-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع لخديجة السيد - الفصل 6 - 2 والأخير - الأربعاء 2/10/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة الثائرة على المجتمع 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل السادس

والأخير

2

تم النشر يوم الأربعاء

2/10/2024

❈-❈-❈

أخذ مصطفى بعض الملابس الخاصة به قبل أن يغادر، كأنه يريد أن يوصل لها رسالة بأن هذه المرة ليست ككل مرة! لم يكن شجارًا عاديًا بل كان فراقًا ورحيلًا! نظرت إليه بألم ساخر و تحجرت دموع القهر في عينيها، تحاول جهدها ألا تبكي أمامه، وهي تتأمل وجهه وتشعر بألم الفراق والندم والغضب من نفسها قبل أن تغضب منه وبعدها رحل حقًا.


مر الوقت، وكانت أمينة تبكي وهي جالسة على سريرها، تضم ساقيها بذراعيها وتنتحب بشدة ولا تعرف على ماذا تبكي بالضبط أليس هذا هو الانتقام الذي كانت تسعى إليه وأن تكون ثائرة على المجتمع والأفكار والجميع؟ فلماذا تبكي الآن؟ مصطفى تركها ورحل ولم يتحمل أفعالها وكان محقًا في ذلك، فهي كانت تتعمد كل شيء إلا شيء واحد، وهو إجهاض نفسها، حيث كانت ما زالت مترددة وحائرة ولم يفهم مخاوفها من ذلك الطفل، خاصة إذا كانت فتاة.


مسحت دموعها بيدها بيأس وتعب، وسحبت حقيبتها لتبحث عن هاتفها لتتصل بأصدقائها ليخففوا عنها حالتها الصعبة، لكنها وجدت هاتفها القديم! فتذكرت الرسالة الصوتية التي تلقتها من أميرة منذ فترة ولم تفتحها بعد فشعرت بالفضول والاستغراب وهي تفتحها، وفجأة جاء صوت شقيقتها


= ازيك يا امينه لما تسمعي الرساله دي هكون خلاص روحي رجعت للخلقني! انا حاولت اظبط انها تتبعتلك بعد موتي بفتره عشان احاول اهون عليكي حالتك اللي هتبقى صعبه من بعدي، ما تزعليش مني وغلاوتك عندي والله حاولت اتحمل زي ما تيته طلبت و حاولت برده ادافع عن نفسي زي ما كنتي بتنصحيني بس في الحالتين لقيت نفسي بوصل لنفس النتيجه اهانه وضرب! انا ما كنتش مبسوطه خالص في جوازي ولا كنت فرحانه اكيد بالوضع ده ما فيش واحده بتكون متقبله الاهانه وراضيه الا لو هي شخصيه مريضه وانا مش كده يا امينه وانتٍ اكثر واحده عارفاني حساسه جدا ومن اقل كلمه كنت بتضايق وبزعل فلما حياتي كلها تتحول لجحيم مع زوج ما عندوش احساس ولا مشاعر ولا حب ناحيتي.. اهانه وضربي بس تفتكري حالتي هتكون ازاي غير عذاب؟؟. 


اعتدلت أمينة متفاجئ بجزع وهي تندفع سريعا تعلي الصوت بتركيز واهتمام، وكأن قلبها قد توقف عن النبض من شدة الصدمة والتوجس، لتسمع باقي الحديث


= عارفه ان اللي بعمله مش حل بس والله العظيم ما قادره اتحمل اكثر من كده حاسه ان انا في مره هموت من كتر الزعل والضغط على نفسي! ومش عاوزه اشيلكم حملي برده انتم مش مجبورين وانا اللي اخترت في لحظه تسرع حياتي دي، حتى عشان بنتي مش قادره اكمل والله واصله لمرحله صعبه اللي قدامكم بتضحك وتحاول تهزر بس انتم ما تعرفوش جواها ايه ولا لما تنفرد لوحدها ايه اللي بيحصل لها؟ حتى لو كنا ملناش الا بعض يا امينه حياتي الجديده علمتني ازاي اخبي وجعي وحاولتني لشخصيه اتوجع بصمت، بس دي كانت اكتر حاجه معذباني في حياتي ان حتى الشكوى مش قادره عليها.


