رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 5 - 1 - الخميس 17/10/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الخامس
1
تم النشر الخميس
17/10/2024
"الصدف دائماً خيراً من ألف ميعاد ، دائما ما تجعلنا الصدف نقابل أناس لآول مرة ، لكن نشعر أننا نعرفهم من قبل ، وليس هذا فحسب لكن تجعلنا نشعر أنهم جزءًا منا ونحن جزاء منهم وننتمي إليهم ، فرب صدفة قد تكون خيراً من ألف ميعاد مع أناس يعرفونا ونعرفهم"
إبتعدت عنه بصعوبة وهي تركض بعيدا وهو يركض خلفها ويصيح بها:
-هقتلك مش هسيبك تهربي بعملتك السودة دي.
كل هذا أسفل نظرات الجميع المنصدمة وبما فيهم الطبيب الذي دلف للتو هو الآخر.
من الصدمة وقف الجميع يتأمل هذا الثنائي المختل فقد إستطاع امير الإمساك بها ومن لاياقة ملابسها كانت بين يديه كالفأر المقطوع ذيله اتجه إليهم وهي تصرخ بين يديه.
آول من فاق من صدمته هو الطبيب الذي صاح بعصبية:
-أيه إلي بيحصل هنا ده؟ حضرتك فاكر نفسك فين دي مستشفى ودي عناية مركزة ؟
تحدثت الآخري بعويل:
-وبالنسبة ليا عاجب حضرتك مسكة الأرنب إلي مسكها ليا دي ؟
تجاهل حديثها وإنتظر حديث هذا الشخص الغريب ينتظر منه تفسير اقترب منه وتحدث بغيظ:
-فيه أن الدكتور دي أو الشئ ده غير مؤهل يكون طبيب دي بتاكل بني أدمين.
تطلع له الطبيب بحيرة والتف لها وتسأل:
-بتأكلي بني أدمين يا نور؟
حركت رأسها سريعاً بلا:
-يا أخويا لو كنت بأكل بني أدمين كنت كلتك أنت وخلصت منك.
اتسعت عين الطبيب بصدمة:
-نعم بتقولي أيه يا حيوانة أنتي؟
إنتبهت إلي حالها وتحدثت بإرتباك:
-ها لا أسفه يا دكتور خليه يسبني بس أنا مش فاهمة حاجة من ساعة ما شافني وأنا بأكل سندوتش الكبدة وهو أتجنن كده.
تجاهل حديثها وتسأل:
-ثانية واحدة بتأكلي كبده فين يا دكتورة نور؟
تمتمت داخلها بغيظ:
-يعني سبت يا أخويا كل حاجة وباصص لسندوتش الكبدة بتاعي دكتور تافه صحيح.
فاقت من شرودها علي صوت والد المريض:
-أيه يا أمير في أيه ماسك الدكتورة كده ليه ؟
نظر لها بإحتقار وقال:
-في أن الهانم بتأكل كبدة بني أدمين .
شهقت الجميع بصدمة بما فيهم هي وصاحت باستنكار:
-نعم يا اخويا كبدة بني أدمين مين ؟ أنت أهبل يا واد ؟
صمت الجميع عندما إستمعوا إلي صوت ياسين ركض الطبيب اليه وكذلك والديه وصفا بينما ظل أمير ممسكاً بها زفرت بحنق وقالت:
-يا عم لو عحباك الفنلة أشتري ليك زيها وأعتقني بقي سبني.
رمقها بإشمئزاز وأبعدها من يده كأنها كيس قمامة وركض سريعاً لرفيق دربه.
❈-❈-❈
اقتربت من ولدها وتحدثت بحب:
-ياسين أنت كويس يا حبيبي سامعني يا قلب ماما ؟
أرتسم الآلم والحزن علي وجهه ورد متحسراً:
-سامعك يا ماما بس مش شايفك خلاص يا ماما بقيت أعمي مش هشوف تاني خلاص .
ربت والده علي كتفه بحنان وقال:
-المهم إنك بخير يا حبيبي.
صاح الآخر بلهفة:
-أنت كويس يا صاحبي ؟
تنهد بأسي وقال:
-لأ مش كويس يا أمير مش كويس.
