-->

رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 15 - 1 - الخميس 24/10/2024

 قراءة رواية أنا لست هي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنا لست هي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل الخامس عشر

1

تم النشر يوم الخميس

24/10/2024  


بابتسامة لطيفة عاونته في ارتداء ملابسه مما جعله يتطلع إليها بعشق خالص

 تلك المرأة التي استطاعت أن تحتل قلب رجل ستيني وعلى الرغم من العمر الذي بينهما استطاعت أن تجعله متيما بها والأجمل من ذلك أنه في بعض الأحيان يشعر بأنها والدته كلما يرمي على عاتقها ما يغضبه فتستطيع بكل سهولة بأبسط الكلمات أن تخفف عنه فما أجمل النساء اللاتي يشبهن تلك المرأة الحنون والتي تمتلك من الجمال ما يجعلها مميزة عن غيرها.


 داعبت وجنته باصبعيها هاتفة بمشاكسة: بشو صافن يا حسن؟


 امسك بيدها التي تداعب وجنته ثم طبع قبـ لة عميقة في باطنها هاتفا وهو يتطلع إلى عينيها: فيكي يا قلب حسن.


 رباه تلك الكلمة جعلتها أسعد امرأة على وجه الأرض وماذا ستحتاج بعد فزوجها يشرد بها وهي أمام عينيه فماذا لو ابتعد عنها 


ألقت بنفسها بين ذراعيه تستمد منه القوة والحماية والدفء مغمغمة بحب: الله لا يحرمني منك.


 استنشق عبيرها الأخاذ ثم ابعدها قليلا عن احضـ انه هاتفا بصدق نابع من جنبات قلبه: هتصدقيني لو قلت لك اني ما بقتش قادر ابعد عنك ولما بغيب شوية بحس كأني طفل يتيم ومحتاج حـ ضن أمه.


 كفى كفى يا حسن فقلبها سيتوقف من شدة السعادة فنحن النساء نعشق تلك الصفة صفة التعلق

 عندما يتعلق الرجل بزوجته تشعر بأنها أهم امرأة على وجه الأرض وكأنها شمس والكون يدور حولها.


 انحنى قليلا ليصل إلى مستواها ليأخذ قبـ لة من تلك الشـ فتين الجميلتين إلا أنها سرعان ما ابتعدت عن مرمى يديه وهي تهتف بعجالة: يا الله الحكي اخدنا


 ثم أضافت بلكنة مصرية ركيكة: هتتأخر على شغلك يا حسن وهيك ما بيصير.


 اتسعت ابتسامته مما زادته اشراقا هاتفا باستسلام: تكرم عيونك يا ست ماجي يلا لا إله إلا الله.


 شيعته بنظرات هائمة مغمغمة: محمد رسول الله.


❈-❈-❈


حول مائدة الإفطار كانوا يلتفون في صمت مريب قطعته رانيا متسائلة: هو بابا متعود يبات برة كده كتير؟


 أجابها السيد ماجد بهدوءه المعتاد: ايوة لما بيتعب من الشغل ويكون عليه ضغط بيروح عند صاحبه رؤوف يلعبوا شطرنج ويتكلموا واحيانا بيبات عنده.


 اومأت رانيا متفهمة 

أما عن رائف فكان يتطلع إلى سيلا بين الفينة والأخرى تارة يغمز لها بعينيه وتارة أخرى يمنحها ابتسامة دافئة وكلما وقع بصرها عليه تحمر وجنتيها خجلا.

 قطب حاجبيه باستغراب شديد فمنذ متى وابنة عمه تمتلك تلك الصفة الجميلة لطالما كانت جريئة تبادله النظرات والابتسامات بثقة مبالغ فيها يكاد يجزم بأن تلك الفتاة تغيرت كليا بعد الحادث وكأنها امرأة اخرى

 لكن سرعان ما نهر ذاته واقنع عقله بأنها تمثل عليه وتدعي البراءة تلك الفتاة شيطانة صغيرة بل الشيطان يتعلم منها ويجلس جانبا يصفق لها.


 تنهدت سيلا بارتياح عندما ابعد رائف ناظريه عنها وراحت تتلاعب بطعامها في شرود تام فلماذا تشعر بسعادة كبيرة عندما يخصها رائف بتلك النظرات والابتسامات 

حسنا هي تختبر تلك المشاعر لأول مرة في حياتها لكن لماذا ذلك الرجل بالتحديد هل لأنه الشخص الوحيد الذي تقرب منها واقتحم خصوصيتها أم لأنه يمتلك جاذبية تميزه عن غيره

 فلطالما اعجب بها كثيرا من الشباب في الحي الذي تقطن به إذا لماذا ذلك الرجل؟


 استفاقت من شرودها على صوت عمتها تسألها باهتمام: ما بتاكليش ليه يا سيلا يا حبيبتي؟


 امسكت بكوب القهوة خاصتها وارتشفت منه رشفة صغيرة هاتفة بابتسامة: باكل اهو يا unity.


