رواية جديدة رواية تائهة في قلب أعمى لزينب سعيد القاضي - الفصل 7 - 1 - الأحد 20/10/2024
قراءة رواية تائهة في قلب أعمى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية تائهة في قلب أعمى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل السابع
1
تم النشر الأحد
20/10/2024
"يحالفنا الحظ أحياناً ويضعنا بطريقة غير مباشرة ، في طريقا كنا نتمني أن نسير به يوماً ، دون أدني مجهودا منك ، لو كنت حاولت أنت الوصول إليه بمحض إرادتك لن تستطيع ، لكنك وضعت به بلمح البصر "
اشتعل وميض عينيه وتحدث بفحيح:
-شايفة الباب ده ؟
قالها وهو يشير بأصبعه تجاه باب الغرفة أجابت بثقة:
-أيوة ماله ؟
-تخرجي منه ومش عايز أشوف وشك هنا تاني سامعة.
ألقي جملته بصياح وتوعد.
تجاهلت حديثه وجذبت إحدي المقاعد وجلست عليه واضعة ساق فوق ساق بثقة وقالت:
-توء توء توء مش هيحصل.
تجهم وجهه وتسأل:
-هو أيه إلي مش هيحصل يا حشرة أنتي ؟
إنتفخت أوداجها من شدة الغضب وصاحت بعصبية :
-أنا مش حشرة لا أنا بني أدمة زي زيك ويمكن أنا أفضل منك وليا قيمة عنك كمان أتفضل قوم كده وريح نفسك أنا مش همشي من هنا غير في حالة واحدة بس لما أنت تخف وتقف علي رجلي تاني وقتها بقي تبقي تقف قدامي وعينك في عيني وتقولي أمشي وقتها بس ممكن أفكر امشي غير كده لأ يا شاطر .
حرك يده جواره كي يضغط علي الجرس المجاور لكنها آخذته سريعاً قبل أن يضع يده عليه:
-عايز ترن الجرس ليه أظن ملوش داعي وأنا وموجودة.
ضغط علي شفتيه بغيظ وقال:
-والله محدش قالك تبقي موجودة أظن أني بقالي ساعة بطرد جنابك ومش راضية يبقي هنادي الأمن يطردك.
إستندت علي ظهر المقعد وتحدثت بثقة:
-هو أنت فاكر أن حد يقدرني يخرجني من هنا ؟ توء توء أنا هنا بمزاجي ويوم ما أفكر أمشي من هنا هيبقي بردوا بمزاجي أنا وبس.
نهضت بثقة واتجهت إلي المرحاض ظن أنها غادرت فتنهد براحة وحاول أن ينهض بصعوبة ولكن إستمع إلي صوت حذائها المستفز بالنسبة له وقفت أمامه ووضعت عكازه بين يده .
طرق الباب ودلف أمير إقترب من رفيقه وتسأل:
-صباح الخير يا حبيبي أنتي كويس ؟
صاح بغيظ:
-مين إلي جاب الممرضة اللازجة دي هنا ؟
-سمعت علي فكرة بس مش مهم هعديها عشان آول تعارف أتفضل قوم يلا هاخد شور وأتوضي وصلي الصبح أكيد مش صليت الفجر أصلاً.
قالتها بتعالي وهي تقترب منه وتربع يديها فوق صدرها وتطرق علي الأرض بكعبها العالي .
كتم أمير ضحكته وتحدث بخفوت:
-إهدي شوية يا حبيبي قوم يلا معايا.
رمقه ياسين شذرا وصاح معارضاً:
-نعم أنت عايزني أنا أسمع كلام دي ؟
شهقت بإستعلاء وقالت:
-نعم مالها دي أن شاء الله ؟ مش هرد عليك يلا قوم خلصني عشان فطارك وعلاجك أخلص.
حاول النهوض والفتك به لكن أمسكه امير بقوة وتحرك به إلي المرحاض أدخله إلي الداخل وتركه يأخذ حريته وغادر .
ذهب إلي صفا وتحدث معتذراً:
-أسف يا دكتورة.
اتسعت عينيها وقالت:
-بتقول أيه بس هتودينا في داهية.
ضرب الآخر جبينه بخفة وعقب:
-معلش نسيت .
فتح باب المرحاض بعد فترة وإتجه أمير سريعاً وسانده مرة آخري وتحرك به إلي أن أوصله إلي الفراش.
وضعت يدها في منتصف خصرها وتسألت:
-أنت هتفضل قاعد كده أتفضل قوم أتوضي وصلي ؟
زفر بنفاذ صبر وقال:
-هقوم أصلي بس مش عشان أوامر من جنابك لا ده عشان فرض من ربنا.
ابتسمت بإتساع وصقفت بيدها بخفة:
-شاطر أنت شطور هنزل أجبلك الفطار تكون خلصت .
تحركت من أمامه وغادرت وهو يشتعل غيظاً بينما يقف أمير يحاول كبت ضحكاته بصعوبة.
شعر الآخر به وتحدث ساخراً:
-أضحك كاتم الضحكة ليه هتفطس وأرتاح منك.
كأنها كانت إشارة لينفجر الآخر ضاحكاً وهو يقول:
-أسف أسف بس بصراحة جامدة البنت دي الصراحة.
نهض ياسين بوهن وقال:
-أفرش المصلية ووديني القبلة.
أومأ بإيجاب وبالفعل نفذ مطلبه أنهي صلاته ونهض مرة آخري بمساعدة أمير وتمدد علي الفراش مرة آخري.
❈-❈-❈
هبطت إلي المطبخ وقابلتها الخادمة:
-تؤمري بحاجة يا فندم؟
أومأت صفا بإيجاب:
-أيوة كنت عايزة بطاطس وبيض.
