رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع لخديجة السيد - الفصل 6 - 1 والأخير - الأربعاء 2/10/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة الثائرة على المجتمع كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة الثائرة على المجتمع
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السادس
والأخير
1
تم النشر يوم الأربعاء
2/10/2024
بعد مرور وقت في منزل عزه، جلست جانبها وهي تمد يديها لها بالكاس الخمر متحدثه بصوت هادئ
= خدي اشربي وروقي شويه انتٍ الجوازه دي ما كانتش تنفعك من الاول، وانا اللي كنت فاكره انه عشان بيحبك هيبقى معانا يعمل اي حاجه عشانك بس طلع متمسك بام تقاليد المجتمع اللي قرفنا بيها.
رفعت أمينة عينيها ببطء لترد بتردد بينما تضغط بيدها فوق بطنها
= لا مش هينفع أشرب وانا حامل! مره ثانيه
عقدت حاجيبها للاعلي سريعاً عندما رأت نظرة الشك التي ارتسمت فوق وجه صديقتها وهي تردد بعدم تصديق
=الله هي من اولها كده ما قلت لك يا بنتي نزليه وريحي نفسك، و قدامك كلمتك الدكتور وقالي طالما لسه في اول شهر عادي! ولو عاوزانا نروحله من دلوقتي ماشي لكن انتٍ برده اللي مصممة تفكري اكتر قبل ما تاخذي قرار مع اني مش عارفه على ايه هو انتٍ حبيتيه ولا ايه.
أبعدت يدها عن بطنها بحيرة هامسه بصوت مرتجف
= وبعدين بقى يا عزه بطلي كلامك ده انا ولا حبيت ولا حاجه، آآ انا خايفه على نفسي اصلا وطالما مش بحبه يبقى مش هفكر احتفظ بعيل من شخص مش بحبه وعمال يتحكم فيا
لوت شفتاها باستخفاف وهي تقول ساخرة
= طب طالما كده رافضه ليه؟ والله شكلك بقيتي منجذبه لي عشان كده خايفه تنزليه وبعد كده يسيبك ولا انا بتكلم غلط؟
لم تتحمل المزيد من كلماتها الصريحة، فهي تشعر بالارتباك بين شخصيتها القديمة و الجديدة، ولا تعرف أين الصواب والخطأ، لذلك تشعر بأنها بحاجة إلى مزيد من الوقت للتفكير في هذا الأمر نهضت بضيق شديد وهي تقول
= انا اتاخرت ولازم امشي، عن اذنك
غمغمت عزه بسرعه بأسف بينما تربت فوق يدها
=استني بس انتٍ هتتقمصي فكري براحتك يا ستي لو لسه عند قرارك اتصلي بيا وما تخافيش هفضل معاكي لحد ما الدكتور يخلص العمليه واهتم بيكي..
ابتسمت أمينة بتعب قبل أن ترد بعدم راحه
= انا مش زعلانه يا عزه خلاص ده موضوعي وانا هخلصه مع نفسي، بس انا لازم امشي مش عاوزه اتاخر وكمان سبت تليفوني القديم عند حد يصلحه عشان عاوزه ارجع صوري انا واميره بتاعه زمان والمفروض اعدي اخده دلوقتي.. مع السلامه هبقى اكلمك بعدين
هبطت أمينة بالفعل من المنزل وشعرت بالندم على حديثها معها، لأنها لم تفهم مشاعرها، ولم تكن تلك الكلمات التي كانت تتوقعها منها أبدًا، خاصة في ذلك الوقت. لكن ماذا تظن؟ هي تعرف جيدًا صفات تلك الأصدقاء الذين تعرفت عليهم، وكانت تتعمد الاقتراب منهم لتتلوث ببيئتهم السيئة، فلماذا تلومها الآن؟ يجب أن تلوم نفسها أولًا.
وصلت إلى المتجر الذي تركت فيه الهاتف لإصلاحه، وأردفت بنبرة خافتة
= لو سمحت انا كنت من حوالي ساعتين سبت تليفوني هنا يتصلح وهو قالي في حاجه بسيطه وتعالي خدي بعد ساعتين اقدر اخده دلوقتي.. وكمان قالي انه هيرجعلي الصور وكل حاجه كانت فيه زي ما كانت
هز رأسه بالايجاب ذلك الشخص واخرج الهاتف لها مرددًا
=اه اتفضلي هو ده، وشوفي قبل ما تمشي هتلاقي كل حاجه مظبوطه فيه .
أخذت الهاتف منه وبدأت تضغط على الأزرار لتتأكد من إصلاحه، لكنها تفاجأت برسالة صوتية من أميرة لم تفتحها من قبل، وكانت موجودة منذ فترة طويلة لكنها لم ترها إلا الآن بسبب كسر هاتفها سابقًا وعدم اهتمامها بإصلاحه إلا في الوقت الحالي. صاحت بصدمة كبيرة
= ايه ده؟!.
