقوة وراحت تمسح على خصلاتها بحنو بالغ
ظلت ليان تنتحب لوقت لا بأس به حتى تثير شفقة تلك المرأة ثم ابتعدت عنها وهي تمسح دموعها بأطراف أناملها هاتفة بحزن: ما تزعليش مني يا طنط اني نكدت عليك الصبح كده انا بس سمعت حاجة كده من بابي فقلت لازم ابلغك بيها وعشان انا حبيت حضرتك زي ما كنت بحب مامي الله يرحمها قلت لازم انبهك.
تطلعت هيام إليها بفضول ممزوج بالخوف الذي لا تعرف مبرره
فاسترسلت ليان حديثها: بابي الصبح قال لي ان هو معجب بحضرتك وعايز يرتبط بيك.
اتسعت حدقتا هيام في دهشة
فاستطردت ليان: طبعا انا كنت هطير من الفرحة بس لما افتكرت اللي كان بابي بيعمله مع مامي خفت على حضرتك جدا.
ازدردت لعابها بخوف ثم تساءلت: هو ايه اللي انت خفت منه بالظبط يا ليان ثم انا وباباكي ما فيش بينا حاجة اصلا غير مجرد معرفة لاننا جيران.
قاطعتها ليان بسرعة: بس هو معجب بحضرتك المهم مش ده اللي انا جاية اقوله لك انا حبيت اقول لك ان بابي كان بيحب مامي جدا بس كان انسان مش طبيعي معاها فهماني يا طنط؟
هزت هيام رأسها نفيا
فتابعت ليان حديثها المسموم الذي كونته من الروايات التي تقرأها: كان انسان سا دي بيعزب مامي وبيضـ ربها ومامي كانت بتحبه كانت بتتحمل لحد ما في يوم زود جرعة الضـ رب شوية وهم مع بعض وبعدها مامي ما استحملتش وما تت.
أطلقت هيام شهقة عالية ثم غمغمت بعدم تصديق: يا خبر اسود بس ده مش باين عليه خالص.
أمسكت ليان يدها تخاطبها برجاء: ارجوك الكلام ده يكون سر بيني وبينك لو بابي عرف مش عارفة هيعمل فيا ايه.
منحتها هيام نظرة مطمئنة ثم ربطت على يدها متأسفة على حال تلك الصغيرة التي شاهدت الكثير والكثير: ما تقلقيش يا حبيبتي الكلام ده سر بيني وبينك طبعا هي دي حاجة تتقال.
ابتهجت ليان بداخلها لكنها لم تظهر فتحدثت بهدوء: شكرا انك سمعتيني وحبيت برضه انبهك علشان لو بابي طلبك للجواز وطبعا انت حرة لو قبلتي ببابي انا هابقى سعيدة جدا لأني حبيت حضرتك وحبيت عيلة نصار كلها بس صدقيني ما عنديش استعداد أخسر ام تانية ما صدقت لقيتها دلوقتي.
ألقت بجـ سدها داخل أحضـ ان هيام التي استقبلتها بصـ در رحب وراحت تهدهدها بكلمات مطمئنة وبداخلها حقد على ذلك الرجل الذي يبدو وقورا ومحترما لكن بداخله وحشا كاسر يخفيه خلف سلطته ومظهره الحسن.
❈-❈-❈
خلف مكتبه جالسا يدخن سجائره المحشوة بشراهة وصدى حديث صديقه يتردد في أذنه
ظل يفكر ويفكر حتى ابتسم بنصر هاتفا بمكر: طب وايه المشكلة ما اتجوزها يعني على الأقل نص ثروة عيلة نصار هتكون بتاعتي وكده بقى رائف يبقى خسر كل حاجة حب عمره ونص ثروة ابوه وكرامته قدام الناس لما الناس كلها تعرف ان بنت عمه فضلتني عليه واتجوزتني انا طبعا بعد ما كانوا عارفين ان هو العاشق الولهان.
