-->

رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 54 - 1 - الأحد 20/10/2024

  

قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة نورا محمد علي


الفصل الرابع والخمسون

1


تم النشر يوم الأحد

20/10/2024

❈-❈-❈


ترددت الكلمة في عقل أدهم، وهو لا يستسيغ الكلمة فقال رحيم.. 

_ داليد هتفضل مراتي لحد ما أموت وهي حرة من بعدي بس ماظنش ان هيجي بعد. 


نظر له أدهم بصدمة لكن نظرة الثقة في عين رحيم لم تهتز، هو واثق في مشاعر داليدا التي تكنها له، وواثق في مشاعره التي لن تتغير، فهو لم يأخذ تلك الخطوة إلا بعد أن تأكد بينما نظرة الثقة في عينه، جعلت الغضب يزداد على وجه أدهم وهو يقول لصديق عمره:


_ شفت الواد بيتكلم ازاي؟!


 ابتسم عمرو وهو يقول: 


_بيتكلم بثقة بقلب عاشق عارف هو بيعمل ايه، كل كلمه بيقولها بتأكيد انه بيعشق بنتك، بيحافظ عليها من نفسه، فلم نفسك بقى..


 ضحك رحيم بصوت مرتفع، واقترب ليحتضن عمرو وهو يقول: 


_تسلم يا عمو قريني، والله مفيش داعي للعجلة، لسه قدامي العمر كله، مش محتاجه اسرق منها حاجه هي كلها ملكي، انا عايزها ملكة يوم ما أسلمها قلبي تكون في بيتي..  أيشحال انت جوز خالتي ومربيني.. 


وهو انت شوفت بربع جنيه تربية.. 


ولكنه كان ينظر في عمق عين ادهم، وكأنه يرسخ جذور علاقتهم، وقتها رغم رد أدهم عليه إلا أنه شعر بالطمأنينة تجتاحه، وهو يهز رأسه وكأنه موافق على كل حرف يقوله رحيم، وفي لحظة قال: 


_انا عارف ان انت قد كلامك وما بترجعش فيه


_ لو على موتي انت عارف ان الخيانه ضد طبعي وان أخون ثقتك ده مستحيل، وخاصة أن الوقت مش طويل أوي يعني مش هنقعد سنتين مثلا 


_انت بتلمح عليا


_ ليه هو انت عملت حاجة وخايف اني اعملها


_ لم نفسك يا ابن احمد..


 في هذه اللحظه كان احمد يدخل من باب الجناح وهو يقول: 

_ما تسيب احمد في حاله يا عم، هو انا عملت لك حاجه، ولم نفسك بقى وانت طايح كده بدل ما اوريك الوش التاني، ولا انت وحشك وش الوحش 


ابتسم رحيم وهو يقول: ليه بس يا يا كبير اخوك بيهزر.. 

نظر لولده بأبتسامة وهو يقول: 


_وبتدافع عنه كمان، ده كان واخده غسيل ومكواه 


_على قد كومه، وهو كومه كبير قبل ما يبقى حمايا هو عمي وخالي ومكانته غالية وهو عارف 


نظر لها أدهم بأبتسامة وهو يقول: تعيش يا رحيم راجل وابن راجل، وشرف ان اناسبك واني أأمنك علي روحي، داليدا دي قلبي انت عارف دانا قريبه أوي مني، واخده مني كتير بس مخربشة ناشفة، ما يتخافش عليها، انما داليدا طيبة حنينة جميلة من جوه ومن بره، يتخاف عليها عشان كده قلقان منك، مش عشان انت وحش عشان انا بنتي لخمة


_ هي عاجباني عشان لخمه، بريئة الدنيا ما خربشتهاش، بس اطمن مش هستغل ده انا حابب انها تفضل كده..