عقد حاجيبة باستغراب وهو يتسائل باهتمام
=في حاجه حضرتك؟
اومأت له أمينة برأسها بالموافقه وهي تردد بعدم استيعاب
= اصل اكتشفت ان في رساله صوتيه اتبعتلي من اختي اللي ماتت من حوالي سنتين ولسه موجوده زي ما هي انا ما شفتهاش لما وقع مني وباظ.. بس لسه موجوده لحد دلوقتي
هز رأسه بالايجاب وهو يقول بتفهم
= آه عادي طالما الكارت الميموري سليم و التليفون والخط الحاجات دي بتفضل موجوده.
اخذت تطلع إلي هاتفها بأعين مرتبكه قليلاً ثم تحركت لترحل هاتفه باختصار
= تمام اتفضل الحساب.
❈-❈-❈
عادت أمينة إلي المنزل لتجد مصطفى في انتظارها يجلس بوجه محتقن، هتفت بعدم قدرة على التحدث باقتضاب
= مالك قاعدلي كده ليه اه عشان نزلت يعني من غير ما استاذنك ما ايه الجديد ما انت عارفني مش هنقعد بقى نفتح موال كل يوم انا راجعه على اخري وتعبانه.. وبعدين ما تخافش ما رحتش مكان اسهر فيه ولا حاجه رحت عند عزه البيت وبعد كده رجعت اخذت التليفون اللي كنت بصلحه
عقد ما بين حاجبيه بشدة وقد اظلمت عينيه بطريقة قلقتها وهو يسألها ببطء حذر
= لا ما انا عارف انتٍ كنتي فين و ايه اللي بتخططيله اصلك زي ما نسيتي تليفونك الجديد هنا نسيتي كمان تخفي ده؟؟ مش اختبار الحمل ده برده تبعك ؟!
اتسعت عينيها بخوف وصدمة تتلعثم فى كلماتها هاتفه
= مالك ومال التليفون شكلك فتحته مش كده دي اسمها خصوصيه بيني وبين صحابي وما ينفعش تعرف احنا بنتكلم ولا بنقول ايه ؟ انا عمري ما بفتش في تليفونك عشان انت كمان تفتش ورايا.. وبعدين لو شاكك فيا أوي كده ما حدش غصبك على الجواز كله كان بمزاجك وانت عارفني ان انا كده
هتف بها بحدة جعلها تهب فزعا منه قائلاً بنفاذ صبر
= ما تبطلي ام الكلمه اللي ماسكه فيها دي و مفكرها مبرر ليكي عشان تعملي كل القرف ده براحتك، عارف ان السكينه سرقاكي وعماله تخبطي يمين وشمال ومش فاهمه بتعملي ايه رغم ان عمايلك كلها غلط في غلط وبحاول استحمل وامنعك على قد ما اقدر واستحمل الكلام السم اللي بسمعه في الشركه عليا؟ و اقول معلش اعذرها ما انت عارف الحاله اللي هي فيها.. لكن توصل بيكي القذارة أنك تكوني حامل مني وتتفقي مع صاحبتك تشوفلك حد ينزله من غير ما تقوليلي اهي دي بقي إللي فيها كلام ثاني ومش هسكتلك كمان
لم تستطع اخباره وعينيها فى عينيه تشعر بالخجل والعار يلفها بحباله حول عنقها فيختنق صوتها اكثر فأكثر لكنه لم يحتمل الصبر حتى تحدث يصرخ بها وقد توتر كل عصب به
=مش عاوزه اسمعلك صوت المره دي انا اللي هتكلم، اصلك مفكراني خايب وهتعرفي تقرطسيني لكن انا سكوتي مش ضعف ولا حتى عشان بحبك هعديلك اي غلطه مهما كانت؟ للاسف انتٍ استغليتي النقطه دي يا أمنية كنت فاكر لما اقول لك بحبك هتتغيري وتقدري حبي على الاقل لكنك استخدمتي ضدي وبقيتي تفضلي تضغطي وتعملي اللي انتٍ عاوزاه وتقولي ما هو بيحبني وهيفضل متمسك بيا وكل ده عشان ايه انتقامك مش كده؟ يا شيخه هو في اكتر من أني جبتهالك صريحه وقلتلك عارف نيتك وراضي عشان عندي امل انك تتغيري وبدل ما تتمسكي بالامل ده تزيديها عليا؟
ليمسك ذراعها بقسوة وهو يتابع حديثه يصرخ فيها بجنون
=يعني انا لو ما كنتش خدت بالي من رسائل تليفونك اللي عماله تتبعت من ساعه ما نزلتي واختبار الحمل كنتي هتنزليه وهتكملي معايا عادي كده من غير ما تقوليلي ده ايه الجبروت اللي انتٍ فيه ده؟ لا بقى الموضوع كده مش موضوع انتقام؟ انتٍ اللي لقيتي نفسك في الجو ده وعجبك وانا اللي ما كنتش واخد بالي..
