رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي لخديجة السيد - الفصل 2 - 2 - الأثنين 7/10/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
من يقع بنفسه لا يبكي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثاني
4
تم النشر يوم الأثنين
7/10/2024
اقتربت مديحه من ابنها وحاولت معه ان يهبط الى الاسفل بينما جلست ندى مكانها، وهي تهز ساقها بغضب مكتوم ثم هتفت بصوت مغتاظًا
= الزباله الواطي يقولي أنا عامله فيها الشريفه العفيفه و مش بعيد تكوني مقضيها زيي؟ وانا كل يوم والتاني شريف قصادي وبحاول اصده والله ما تستاهلش واحده زيي تصون شرفك بعد اللي عرفته عنك .
❈-❈-❈
مرت أيام ولا تعرف ندى عن زوجها شيء لكن اخبرتها حماتها بأنه ذهب لدى ابن خالته يومين حتى تهدي اعصابها، لكنها لم تهتم لامره.....
و ما زالوا الإثنين على رأيهم الإنفصال هو الحل..
عادت ندى الى عملها حتى تنسى ما فعله و في يوم تفاجأت الصباح على مكتبها، بوكيه من الورد المفضل لديها فكرت على الفور بزوجها وهي تردد بتعجب من أفعاله الغريبه عنها
= مين اللي جاب الورد ده؟ معقول يكون مصعب اكيد طبعا أمه اللي قالت له بس ذوق مش بطال.. بس برده مش هسامحك عشان خاطر بوكيه ورد
وفي تلك اللحظه ظهر وتقدم شريف الذي ابتسم ابتسامة جانبيه وهو يتحدث بحب ظاهر
= اتمنى يكون ذوقي عجبك كل سنه وانتٍ طيبه يا احلى حاجه حصلت ليا في حياتي
شفتي ازاي لسه فاكره انك بتحبي ورده البنفسج.
ظهر الحزن والخيبة على وجهها وتحدثت بإحراج قائلة
=هو انت اللي باعت الورد وعرفت عيد ميلادي منين ؟
وبصوت خافت لا يخلو من اهتمام وفضول شديد لم ينجح في لجمه
= هو انتٍ نسيتي اللي بينا زمان؟ انا ما كنتش بفوت اي مناسبه ليكي حتى كنت براقبك و اشوف الهديه اللي تعجبك ومحتاجها مش اي هديه والسلام عشان انتٍ كنتي غاليه عليا بجد
تطلعت نحوه مطولاً ثم وجهت نظراتها نحو بعيداً بارتباك وهتفت تجيبه بقوه وثبات بالرغم من ارتجافها الداخلي
= شريف انا عندي مشاكل قد كده في البيت وكان المفروض اخذ اجازه بس نزلت عشان أحاول انسى! فعشان خاطري ابعد عني الفتره دي خالص عشان بجد مش مستحمله اي كلمه من حد كفايه اللي انا فيه .
هتف الأخر بسرعه بغرابة وقلق بالغ
= سلامتك مالك! ما تفكري تفضفضي ليا زي زمان يا ندي يا ستي لو مش عاوزاني أكون حبيبك خليني صديق ليكي! تحبي بعد الشغل استناكي ونروح اي مطعم
هزت رأسها باعتراض وهي تقول بنبرة حادة
=اه عشان حد يشوفني وتجيبلي مصيبه تانيه روح شوف شغلك احسن وحل عني، انا حتى الفضفضه مع المشاكل اللي عندي مش هتنفع بحاجه
اجابها شريف جواباً قاطعاً غير قابل للشك
= طب تعالي ندردش في العربيه ونركنها في اي حته على جنب وهي كده كده مقفوله محدش هيشوفنا، عشان خاطري ما تمنعيش انا وحشني أوي الكلام معاكي ذي زمان.. هسمعك بس ومش هعلق لو عاوزه
وقف امامها يتطلع اليها بعشق لكنها بادلته هي إياه برفض هاتفه بصوت مرتجف
= لا برده! وخد الورد ده معاك بقى وسيبني في حالي
❈-❈-❈
عادت حياتها مره أخرى حزينة ومشوشه و وحيده فهي ما زالت مصممه على الطلاق والآخر قد هرب وتركها وحدها تواجه بمفردها كعادتها، جلست على جانب بالشركه عينيها تنهمر منها عبراتها بلا توقف..فبين يوم وليله انقلبت حياتها رأساً على عقب رفعت يدها و مسحت عبراتها بعنف فلقد تدهور بها الحال للغايه حقا.. تفاجأت بشريف يقف امامها فجاه لتنهض وهي تردف بنبرة حادة
= خير يا استاذ شريف لو عاوز تقول حاجه تبع الشغل اتفضل مش عاوز يا ريت تفضل بره .