اطفأ سجارته في المنفضة الكريستالية ثم اراح ظهره فوق الكرسي وابتسامة نصر تزين وجهه البغيض وأفكار كثيرة تدور في رأسه ناهيك عن الصور التي لاحت أمام عينيه لرئف وهو يتخيله يقف أمامه يشعر بالعجز وهو يرمقه بشماتة ونصر في آن واحد.
❈-❈-❈
بعد تناولهم وجبة الإفطار دلف للخارج عازما على الذهاب إلى شركته لكنه سرعان ما تراجع عندما أبصرها تجلس فوق الأرجوحة التي كانا يتشاركانها سويا.
رغما عنه لاحت في عقله ذكريات جميلة معها تلك الجميلة التي لا زالت تحتل مكانا كبيرا في قلبه لم يشعر بنفسه إلا وهو يتقدم حتى جلس بجوارها.
أما عنها فخفق قلبها عندما أبصرت يدنو منها لكنها ادعت الثبات واللامبالاة.
ألقت عليه نظرة خاطفة بجانب عينيها ثم تطلعت للأمام مرة ثانية
فشعر رائف بالانزعاج من تجاهلها له فدنى منها يهمس في أذنها بحرارة: ايه يا بنت عمي زعلتي من البو سة بتاعة الصبح الله يرحم زمان لما كنتي انت بتتحـ رشي بيا وانا اللي ما كنتش بارضى قال ايه كنت خايف عليك وعايز احافظ عليك لحد ما نتجوز ما اعرفش اني كنت مغفل كبير اوي وبحافظ عليك عشان تكوني لحد غيري.
على الرغم من شعورها بالحزن عليه إلا أنها لم تنسى معاملته الحقيـ رة لها فتطلعت إليه بنظرات غاضبة هاتفة بحدة: الكلام ده كان زمان يا رائف لكن انا دلوقتي اتغيرت وحابة ابدأ حياة جديدة ونضيفة يمكن غلطت كنت طايشة وصغيرة بس دلوقتي وبعد اللي حصل لي ولما شفت الموت بعيني قررت ابدأ حياة جديدة نضيفة من غير ذنوب ولا معاصي عشان كده…
رفعت اصبعها في وجهه ثم استطردت: آخر مرة تقرب لي بالطريقة دي واللي عملته الصبح ده ما يتكررش تاني واتفضل يلا قوم من جنبي.
تطلع إليه بدهشة ورغما عنه أفلت ضحكات عالية جعلتها رغما عنها تتطلع إليه بانبهار شديد فضحكته تلك زادته وسامة وجمال والحقيقة هي لأول مرة تراه يضحك منذ أن وطأت قدماها ذلك المنزل.
لاحظ هو تأملها به فهب واقفا ثم وقف قبالتها وامسك اصبعها الذي كان وما زال معلقا في الهواء ثم قدمه بأسنانه
فتأوهت بألم ثم جذبته بقوة هاتفة بحدة: انت قليل الأدب وانا…
انحنى فجأة حتى بات وجهها مقابلا لوجهه مباشرة مقاطعا إياها بنظرات تنضح بالغضب: مش لايق عليك يا سيلا اللون ده اللون القديم كان احلى.
وقبل أن تستوعب حديثه انقض عليها يقبـ لها بقوة
والأخرى تحاول دفعه لكنه لن يتزحزح قيد أنملة
مما جعلها تشعر بقلة الحيلة فانهمرت دموعها
مما جعل رائف يبتعد عنها وهو في دهشة لكن سرعان ما تحولت تلك الدهشة إلى غضب عندما هبت سيلا واقفة من فوق الأرجوحة تصفعه بكل ما أوتيت من قوة هاتفة بصوت مرتفع: الظاهر ان الكلام ما جبش معاك نتيجة عشان كده من هنا ورايح تفكر الف مرة قبل ما تقرب مني.
ألقت كلماتها دفعة واحدة ثم هرولت للداخل قبل أن يفتك بها فنظراته الآن لا تبشر بالخير.
وضع يده على وجنته وهو غير مستوعب ما فعلته تلك الصغيرة فهتف بتوعد كده يا سيلا ماشي انت اللي بدأت يا بنت عمي ويانا يا انتي.
إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية