رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 55 - 1 - الأربعاء 23/10/2024
قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة نورا محمد علي
الفصل الخامس والخمسون
1
تم النشر يوم الأربعاء
23/10/2024
❈-❈-❈
كانت تستمع له ويتلون وجهها خجلا لا تعرف كيف ترد عليه؟ فهي تشعر أنها تتعرف على رجلاً آخر؛ ليس هو بشخصيته الهادئة، فمن أين أتى بهذا الجموح؟ وهذا الكلام وهو يسرد ما بعد أن تكون حضنه حيث سيكون بيتها ومكانها الطبيعي، كأن ما يقوله شئ مسلم به، وما أن تطور الأمر إلى أن يكونوا جسداً واحداً حتى شهقت وهي تفغر فمها العذب.. وهي تقاطعه بصدمة:
_أحمد أنت بتقول أيه؟
_قلب أحمد أنا لحد دلوقتي بقول، بس بكرة هعمل كل اللي قولته بالحرف ويمكن زيادة شوية..
_انت؟ مستحيل تكون أحمد عادل الـ..
_لا انا.. بس اللي بيكلم جوزك مش جارك او شريكك وانت لازم تعرفي طبعي، بس نقول ايه لعمو أدهم؟ ولا أقولك حقه لأني مش ضامن نفسي..
شهقت مرة أخرى.. فضحك بصوت مرتفع ونزل من سيارته، وهو يقول:
_خلاص يا حبيبتي هقفل دلوقتي لانك بالطريقة دي هتصحي اللي في البيت و انا كمان داخل البيت يا عمري تصبحي في حضني..
_انت..!
_انا ايه؟! مش قلت جوزك يبقى تصبحي في حضني وقلبي و…
_بس.. بس تصبح على خير يا أحمد
_قلب أحمد يا دودي، بس ما اسمهاش تصبح على خير يا أحمد، اسمها يا حبيبي يا قلبي يا رجلي.. ولا ايه يا بشمهندسة..؟
_ممم طيب..
_طيب! شكلي هتعب معاكي يا دودي؛ بس نقول ايه مفيش أقرب من الأيام..
اغلق الخط ولازالت أبتسامته على وجهه، لكنه شعر بالخجل من وجود أمه تجلس في الصالون، تنتظره وما أن استمعت إلى كلامه معها، ورأت بعينها بريق عينيه حتى اطمأنت شعرت بسعادة داخلية وهي تقول:
_ مساء الخير يا حبيبي أتأخرت يا قلبي، احضر لك عشا..
قاوم خجله وأقترب يقبل جبينها وهو يقول:
_تسلميلي يا "إليّ" هانم انا تعشيت مع الشباب في اليخت، كانت سهرة لطيفة فكرتنا بأيام زمان..
_ربنا يفرح قلبك يا حبيبي كنت بتكلم دانا
_ممم.. وحشتني من وقت الغدا..
_وشك منور يا قلبي ربنا يفرح قلبك انا ارتحت من يوم قراية الفاتحه، بس النهارده اطمنت على الأخر..
_وانا مش عايزغير انك تكوني مطمنة دانا متباعدة شوية، وكنت خايف تكون مش حاسة بيا، بس أحب أطمنك كل اللي كنت بحس بيه السنين اللي فاتت كفيل أنه يحرك الصخر..
_والصخر اتحرك..
_عندك شك؟
هزت رأسها بالنفي وهي تضمه بمحبة فهو للمرة الأولى يحكي لها يفضي بما في داخله، ليس لشيء إلا لذلك الخوف في عينيها والقلق منذ باح بمشاعره..
وقف عادل بباب المعمل وهو ينظر لهم مطولا ولكنه قال:
_خير يا أحمد بيه هتفضل لازق فيها كده.. وانت يا هانم ايه جو العشق الممنوع ده..؟!
