-->

رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 16 - 1 - الخميس 30/10/2024

  قراءة رواية أنا لست هي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنا لست هي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل السادس عشر

1

تم النشر يوم الخميس

31/10/2024  


 داخل النادي 

جلسن يتجاذبن أطراف الحديث وكلما أرادت السيدة نهال المشاركة معهن كتبت لهن على هاتفها.

 واستمر النقاش في جميع المواضيع العامة حتى تطرقن إلى سيلا فهتفت رانيا بشرود: انتم معايا ان سيلا فيها حاجة غريبة؟


 اومأت نهال بالإيجاب.

 بينما السيدة هيام هتفت بعقلانية: هي فعلا فيها حاجات كتير متغيرة طريقتها في الكلام صوتها ابتسامتها اسلوبها فيه حاجات كتير بس حسن سأل الدكتور المعالج وقال ان ده طبيعي بعد اللي هي مرت بيه خصوصا ان الحادثة ما كانتش هينة برضو وان المريض بعد النوع ده من الحوادث بيقف مع نفسه وقفة قوية يعني مثلا بيراجع نفسه في حاجات كتير غلط كان بيعملها وممكن سيلا حصلها كده. 


اومأت رانيا باقتناع

 بينما نهال كتبت على هاتفها: مش بس صوتها ولا طريقتها ولا اي حاجة من الحاجات اللي قلتوها دي

 ده حتى ريحتها متغيرة مش دي ريحة بنتي اللي انا عارفاها حتى لما بتحـ ضني بحس  انها محتاجة لي اكتر ما انا محتاجاها وعمري ما حسيت الشعور ده معاها قبل كده فاهميني؟


 قرأت هيام حديث ابنة عمها بصوت مرتفع لكن سرعان ما جحظت عينيها وهي ترى ذلك البغيض يقترب منهن ملقيا تحية المساء بابتسامة سمجة

 فتلقائيا اشاحت بنظرها بعيدا عنه.

 هبت رانيا واقفة ترحب به بحفاوة بينما اكتفت نهال بايماءة من رأسها وابتسامة خفيفة.


 وجه حديثه مخاطبا تلك التي تتطلع إليه بنفور: ممكن نتكلم شوية يا مدام هيام؟


 كادت أن تعترض إلا أنه استطرد سريعا: صدقيني مش هأخرك عليهم بس محتاج اتكلم معاك ضروري.


 فتحت فيها لترفض إلا أنها لاحظت تحديق رانيا ونهال بها فاضطرت على مبدأ الموافقة. 

هبت واقفة متجهة إلى اقرب طاولة لهن فلا تنكر انها تخشى ذلك الرجل المريض السـ ادي.


❈-❈-❈


استمرت بالبكاء حتى أنهكت فجلست تمسح دموعها وهي تهتف بحزن: كده برضو يا سالم هنت عليك انا برضو اغلط في والدتك انا بس كنت بحاول افهمك اللي بيدور عندي عشان اقرب المسافات الله يسامحك.


 استمعت إلى صوت والدتها من الخارج يناديها

 فمسحت دموعها كي لا تنكشف أمام والدتها وتسألها عن السبب ثم أخذت نفس عميق وزفرته على مهل متجهة للخارج وهي تهدف بصوت جاهدت أن يخرج طبيعيا: انا جاية اهو يا ماما. 


سألتها والدتها باقتضاب: ما تيلا يا اختي سلقت الكرنب عايزين نخلص المحشي قبل ما ابوك ييجي.


 اغتـ صبت ابتسامة خفيفة وهي تهتف بمرحها المعتاد: ايوة بقى بط ومحشي اكلة سي فضل المفضلة.


 هتفت والدتها: ايه رأيك تعزمي سالم يتغدى معانا النهاردة؟


 كادت أن تعترض إلا أنها خشيت الكثير من اسئلة والدتها التي لا تنتهي فأومأت بهدوء ثم عادت إلى غرفتها عازمة على التحدث معه ومصالحته فلربما اخطأت دون أن تقصد. 


وبالفعل ضغطت زر الاتصال وانتظرت.

 انتهت المكالمة الأولى دون رد فقررت الاتصال ثانية.

 ثواني وأتاها الرد: ايوة؟


 تنحنحت كي تجلي حنجرتها هاتفة بانكسار: انا اسفة يا سالم لو قلت حاجة دايقتك انا بس. 


قاطعها ببرود: ما فيش حاجة خلاص بس خليكي عارفة ان احترامك لأهلي من احترامي واوعي اسمع منهم شكوى منك فهماني يا ندى؟


 اومأت له وكأنها يراها ثم هتفت بهدوء: ماما عزماك على الغدا النهاردة عاملة بط ومحشي. 


صمت قليلا يفكر ثم هتف بجدية: ماشي هطلع من الشغل عليكم.


 ابتسمت باتساع ثم اغلقت الهاتف وعادت لوالدتها بحال عكس الذي خرجت عليه منذ قليل.