 بعد وقت كانوا يتناولون الطعام جميعا ورغم رفض أدهم إلا أن سهام اصرت وحماته ايضا، بالاضافه إلى أن احمد نظر له وهو يقول: 


_لو طلعت من بيتي في وقت الغداء من غير ما تاكل يبقى بتشتمني، وانا اللي يشتمني انت عارف 


اشار له باستسلام وهو يقول: 


_لا يا حبيبي انا مش قد زعلك ده انا عندي استعداد أكل اللي على السفره كلها وما تزعلش


 وضع رحيم الطعام امامه وهو يقرب منه بعض الاصناف هو وعمرو، اما من يعملون في الجناح تم اغلاق الباب الذي لا يدخل ولا يخرج منه إلا رحيم، وارسل الخدم لهم كلما لذ وطاب، بينما المرح كان سائد على تلك الجلسة، مناوشة أدهم لعمرو، واحمد لهم هم الاثنين ورحيم وابتسامته التي تظهر في عينه، وهو يستمع الى احاديث الماضي بصيغة الحاضر.. 


ابتسامه جدته التي تتابع حديثهم وكانها ترجع بالزمن الى الماضي، اما ادهم اخذ يناوش أدم وهو يقول: 


_وانت يا صغير عملت ايه في خطوبتك، هتقرأ الفاتحه امتى..

_ عمو عادل قال لي أن الفاتحة نص كتاب وأن كلمته وعد وهيسال بنته


_ طب وانت زعلان ليه؟


_ المشكلة ان البنت موافقة وهو عصرها.. ليه وايه انا مش عارف ايه التحكمات دي؟ كل ده عشان كنت صريح هو لازم الواحد يلف ويخدعكم، اللي يجي دغري يتشك فيه..


 ضحك ادهم بصوت مرتفع، وهو يقول: 


_ده رحيم ملاك انت اللي ابن ابوك بالملي، قولي يا وحش انت كنت بتعاكس زينا كده.. 


نظر له بحدة فتراجع عن السؤال لكن الاجابه اتته من ذلك الصغير، الذي يعبث في طبقه ولكنه قال 


_زيكم مين، الوحش ملوش زي ده كان واقف على بعد ثمان امتار لابس بنطلون وقميص في حفلة الكل لابس فيها تكسيدو..


 نظر له ولد بصدمة من اين عرفت تلك المعلومة؟ ولكن يبدو ان زوجته تتغنى ببوادر عشقهم، بينما الصغير اكمل:


_ بيبص في عينيها وعلى لسانها قالت «حست انه بيبص جو قلبها وشايف نفسه مرسوم فيه» بتقول لك بصه خليتها تغير كل قراراتها ما يفرقش معاها حد، ولما رفعت عينها ما لقيتوش اختفى، كأنه وهم او خيال فارس الاحلام مش كده يا "سو"؟! 


 نظرت له بصدمة عله يسكت ولكنه اكمل: 


_وقفت جنب العربية ساندة راسها عليها لقت اللي بيقول لها في حاجه يا هانم، وقبل ما ترفع وشها قالت  ان عندها صداع من الحفلة،  رفعت عينها لقت نفسها بتقول  له انت..! 


 نظر له احمد وهو يقول: كل يا ادم بدل ما اكلك الطبق، وانت بطلي تحكي له..


_ ده انا كنت لسه في KG لما سألتها أنت وبابا قابلتوا بعض أزاي 


نظر له والده بدهشة وقال: ولسه فاكر 


_هي دي حاجه تتنسي يا وحش، قل بيقول لك زيهم قال، هو انت ليك زيي يا حبيبي.. مش انت هتخلصي موضوع مع أونكل عادل 


أدهم بصدمة: شوف الواد بيستف الورق علشان نفسه..


 نظر لادهم بصدمة وهو يشير الى نفسه بدهشة ويقول:

_ انا.. دانا اللي بقول انك حبيبي يا أونكل


_ لا يا حبيبي انا دلوقتي بقول انت طالع لمين انت رحيم طلع ملاك..


 بعد وقت كان يرجع الى الفيلا نظرت له داليدا بخجل، لقد تركها ما أن علم انها عادت ومن اوصلها رحيم، توقعت ان يثور او يغضب او ينفعل عليها، ولكنه نظر لها بابتسامة وهو يقول:


_  كان ممكن تتصل بيا


_ طب انت زعلان مني


_ شويه يا دولي انا خايف عليك.. 