صمت قليلاً وتسأل بتردد:
-هي فريدة فين ؟
تطلع والديه إلي بعضهم وصمتوا عندما لاحظ صمتهم تسأل بأصرار أكبر:
-ساكتين ليه ؟ ردوا عليا فريدة فين ؟ أكيد زعلتيها يا ماما وخلتيها تمشي مش عارف بتكرهيها ليه ؟
لم يعجبها صمتهم ولا تكليله الإتهامات إلي والدته فتحدثت بضيق:
-عيب تكلم مامتك كده أنت مش عارف حالتها كانت عاملة ازاي عشان خاطر حضرتك وبدل ما تقول ليها كلمة كويسة تطمنها قاعد تتهم فيها .
❈-❈-❈
قاطعها بعصبية:
-أنتي مين يا زبالة أنتي وبتكلميني كده ليه مش عارفه أنا مين؟ أنا أفعصك تحت رجلي يا حيوانة أنتي .
إستفزاها حديثه وأيضا إهانتها مما جعلها تكمل حديثها بتحدي:
-الحيوانة والزبالة مش أنا دب تبقي الهانم إلي أنت متجوزها
إلي بدل ما تفضل جنبك لغاية ما تقوم بالسلامة لا عايزة تطلق عشاز متبقاش علي ذمة واحد أعمي بي مع الاسف أنت مش اعمي البصر انت أعمي القلب يا ساتر عليك يا شيخ.
ألقت كلامها دفعة واحدة وغادرت الغرفة بعصبية شديدة اقترب أمير من نور وتحدث بهمس:
-هي دي صاحبتك ؟
حركت رأسها بإيجاب وتسألت ببلاهة:
-اه بتسأل ليه ؟
إبتسم ساخراً وعقب:
-عرفت الغباء جاي منين.
طال صمته حتي إبتلع مرارة حديثها وتسأل بحذر:
-فريدة مشيت وعايزة تطلق فعلاً ؟
حاول أحمد تغير مجري الحديث:
-مش وقته يا أبني مش وقته.
ردد بإصرار:
-لأ وقته حصل الكلام الي قالته البنت ديه ؟
تنهد بقلة حيلة وقال:
-أيوة يا أبني.
آخذ نفس عميق وتحدث بنبرة حادة:
-عايز اخرج من هنا دلوقتي.
حاول الطبيب التحدث وإقناعه:
-تخرج فين حضرتك حالتك متسمحش .
تجاهل حديثه وتحدث بإصرار:
-خلص إجراءات الخروج يا أمير وحالا.
رفع أمير يده بإستسلام وقال:
-حاضر .
غادر أمير ينفذ ما أمره به بينما تسأل بضيق:
-مين البنت دي ؟
تحدث الطبيب بعملية:
-دكتورة هنا.
صمت قليلاً وهتف بإصرار:
-تترفد.
-لأ.
كلمة واحدة نطقت بها والدته بتحدي.
صدم من والدته وتسأل:
-لأ دي واحدة مش محترمة.
ردت والدته بثقة:
-لأ هي محترمة مشكلتها معاك أنها وقفت قصادك وعرفتك حقيقة الهانم مش هتترفد يا أبني.
❈-❈-❈
حمحم الطبيب وغادر الغرفة بعد أن أستأذن منهم وخلفه نور الذي ما أن خرجوا من الغرفة صاح بها بعصبية:
-المهزلة إلي حصلت دي هتتحاسبي عليها فاهمة وخروجك من الرعاية وأكلك فيها مش هيعدي يا نور وصفا كمان حسابها معايا علي إلي حصل ده .
تركها وغادر زفرت هي بحنق وجلست علي أحد المقاعد واضعة ساق فوق ساق بثقة ووضعت يدها في جيبها وأخرجت السندوتش وأكملت طعامها بنهم شديد.
ظلت علي حالتها حتي انتهت منه وهي تمسد علي بطنها بمرح وقالت:
-أيوة كده الواحد شبع قال عايزني اشتغل علي معدة فاضية بس علي مين .
أنتهي من إجراءات الخروج وعاد وجدها تجلس تأكل بنفس الطريقة أقترب منها بإشمئزاز وأستمع إلي جملتها تلك وقف أمامها ضارباً كف بكف وهو يتسأل بعدم إستيعاب:
-أنا مش فاهم أنتي دكتورة أزاي ؟ ولا دخلتي طب ازاي ؟ أنتي تنفعي تكون جزارة بياعة في مدبح لكن دكتورة لا.
طالعته شذرا وقالت:
-أنت تاني ؟ هو حد مسلطك عليا يا جدع أنت ؟ وبعدين كبدة بني أدمين أيه إلي أكلها دي بتبقي زفرة.