الخادمة بحيرة:
-بطاطس وبيض ؟
صفا بحيرة:
-أيوة وسمن بلدي كمان مش موجودين ؟
ردت الأخري بإيجاب:
-ها لا طبعاً موجودين بس حضرتك بتعملي بيهم أيه؟
أجابت ببساطة:
-هجهز فطار ياسين.
الخادمة بصدمة:
-بس ياسين باشا مش بيفطر الاكل ده ؟
هتفت بملل:
-ممكن تجبيهم ليا وأنا هتصرف.
رفعت يدها باستسلام وقالت:
-تحت أمرك.
أعدت لها الخادمة ما طلبته وأحضرته لها.
تسألت صفا باهتمام:
-هو فيه أير فراير صح؟
أومأت بإيجاب:
-أيوة.
تبسمت صفا بحماس:
-حلو هجهز البطاطس ونحطها فيها وأنتي أسلقي البيض.
ردت الخادمة بطاعة:
-أوامرك حاضر.
بعد فترة.
تحدثت الخادمة بإحترام:
-البيص اتسلق وقشرته كمان.
أومأت بإيجاب وقالت:
-تمام هاتيه.
آخذته منها صفا وقامت بوضع ملعقة كبيرة من الذبدة في الطاسة وبدأت بتحريك البيض بها.
تسالت الخادمة بقلق:
-هو البيض المدحرج ده لمين؟
ردت ببساطة:
-ياسين.
تسألت بصدمة كبيرة:
-ياسين باشا هياكل بيض مدحرج وبطاطس مقلية ؟!
ردت بنفاذ صبر:
-أيوة هياكلها متشغليش بالك أنتي.
أكملت صفا اعداد الطعام وآخذتها وغادرت المطبخ وسط تعجب الخادمة.
❈-❈-❈
طرق الباب بعد قليلاً ودلفت حاملة الإفطار الخاص بياسين وضعته علي الطاولة.
-مممم الريحة جامدة وتفتح النفس الصراحة.
نطقها أمير يتلذذ .
ابتسمت بهدوء وقالت:
-تقدر تفطر معاه.
رغم أنا رائحة الطعام الشهية داعبت أنفه لكن تحدث بغرور:
-آيه الفطار ده ؟ أنتي إلي عملاه ؟
ردت بثقة:
-أيوة أنا إلي عملاه بيض مسلوق ومدحرج في السمنة البلدي وبطاطس محمرة وجبنة بطاطم ومربي وكوباية لبن ده فطارك من هنا ورايح.
أتسعت عينيه بعدم إستيعاب وتسأل:
-نعم أنا هاكل الأكل الغريب ده أنا مش بأكل العك ده بفطر..
قاطعته بإستعلاء:
-عارفة بتفكر أيه هو اللانشون والجبنة التركي دول أكل ولا الفينو نفسه أكل لا طبعاً يلا يلا قوم عشان تفطر .
ألتفت إلي أمير وهتفت بأمر:
-أفطر وفطره معاك بعد إذنكم.
إقترب من ياسين وقال:
-بصراحة الأكل ريحته تحفة جرب يا عم يوم من نفسنا.
تنهد بقلة حيلة ورد:
-تمام.
بدأوا يتناولوا الطعام وعادت هي بعد قليلاً وبيدها أدوات تنظيف تطلع لها أمير بحيرة وتسألت:
-أنتي هتعملي ايه ؟
غمغمت بإختصار:
-البلكونة متبهدلة أوي وأنا هنضفها .
لم تعطيه فرصة للرد أو الرفض تحركت إلي الخارج وبدأت في تنظيف الشرفة بالفعل .
أنهي ياسين إفطاره وتحدث بإقتضاب:
-فين القهوة ؟
ردت عليه هي بثقة:
-مفيش قهوة كوباية اللبن عندك أشربها بسرعة عشان احنا مش فاضين .
ضغط علي شفتيه بغيظ وقال :
-مش بشرب لبن وبعدين أنتي مين عشان تقولي ليا أعمل أيه ومعملش أيه ؟
❈-❈-❈
ردت بثقة وهي تقف أمامه مباشرة وتمسك كأس الحليب وتقربه من فمه:
-أنا ممرضة حضرتك وكلامي هنا أوامر.
فتح فمه لكن تفاجأ بكأس الحليب في فمه حاول أن يبتعد أو يلقيه جانباً لكن قيد أمير يده بإشارة منه لم تدع له مجالاً للرفض وتجرعه دفعة واحدة وهو يرمقها بنظرات مشتلعة لو كانت النظرات تقتل لوقعت جثة هامدة الأن.
إبتعدت عنه ووضعت الكأس الفارغ علي الطاولة وهي تصقف بحماس :
-شاطور يلا بقي معاد الدواء.
صاح بجنون:
-أنتي مجنونة فاكرة نفسك مين عشان تعملي كده أتفضلي بره مش عايز أشوف وشك هنا تاني.
فتحت علبة الدواء وأخرجت علاجه ولم تعبأ بحديثه وتحدثت بلهجة أمرة:
-طيب خد علاجك يلا وكمل كلامك بعدين.
أتسعت عينيه وتسأل:
-هو أنتي ايه معندكيش دم معندكيش كرامة.
ردت بملل:
-لأ طبعاً عندي بس أنا عارفة أنت بتعمل أيه كويس أتفضل خد علاجك.
وضعت كأس الماء بيده واليد الآخري الكبسول المفترض آخذه زفر بحنق وآخذه.
نهض أمير مستئذناً:
-طيب همشي أنا عشان الشركة محتاج حاجة ؟
حرك رأسه نافياً وقال:
-لأ بس ياريت تاخد الكائنة دي معاك من هنا.