رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي لخديجة السيد - الفصل 3 - 1 - الخميس 10/10/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
من يقع بنفسه لا يبكي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثالث
1
تم النشر يوم الخميس
10/10/2024
❈-❈-❈
تجلس ندى في منزل حماتها، تشعر بالخزي وهي تراقب مديحة بنظرات مليئة بالقلق والرعب، وهي تدور حول نفسها بتوتر وغضب واضح فلقد تغيرت حالتها بين ليلة وضحاها، ونظرتها تبدو زائغة كمن تعرض لصدمة أفقدتها توازنها منذ أن رآتها على هذه الحال، ترفض الحديث معها وتتجنب النظر في عينيها مما جعل ندى تجلس في مكانها بخوف شديد وكأنها تنتظر مصيرها المحتوم.
همست ندى بتردد وهي تستند على الأريكة لتهب واقفه بضعف، ثم سارت نحوها بخطوات متثاقله حتي أصبحت أمامها مباشرًة
= طنط ممكن تردي عليا، طنط مديحه عشان خاطري ما هو ما ينفعش من ساعه لما خرجنا وانتٍ ساكته ومش عاوزه تبصيلي عاتبيني حتى.. طب اسمعيني صدقيني حضرتك فاهمه الموقف غلط.. انا عارفه ان انا غلطانه عشان نزلت وسبت الولاد في وقت زي ده و رحت لـ..
قاطعتها واجابت إجابه كانت كالسهم المسموم اخترقت قلبها على حين غرة حين قالت بصوت غاضب شق أرجاء المكان
= هو انتٍ فاكره انا عامله كل ده عشان نزلتي وسبتي الاولاد معايا في وقت زي ده؟ لا يا حبيبتي انا زعلانه عشان مرات ابني المحترمه بنت الاصول سابت ولادها في انصاص الليالي وراحت لعشيقها تتصرمح معاه.
رفعت يدها على فمها تكتم شهقه قويه مردده بذهول
= عشيقي مين والله ده مش عشيقي مش بقولك فاهمه الموضوع غلط، ده آآ شـ شريف زميلي في الشغل وكان تعبان ولوحده وطلب مني اجيبله العلاج وانا بالصدفة كنت معديه قلت اديهله من على الباب وامشي على طول
ضربت على الطاوله بكف يدها بقوة وبدأت تفقد السيطرة على أعصابها من شدة غضبها تصيح بقسوة شديدة بها وصدرها كان يعلو ويهبط بقوة
= هو انتٍ فاكراني هبله هو كل ما امسك واحد فيكم يقولي مبررات هو نفسه مش مصدقها طب اشحال شايفاكي بعيني وانتم منسجمين أوي وانتٍ سايبه له لنفسك؟ انا لما شفتك خارجه في وقت زي ده فكرتك راحه تتمشي شويه واتخانقتي من قرف ابني وانه سافر وما فرقش معاه يصالحك حتي قلت انتهزها فرصه ونخرج سوا ونتكلم وحاول اميل دماغها.. لكن لقيتك طالعه تجري ومستعجله ورحتي اشتريتي علاج وبعد كده طلعتي عماره ولحد اخر لحظه عماله ادي مبررات وأقول ممكن واحده صاحبتها لحد ما طلعت وشفت اللي شفته..
ابتلعت غصه مريرة بجوفها وجاهدت خروج صوتها من صدمتها ولكنها عجزت تمامًا عن النطق بحرف، وبدأت تبكي بنحيب شديد،
بينما الأخري نظرت لها نظرة يملؤها الخذلان مكملة بعدم تصديق
= انتٍ يا ندى ده انا كنت بعتبرك زي بنتي فعلا و صعبان عليا حالك؟ وكنت عاوزاكٍ انتٍ و جوزك تتجمعوا عشان مش عاوزه خراب البيت لابن ولا ليكي.. انا كنت واثقه فيكي لدرجه لو العالم كله كان قالي ان انتٍ خاينه ما كنتش هصدق بس المصيبه والكارثه انا شفتك بعيني؟ فرقتي ايه دلوقتي عن جوزك، فرقتي ايه دلوقتي عن البيه التاني اللي راح يتصرمح مع واحده شمال وسايب مراته هنا.. هو انتم عقلكم فين بتفكروا في إيه قبل ما تعملوا المصايب دي وتخونوا بعض.. طب خافوا ربنا بلاش تخافوا من بعض ولا تحترموا اولادكم
سارعت تهتف لها نافية وهي تراها تتهمها بابشع وصف
= لا لا انا مش خاينه ما تقارنيش ابنك بيا، دي حاجه ودي حاجه طبعاً والله العظيم ما لمسني ما حصلش بينا نفس اللي حصل مع مصعب الزفته اللي اتعرف عليها وصورته، وبعدين
احنا اتفقنا على الجواز بعد ما يطلقني وانتٍ عارفه كويس ان انا طلبت الطلاق وانتٍ اللي رافضه حتى ابنك مش طايقني ومستحملش أهو وسافر وكنتي بتضحكي عليا وفهماني انه هنا وخايف على زعلي وما سافرش.. يبقى ليه كل حاجه تيجي عليا لوحدي.