هتف بغضب وعينيه تلتمع بشراسة
= انتٍ إزاي ما تقوليش ان الزباله اللي متجوزه خانك؟ هو ده اللي فيه كل العبر الا الخيانه و اللي اخترتيه وفضلتي عليا! يا ندى ده انتٍ من ساعه ما سبتيني وانا مش قادره ابص لغيرك ولا اتجوز حتي . انا بحبك لسه لحد دلوقتي ومش عاوز اظلم واحده ملهاش ذنب معايا
تطلعت به بأعين تملؤها الحزن وبعتاب قالت
بصوت مخنوق
=عرفت الموضوع ده منين طبعاً اتصنت عليا كالعاده وانا بشتكي لرحمه حتى الشكوى مش سايبني في حالي ملكش دعوه وانا حره في حياتي.. وبعدين بطل المثاليه اللي عايش فيها قلت لك انت إللي سبتني عشان ما كنتش هتاخد خطوه الجواز وكنت عاوز تتسلى .
زفر بضيق بينما يقترب منها مما جعلها تنتفض
للخلف بحذر و أردف بها بقهر
=ما كنتش عاوزه اتسلى والله انتٍ اللي فهمتيها كده كنت متردد من فكره الجواز زي اي حد فيها ايه لو كنتي اديتيني فرصه افكر ولما كنت احس انك ممكن تروحي مني كنت هاخد الخطوه دي غصب عني..لكن ما توصلش انك تضيعي كل حاجه ما بينا في غمضه عين، كل مره تتهمني ان انا بتسلى بيكي لكن عمرك ما فكرتي ان ما كنتش عاوز اظلمك وانا لسه متخرج ومش لاقي وظيفه هتقدم كده بمناسبه ايه واهلك يا ترى كانوا هيقبلوني كده..
صمتت لبرهه، وتابع بغصه مريره
= ما تردي ساكته ليه؟ حرام عليكي ضيعتي علينا فرصه اننا نكون مع بعض! اديني ولا قادر ارتبط بواحده غيرك وعايش على ذكرياتك بقيلي اكثر من ست سنين وانا شايفك بتتجوزي وتخلفي قدام عيني وانا واقف.. وفي الاخر اخترتي واحد ولا بتحبي ولا بيحبك وفي النهايه خانك .
هتفت بسرعه بقلق و هى تلهث بعنف
= وطي صوتك! خلاص اللي حصل حصل ايا كانت نيتك ايه فمش هينفع واحنا ملناش نصيب لبعض وروح دور على واحده تعرف تعوضك عني.
أخذ نفس عميق يحاول به السيطره على غضبه العارم، وتحدث بابتسامة يخفي بها مدي ألمه وحزنه
= لو كنت اقدر كنت عملتها من زمان بس احنا لسه فيها يا ندى، انا بطلب ايدك للجواز تاني وبوعدك هفضل معاكي لآخر نفس وحتى ولادك هيكونوا ولادي عشان منك.. اظن المره ليكي حق تطلبي الطلاق براحتك وما حدش هيمانع
بدت مترددة في إطاعته فصدرت منه زمجرة خشنة قصيرة عديمة الصبر مرددًا
= هو انتٍ لسه بتفكري ولا ايه انتٍ ما طلبتيش منه تطلقي لحد دلوقتي؟ بقى سبتيني انا عشان فكرتني بتسلى بيكي ومستمره مع واحد لمس واحده غيرك واتغزل فيها وعمل كل اللي في خيالك، إيه دخل عليكي الدور اللي بيرسموا الرجاله اللي من النوعيات دي نزوه مش هتتكرر تاني لحظه شيطان وهتروح لحالها تبقى عبيطه! لو سامحتي مره هيعملها ثاني وثالث وانتٍ غصب عنك برده هتسكتي.
اجهشت في بكاء مرير وظلت هكذا لفتره حتي هدأ بكاؤها وهو يحاول التخفيف عنها، ثم مسحت وجهها وهي تردف بنبرة موجعة
= يا ريته معترف حتى بغلطته؟ ده جايب الغلط فيا انا عشان ما رضيتش اسافر من الاول معاه.. لدرجه شككني في نفسي فعلا ان انا غلط،و الكل حتى بيقول كده وانا ما رضيتش اسافر عشان خايفه على والدتي فين الغلط في كده
لوي شفته بسخرية وهو يقول بصوت جاد
=ما هو لازم يقول لك كده يا ندى امال مفكره هيقول لك عجبتني و حسيت ان انا عاوزها! عشان كده قربت منها.. ما فيش راجل بيعترف بخيانته! عشان هي ملهاش مبرر ولو كنتي برده سافرتي معاه كان اول ما يشوفها وتعجبه هيقرب.. انا اكتر واحد فاهمك قد ايه بتحبي والدتك وعاوزه تردلها الدين بتاع زمان انتٍ عملتي الصح سيبك منهم
كانت ترتجف بالمعني الحرفي فلم تكن تتوقع منه تصرفه والاحتواء وتفهم حالها كهذا و لكنها وجدت في عينيه نظره بها كل معاني الأمان لتردد بين دموعها بتبرير
= ايوه والله العظيم كده ماما تعبت عشاني كتير ليه ما تستاهلش ان انا فعلا اتنازل و اضحي عشانها و بس، على الاقل هي مش مستنيه مقابل للتضحيه دي ولا بتطلبها مني
رغم ان ده حقها عليا.. انا تعبت أوي كله بيضغط عليا وعمالين يتكلموا على احتياجات الراجل و كأني ما ليش احتياجات زيه.. حرام عليهم بجد مش مسامحاهم.. انا كان بيجي عليا وقت اقفل على نفسي الاوضه واعيط وانا مش عارفه ليه .
