-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي لخديجة السيد - الفصل 3 - 4 - الخميس 10/10/2024

  


قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

من يقع بنفسه لا يبكي 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الثالث

4

تم النشر يوم الخميس

10/10/2024

بعد مرور أيام، في أحد العيادات الخاصة بالأطفال، كانت مديحة مع ندى للكشف عن صحة طفلهم مروان وكانوا ينتظرون بالخارج قدوم الممرضة لتسليمهم الأشعة. لاحظت مديحة ذبول وجه كنتها ودموعها الحزينة التي بدأت تفقد السيطرة عليها، لتقول بنبرة قاتمة


= اتمنى تكون الدموع دي على امك مش عشان خلاص قلت لك انك لازم تقولي لجوزك النهارده انك هتسافري معاه.. وما فيش اعتراض لاما هتصل باهلك واعرفهم.


ازداد احتقان وجه ندى إلا أنها تمالكت نفسها وأخذت نفسا يدل على نافذ صبرها ثم سألتها بتردد 


= انا مش عارفه بتعملي معايا كل ده ليه وما تقوليش عشان الغلطه دي انتٍ لما صدقتي تمسكيني من ايدي اللي بتوجعني، عشان تخليني اسافر معاه بس على فكره انتٍ ما عندكيش دليل على كلامك فانا مش خايفه منك 


لم ترق السخرية أو القلق وجه مديحه فقالت بصوتٍ جامد 


= ما عنديش دليل اه يا حبيبتي بس ابني مش هيكدبني ولا ايه؟ اصل ايه اللي بيني وبينك عشان اقول حاجه زي كده الا لو حصلت فعلا فبراحتك انكري وانا هصمم ونشوف كلام مين اللي هيمشي ويتصدق في الاخر.


غمغمت بها ببرود حاد وهي تمسد بيدها على شعر حفيدها الحريري الذي يشبه شعر أبنها بالمثل


= انا بديكي فرصه عمرك بس لو بتفكري صح بذمتك عمرك شفتي حماه بتداري على مصايب مرات ابنها وبتسعي ان البيت ما يتخربش حتى لاخر لحظه، رغم انها عارفه عنها كارثه ومش ضمناها هتعملها تاني ولا لأ.. بس اديها بتجازف عشان البيت والعيال 


اجابتها على الفور حين شعرت بخوفها الشديد الذي جعل عبراتها تملئ عينيها بندم 


= صح مستغربه رده فعلك مش هنكر بس في النهايه لما بفتكر عملت ابنك بعرف انتٍ بتعملي كده ليه كويس.. بس انا مش مسامحاكي عشان ابنك ما يستاهلش فرصه ثانيه ومع ذلك حاضر بس هتديني وعد لو إبنك عملها تاني هتطلقيني منه ومش هتفضحيني .


رمقتها بنظرة متعجبه مغمغمه بلهجة حادة 


= مش عارفه ليه محسساني بعمل فيكي جريمه ده انا بحافظ على بيتك عشان ما تطلقيش ولا صحيح لسه عندك امل ان العيل الخايب اللي كنتي هتخربي بيتك بسببه كان هيتجوزك، بس بكرة الأيام هتثبتلك الموضوع ده بالذات مع الوقت، عارفه مشكلتك إيه انتٍ ومصعب انكم ما بتفكروش لقدام أو ما بتفكريش غير في نفسكم وبس 


رمقتها حماتها بنظرة ذات مخزي،وهي تضيف بجدية صارمة 


= تعالي كده نفكر لو كنتم اطلقتوا لا قدر الله طبعا مصعب هيجري لحياته اللي اتعود عليها ست سنين ويسافر وبدل ما كان بينزل اجازه حتى كل سنه هيبطلها وينسى ان لي عيال، وانتٍ هتفضلي تجري وتتعشمي ان زميلك ده هيتجوزك واللي ما عرفش ياخده منك زمان بالمحايله واللعب عليكي هياخده تاني وبعد كده هيرميكي.. والعيال إللي في النص دول هي اللي هتدفع الثمن ما بينكم فكرتي في كل ده انت و ابني، ولا هو العند بس والخيانه هي اللي بتفكروا فيها وواخده وقتكم . 


تنهدت ندى بيأس وقله حيله ولم تجيب عليها

بينما في تلك اللحظه تقدمت الممرضه منهما و نهضت لتستعد للرحيل وهي تخبرها بصوت أمر


= قومي يلا نروح وانا هحاول من ناحيه ابني يقرب منك وانتٍ انتهزي أي فرصه وفتحيه في الموضوع انك هتسافري معاه، بس آه عشان ما يشكش في حاجه ما تخليش مسامحتك تيجي مره واحده استنصحي في دي بقى مره واحده 

بحياتك.


❈-❈-❈


داخل المطبخ بمنزل مصعب تقف ندى تجهز طبق من الشوربة للاطفال وقامت بمتابعة والتركيز لتستطيع طهيها كما يجب أن تكون وهي تقف بشرود وعينيها حزينة تلتمع بالعبرات من آن لآخر حتى جاء في تلك اللحظه مصعب مرددًا بتوتر 


= صباح الخير انا كنت عاوز اعمل قهوه بس مش عارف حاطه فين الفناجيل ولا البن 


لم ترد عليه حتي نظرت له نظرة عابره، وظلت تطهو الطعام بتركيز شديد لكنها احضرته له ما يريد بصمت ليقول مجدداً متسائلاً باهتمام


= بقيتي عامله ايه دلوقتي كويسه؟ هو انتٍ الصبح رحتي فين انا صحيت ما لقيتكيش ولا حتى ماما .