استدارت حماتها وواقفت أمامها بنظرات حارقه وتحدثت بقوة وتحدي ولم تبالي بذعرها أو مبرراتها الوهمية مثلما هي فعلت ضد زوجها بالضبط
= انتٍ وهو واحد! انا لولا ان انا جيت في اخر لحظه ولحقتك قبل ما البيه يتمادى كان زمانه واخدك على جوه وحصل اللي حصل! وبعدين مين قالك ان حتى لما تعرفي واحد وتتكلمي معاه وتوعدوا بعض بالحب والجواز وانتٍ على ذمه واحد ثاني تبقي كده مش خاينه انتٍ بتحلليها لنفسك ولا ايه؟ مش دي الخيانه اللي ملهاش مبرر على رايك؟ ولا هو حلال ليكي وحرام على ابني.. ما تردي؟.
فتحت ندى عيناها على اتساعهما وتراجعت للخلف وجسدها يتنفض بحركة غريزية وهي تراها مصممه على اتهامها بذلك الاتهام، احتشدت الأنفاس في صدرها بضيق ثم توقفت الدماء في عروقها وهي تتحدث بصوت متقطع وبدأت تبرر مثل زوجها تماماً
=تمام انا غلطت عشان أنا بني ادمه مش ملاك وكلنا بشر وبنغلط مش ده كان كلامك؟ إيه ضعفت عشان كنت محتاجه ايد تطبطب عليا حد يسمعني..و تعبت من كتر ما انا شايل المسؤوليه لوحدي وكل ما اشتكي يجيب الحق عليا كان نفسي حد يسمعني ويقولي انتٍ معاكي حق حتى لو بعد كده هيعاتبني لكن مش كل حاجه فوق دماغي أنا.. انا ضاع من حياتي ست سنين ما بين الولاد اللي شايلاها كلها لوحدي وامي والاسم لي راجل
طب هو فين الراجل ده من حياتي؟ دور على مصلحته وشغله بره وخاني كمان فوق كل ده.. انا من أول يوم جواز وانا لوحدي عمري ما حسيت ان انا متجوزه ولا ليا راجل مسؤوله منه .
ضحكت مديحة بقوة ضحكة تخفي بها صدمتها الشديدة التي تعتصر روحها وقلبها.. مدمدمه بنبرة ساخرة بعتاب
=دلوقتي الخاين بشر زينا وبيغلط وممكن يضعف في لحظه؟ ما كانش ده كلامك يعني لما كنت بقول لك سامحي جوزك وفكري في عيالك وان الغلط زي ما حصل عنده حصل عندك وجربي ادي فرصه مره واحده وانتٍ قلتلي لا الخيانه اسمها خيانه وما لهاش مبررات ولا ينفع يتحطلها مبرر اصلا؟ ولا انتٍ عشان كمان بقيتي خاينه زيه فبتطلعي مبررات
شعرت ندى أن الموقف يتكرر، وتلك الكلمات التي كانت ترددها لها ضد زوجها الخائن أصبحت تتردد في ذهنها وهي الآن الخائنة. كيف ومتى أصبحت مثل زوجها دون أن تدرك تصرفاتها؟ بدأت تتردد بخوف وتلعثم وهي ترى مديحة تحدق بها بنظرة غريبة مريبة
= قلت لك انا مش خاينه وهو اللي بدا وخاني الأول انا شريف ده اعرفه من وانا في الجامعه
ولما حسيت انه بيتسلى بيا ومش بتاع جواز بعت فوراً وبعد كده ابنك اتقدم ليا ووافقت! و بعد كده لما اتعينت قابلته في الشركه و ما كانش بيفوت ولا لحظه إلا وبيحاول يقرب مني وانا صديته كتير عشان احافظ على شرف ابنك؟ اللي في الاخر يجي هنا عشان يبرر خيانته ويروح يقولي وانا ايش طمني ممكن تكوني مقضياها هو انا عارف عنك حاجه هنا .
ضيقت مديحة عينيها قليلاً بعدم ثقة، وهي تشعر بتسارع دقات قلبها قلقًا وعدم اطمئنان. ألا يكفي أنها تحاول نسيان المشهد الذي رأته وخروجها في منتصف الليل لذلك الشخص الغامض؟ وفعلت ابنها الشنيع؟ من أين ظهر لها ذلك أيضا؟ لكنها حاولت أن تتحلى بشيء من الصلابة وقالت لندى ببرود
= يعني انتٍ كمان عارفاه من زمان طب ما انا ليا حق أشك زي ابني انطقي يا بنت انتٍ و احلفي بعيالك ان ده اول واحد واول مره يلمسك؟؟ ولو حاولتي تكدبي والله العظيم لا هعرف وساعتها عقابك هيكون الضعف
استغرق الأمر منها بضع لحظات، حتى تمكنت من الرد عليها ببطء و ضعف شديد
= آآ مـ ما اعرفش غيره وعمري ما اديته وش الا لما ابنك خاني واتهمني أني ممكن اكون زيه،
ودي اول مره اروحله البيت وما دخلتش اصلا
هبت واقفه من جديدة فجأه وقد طفح الكيل بها ومن رفضها الاعتراف بالحقيقه وانها خائنه مثل زوجها وبدأت تفقد السيطرة على تصرفاتها وهي تردد باستحقار كبير
=بس سبتي يلمسك وما منعتيش ده شيء مفروغ منه ومتحوليش تكدبي، خدي امسكي المصحف ده واحلفي ان دي اول مره تعرفي راجل على جوزك وما عملش معاكي علاقه.. يلا انتٍ لسه هتبصيلي ولا اتصل باهلك اجيبهم يشهدوا عليكي.