 تنحنح رائف مخاطبا عمه باحترام: عمي ماجد انا عايز اتكلم معاك كلمتين واعتذر لك قدام كل اللي قعدين على اللي عملته مع سيلا ده كان غصب عني وانا سبق واعتذرت لها وهي قبلت اعتذاري وعايزك انت كمان وطنط نهال ما تزعلوش مني انتم عارفين معزتكوا عندي قد ايه.


 أومأ ماجد بهدوء

 بينما منحته نهال ابتسامة هادئة مطمئنة مما جعله يشعر بالراحة نوعا ما لكنه سرعان ما تجهم وجهه عندما هتف ماجد بحدة: بس برضه ارتباطك بسيلا انتهى..


 لا تدري هي لماذا شعرت بالحزن اثر كلمات والدها لكنها ادعت الثبات.


 فهتف رائف وهو ينهض عن مقعده بثقة: هنشوف يا عمي ودلوقتي بقى استأذنكم عشان عندي meeting مهم.


 ألقى نظرة خاطفة على سيلا التي بادلته إياها بعينين خجولتين استغل انشغال الجميع في طعامهم وألقى قبـ لة  لها على الهواء

 فارتبكت واشاحت بناظريها بعيدا عنه مما جعله يبتسم بخبث متجها للخارج بخطوات واثقة تاركا خلفه تلك المسكينة التي خفق قلبها لأول مرة في حياتها.


❈-❈-❈


تسير أمامهم بخيلاء متعمدة ذلك تضع الطعام وتتلـ مس يده دون قصد أو تضـ ربه بمنكبها بلطف مما جعله يشعر بمشاعر غريبة فيبدو أن تلك الفتاة تعرف عملها جيدا.


 لاحظت والدته ما تفعله تلك الفتاة فهي امرأة مثلها مما جعلها تشعر بالحنق فتلك الوقـ حة تتحـ رش بابنها أمام مرمى عينيها مما جعلها تهتف بحدة: ما تتلمي يا بت وتمشي عدل يلا غوري روحي اعملي لنا الشاي.


 رسمت قناع الحزن ببراعة فوق وجهها الجميل وهتفت بانكسار: امرك يا حاجة. 


تابعها مختار بعينيه ثم خاطب والدته بتعنيف: ليه كده بس يا اما هي البت عملت لك حاجة دي حتى غلبانة.


 لوت والدته شدقها بحنق ولم تعقب

 فاستطرد مختار حديثه: ايه رأيك يا اما لو اتجوزت؟


 تطلعت إليه بعدم تصديق فهو كان رافضا الجواز بعد وفاة زوجته والتي تعرف مقدار عشقه لها فسألته بتوجس: تتجوز مين ان شاء الله؟


 أجاب بسرعة: نرجس.


❈-❈-❈


عايزين حاجة اجيبها وانا جاي انا نازل عشان ما اتأخرش على الشغل.


 استوقفته والدته التي دلفت من المطبخ للتو تسأله باهتمام: عملت ايه في الموضوع اللي اتكلمنا فيه؟


 استدار إليها مجيبا على سؤالها بسؤال: موضوع ايه يا امي؟


 فأجابته بحدة: موضوع خطوبتك اخترت ولا لسه؟


 زفر بنفاذ صبر ثم اجابها بهدوء: يا امي انا قلت لك قبل كده.


 قاطعته بحدة: لا قلت ولا ما قلتش انا كان كلامي واضح يا تختار انت يا اختار انا ها قلت ايه؟


 تحدث والده الذي كان ينتعل حذائه عازما على الخروج هو الآخر: وهو ينفع الكلام ده على الواقف كده يا ام فضل لما نرجع بالليل. 


منح والده ابتسامة امتنان ثم هتف وهو يفتح الباب: ايوة زي ما الحاج قال كده بالظبط لما نرجع نبقى نتكلم.


 دلف سريعا هاربا من نظرات والدته الغاضبة فهتفت موجهة حديثها إلى زوجها الذي كان يهم للخروج: وبعدها لك يا ابو فضل هتفضل يا اخويا تماطل.


 اجابها باطمئنان: ما تخافيش يا حاجة انا اتكلمت معاه قبل كده وهتكلم معاه تاني يلا سلام عليكم. 


شيعته بناظريها حتى أغلق الباب من خلفه وهتفت بصوت مرتفع: ماشي يا فضل يا ابن بطني لما نشوف اخرتها

 ندى بت يا ندى انت فين تعالي عشان عايزين نعملو محشي النهاردة واهو تتعلمي تلفيه يا موكوسة بدل ما حماتك العقربة تشمت فيك.


❈-❈-❈


أمام المرآة وقفت تصفف خصلاتها عازمة على الذهاب إلى النادي واخذ زوجة شقيقها وابنتها للترفيه عنهما قليلا.