شعر شريف بها فتنهد بعمق ثم رد عليها بخشونة
= بس يا حبيبتي اهدي خلاص، انا جنبك هنا ومصدقك.. ما تسمعيش ليهم انتٍ صح والدتك وده اللي ربنا امرك بيه فين الغلط في كده
تقوس ثغرها ببسمة باهته وقد شعرت أخيرا الآن بأنها إنسانة لها اسم وكيان وكانت على صدق طوال هذه الفتره، امسك يديها وهذه المره لم تعارض؟ لذلك هتف مشجع نفسه
= تعالي نقعد تحت في العربيه زي ما قلتلك المره اللي فاتت... ما حدش هيشوفنا ما تخافيش واتكلمي وفضفضي براحتك، عشان خاطري يا ندى ما ترفضيش ومش هسمحلك المره دي أصلا ترفضي ولا تسمحي للضغط بتاعهم يدمرك.. انا ابقى فعلا مش بحبك لو سبتك كده .
❈-❈-❈
أخيرا فعلت كما أمرها وتهالكت يديها للأسفل مغمضة العينين لتسير معه دون اعتراض.. و في السيارة استرسلت مرددة بصوت حزين للغاية
= انا طلبت الطلاق فعلا وهو شكله موافق بيعني من كله ما هنش عليه حتى يتمسك بيا او يقولي اسف، ده انا اللي متخانه انا مش فاهمه البني ادم ده انا كنت معاشره ازاي.. بس اللي مخليه لحد دلوقتي ما عملهاش بسبب والدته إللي مصممه ان احنا نكمل .
ابتسم باستخفاف من ضعفها امام تلك العائله بالرغم من انهم المخطئين ليقول بصوته الخشن بعدم رضا
=وانتٍ تسمحيلها ليه تتحكم فيكي هي كمان، آه تقريبا كده فهمت انتٍ ولا في دماغها ولا حاجه هي بس عشان احفادها هيكونوا جنبها حاجه من ريحه الحبايب ما هي عارفه ان ابنها حتي بعد الطلاق هيسافر.. ومن ناحيه تانيه تلاقيها عشان تتحكم فيكي هي كمان وما تخليكيش تتجوزي واحد يربي احفادها غيرها .
عقدت حاجيبها للاعلي بتعجب وهي تتسائل بحزن
= تفتكر وانا اللي كنت فاكراها زي والدتي و خايفه عليا! لا و جاية بكل ثقه تقولي لو انتٍ اللي مكانه برده هعمل كده ست كدابه طبعاً ابنها في النهايه هتدافع عنه وهتيجي عليا.. انا لحد دلوقتي مش قادره اقول لماما اصلا عشان ما تحسش بالذنب، عشان كده تعبانه أوي و حاسه نفسي مش قادره ومش لاقيه ولا حد اتكلم معاه يكون فاهمني حتى رحمه مش بقول لها كل حاجه عشان هي كمان ساعات بتقول زيهم وما حدش فاهمني خالص
أطبق جفنيه بعنف، مغمغماً من أسفل أسنانه بعتاب
= وانا رحت فين من زمان وانا بفهمك فاكره!
مش كنتي ياما بتشكيلي ان والدك غيابه ماثر عليكي ازاي ومهما والدتك جنبك برده هيفضل في جزء فراغ جواكي.. و لما حاولتي تشتكي قالوا لك احمدي ربنا ان امك موجوده.. بس انا فهمتك في اللحظه دي واحتويتك صح وانتٍ قلتي كده بنفسك.
تنهدت باستسلام وقالت وفي عينيها بريق خاص له
=صح انت الوحيد اللي في حياتي كلها كان فاهمني وما قابلتش زيك.
❈-❈-❈
بعد مرور شهر، بدأت العلاقة بين ندى و شريف تعود إلى حد ما مثل سابقآ. كانا يتحدثان كثيرًا مع بعضهما البعض وتزايدت لقاءاتهما في الشركة أو خارجها، وكان شريف دائمًا يشجع ندى على طلب الطلاق والانفصال عن زوجها، ويعدها بالزواج منها والاعتناء بأطفالها، مؤكدًا أنه لا يمانع في تحمل مسؤوليتهم معًا.
لم تكن ندى تعرف ماذا تحتاج أكثر من ذلك لتقول "لا". فمصعب منذ رحيله لدي اقاربة، لم يتصل بها أو يحاول إصلاح ما أفسده، كما أنه لا يرى نفسه مخطئًا من الأساس.