نظرت له بصدمة وهي ترفع حاجب واحد وتسأل: ايه ده انت سامع اللي انا سمعاه يا أحمد؟
_سامع يا مامي وحاسس، ومش من دلوقتي ده من زمان! بس بحاول اكدب نفسي أصل اللي بفكر فيه مستحيل..!!
عادل بغضب مكبوت:
_هو ايه المستحيل يا أحمد بيه؟
_أن حضرتك بتغير على مامي مني أنا وأثر، بس نقول إيه "إليّ" هانم مزة ويتغار عليها..
_شوفتي السافل بدل ما يبعد بيقول ايه؟
_بيقول الحقيقة يا دكتور ولا انت شايف ايه؟
نظر لها بغضب وهو يقول:
_لا شايف ولا عاوز اشوف تصبحي على خير وأبقى خليه ينفعك..
ضحكت بخفة وهي تنظر لأبنها بصدمة بينما أحمد همس:
_قلبك ابيض يا دكتور دي زي أمي ولا نسيت..
_شوفي ابن الكـ لب بيقول ايه
_بقول ايه يا دكتور؟ هو انت متأكد انك اترشحت للوزارة؛ وانك خريج جامعة باريس الدولية…
وقف في منتصف السلم ينظر له بصدمه وعينه تسأل ماذا يعني؟ فأكمل أحمد بمزاح..:
_اصل اللي يسمعك وانت بتشتم يقول خريج حواري باريس..
ضحكت إلينا بصوت مرتفع وهي تدفع ابنها بخفة، وتنهره بغضب مصطنع وهي تقول:
_انا غلطانة اني سهرانة اطمن عليك يا ولد..
نظر لها بحاجب مرفوع وغمز لها فكادت أن تضحك..
اما عادل قال: حلو اوي المشهد ده كملي يا "إليّ" وانا هعمل نفسي مصدقك..
سألت بلهفة: بجد
تحرك دون رد فأسرعت لتلحق به ولكنها وقفت على أول درجة وهي تقول:
_في رسم بعته عمك عمرو موجود في مكتبك
ابتسم لامه وهو يقول: تسلميلي يا ست الكل تصبحي على خير
_وانت من اهل الخير يا قلبي
اسرعت تتبع عادل إلى الجناح الخاص بهم، حيث وجدته يخلع ملابسه بغضب أو غيرة والاثنين صحيح، أقتربت حتى تحتضنه من ظهره تقبل منتصف كتفيه، ويدها تتحرك بدفئ على صدره العضلي وهي تقول:
_ده الموضوع بجد
قال بتسويف: موضوع ايه يا هانم
-دكتور عادل غيران
نظر لها من فوق كتفه نظر جعلت قلبها يرتجف من هول ما رأت في عينيه، صراع من دفئ وعشق ولهفة وشوق واحتياج ازدردت لعابها بصعوبة وهي تحرك شفتيها دون صوت..
فقال بحدة لم يقصدها:
_أيه صدمتك من يوم قراية الفاتحة وحتى من قبلها وانت في عالم لوحدك ولا حاسة بيا ولا مركزة معايا ايه مبقتش أعجب..
شهقت بصوت مرتفع وهي تهز رأسها بالنفي بينما هو استدار لينظر لها وهو يسأل:
_أمال أيه، لتكوني فاكرة انك هتجوزي ابنك يبقى كبرنا ولا راحت علينا، انا لسه في عز شبابي ومحتاج مراتي جنبي في حضني، محتاج دفى أنوثتك وحبك محتاج لهفتك اللي انطفت من اسبوعين..
_بتهيئلك
_المفروض أصدق؟ اخر مرة كانت تأديت واجب وكأنك بتعملي اللي عليكي وخلاص، لو زهقتي نفرتي قولي، لأن الموضوع مش غيرة من ولادي زي ما انت فاكرة رغم انه من حقي..
_من حقك تغير منهم
_من حقي أغير عليكي من الهوا، بس الموضوع مش ده، المشكلة انك بتهتمي بالكل وأنا لا؛ انا على هامش حياتك.. وفي الاخر نزعل لما الراجل يخون او يتجوز تاني..