❈-❈-❈



أسفل الدرج يقف ينتظرها.

 ثواني وابصرها تهبط بهدوء وهي ترتدي فستانا طويلا من اللون البنفسجي ذو أكمام قصيرة


 لا ينكر أنها جميلة. جميلة حد الفتنة كما أن جـ سدها امتلأ قليلا وهذا بسبب مكوثها طويلا في المنزل. 

تأمل خصلاتها الجميلة التي تتطاير خلفها وكأنها تعكس شخصيتها المتمردة وعينيها اللامعة

 فدنا منها كالمسحور يمسك كفها طابعا قبـ لة على راحتها هاتفا بانبهار: ايه ده زي القمر يا سيلا.


 منحته أجمل ابتساماتها وخفق قلبها من مجرد كلمة غزل يلقيها على مسامعها ذلك الوسيم لكن ما يجعل سعادتها  ناقصة هي الكلمة الأخيرة  سيلا لوهلة شعرت بالحقد على تلك الفتاة.


 أما عن رائف شرد في تفاصيلها الجديدة عليه وتمنى بداخله بأن تكون تغيرت للأفضل لكن مهلا هل لو تغيرت سيسامحها؟


 ابتسم بسخرية على تفكيره فنفض من رأسه تلك الأفكار عازما على التركيز في خطته الا وهي الانتقام. الانتقام فحسب كما أنه سيستمتع قليلا بشخصيتها الجديدة تلك وسينعم بالقرب منها.


❈-❈-❈


وقفت في المطبخ تتلصص على حديثهما وهي على يقين بأن الحديث يخصها

 فبعدما طلب الزواج بها بالأمس صر خت عليه والدته بقوة بالطبع هي لن تقبل بأن تكون تلك الخادمة زوجة لابنها وخاصة بعد وفاة تلك الحقـ يرة زوجته الراحلة. 


اتسعت ابتسامتها وهي تستمع إلى صوت مختار الحاد: ما كفاية بقى يا امي هفضل قاعد كده من غير جواز لحد امتى من امبارح وانت عمالة تزعقي لي وكأني عيل صغير ما لها البنت يعني دي حتى بنت غلبانة وحلوة.


 نعم يا روح امك!


 تنحنح بحرج ثم تابع مستطردا: اقصد يعني انها بنت غلبانة وعايزة تعيش.


 لوت شدقها بعدم رضا ثم هتفت بحدة: ما البنات على قفى من يشيل ومن سنك ده البت من سن عيالك يا ناقـ ص.


 طب وماله يا اما مجايز دي عوضي انت ناسية ان انا صبرت كتير اوي وقعدت من غير جواز سنين طويلة.


 كادت أن تعترض للمرة التي لا يعرف عددها إلا أنها صمتت عندما هب مختار واقفا يهتف بصوت مرتفع: خلص الكلام انا هكتب على نرجس بكرة ويا ريت بلاش مشاكل من أولها وتتقبلي الموضوع وتعامليها كويس ماشي يا امه وبالاذن بقى عشان انا نازل اشوف المصلحة الجديدة اللي قلت لك عليها.


 شيعته بناظريها التي تطلق شـ رار ثم ضربت كف بالآخر وهي تغمغم: الواد اتجنن ماشي يا مختار بس على الله ما تطلعش انيل من اللي قبلها ما انا عارفاك يا ابن بطني شكل حظك مهبب في النسوان.


 صفقت بصوت منخفض ثم غمغمت بسعادة: واخيرا هتهنن واتستت ويبقى عندي بيت حلو ومش بس كده لا ده انا هجيب واحدة تخدمني وحنقطك يا حيزبونة يا اللي قاعدة برة انتي ومش بس كده ده انا هخليه في اقرب وقت يرميكي في دار مسنين بس اصبري عليا.


❈-❈-❈


يسير في طريقه عائدا للمنزل فاستمع إلى صوت إحداهن تناديه بصوتها العذب: باشمهندس فضل.


 استدار إليها ليعرف هويتها لكنه سرعان ما فتح فاه بانبهار عندما تطلع إلى وجهها الملائكي فتنحنح بحرج بعد أن اشاح ببصره بعيدا عنها: اؤمريني يا انسة؟


 ابتسمت على أخلاقه العالية فهي قلما وجدت هذا في ذلك الزمان أجابته بنعومة: انا جميلة بنت المعلم حسين النجار انا كنت يعني محتاجة تشرفنا في البيت عشان عايزاك في شغل ممكن؟


 أومأ لها بالموافقة وما زال مشدوها بجمالها وجهها المستدير بشرتها البيضاء عينيها شديدة السواد وشـ فتيها الكرزيتين: احنا بيتنا فوق الورشة يا بشمهندس هستناك انا وبابا الساعة سبعة مناسب لك؟


 اومأ لها بالموافقة فمنحته ابتسامة جميلة ثم انصرفت من أمامه تاركة إياه يتطلع إلى اثرها بشرود وابتسامة.



الصفحة التالية