-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي لخديجة السيد - الفصل 2 - 5 - الأثنين 7/10/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

من يقع بنفسه لا يبكي 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الثاني

5

تم النشر يوم الأثنين

7/10/2024

لكن حماتها كانت دائمًا توقفها عن ذلك و تجبرها على التفكير مرة أخرى، معتبرةً أن ما يمر به مجرد نزوة وتطلب منها أن تسامحه. لكن كيف يمكنها نسيان ألم الخيانة؟ فلم يعد لديها ثقة به خاصةً أنه وجد لنفسه مبررات، مما يعني أنه قد يكرر ذلك مرة أخرى.


ومن جهة أخرى، بدأت تشعر بأن شريف رجل حقيقي وما زالت مشاعرها القديمة تجاهه تسكن داخلها أو ربما تجددت. فهو لم يتركها في أزمتها أبدًا ورغم كل ما حدث، لا يزال يرغب بها.. بدأت تشعر بالندم على ما فعلته في الماضي وتمنت لو أنها انتظرت قليلاً ولم تتسرع في الزواج من مصعب ولم تفكر فيه بتلك الطريقة السيئة وأنه كان يتسلى بها ولم يتزوجها.


فعندما تكون معه، كانت تسترق النظر إلى ملامحه المتجهمة بسبب غيرته من زوجها وحزنه على حالها وكان يخبرها بأنها هشة فكيف تتحمل كل هذا الجفاء منه؟ 


و بدأت تتساءل داخلها: هل التفهم والعطف الذي يقدمه لها حقيقي ومتأصل دائمًا؟ كيف لم ترَ كل هذا الحب منه من قبل؟ لو كانت قد رأته لما تركته أبدًا. يكفي أنه حتى الآن لم يتزوج غيرها وما زال يتذكرها وينتظر أي فرصة للتقرب منها من جديد واستعادة العلاقة بينهما.


حمدت الله في سرها أنها أحسنت الإختيار هذه المرة، وستكون بين يدي رجل يراعيها رغم كل ما مرّا به ويملك قلباً حنوناً ومعطاءً. لكن دائماً ما يراودها شعور بأن تكون خائنة مثل زوجها.


وفي احد المرات كانت متغيبه عن شريف اسبوع ولم تجيب على اتصالاته حتي، لذا عند رآها بالشركه سألها شريف بلطف وهو يحرر كتفها من ذراعه بأمر منها خوفاً ان يراهم أحد 


= وحشتيني ما ردتيش عليا ليه امبارح مش الشهر اللي فات كنا على طول بنتصل ببعض.. انا اما صدقت اننا رجعنا نتكلم زي زمان ونفضفض


توترت بالأول بضعف فغمغمت بصوتٍ متذبذب وبرجاء 


= شريف عشان خاطري قلت لك بلاش الكلام ده ما تنساش ان انا واحده متجوزه، حتى لو ايه لازم نحط حدود ما بينا .


أحمر وجهه من الضيق وصدها المستمر أحيانا ليقول بصوت مرير


= خلاص اسف مش هقول كده تاني بس يا ريت وانتٍ بتفكري بالحدود إللي ما بينا تفتكري كمان ان انتٍ يعتبر عشمتيني! وانا تعبت انا لحم ودمي زيك على فكره وبحس.. ما تبقيش انانيه تاخدي اللي انتٍ عاوزاه وما تديش وانا ما طلبتش حاجه غلط من اول يوم عمال اقول لك عايزه اتجوزك وتطلقي من جوزك ونتجوز 


رفعت رأسها له بعدم تصديق وحزن قائلة 


= انا انانيه يا شريف! حتى انت كمان بقيت زيهم الله يسامحك بس انا بجد حاسه نفسي في متاهه ومش عارفه فين الصح والغلط، ومش راضيه على العلاقه دي كلها بس في نفس الوقت مش قادره أبعد 


جلس على أقرب مقعد أمامها وتحدث قائلاً 

بصدمة واتهام 


=تبعدي! حرام عليكي يا ندى في ايه بجد سبتني زمان وسامحتك فضلت عايش على ذكرياتك وما اتجوزتش واول ما شفتك من تاني اديت أمل لنفسي حتى وانتٍ متجوزه ومخلفه ومستعد اقبلك كده.. ولما حسيتك تعبانه احتويتك من تاني؟ وكل ده وانا برده اللي غلطان وانا اللي هتساب! هو انتٍ اتعودتي تجرحيني خلاص 


بدت مجهدة أكثر منه بكثير وخفقات قلبها تطرق بعنف قوي، لترد بخفوت خائف


= شريف انا مش قصدي بس انت مش فاهم الشهر ده عدى عليا ازاي وطنط عماله تضغط عليا عشان اسامح ومش مديني حتى فرصه للرفض.. والبيه أمه بعتته يقعد عند ابن خالته عشان ما نتواجهش ونتخانق انا ما شفتش بجاحه كده كل ما يشوفني بدل ما يغلط نفسه لا يقول انا لسه على موقفي اعترفي انك غلطانه زيي وانا ساعتها هقعد ونفكر نشوف حل.


