رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي لخديجة السيد - الفصل 6 -3 - السبت 19/10/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
من يقع بنفسه لا يبكي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السادس
3
تم النشر يوم السبت
19/10/2024
خلال ذلك أخذ منها العباءة وألقاها فوق السرير بعدم اكتراث ومرت لحظات قليلة في صمت لم ترفع خلالها عينيها إليه قبل أن تجيبه
= هلبس هدومي.. عشان أشوف الولاد لو محتاجين حاجه او والدتك ما يصحش بقلينا كتير هنا ممكن تكون والدتك محتاجه حاجه .
أنهت جملتها ببعض الارتباك وكانت على وشك المرور بجواره وقبل أن تخطو خطوة واحدة كانت يديه تحيطان بجسدها بين ذراعيه من الخلف وهو يحرك خصلات شعرها الرطبة بعيداً عن رقبتها ملثماً اياها برقة واشتد لهيب الإثارة في مقلتيه والحرارة تنتشر في جسده من جمالها ليهمس بالقرب من أذنها بصوت مثير
= ما تخليكي شوية، وبعدين قبل ما ادخل الاولاد كانوا ناموا وزمان ماما كمان نامت.. يعني ما فضلش غيرنا صاحيين .
شعرت برعشة تسري في جسدها كله كالتيار الكهربائي بمجرد التصاق جسده بها فحاولت الإبتعاد عنه مبررة له بتوتر فهي لا تريد سوى الهروب من نظراته المليئة بالرغبة ولمساته المتطلبة التي أشعلت النيران في روحها والتي تضررت منه بما يكفى
= مش هينفع عشان الوقت سرقنا والصبح قرب يطلع ويدوب كمان الحق أقوم اجهز الفطار واخلص بدري اللي ورايا في الشقة.
تلقائياً ارتفعت يده إلى فكها ليوجهها نحوه فاختلطت أنفاسه المفعمة بالإثارة مع أنفاسها المضطربة كحالة جسدها وقلبها الخائن الذي ينبض بعنف بين ضلوعها قبل أن يخترق صوته المثير أذنيها بنبرته الآمرة، ليهز قوتها الضعيفة فوراً
= مفيش حاجة وراكي اهم مني....
ردت بدلال وهي تقبل لحيته قبله رقيقه على استحياء أثارت تشنج جسده بقوة
= معقول ما شبعتش كل ده ولا زهقت يا مصعب؟.
أجابها بأنفاس لاهثه بيأس وهو يخلع عنه سترته مجدداً
= ولا شكلي هزهق ولا هشبع طول ما انتٍ قدامي بالشكل ده تعالي يا روحي مصعب...
❈-❈-❈
استيقظت مديحه في الصباح ولم تجد إلا أبنها مصعب يجلس بغرفه المعيشه يحتسب شرب القهوة بشرود، اقتربت منه وهي تتسائل بدهشة
= صباح الخير يا مصعب هي مراتك فين والعيال مش سامعه ليهم صوت ليه؟ هم خرجوا ولا ايه ؟
نظر لها مبتسماً رغم الصراع جليّ على صفحة وجهه ليرد بصوت خافت
= صباح النور يا ماما الولاد راحوا المدرسه وندى لقيت حاجات كتير ناقصه في البيت فنزلت وكمان اللي اسمها حنان اتصلت بيها وراحوا سوا.. وانا اخذت اجازه النهارده قلت اقعد معاكوا طالما انتٍ هنا ودي لحظه مش هتتعوض كتير أنك ترضي عني وتسافري ليا مخصوص
لم تتغير نبرة صوتها وهي ترد بهدوء جاد
= زمان كنت برفض اسافرلك عشان كان بيصعب عليا اسيب مراتك لوحدها والعيال وبقول لنفسي ما هي مش هتشيل المسؤوليه لوحدها كفايه أنت لكن دلوقتي الوضع اتغير وعشان خاطر احفادي هاجيلكم كل فتره، بس اللي اسمها حنان دي بقيت اسمع اسمها كتير على لسان مراتك ولسانك واثقين فيها أوي كده
اصطح بقرأت أمه بسهولة ما يدور في عينها فقال بهدوء
= اه ما تقلقيش وبعدين حتى لو مش بثق فيها هي ولا بتدخل البيت عندنا ولا انا بقابلها خروجاتها كلها مع ندى لوحدهم هي والأولاد، و بعدين انا قلت لما ندى تكون صداقات هنا هتشيل من دماغها حكايه انها ممكن ترجع مصر لما تزهق، انا حتي عرضت عليها تشغل زي ما كانت في مصر عشان كنت بلاحظ من اول ما جت هنا انها مخنوقه ومش واخده على المكان.. فكنت خايف باي لحظه ترجع في كلامها ونعيد الموال من تاني بعد ما ربنا هداها واقتنعت انها لازم تكون جنبي.