دفعته في صده بقوة وهي تقول:
_ بتقول ايه! تعمل ايه؟ دا انا أقتلك قبل ما تلمس غير..
_على اساس أني بلمسك! يا شيخة من يوم ما أحمد قالك بحبك دانا اتقلبتي 180 درجة.. افهم أيه؟
_تفهم اني خوفت.. وأفتكرت كل اللي فات، من أول ما كنت بحارب عشان بس تحس بيا لحد م..
صمتت لم تقوى ان تكمل فكل كلمة قد. تعيد الماضي بكل ما فيه من وجع فسألها بسخرية ظاهرة..
_ما أيه ها..؟ كملي لحد ما جرحتيني كتير وانت مش واثقة فيا ولا في نفسك وعملت بدل العقبة في طريقنا عقبات، كانك بتعقبيني ان بجد حبيتك! ذنبي ان قررت أحيا بيكي وليكي..
_لا.. انا عمري ما حولت أجرحك، حتى لو حصل بيبقى غصب عني، كنت خايفة ومجروحة وانا شايفة الماضي ممكن يتعاد من تاني، بس للأسف الأبطال مش احنا، ده اللي اغلى عندنا من روحنا.. وجع أحمد ممكن يقتلني..
_مش لوحدك بس بدل لسه فيه جرح لازم تنضفيه؛ تضغطي عليه لحد ما تتأكدي من انتصارك على الوجع يا وجعي..
_انا وجعك؟!
_بتسألي؟ آخر حاجة أتخيلها أن عذابي يبقى انت، وجعي أنت! كاتمة في نفسك وهربانة بيها مني ومن قلبي كأننا بقينا اعدائك..
_انا عمري ما هربت منك دا انا بهرب منك ليك..
_كدب..
_لا مش كدب وانت عارف هربت من عينك عشان كنت خايفة تحس بالوجع كنت بتحجج بولدتك التعبانة عشان خايفة تبص في عيني تشوف الماضي وكأتي بتهمك، وقتها هتفهم غلط
_كان اسهل تقربي تفضفضي تحكي تقولي اللي جواكي واللي خايفة منه أنا جيت وسألتك ليه طلبتي من احمد يستنى اسبوع قبل ما ياخد قرار فعلي مخدتش منك رد..
_عاوزني ارد اقولك أيه كنت عاملة زي الطير المدبوح بيفرفر من غير ما يحس! بيحاول يخرج من نفق ضلمة وعمال يتخبط فيها..
هزها بين ذراعيه وهو ينظر لها بمزيج من الأفكار وهو يقول:
_ ترسي على البر وتهربي من ضلمة أفكارك لحضني ترمي نفسك فيه تتحصني من وجعك فيا وبيا ونحاوط على ابننا سوا نقف جنبه مع بعض
أشار إلى قلبه وقال:
_ده محتاجلك انا محتاجلك بس مش جسم بارد مفيش فيه روح انا عاوز "إليّ" الفرس الجامحة اللي ملهاش خيال غيري..
لم تقوى على البعد، دفنت وجهها في تجويف عنقه وهي تلثم عنقه بقبلات دافئة، تترك لمشاعرها العنان تفكر في ذلك التهديد الذي ألقى به في سياق كلامه، وعقلها يسأل هل من الممكن ان يفعلها؟ هل يستطيع خيانتها بعد هذا العمر..؟ هل من الممكن أن يتزوج عليها؟
أخذت قبلتها تزداد جموحاً، مما جعله رغبته تخرج عن السيطرة، وهو يقبلها بشغف، ويده تعث فساداً في جسدها البض.. أخذ يتحرك بها إلى الباب وهو يحاصرها خلفه، يرفعها عن الأرض يقربها من جسده المستثار بشدة وهو يأخذ ما هو له بشغف وعشق ولهفة..