لتنتحب أختها ببكاء متأثرة وهي تمسك بيديها الهاتف وتسمع كلماتها بصوتها المرتعش


=امينة عشان خاطري ما تزعليش من تيته ولا تلوميها بعد موتي هي ملهاش ذنب انا اللي اخترت برده الرحيل بمزاجي، هي برده اتربت وطلعت لقيت العادات والتفكير ده واحنا لو كنا مكانها برده كنا هنقتنع بكده و انه صح، مش قادره تقتنع بالحقيقه وأن خلاص الدنيا اتغيرت عن زمن ولا هي ولا ناس كتير زيها بتشوف ان شكوه البنت من جوزها خيبه منها وانها مش عارفه تحافظ عن بيتها.. مش قادرين يقتنعوا ان البنت كمان ليها حق ولما تشتكي مش عيب ولا حرام ولما تطلق عشان اهانتها دي تبقى اسمها بتحافظ على كرامتها.. انا كنت فاهمه وعارفه كل ده والله يا امينه من غير ما تتعبي نفسك وتحاولي تفهميني بس اللي على ارض الواقع كان غير او انا اللي ما كنتش قادره اواجه.. وعارفه كمان ان لو اتطلقت كنت هتقدري تصرفي عليا بس انتٍ مش ملزمه والله يا حبيبتي تشيلي همي . 


كانت تستند الي اطار الفراش بوجه شاحب و ظلال سوداء تحيط بعينيها المنتفخه و دون سابق ارتفعت منتحبه بشهقات مرتفعه، مع شحوب وجهها.


بينما صوت أميرة استمر بالهاتف مغمغمه بصوت حزين بيأس 


= اخر حاجه هقولها لك غير انك ما تزعليش مني وتسامحيني انك ما تحاوليش تتغيري يا أمينه مهما العالم كله يقول لك انك تفكيرك غلط اقفي قوليلهم انا الصح، اوعي تبقي زيي ضعيفه ومستسلمه.. اوعي في يوم يكون دي نهايتك زيي ضعف إيمان وضعف قوه! انتٍ صح يا امينه خليكي فاكره اوعي تتغيري سمعاني.. اوعي تتغيري.


وضعت أمينة يدها على فمها بذهول بعد أن انتهت من سماع رسالة وداع شقيقتها، وهي تهز رأسها غير مصدقة، ثم انهارت على أرض الغرفة تبكي بشدة وبهيستيريا، خاصة عندما سمعت وصيتها الأخيرة لها بأن لا تتغير من أجلها أو من أجل أي شخص آخر، بل من أجل نفسها فقط لكنها للأسف، كانت تفعل العكس تمامًا.


❈-❈-❈


شعرت أمينة بالحاجة إلى شخص بجانبها ليخفف عنها صدمتها بعد سماع كلمات شقيقته، التي جعلتها تشعر أخيرًا بالندم و التهور في تصرفاتها بعد فوات الأوان. وأول ما خطر ببالها كان زوجها، لكنها تذكرت أيضًا المشاحنات التي حدثت بينهما قبل أن يرحل ويتركها ومع ذلك، ركضت بسرعة نحوه في العمل وعندما دخلت المكتب، ساد الصمت التام في المكان، كانت تقف أمامه ترتعش أوصالها في انتظار عاصفة غضبه، التي كان له كل الحق في الشعور بها لكنه وقف كالصنم لا يتحرك حتى عينيه، حيث سلط نظراته المظلمة عليها وهي تقف أمامه كمن ينتظر حكم إعدامه. كانت اللحظات تمر ببطء قاتل حتى تحدث أخيرًا بخشونة وحدّة


= نعم خير جاية ورايا هنا كمان ليه 


حاولت ابتلاع غصة بكاء حتى تجيبه وهى تشهق باكية كطفلة صغيرة قائلة بتوسل 


= مصطفى ما تسيبنيش عشان خاطري انا محتاجه ليك دلوقتي أوي.. عايزه اتكلم مع حد


لوي شفته بسخرية وهو يقول بجمود 


= وده من امتى؟ طول عمرك كارهه وجود اي راجل جنبك حتى لو جوزك! انتٍ مش محتاجه لحد جنبك يا امينه غير نفسك طالما هتمشي بدماغك وما تسمعيش كلام اي حد.. وطالما مش عاوزاني اتحكم فيك زي ما بتدعي طول الوقت يبقي ما تخليش حد جنبك واكتفي بذاتك


هزت رأسها باعتراض وهي تصر بين بكائها الحارق تتوسل باحتياج 


=لا لا سيبك من الكلام ده عشان خاطري كله انا عاوزاك جنبي وبس


تحدث ببرود وقسوة وهو يتأمل وجهها الشاحب بدقه 


=سبتلك البيت ومشيت زي ما كان نفسك و بعت وانتٍ فرحتي وما هانش عليكي حتى تتنزلي عن كبريائك شويه وتوقفيني جايه بعد ما عرفتي قيمتي تدوري عليا انا اسف يا امينه 

