-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي لخديجة السيد - الفصل 3 - 5 - الخميس 10/10/2024

  


قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

من يقع بنفسه لا يبكي 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الثالث

5

تم النشر يوم الخميس

10/10/2024

رسم الجمود على ملامحه، وتحدث بنفاذ صبر مرددًا هو يعتقد بأنها ترفض مجدداً 


= يا ندى ما هو ما ينفعش كده طب والدتك والله يرحمها ايه اعذارك دلوقتي انك رافضه تسافري معايا وتكوني جنبي، عشان خاطر ولادنا ذنبهم ايه انا صارحتك باحساسي وقد ايه زعلان ان انا بعدت عنكم.. اديني الفرصه دي ولو عملت حاجه تانيه يا ستي اعملي اللي انتٍ عاوزه مع اني مش محتاجه ماما مستحلفه لي هي ذات نفسها.. فانا خلاص والله حرمت وندمت، فلو خايفه من موضوع الخيانه تديني فرصه وارجع اعملها تاني فانا بوعدك اهو وشهدي اللي انتٍ عاوزاه عليا .


همهمت ندى مجدداً وهي تزم شفتيها قائلة بهدوء


= قلتلك مش محتاجه افكر عشان انا اخذت القرار خلاص، انا موافقه اسافر معاك يا مصعب 


رمقها بنظرة مصدومه واعتقد بانه أساء الفهم او السمع ليعود مغمغم بشك 


= انتٍ بتتكلمي بجد ولا بتهزري معايا 


ترقرقت عينيها بالعبرات، وتحدثت بتنهيدة حزينه لم يستطيع التركيز بها من فرحته بموافقتها 


= تفتكر انا في حاله ينفع للهزار دلوقتي؟ اكيد بتكلم بجد .


رفع وجهه ونظر لها بأعين متسعة غير مصدق، 

وسرعان ما التمعت عينيه ببريق متوهج من شدة فرحته والتفت بعيد يصيح بلهفة شديدة


= ماما.. ماما انتٍ فين؟ مش هتصدقي ندى وافقت تسافر معايا هي والأولاد .


راقبت الأخري سعادته الكبيرة وهي تشهق بالبكاء بضعف، وهمست بوهن


= سامحني يا شريف ولله غصب عني زمانك دلوقتي تعبان أوي بعد ما عشمتك، بس مضطره ارجع لجوزي عشان خاطر الولاد وهم يستاهلوا التضحيه دي 


❈-❈-❈


كانت مديحة أكثر سعادة برحيل ندى مع زوجها من ابنها نفسه، ولكن حتى بعد رحيلها معه، ستظل على اتصال بها لتخبرها بكل ما يحدث بينهما وإذا حاولت ندى التمرد، ستجبرها على الطاعة والانصياع حتى تسير حياتهم بشكل طبيعي دون خراب. ثم تنهدت بقوه واردفت بجدية


= لو الشنط خلاص خلصت فيلا عشان انا اتصلت على البوابه يطلع ينزلها معاكم.. توصلوا بالسلامه ان شاء الله .


اقترب مصعب متردد وقال بنبرة حانية برجاء 


= برده يا ماما طب انا مسافر ومش عارف هرجع امتى الاجازه الجايه حضن واحد بس وخليني ابوس ايديكي زي ما بعمل كل مره.


قالت أمه بلهجة جادة، وحاده بعض الشئ 


= خليك مكانك عشان ما اخليش مراتك تقوى عليك اكتر! انا لسه عند كلمتي لما اصفى ناحيتك هبقى اعبرك واحاول انسى غلطتك 


تنهد بضيق شديد ويأس وقال بزعل


= تمام براحتك بس ابقي ردي على تليفوناتي عشان اطمن عليكي حتى، دلوقتي مفيش حد جنبك عشان اطمن ما تقلقنيش على الفاضي .


لم تبتسم له حتي ابتسامة مجاملة وأجابت بنفس نبرتها التي أزدادت حدة قليلاً


= مفيش داعي تقلق ولو جريلي حاجه مسيرك تعرف من خالاتك! يلا عشان ما تتاخروش .