ابتسمت له ابتسامة باهته، وتحدثت بصوت مجهد قائله


= ميعاد الدكتور بتاع مروان كان النهارده الصبح الحجز هناك صعب ما ينفعش يتفوت عشان الدكتور كويس جدآ وابنك لازم اول باول يتابع عشان ما يحصلش اي انتكاسات لا قدر الله، ما عرفتش اصحيك ولا لا عشان اديك خبر بس كنا مستعجلين او معلش مش متعوده استاذن عشان مش بلاقيك في البيت كثير .


كبح نفسه بصعوبه حين شعر بالنيران التي تنبعث منها وقد بدأ يستشيط هو غيظًا أكثر مرددا بجدية 


= مش عارف بتتريقي ولا بتتكلمي بجد بس تمام طالما ماما معاكي، هو صحته عامله ايه دلوقتي هو ما فيش اعمل يخف نهائيا 


هزت رأسها برفض وهي تقول بأسف حقيقي


= الامراض المزمنه كده فالأفضل يتعايش مع المرض أنه بقي أمر واقع في حياتنا وناخد احتياطاتنا، بعدين ما تقلقش احنا كنا فين وبقينا فين.. ياما شفنا ايام صعبه معاه يعني اي حاجه هتشوفها بعدين بسيطه 


أخفض رأسه بإحباط وقلق يردف بحزن


= فاكر لما عرفت مرضه اتصدمت بس انتٍ اول حاجه عملتيها اتصرفتي صح وبقيتي تسالي وتبحثي عن المرض، وانا هربت بره وسافرت لاني ما كنتش طايق اشوف ابني بالمنظر ده.


رفعت يديها وضعتها على قلبها بألم وتنهدت بصوت عاِل للغايه جعلت قلبه أول مرة ينتفض بلهفه وفزع عليها، بالأخص عندما تحدثت بخذلان 


=صح انا فاكره كويس انا كمان كنت محتاجه راجل اتسند عليه فلقيته اختفى فجاه وبسال فين يا جماعه جوزي قالوا لي معلش حالته صعبه وسافر يشتغل، ويوميها برده لما حاولت اشتكي ادوني اعذار قالوا لي ما هو راح يشتغل أكيد عشان يجيب فلوس لابنك عيب اتكلم في حاجه زي كده وكتمت في قلبي و سكت ساعتها وبعد كده لقيت نفسي بشيل الليله كلها حتي في المرض، بس عادي اتعودت مش بقول لك اي حاجه هتحصل بعد كده بسيطه عشان انا شفت الاصعب .


همس بها مصعب برجاء وبنعومة، وهو يرفع وجهها نحوه


= ندى من فضلك بلاش الكلام ده بيتعبني تمام انتٍ معاكي حق كان لازم اكون جنبك بس يمكن عشان احنا اتعودنا اصلا ان حتى في زعلنا ولا لما تكون محتاجين نفضفض ولا تعبانين ومحتاجين لحد جنبنا.. نبعد برده، أنا حتى مش فاكر اي ذكرى لينا كويسه.. مش معنى كده بجيب العيب عليكي لا احنا اعترفنا ان احنا الاثنين غلطانين مش كده فخلاص بقى الكلام ده مش هيفيد بحاجه 


ابتلعت غصه مريره بحلقها، وحاولت كبح عبراتها التي خانتها وهبطت ببطء على إحدي وجنتيها وهمست بنبرة يملؤها الآسي


=واللي هيفيد بقى دلوقتي ما احنا عاوزين حل اكيد، وانت خلاص اجازتك هتخلص و هترجع تكمل شغل كالعاده يا ترى هتعمل نفس رده الفعل حتى وانت محتاج !. 


تنهد مصعب بصوت عالِ وتحدث مع نفسه بقلق من ضعفة مجدداً بأي لحظة وهو لا يريد ان يعود الى هذا الطريق 


= انا لو سافرت فعلا مش بعيد اضعف واقرب تاني للحرم؟ نرمين كان معاها حق انا شويه بقرب وشويه ببعد ومتردد عشان لوحدي، بس انا هكون خسرت فعلا كل حاجه لو لمستها تاني.. ندى لازم تسافر معايا بس هي مش هتسامحني اكيد مهما عملت. 


مسح علي وجهه بتوتر مبالغ ثم اقترب منها يحاوط كتفها وتحدث متوسلا هذه المرة 


= انا عارف ان طلبت منك الطلب ده كتير بس عندي أمل أخير وانا بطلبها المره دي! عشان خاطري يا ندي وحياه ولادنا ورحمه امك اللي لسه ميته ما ترفضيش.. تعالي ندي لنفسنا فرصه اخيره عارف اني ما ليش وش اطلب طلب زي ده بالذات بعد ما خنتك بس مش عاوزه غير فرصه واحده وحياه اغلى حاجه عندك ما ترفضي و فكري كويس.


نظرت ندى في عينيه بثبات مجيبة بثقة وبرود 


= مش محتاجه افكر .

الصفحة التالية