تجهم وجهها بعدم رضا وهتفت باعتراض جاد
= شغل إيه لا طبعاً انا ما كنتش راضيه عن شغلها في مصر و انت الحمد لله مش مخليها محتاجه حاجه؟ انت بس ما عرفتش تقف قصادها وتقول لها لا لما قالتلك بزهق وانت مسافر وعندي وقت كتير لكن دلوقتي بقى عندها اللي تنشغل بيه، شيل من دماغك حكايه الشغل ده عشان ما ترجعش تنشغل عنك من تاني لازم تكون حياتها كلها عباره عن البيت وانت والعيال وانت كده برده باستثناء الشغل عشان انت الراجل و اللي بتصرف لكن شغلها ولا هيفيدك بحاجه يبقى بلاها.. ولو صمتت ولا حاجه انها ترجع يبقى قولي احاول معاها لكن شغل لا .
هز كتفيه بتعجب قبل أن يقول بنبرة شك
=ما كنتش اعرف يعني ان انتٍ رافضه حكايه شغلها في مصر كده؟ على العموم خلاص هي رفضت من نفسها وبدأت تندمج هنا مع الاجواء.. ماما هي كانت احوالها ازاي في مصر هي والأولاد؟
عقدت حاجيبها باستغراب وهي تسأله بعدم فهم
= مش فاهمه السؤال يعني ايه احوالها كانت ايه في مصر اشمعنا جي تسال دلوقتي؟ إيه اللي جاب الموضوع ده في دماغك
صمت والكلمات تتوقف فوق شفتيه يبحث عن مبرر لكنه شحب وجهه وهو يقول بأنفاسه المنفعله
= عادي يعني أصل انا كل يوم والتاني من ساعه ما جينا هنا بعرف عن ولادي كل حاجه بالصدفه وهي كمان، فابسال نفسي امال انا لو ما كنتش موجود ايه اللي هيحصل يعني مثلا زي حكايه الحرامي اللي طلع عليها فجاه ده تخيلي لو قدر الله كان حصل في مصر فيعني الأمور كانت ماشيه ازاي معاهم في مصر او هي بالذات كانت بتعمل ايه طول اليوم ولا بتقضي يومها ازاي في البيت
شعرت أن هناك شئ ومع ذلك قالت بهدوء متعقل
= لا الحمد لله ربنا كان بيسترهم هي برده ما كانتش بتتاخر بره كتير، وبعدين لو حصلت حاجه لا قدر الله اضطريتها تتاخر كانت بتستاذني طبعاً وانا كنت معوداها على كده..
يعني كل حاجه كانت ماشيه كانك انت موجود وبتديرها بالضبط .
هز رأسه بإصرار وغمغم بإلحاح قوي
= ايوه برده ما قلتليش بالظبط كانت بتعمل ايه في يومها؟ ما هي اكيد كانت بيجي عليها أيام تزهق وتمل عشان كده طلبت الشغل و كمان هي طلبت الشغل مني بعد ما انا سافرت بثلاث سنين فكانت بتعمل ايه في التلات سنين دول.. او حتى بعد الشغل أكيد كان عندها وقت فراغ كانت بتقضيه في ايه
عدم الاقتناع جلياً على وجه ابنها فهزت مديحة رأسها بيأس ثم قالت بسيطرة
= عادي يا حبيبي مع ولادك اصل العيال ياما بيشغلوا وما بيخلوش الواحده مننا عندها ساعه بس تريح فيها، وهي كمان كانت بتشتغل فما كانش عندها وقت اصلا فاضي.. بس كانت بتنزل عندي كتير يوم الاجازه و ساعات كنا بنخرج كلنا سوا.. وامها كمان الله يرحمها كانت بتقضي عندها وقت كتير، فيومها كله كان يا دوبك بيخلص في كل ده
كان وجهه شاحباً وعيناه شاردة وهو يقول بقلق متخبط
= ايوه بس الكلام ده بعد ما اشتغلت و ولدت الطفلين قبل كده كان ايه اللي بيحصل؟ انا سايبها بعد جوازنا بخمس شهور يعني كان عندها وقت كثير برده فاضي فكانت بتقضي المهله دي في ايه بالضبط، المفروض تكوني عارفه ما انتم ساكنين في نفس العماره.
وهنا كانت متاكده بأن هناك شيء ما في علاقته مع زوجته فقالت بهدوء تحسد عليه
= مالك يا حبيبي ما تخليك صريح معايا في حاجه عملتها ندى ضايقتك مخلياك عمال تسال الاسئله دي متاخر أوي افتكرت دلوقتي بس انك سايبها بالك كثير.. فهمني اشمعنا في الوقت ده بالذات بتسال الاسئله دي.. قولي بصراحه عشان اعرف اجاوبك .
هز رأسه بتعب ويأسا ثم تمتم بإختناق متهربة من المواجهة كلها
= لا يا ماما ما عملتش حاجه بالعكس هي كويسه معايا جدآ ما تخليش بالك يروح لبعيد بس جي في دماغي الموضوع ده فقلت اسالك عادي و احنا قاعدين بندردش.. خلاص انسى ولا كأني قلت حاجه، انا هقوم اعمل قهوه تاني واعمل لك معايا عقبال ما ندى تيجي .