هز رأسه بلا حيلة ثم بدأ في إنزال الحقائب إلى الأسفل، وتقدمت الأطفال خلفه بفرح معتقدين أنهم مسافرون لقضاء وقت ممتع في الخارج وليس للإقامة، لكن في النهاية المكان جديدًا عليهم ويريدون تجربته.. بينما كانت ندى تقف تتابع ما يحدث بروح خاوية ووجه جامد، واقتربت منها حماتها وتحولت ملامحها إلى أخرى شرسة مليئة بالتهكم


= ما انتٍ بتسمعي الكلام اهو من غير عناد بس شاطره وسرك هيفضل مكتوم جوايا طول ما انتٍ بتنفذي باقي كلامي اللي اقالهلك هناك عن طريق التليفون زي ما اتفقنا؟ هتفضلي على تواصل معايا عشان تعرفيني اللي بيحصل هناك بينكم.. وافرضي وشك ده شويه ما تحسسناش انك رايحه غصب عنك .


أخذت نفس عميق بضيق وحركت رأسها بالايجاب سريعاً مرددة بحسرة 


= طب ما هي دي الحقيقه يا طنط انا غصبي على نفسي عشان اروح بس بريحك، بس انا كمان لسه عند كلامي لو ابنك عملها تاني انتٍ اللي هتطلقيني منه! وهتكوني خلاص عرفتي ان دي نهايه علاقتنا بجد ومش هعدي زي اللي قبلها . 


صمتت الأخري لبرهه، وأجابت بتأكيد بنيه خبيثة 


= صح يا حبيبتي انا لسه عند كلامي زي ما انا برده قلتلك انك لو عملتيها مره ثانيه ذيه مش هعديها زي اللي قبلها وما تفكريش عشان هتكوني بعيد عني مش هعرف ولو حاولتي تكلميه ولا تقابليه ولا تشوفي حد غيره هعرف بالصدفه زي ما عرفت اولاني او تلاقيني جايه فجاه بطب عليكي.


ارتجفت ندى بخوف وتحدثت بأسف قائله


= ولا تاني ولا تالت خلاص قفلت الموضوع ده 

ومن فضلك مش كل شويه تقعدي تفتحي معايا، انا عملتلك اهو كل اللي عاوزاه فبلاش حتى تفتحي بينا عشان ما حدش يعرف . 


هزت كتفها بعدم مبالاة وهي تردد بجدية 


= تمام مسير الأيام هتورينا مين اللي ندمان بجد ومين اللي عمره ما بيتعدل، وقلت لك افردي بوزك شويه اكيد مش هتسافري مع الواد بالوش ده يبقى ما حليناش حاجه يا حبيبتي، والله انتٍ لو ركزتي فيها هتعرفي ان انا بعملك جميل عمرك هو اتفضح قدامك وانتٍ لا؟ يعني انتٍ اللي ماسكاه ودلوقتي هيعمل كل حاجه عشان يحاول يخليكي تسامحيه و يحافظ عليكي من انك تحني لهنا.. فانتٍ دورك بقى هناك يا حبيبتي لو زوجه شاطره بصحيح تحتوي جوزك وتخليه زي الخاتم في صباعك وما يبصش لغيرك وكل طلباتك مجابه، رغم في أمهات بتزعل من كده لكن انا والله هفرح لو عملتيها وخليتي ابني ما يشوفش غيرك . 


زمت شفتيها بسخرية مريرة وهي تردف دون وعي


= اللي فيه ده عمره ما يبطله يا طنط وحتى لو عملتله ايه عشان ما يشوفش غيري اللي في طبع الخيانه هيعمل كده و...


وإلى هنا لم تتمكن من إكمال حديثها وشعرت بالحرج والعار، فالتفتت حماتها بوجهها بابتسامة ساخرة وقالت بكلمات تحمل الشماتة


=ما تكملي يا حبيبتي نسيتي ان انتٍ كمان بقيتي خاينه زيه؟ لا يا حبيبتي القاعده دي انتوا الاثنين هتحاولوا بكل ما فيكم تغيروها وتتعدلوا انا من ناحيه ابني وانتٍ تحاولي مع نفسك ومعاه.. امال انا لحد دلوقتي مش عايزه اعبره وابص في وشه ليه عشان يعرف أن غلطته كبيره فعلا وما يعيدهاش وانتٍ كمان.


التفتت ندى لها عابسة مما تريده فقالت لها حماتها بنبرة مستمتعة عندما لاحظت صعود مصعب مجدداً خلفهم


= هتوحشيني يا حبيبتي خلي بالك من نفسك ومن العيال.


تقدم بوجه منزعج وهو يردد بصوت عابس


= مش يلا بقى كده الطياره هتفوتنا، انتم عمالين تتكلموا في ايه كل ده أصلا؟ 


نظرت إلي ندى بأعين حذره مرة أخرى وهي تقول بنبرة ذات معني


= بنصحها تخلي بالها منك وعينها في راسها احسن عينك تيجي كده ولا كده و تزوغ حتى وهي جنبك، احسن المره دي مش هكتفي بخصام وبس!. 