صك شريف على أسنانه، وهب واقفاً وهو يقول بتحدي


= انتٍ اللي عامله في نفسك كده وتستاهلي بصراحه، لو عايزه تطلقي هتعمليها فبلاش لف ودوران بس انتٍ اللي لسه مديه لنفسك أمل.. هي المحكمه قصرت معاكي في حاجه ولا انك تتصلي بي بعيد عن امه وتتفقي على الطلاق ما تردي؟؟. 


ابتلعت لعابها بصعوبه وحدثته برجاء باكٍ يفتت القلب


= مش هنكر صح بس انا خايفه على ولادي طول الوقت طنط مديحه عماله ترمي كلام ان الاولاد هيتدمروا نفسيا اكتر،و دول يستاهلوا مني بصراحه تضحيه برده ما تبصليش كده انا مش بقول هرجعله انا مش قادره اسامح ومش هسامح.. بس انا مش عارفه موقفي هيكون إيه بعد الطلاق.. وفي نفس الوقت اللي مخليني لحد دلوقتي مش عاوزه اديك امل وببعد شويه واقرب ان انا مش عايزه اتحط في نفس الحته وابقى ست خاينه .


هز رأسه بيأس ومسح على شعره بقوه كادت ان تقتلعه من جذوره متحدثاً من أسفل أسنانه


= احنا مش هنعمل حاجه غلط هنتجوز وقلت لك مش هسيبك، اما من ناحيه العشم فانتٍ خلاص عشمتيني واديتيني امل وبتوجعيني بيه دلوقتي كمان.. بس بصراحه برده انا اللي استاهل جايبه لنفسي انتٍ معاكي حق انا اللي بعشم نفسي على الفاضي لكن انتٍ عمرك حتى ما بليتي ريقي بكلمه و لسه متمسك على الفاضي بذمتك شفتي واحد اهبل زيي. 


هزت رأسها بقله حيله بابتسامه باهته من بين دموعها، مما جعله يصيب بخيبة أمل كبيرة وحسرة مرددًا 


= حاضر يا ندى اوعدك دي هتكون آخر مره هتشوفيني حتى الشركه هطلب اني اتنقل في مكان تاني زي ما قلتلي اول مره لما شفتيني لو عاوزنا نكمل مع بعض كازمايل كمل في الشغل انما لو دماغك هتوديك لحاجه ثانيه اتنقل احسن.. بس انا اللي ما فهمتش.


❈-❈-❈


لقد مر أسبوعان منذ أن اختفى شريف من حياتها ولم يرد على اتصالاتها أو يأتي إلى الشركة! لم تعد تراه أو تتحدث معه لتخفف عن نفسها اختفى تماماً من حياتها، ولا تفهم إن كان ماكراً يلعب بمشاعرها بعد أن تعلقّت به، أو أنه يضغط عليها بهذه الطريقة لتستسلم وتنفصل عن زوجها ويتزوجاون .


أفاقت على صوت صديقتها رحمه وهي تتساءل باهتمام


= مالك يا ندى سرحانه بقالك اسبوع على الحال ده لسه برده مشاكل البيت، يا بنتي ما تسمعي كلامنا فرصه واحده ولو عملها تاني اعملي اللي انتٍ عاوزاه.. اكثريه الرجاله طبعها كده بالذات الغربه بس بلاش تخربي بيتك.


إجابتها ندى بقلق بادي على ملامحها والتوتر


=بقول لك ايه هو انتٍ مش ملاحظه ان استاذ شريف بقيله اكتر من اسبوع مش بيجي هنا 

انا بتكلم يعني على الشغل ان احنا شايلينه كتير لوحدنا وهو ولا قدم اعتذار ولا قال سبب غيابه.


عقدت حاجيبها باستغراب وهي تردد بعدم اكترثه


=من قال انه ما قالش سبب غيابه؟ سمعت أنه طلب نقل من هنا بس احنا عشان في ضغط شغل المدير قاله استنى شويه بس هو اضطر يطلب أجازه بس ما اعرفش ليه .


❈-❈-❈


في منزل مديحة كانت ندى تجلس مع أطفالها

بشرود تفكر بحالها وتجاهل شريف لها، بالاخص عندما علمت بانه بالفعل سيختفي من حياتها بلا رجعه... ترقرقت أعينها بالعبرات وبصوت متحشرج قالت لنفسها 


= وبعدها لك يا ندى؟ متمسكه ليه باللي مش بيحبك وبايعي وسايبه اللي شريكي؟ اديكي حتى خسرتي آخر امل كان ممكن بعد الطلاق تحسي انك بني ادمه معاه.. طب هو انا فعلا هسيبه انا متمسكه ليه بالخاين ده كله عشان عيالي.

الصفحة التالية