من اللحظه دي انا طلعتك من حياتي وانتٍ كمان لازم تطلعيني وتنسي حاجه اسمها مصطفى وكل اللي هيربطني بيكي ابنك وبس


لتنظر اليه وعينيها تمتلئ بالدموع وهي تفشل باستجماع افكارها لتقول بتقطع


=مصطفى لا استنى عشان خاطري.. مصطفي انا مش هستحمل كسره ولا خساره حد تاني 

انت في حاجات كتير ما تعرفهاش عني! موت اختي ما كانش سهل عليا انا كرهت نفسي في اللحظه دي عشان ما فهمتش اخر مكالمه بيني وبينها انها كانت بتودعني وكرهت تيته انها كانت طول الوقت بترجعها وانا بحذرها اكتر من مره ان اخرتها هيحصل لها حاجه، لاني والله كنت حاسه أن دي النهايه لكن ما حدش كان بيسمعني..و لما انتحرت وصلت لدرجه صعب اوي لدرجه كرهوني في نفسي وفي المجتمع وكل حاجه حواليا 


دفعها مصطفي بحده مبعداً اياها عنه هاتفاً بشراسه و بتحدى دون رحمه وهو شاعراً بالدماء تغلي بعروقة 


=كلنا بيحصلنا مصايب وبلاوي سوداء بس عمرنا ما بنوصل للدرجه اللي انتٍ وصلتلها؟ راحوا زيك خلعوا حجابهم ولا مشيوا مشي بطال مع ناس مش كويسه؟ لا يا أمينة انتٍ عاجبك أوي مصطفى اللي مطاطي ليكي واي حاجه ماشي وتمام حتى لو علي حساب كرامته مش فارقه الناس بتقول عليه ايه بسببك.. مش انا اصلا كنت من ضمن انتقامك للمجتمع برده 


لتنظر له بضعف ودموعها تتساقط وهي تقول بمراره


= انت مش فاهم حاجه انا من زمان وانا كارهه كل العادات والتقاليد المقرفه دي وكنت بحارب من قبل ما اختي يحصلها حاجه ولما حصلها حسيت ان الدنيا كلها اتقفلت في وشي وجالي احاسس اني لازم اعمل حاجه واحده بس انتقم من الناس كلها واي واحد بيفكر بالطريقه دي لازم يندم حتى لو ما عملليش حاجه.. اميره دي كانت اطيب واحده ممكن تتعامل معاها وتشوفها بريئه.. اسم على يسمى بس هم ما عرفوش قيمتها ولا يتعاملوا معاها ازاي انا الوحيده اللي كنت عارفه بس انا برده ما قدرتش اعملها حاجه.. وكانت الوحيده اللي مصبراني على القرف ده، كانت اكتر من اختي ليا فراقها بجد كسرني.. افهموني بقى .


هتف بعصبية منفعله وعينيه مسلطه فوق زوجته بغل


= ما كفايه بقى الاسطوانه المشروخه بتاعتك، 

انا اللي كان مسكتني الأيام اللي فاتت عشان الكلام ده و أفضل ادي مبررات واعذار لكن لحد كرامتي كفايه، انتٍ اللي اخترتي يا أمينة فكملي في طريقك وما فيش رجوع 


انطلقت كلماته كالرصاص تستقر فى قلبها ينزف بين اضلعها يئن بألم، بينما تحرك من مكانه باتجاه الخارج بعدم اهتمام لها وهي تقدمت تجرجر قدميها تحت انظار الجميع المراقبة لاتستطيع الافراج عن صرخة واحدة تعبر بها عن ألمها وفى تلك اللحظة وقد علمت بانها النهاية بينهم فليس هناك من يستطيع ان يغفر تلك الأفعال او يتخطاها بسهولة توقفت عن بعد وعيونها تغشاها الدموع ومع ذلك لم يتأثر بها وهي تردد برجاء بصوتها المرتعش 


= انت هتسيبني فعلا؟ امال فين الحب اللي قرفني بيه سنين طويله، مصطفى اقف هنا و رد عليا زي ما بكلمك؟؟ مـــصــطفـــى لااا


بينما هو اكمل رحيله بعدم مبالاة وبكل قسوة شعرت بها .

الصفحة التالية