❈-❈-❈


بعد مرور ساعات بالسعوديه فتح مصعب باب المنزل وابتسم لها ابتسامة مطمئنه، ومد يده أمسك يدها وسحبها للداخل برفق هي والأطفال وأغلق الباب مغمغمًا بشوق

ولهفه ويده لم تترك يدها


= ادخلي يا ندى واتفرجي على الشقه هتعجبك انا فارش البيت من كله حتى غرفه الولاد مجهزها كان عندي امل ان انتٍ هتيجي في يوم والحمد لله اهو حصل.. ساكتين ليه لو في حاجه مش عاجباكم ممكن تتغير 


سحبت يدها ببطء وهي تردد بهدوء


= لا تمام المكان كويس وكل حاجه شكلها جديده ومش محتاجه تتغير... هم بس عشان المكان جديد عليهم وبعد كده هيتعوضوا 


لوي ثغره بإحباط وهو يقول بصوت باهت


= اكثر الحاجات فعلا هتلاقيها بكيسها ما استخدمتش معظمها، انا ما كنتش بقعد في البيت اصلا كتير وعلى طول في الشغل لاما قاعد على الكنبه دي..


نظرت حولها بتوتر ثم حاولت تغيير الموضوع هاتفه


= بس اكيد مروان ويحيى مش هيخلوا فيها حاجه بعد كده، فمن اللحظه دي ما تقلقش ما فيش حاجه هتفضل سليمه ولا 

ما استخدمهاش 


نظر إلي أطفاله الاثنين بشوق وهو يهتف بحماس وحب كان مفتقده 


= يعملوا اللي هم عاوزينه هيكون على قلبي زي العسل حتى شقاوتهم دي ياما كنت بحلم بيها وبتخيلها.. في لعب كتير جوه مش عاوزين تشوفوها وتشوفوا الاوضه الجديده بتاعتكم . 


أسرعوا الأطفال خلفه بحماس، لتقول بهدوء


= تمام عقبال ما تفرجهم هعمل الغداء زمانهم جعانين، و دول ما بيسكتوش في الحاجات دي بالذات وهيفضلوا يزنوا .


عاد إليها وهو يقول مبتسماً باقتراح


= طب ما فيش داعي احنا لسه راجعين من سفر ممكن اطلب اكل من بره زي ما متعود المطعم اللي تحت بيعمل اكل كويس جدآ وانا كنت بتفق معاه دايما يبعتلي كل يوم الاكل .


هزت رأسها برفض وقالت ببساطة 


= ما لوش داعي خلاص ولما تنزل قوله ان انت مش هتتفق معاه تاني وهترجع تاكل اكل بيتي .


بعد فتره جهزت ندى الطعام وجلس الجميع يتناول ما عدا مصعب ولاحظت ذلك الشيء زوجته لتساله بغرابة 


= مش بتاكل ليه الأكل مش عاجبك؟ 


انتبه لها وأسرع يهز رأسه برفض بشرود مؤسف، ثم مالت شفتاه في ابتسامة غير مصدق تلقائياً ليقول ببهجة عذبة


= لا خالص بس مش مصدق لحد دلوقتي ان انتٍ هنا معايا والأولاد كمان! انا كنت خلاص قربت اياس وافقد الأمل ان احنا نكمل مع بعض عارفه وهم بياكلوا قدامي والحاجات البسيطه دي حلمت بيها كتير واتمنيتها.. عشان كده ياما كنت بتحايل عليكي تيجي عشان احس ان انا متجوز وعندي أسره.. أهو وانا بتفرج عليهم دلوقتي شبعت واطمنت ان مش هاكل لوحدي تاني .


لا تعرف ندى لما ذلك الحديث أثر بها لكنها حاولت التجاهل...


❈-❈-❈


بالمساء كان مصعب يجلس على الأريكة امام اللاب باهتمام، اقتربت منه زوجته وهي تردد بصوت خافت 


= اتفضل انا عملت لك قهوه، هو انت بتشتغل لحد دلوقتي


بادلها النظرات أثناء اجابته بتبرير باعتذار 


= هاه آه اصل انا كنت متعود باخد شغل زياده بس من بكره هتفق معاهم خلاص ما فيش شغل زياده وهشتغل نص يوم عادي زي الاول طالما انتوا رجعتوا معايا.. ما تقلقيش يا ندى كل حاجه هتمشي كويسه و وجودنا هنا مع بعض هنعوض كل حاجه فاتتنا .