هزت راسها بموافقة وهي تقول: 


_ بـ الله يا  بابا ما حصل حاجة من اللي ممكن تخاف منها، وبعدين رحيم بيخاف عليا جدا، كان بس بيتفق معاه على شويه نقط مهمة..


_ زي ايه يا داليدا 


_مش فاهمه يا بابا تقصد ايه ب زي 


_كان بيقول لك ايه؟


_ ما ينفعش يا بابا ممكن ما تسألش 


نظر لزوجته التي هزت رأسها تؤيد طلب ابنتها، تحرك الى مكتبه بينما دانا وقفت وهي تقول: 


_بابا انا كمان خرجت مع احمد اتغدينا بعد الاجتماع، وتكلمنا شويه


_ عارف 

_ازاي.. 

_ احمد اتصل وأخذ الإذن مني، وقال لي لو انا مش موافق هو اللي هيتصل بيكي ويقول لك ان عنده شغل مهم، ومضطر يأجل الميعاد.. 


نظرت له بحاجب مرفوع، وهزت رأسها بإستحسان وتحركت الى غرفتها  لكنه أوقفها حينما قال: 


_بس المفروض انت اللي كنت تتصلي 


_كنت هقول لك لما ارجع، واتكلم معاك بس واضح ان حضرتك مشغول شوية..


 هربت من امامه وهي تجذب يد اختها، بينما هو نظر لزوجته وهو يقول:


_ عاجبك بناتك؟


 اقتربت منه بدلال وهي تحاوط عنقه بذراعيها، وتقول:

_ مالهم بناتي مش عاجبينك! مركز معاهم وسايبني، ولا احنا كبرنا يا باشمهندس


 نظر لها بصدمة بينما هي تحط بشفتيها بجواري فمه، تتعامل بدلال وغنج تواري تلك الوقورة التي يعرفها الجميع، وهي تنزل بيدها المعلقة على عنقه، الى صدره العضلي وتحركت لتصعد في دعوة صريحة  يعرف جيداً أنه بحاجة إلى تلبيتها فهو في هذه اللحظة لا يريد إلا دفء انوثتها وتلك الدعوة التي انتشلته من بحر من الافكار، يريد ان يخرج منه…


 كان يصعد بهدوء يواري خلفه بركان من المشاعر، يضج في شراينه وهو يدخل الجناح خاصتهم، ليستمع لصوت الماء المنهمر في الحمام مما جعله يحل أزرار قميصه وهو يجلس على ذلك المقعد ينتظرها 


لم يمر وقت وكانت تخرج تلف جسدها بمنشفة.. تنهمر القطرات كحبات الكريستال على جسدها المهلك لرجولته وهي تنظر له بأبتسامة وتشير إلى الحمام ليأخذ شور.. 


أبتسم وهو يتحرك إلى لكنه جذبها إليه ينقض على شفتيها يقبلها بشغف.. وهو يقول: 


_ مش هتأخر.. راجعلك يا قمر نشوف حكاية التقصير دي.. 

_هستنى  أم اشوف أخرتها  قلقك على البنات وخوفك محسسني أن قربنا وقت خطوبتنا كان غلط 

نظر لها بصدمة وهو يهزر رأسه بالنفي وهو يقول:  دي كانت أحلى أيام عمري، كنت بسيب الدنيا عشان ألمحك، بس الوقتي غصب عنى بفكر بقلب أب بناته كانوا في حضنه وفي أيده وفي اقل من شهر بقى في حد في حياتهم، وبقوا ياخدوا قرار حتى لو في حاجة صغيرة من غير إذنه.. 


 هزت راسها بتفهم وهي تطبع قبلة سطحية على شفتيه، وهي تدفعه بخفة تخبرها انها تنتظره وهي تتحرك إلى الدريسنج روم  تنتقي بيبي دول مثير جعلها تبدوا كالحوريات وهي تضع بعض اللمسات على وجهها تنثر عطرها بسخاء.. 


مما جعله يتحرك إلى حيث هي كالمغيب يحيط خصرها بذراعيه يدفن راسه في تجويف عنقها وهو يهمس:

الصفحة التالية