❈-❈-❈
في أحد الكافيهات بالخارج، حجظت عينيها وهي تطلع بها بذهول مدمدمة بعدم استيعاب
= نعم بيشك فيا؟ وانا كنت عملت ايه عشان يشك فيا؟ وايه معنى الاسئله اللي عمال يسالها لك دي وبرده قبل كده سالها لي هو بيلمح لايه بالظبط ؟!.
صكت مديحة على اسنانها بعنف واعتلي الغضب ملامحها وتحدثت بانتباه قائلة
= كمان مش اول مره يلف ويدور بنفس الاسئله دي؟؟ لا كده يبقى انا شكوكي صح الواد ده في حاجه في دماغه ما هو مش هيقول كل ده من فراغ انطقي وقعتي بلسانك قدامه ولا عملتي حاجه ولا اي تصرف خليته يشك فيكي .
وضعت ندى يدها جانبها كاتمة غيظها وهي تقول بصرامة
= هو حضرتك بتلمحي لايه بتشكي فيا زيه؟؟
انا من ساعه ما جيت هنا وانا ماشي زي الالف على اوامرك حتى لو ضد رغبتي بعملها وانتٍ مش بيفرق معاكي رفضي وماشيين على كده كتير لو حسبتي هتلاقيني بقيلي اكتر من سنه هنا، المفروض بقي اعمل لك اكثر من كده ايه عشان انتٍ والبيه ابنك تشكوا فيا.. ده انا حتى موضوع نرمين لما عرفت انها جت هنا مره البيت عدته بمزاجي زي ما قلتيلي
رفعت رأسها نحوها فقالت بغضب مقيت
= خلاص يا ندى اهدي انا مش بشك فيكي انا بستفسر وده لمصلحتك الواد في دماغه حاجه صدقيني معنى ان يسالك الاسئله دي ويرجع يسالها لي تاني يبقى الموضوع في ان؟ يا اما انتٍ عملتي حاجه من غير ما تقصدي لاما في حد بيلعب في دماغه.. وفي الحالتين لازم نقعد ونفهم اللي فيها بدل ما البيت يتخرب عليكي تاني و خليكي فاهمه يا ندى اني لو مصعب عرف موضوعك مش هيعدي زيك و هتخسري كتير فلازم تفهمي ايه اللي بيدور في دماغ جوزك
هزت رأسها سريعاً ناطقة بتحشرج
= وأنا ما عملتش حاجه ومتأكدة من كده انا بخرج وبروح وبعمل كل حاجه قصاد عينه وباذنه وبعدين تقصدي إيه ان حد بيلعب في دماغه؟؟.
امتقع وجهها هاتفه بجمود مستنكر
= مش عارفه بالظبط اهي كلها حاجات في دماغي، ممكن يكون يعني مثلا دردش مع واحد صاحبه في الحكايه دي وقال له كلمه كده ولا كده خليته يشك فيكي بس لا مصعب مستحيل يفضح نفسه قدام حد غريب ويقول حاجه زي كده بس انا ما بقيتش استبعد اي حاجه عنه من ساعه ما سافر واتغرب أحواله بقيت غريبه عني، زمان كنت بفهمه من نظره انما دلوقتي لا وحاولت اوقعه في الكلام وما رضاش خالص يقولي هو بيسأل الأسئلة دي ليه بالظبط
هزت رأسها بنفي بينما شعرت بالرعب يجتاح جسدها و تمتمت أخيراً بتقطع
= لا هو مالوش اصلا اصحاب قريبين منه انا بقيت اعرفه هو كان قافل على نفسه وكتوم، ممكن اللي حواليه بس زمايله وبيخرج معاهم فين وفين! انا لما بقيت اخرج معاهم بيقولوا الكلام ده قدامي انه اخيرا بقى يخرج ويروح ويجي و ما كناش بنشوفه خالص وعلى طول قاعد في البيت.. فاكيد حاجه تانيه اللي خليته كده بس انا برده مش فاكره ان انا عملت اي حاجه تخليه يشك فيا وحاجه إيه اللي هعملها اصلا ما هو لو شاكك فيا اكيد هيواجهني بيها مش كده.
ابتلعت ريقها وبدأت عصبية جداً وهي تهدر
= او ممكن بيرقدلك يا حبيبتي و عمال يجيب اخر الخيط اللي وصل له فانتٍ حرسي بقى بدل ما تفوقي بعد فوات الأوان ويكون عرف اللي فيها! بس انا برده عاوزه افهم ايه اللي خلاه يسال الاسئله دي.. بس انا شكه اكثر ان حد لعب في دماغه و على رايك لو في حاجه كده ولا كده كان أكيد هيلمح ويقول
عقدت حاجيبها للاعلي بشك وهي تتابع حديثها بحذر
= ندى لو في حاجه صارحيني انتٍ رجعتي تكلمي الواد اياه ولا حاجه تاني؟ ما هو انا برده زي ما بعيد عن ابني بعيده عليكي وكل اللي بعرفه منك مجرد كلام! فلو في حاجه مخبيها عليا تاني عرفيني أحسن ليكي لان يا حبيبتي لو عرفت انك رجعتي للقرف ده تاني زيه مش هكتفي بفتح القديم وبس؟!.