ساد الصمت للحظات بينهما ثم تساءلت وهي تراه يعود للتحديق في اللاب


= هي اللي اسمها نرمين دي بتشتغل معاك برده بنفس الشركه مش كده؟ يعني هتقابلها كتير او بتتقابلوا فعلا كل يوم وتشوفها 


نظر لها عاقد الحاجبين متفاجئ من سؤالها لكن سرعان ما فهم السبب وأجاب مرتبك بصراحه 


= ايوه ما هي شغاله في نفس الشركه معايا، صدقيني لو ينفع اتنقل كنت عملت كده.. بس انا والله بعدت عنها خالص ومتجاهلها تمام 


زمّت شفتيها بعبوس ثم قالت له محتجة


=ما هي ممكن لو اتنقلت تيجي وراك برده طالما حطاك في دماغها، وبعدين ما انت سبق وقلت أنها كانت بتعمل كده اكتر من سنتين لحد ما ضعفت يا ترى المده دي هتقعد قد ايه لحد ما تضعف ثاني؟ 


ضاقت عيني مصعب قليلاً دون أن يفقد رباطة جأش


= الوضع أكيد هيختلف طول ما انتٍ جنبي و اكيد لو عملت حاجه زي كده هتحسي بيا ده انتٍ عرفتي وانتٍ هناك! وبعدين انا اللي لازم اتغير هي حتي لو راحت ممكن اقابل غيرها.. لكن لما اخذ القرار واعرف ان ده غلط وحرام يبقى مهما حصل مش هعمل تاني.. وانتٍ هتساعديني في كده أكيد مش كده 


قالها وهو يرفع وجهها بيده جعلها تنظر له.. لكنها أبعدت يده عنها بجفاء لم تستطيع السيطره عليه واردفت بصوت جاد 


= انا كنت عايزه اتكلم معاك في حاجه مهمه بمناسبه يعني رجوعي هنا ما تفتكرش ان انا نسيت اللي عملته وكل حاجه بسهوله كده هترجع زي الاول عشان وافقت اجي هنا، انا بس استسلمت من كتر إصرار كل اللي حواليا وحاولت فعلا اسمع كلام والدتك واديك فرصه .


ساد الصمت قليلاً بينهما مجدداً بينما تصلب وجه مصعب بغضب للموضوع الذي فتحته الآن ليهتف صارما بلا تردد 


= ايه لازمه الكلام ده انا عارف من غير ما تقوليلي وفاهم ان اكيد مش هتنسي اللي شفتيه في الفيديو، و معاكي انا لما بحط نفسي مكانك بتضايق برده أوي 


بهت وجه ندى قليلاً ثم أجابت بصوتٍ مضطرب ومختنق


= انا بس حبيت اوضحلك كل حاجه وإني محتاجه وقت عشان اعرف اتاقلم مع الوضع الجديد وانسى فمن فضلك اديني وقتي 


قال مصعب بهدوء قاتم بوقع الألم به


= تمام فهمت، تحبي كمان اسيبلك الاوضه و ابات هنا على الكنبه 


أغلقت عينيها هروبًا من عينيه و أخذت نفس عميق وهمست بستحياء قائله


= لو مش هيضايقك ممكن!. 


هز رأسه بالايجاب دون رد، وابتلعت لعابها بصعوبة بعدها وهبت واقفه فجأة وتحدثت باستعجال قائلة


= تمام تصبح على خير .


رحلت بالفعل من امامه ثم زفر مصعب بحنق فقد كان يأمل بأن تسير هنا الحياه بشكل افضل وليس كما كان يفعلون هناك بمصر، فاذا كان ذلك الوضع فلما جاءت معه من الاساس.. 


هز رأسه بخيبة أمل هاتفا بحسرة 


= شكلها كده هفضل شغال على شغل زياده لحد بالليل زي العاده، طب ايه الجديد بقى ولا انا هحس نفسي متجوز كده ما نفس الوضع يعتبر بس الفرق انهم قدامي.. اصبر يا مصعب انت كنت فين وبقيت فين استحمل انت اللي غلطت من الاول ومع الوقت اكيد هتنسى وكل حاجه هتتصلح.. بس يا رب الوضع ده ما يطولش عشان ده مش لصالحي خالص .


ليكمل عمله بضيق شديد، ثم تابع بنبرة ساخره

بمرار


= لا وانا جبتها هنا عشان ابعد عني نرمين تقوم هي اللي تبعد عني حتى وهي قصادي .