 واثناء انشغالها بوضع القليل من مستحضرات التجميل استمعت إلى رنين هاتفها 

اتجهت إليه بخطوات هادئة فتجهمت ملامحها عندما عرفت هوية المتصل نعم انه ذلك الرقم الذي اتصل بها سابقا الذي يخص ذلك السـ ادي المجنون

 ترددت في بادئ الأمر لكنها سرعان ما حسمت أمرها وهي تهز كتفها بلا مبالاة: هو انا هخاف من ايه يعني.


 ضغطت زر الإيجاب فاستمعت إلى صوته على الطرف الآخر: ازيك? يا هيام هانم؟


 اجابته باقتضاب: كويسة. 


قطب حاجبيه بدهشة فلماذا تتحدث معه بتلك الطريقة الفظة لكنه استطرد حديثه بهدوءه المعتاد: اخبار حضرتك ايه انا يعني كنت حابب اتكلم معاك شوية هل ممكن نتقابل في مكان عام؟


 لا معلش ما بخرجش مع رجالة غريبة ومن فضلك ما تتصلش على الرقم ده تاني.


 ألقت كلماتها المسمومة في وجهه ثم أغلقت الهاتف وألقته فوق فـ راشها واستدارت تكمل ما كانت تفعله هاتفة بغضب: هو انا كنت ناقصة يعني على رأي المثل اطلع من حفرة اقع في دحديرة. 


تمتمت في نفسها بعدم تصديق: ايه الامثال البيئة دي يا هيام بقيتي لوكل الصراحة. 




وعلى الجانب الآخر وضع هاتفه فوق المكتب وهو يشعر بالغضب الشديد فلأول مرة يتحدث معه أحد بتلك الطريقة خاصة لو كانت امرأة ماذا فعل لتحرجه هكذا لطالما كان مهذب ولطيف معها ترى ما الذي حدث مع تلك المرأة 


هب واقفا عازما على الذهاب إلى منزله والتفكير مليا قبل أن يتخذ أي خطوة فتلك المرأة تروق له كثيرا ولن يستسلم حتى يحصل عليها مهما كلفه الثمن.


❈-❈-❈


يجلس خلف مكتبه وابتسامة واسعة ترتسم على محياه وصديقه يجلس أمامه يتطلع إليه ببلاهة متسائلا: وشك منور على الصبح ويا ترى ايه سر الابتسامة دي؟


 اجابه بهدوء: مبسوط هو انت لا عاجبك كده ولا كده!


 اراح ظهره فوق المقعد ثم استطرد حديثه: ايوة مبسوط من ايه فهمني وانت امبارح كنت راجع البيت سكران طينة ايه اللي جد من امبارح للنهاردة؟


 اجابه ببرود: بكرة تعرف المهم عايزك تخلي بالك من الشغل النهاردة عشان انا راجع البيت بدري عندي حاجة مهمة لازم اعملها. 


اتسعت حدقتا رحيم بعدم تصديق فمنذ متى وصاحبه يعود إلى المنزل مبكرا فلن يفعل ذلك منذ وقت طويل

 لطالما كان يعشق عمله حتى عندما كان يشتاق لابنة عمه لن يفعلها ترى ما الذي طرأ على صديقه والأدهى من ذلك ابتسامته التي لا تفسر. 


فتح فاهه ليستطرد باقي أسئلته إلا أن رائف لن يمنحه الفرصة وهب واقفا وهو يلتقط مفاتيح سيارته وهاتفه متجها إلى الخارج مطلقا صفيرا من فمه مغلقا الباب من خلفه.


  وما زالت تلك الابتسامة البلهاء وعلامات الذهول ترتسم فوق وجه صاحبه وبداخل عقله الكثير والكثير من الاسئلة.


❈-❈-❈


بينما في مكتب حسن نصار بعد ان قص عليه شقيقه ما حدث من رائف على طاولة الإفطار شعر حسن بالدهشة متسائلا: طب ايه اللي جد يعني؟


 اجابه ماجد: جايز ربنا هداه وعقل مع اني لحد دلوقتي مش قادر افهم هو ليه اتغير كده

 بس ما تزعلش مني يا حسن انا برضو مش موافق على رجوعهم رائف وسيلا مش لبعض.


 تحدث حسن بشرود: عندك حق هم ما ينفعش اصلا يبقوا لبعض على الأقل في الوقت الحالي.


 رفع  كلا حاجبيه: ورائف لازم يعقل ويرجع زي الاول وبعدين نبقى نشوف فهمني يا اخويا.


 على الرغم من عدم اقتناع ماجد بحديث شقيقه إلا أنه اومأ بالموافقة

 فلاحظ حسن على الفور عدم اقتناع شقيقه بحديثه فقرر تغيير مسار الحديث ملتقطا أحد الملفات الموجودة على مكتبه هاتفا بجدية: وايه اخبار صفقة الحديد الجديدة؟


الصفحة التالية