نظر مصطفي إلي التي تقف كالتمثال المتحجر بعد أن سمعت كل ما أخبرها إياه زوجها و اهانها بقسوة و بحقيقتها المخزية، ليكمل باشمئزاز واحتقار جعلها تدمع عينها بقهر
= عاجبك تفضلي رايحه جايه تسهري وترقصي مع ده وده يحسس عليكي وممكن ياخدك معاه البيت وانتٍ مش دريانه؟ وعجبك شربك وانتٍ راجعه تطوحي في انصاص الليالي وتخلي نفسك صيده سهله ومطمع للرجاله.. اللي عينهم عليكي ما اصل انتٍ حابه التركيزي عليكي بس كنتي عاملاها حجه اللي حصل لاختك وانتٍ بتنتقمي وتوريهم انك ست اهو بتعملي زيهم وما حدش لي حاجه عندك لكن طلع العكس تماماً وانا إللي ما كنتش واخد بالي انك ناقصه ربيه.. ده انتٍ لما صدقتي لقيتي نفسك في الجو ده ومش عايزه تطلعي منه
لتنظر له أمينة بتحدي وهي تحارب دموعها حتى لا تتساقط امامه لتقول بألم
= اللي ناقصه ربيه دي كنت زمان هتموت عليها وحفيت عشان توصل لها مش كده؟ ولا هو كان كلام وخلاص واول ما وصلت للي انت عاوزه ما بقتش طايقني! طبعا زيك زي اي راجل حتى لو خدته بالحلال فالمهم انك وصلتله .
تركها وهو يشعر بالقهر والغل منها ليعود صاح باستهزاء وسخريه
=ما تبطلي بقى خيابه هو انا كنت مصاحبك انا متجوزك؟ واتجوزتك عشان بحبك وكنت عاوز اكمل معاكي مش عشان الافكار الهبله اللي مسيطره على دماغك ولا عشان قابلتي في حياتك رجاله زباله ذي جوز اختك مفكراهم كلهم زيه، و بعدين مالك عشان جيت على الجرح ما هي دي الحقيقه واحده غيرك كانت حاولي تتغير للأحسن مش اول ما جتلها الفرصه قلعت الحجاب واتصاحبت على عيال شمال مش شبهها عشان يعرفوها على اماكن السهر و الشرب وبقيت هي واحده واحده تجيب لهم الاماكن بنفسها كمان لا ماشاء الله ده انتٍ اتطورتي على الآخر.. هو انتٍ مستنيه مني ايه بجد هفضل مستحمل الوضع ده طول حياتي واديكي في اعذار؟
لبسحبها مجدداً بعنف وقد تحكمت به شياطين غضبه عليها واقترب منها غير مهتم بدموعها، بل تطلع فيها باستهزاء قاسي مكمل عتابه الحاد بإهانة لاذعه
= انتٍ ما انتقمتيش لحد غير من نفسك يا أمنية بصي على نفسك كويس هو انتٍ لما تعملي زيهم الغلط كده بتنتقمي منهم ولا منك طب ما هما مكملين إيه اللي اتغير غير انتٍ؟؟ وهم عادي لسه مقتنعين بالعادات والتقاليد و لوثوكٍ من اللي هم بيعملوه يبقى فين بقى الانتقام بتاعك منهم.. يبقى ما فيش غير اجابه واحده أنك لما صدقتي لقيتي نفسك واحده منهم؟ يعني بدل ما تغيريهم اتوحلتي معاهم لا و فرحانه ومكملي.. في حياتي ما شفتش حد غبي زيك.
حاولت أن ترد بعصبية وضيق وعيناها ممتلئه بالدموع بحسرة
= أنت واحد حقيـ..
ليهزها مره ثانيه بعنف وهي ترتعش بشده بين يديه ودموعها تنساب بقوه من عينيها بخزي، مقاطع إياها يصرخ فيها بتحذير وصرامة
=هشش قصر الكلام انا من اللحظه دي مش طايقك فعلا وبندم ان انا اتجاهلت كل اخطائك على اساس اني اصلحك للاحسن وانتٍ صح ما حدش بيتغير! وده معناه انك كنتي كده من الأول.. انا استحملت اللي ما فيش راجل يستحمله وانتٍ مصممه تكملي كده واكتر من كده مش هقدر.. لكن ده مش معناه انك هتنزلي اللي في بطنك ولو عملتيها اقسملك بالله هسجنك يا أمنية وهنسى اي حب حبيتهلك.. فابقي جربي واعمليها .
تركها بعنف وابتعد ينظر اليها بكراهيه وبخيبة أمل كبيرة قبل أن يردد بقسوة شديدة
= مع أنك في الحقيقه ولا تنفعي زوجه ولا تنفعي أم؟؟ بس مع الاسف هتكوني أم ابني ودي اكبر غلطه هفضل اتاسف لابني او بنتي اللي جايين عليها طول حياتي .