❈-❈-❈


مر أسبوعين تقريباً على ذلك الوضع، مصعب ينام بالخارج على الكنبه علي مضض وهي بالداخل بمفردها والاطفال بغرفتهم.. رغم ان ذلك لم يعجبه بالمره لكن لم يتحدث على أمل ينصلح الوضع بالاضافه بأنه يعلم بان خطيئته كبيره الغفران... 


وفي أحد الليالي استيقظت ندى على صوت الهاتف منذ الصباح المبكر وهي تجيب بصوت خافت ناعس


= طنط مديحه انتٍ بتتصلي في وقت زي ده ليه خير في حاجه.. حضرتك عارفه الساعه كام عندنا .


انتفضت فجاه بذعر عندما سمعت غضبها وهي تقول بصوتٍ واجم بجرأة سافرة 


=انتٍ بتستعبطي يا بنت مخليه الواد ينام بره على الكنبه من ساعه لما سافرتوا الاسبوعين! يعني بدل ما تصلحي الوضع بتخربي اكتر عليكي وتسيبي فرصه للي شايفها قدامه طول الوقت في الشغل تقرب منه من تاني وهي لما تصدق. 


ازدردت ندى ريقها ثم قالت بصوتٍ مرتجف 


= حـ آآ حضرتك عرفتي منين الموضوع ده؟ و بعدين في ايه مش ملاحظه ان حضرتك بتتكلمي في خصوصيات وبعدين انا فعلا مش قادره اقرب ولا انسى اللي عمله ومحتاجه وقت وهو وافق على كده.


عادت السخرية تسكن وجه مديحة وهي تقول

بعصبية شديدة


= ما لكيش دعوه عرفت منين مش موضوعنا دلوقتي وبلا خصوصيات بل زفت ده ما كانش اتفقنا، فتحيلي عينيك وتكون في وسط راسك لو مش عاوزه فعلا جوزك ما يعملهاش تاني كده ولا شكلك كده عاوزه يقع و يعملها تاني عشان تطلقي وترجعي للواد اللي كنتي تعرفيه.. هو انا يا اختي بجيبك قدامه عشان تعيشوا زي الأخوات برده .


برقت عيناها باستنكار ثم قالت بحيادية تواجهها بشجاعة


= طنط من فضلك يا ريت تحاسبي على كلامك وبعدين مش كل شويه هتفتحي معايا الموضوع ده، انا بني ادمه ذي إبنك على فكره وبحس.. ودي حاجه بينا بقى ومع الوقت اكيد هتحصل لما احاول اتجاهل، وانا عملت لك كل اللي انتٍ عاوزاه وسافرت اهو لكن اكيد مش هعمل الموضوع ده غصب عني .


بتر كلامها للحظات تحاول برباطة جأش التحكم في غضبها الذي تأجج في داخلها ثم طلبت منها بلهجة آمرة ونبرة خافتة


= وغصب عنك ليه مش جوزك وده حقه بنت انتٍ انا مش باخد رايك اصلا وقلتلك هتستحملي كل عقابي للاخر لاما تنسي عيالك، انا يا حبيبتي استحملت اللي شفته عشان سببين البيت ما يتخربش وابني ما يقعش في الحرام تاني وطالما مراته قدامه يبقى لازم تقربي وتسمحيله بده بدل ما يقع في الحرام وتساعديه.. والمساعده بتاعتك مش هتنفع وهو على الكنبه من بعيد لبعيد فهماني؟ ولا تحبي اجيلك بنفسي وافهمك وافهمه .


صاحت ندى بغضب هاتفه بقهر 


= انا ما منعتش بس قلت ان انا مش قادره حالياً ومحتاجه شويه وقت، وبعدين افهم من كلامك انك بتهدديني ولا ايه اني ما عملتش الحاجه دي وخليت ابنك يقرب مني هتنفذي تهديدك .


أكدت حديثها علي الفور بقوه تتحداها بتهديد صريح 


= ايوه يا حبيبتي ده اللي هيحصل فعلا جوزك هيعرف واهلك وهتتحرمي من عيالك، قولي عليا واحده ظالمه مفتريه بقى مش مهم، فانتٍ زي الشاطره كده تشيلي الهبل ده من دماغك خالص.. بلا عاوزه وقت بلا مش عاوزه انسى، لازم تعيشوا زي المتجوزين عادي و ده لمصلحتكم انتم الإثنين عشان كل واحد ينسى غلطته وما يحنش للقديم !. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة