-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي لخديجة السيد - الفصل 3 - 3 - الخميس 10/10/2024

  


قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

من يقع بنفسه لا يبكي 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الثالث

3

تم النشر يوم الخميس

10/10/2024

عادت ندى تزدرد لعابها وهي تخفض بصرها وتجيب بخفوت متوتر وهي تحاول توضيح الأمر لها بأن لا أمل في علاقتها مع زوجها ابدأ 


= طنط انا ما قصدتش كده بس خلاص كل حاجه ما بينا انتهت وما حدش هيقدر يرفع وشه في وش التاني، و اللي حصل ما بينا صعب ومش سهل يتصلح 


احتقنت ملامحها ثم رفعت حاجبيها تسترسل كلامها بنبرة ذات مغزى 


= مش انتٍ اللي هتقولي عشان انا المره دي اللي همشي علاقتكم بمزاجي وهتنفذي كل اوامري! وبعدين هو انتٍ مفكره ان هعرفه حاجه على رايك الراجل غير الست وهو رغم أنه خاين بس ابني وانا عارفه هتشوفي منه أسود ايام حياتك وهترجعي بعد كده تعيطي وتقوليلي يا ريتني كنت سمعت كلامك، عشان انتٍ لو ما سمعتيش كلامي دلوقتي انسي ان انا اقف في صفك تاني.. ويلا كفايه كده عليكي واطلعي فوق شوفي عيالك اللي رميتيهم و رحتي تتصرمحي .


هزت رأسها بقله حيله وضعف وقبل أن تصعد هتفت الأخري بعبوس وشك


=استني! طلعي موبايلك صحيح واعملي للبيه اللي تعرفيه بلوك من كل حته كنتي بتكلمي منها وامسحي قدامي كل نمرو، و وحياه احفادي يا ندى لو عرفت انك كلمتيه ولا هعاتبك ولا هتكلم معاكي بهدوء زي دلوقتي بس هكلم اهلك يتصرفوا معاكي.. 


شعرت ندى بالإهانة والمذله في تلك اللحظه لكنها طاعتها مجبره خوفاً من حرمانها من أولادها وأخبار أسرتها بكل ما حدث بالاخص والدتها المريضه، فليتها بالفعل فكرت بكل ذلك قبل أن تقع بنفسها وتعود للبكاء والشكوى بعد فوات الأوان... 


قسمت ملامح مديحة ثم أضافت بعد لحظات بتهديد 


= سبحان ما مصبرني عليكي دلوقتي اصلا فما تختبريش صبري احسن ليكي! وبالنسبه كمان لشغلك تنسيه وتقدمي استقلتك ولا اجازه مش شغلي لانك كده كده مسافره قريب مع جوزك هناك مكان شغله.


انهارت ندى وكل أمالها بتلك اللحظه عن انفصالها والذهاب الى شريف لتتزوجه طارت كل الآمال تلك، فتهديد حماتها آدمي قلبها.. 


أخفت حزنها وخيبة أملها ثم رسمت هدوءا زائف وهي تقترب من باب المنزل لتذهب بالفعل الى أطفالها .


❈-❈-❈


في السعودية، حاول مصعب هذه المرة تجاهل نرمين وكل شيء يمكن أن يوصله إليها، حتى أنه كان يعود من العمل بسرعة دون أن يسهر لساعات إضافية ويحبس نفسه في المنزل.. وفي يوم من الأيام تفاجأ باتصال والدته به فاستعجل في الرد بلهفة معتقدًا أنها قد سامحته


= ماما أخيرا كلمتيني انا عارف ان انتٍ زعلانه مني عشان سافرت وما فضلتش زي ما كنتي عاوزه، بس الوضع كان هيفضل هو هو واحنا مش قادرين نتفاهم مع بعض.. صدقيني الطلاق احسن لينا .


أجابت الأخري وقالت له بإيجاز 


= حماتك تعيش انت ناوي تنزل تقف جنب مراتك تاخد العزاء ولا هتفضل مكانك 


اتسعت عينا مصعب بصدمة ثم رد بصوت منخفض 


=إيه ماتت... لا حول ولا قوه الا بالله ربنا يرحمها، لا طبعا ده في النهايه واجب حاضر هنزل بكره وانا كده كده واخد اجازه اصلا من الشغل عشان مش عارف اعمل اي حاجه ولا ولا ليا نفس.


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوعين في منزل مديحه كان يجلس مصعب مع أطفاله بينما زوجته كانت حالتها صعبه للغايه، فكانت حبيسه بالغرفه اغلب الوقت وقليلاً ما تخرج وتتحدث معهم ولقد تركها الجميع لتستوعب فراق و رحيل والدتها عنها..


ربتت مديحة على ظهره وتحدثت بتعقل قائله


= قوم خذ بخاطر مراتك وعزيها اكيد هي عاوزك جنبها دلوقتي و اهو بالمره تستغل الوقت وتقرب منها يمكن تسامحك .


تهجم وجه بنفور وهو يقول باعتراض


=بذمتك ده وقته يا ماما احنا في إيه ولا في ايه، وبعدين ريحي نفسك اكيد مش طايقاني كالعاده فاكره يعني اللي هي فيه ده هيهدها شويه ولا كده المشكله اتحلت عشان والدتها ماتت.. هي اصلا موجوده هنا عشان مش طايقه هناك او بتعند وخلاص .


ضغطت على شفتيها بضيق وتحدثت بجدية مصطنعة


= مش ملاحظ كل مره اقولك حاجه تنفذها برده بتعمل اللي في دماغك؟ حتى لو خيرتك ان هقطعك طول العمر ايه للدرجه دي خلاص بتبيعني انا كمان ومش فارقه معاك زعلي .


ابتلع ريقه بصعوبة وأجاب بتوضيح نافي


=يا ماما والله ما اقصد كده ما انتٍ اللي مقطعاني ومش بتكلميني اصلا رغم ان انا قلت لك ندمان ومش هعمل كده تاني، بس انتٍ عاجبك يعني كل مره نتخانق كده واسمع منها كلام ما لوش لازمه 


أشاحت وجهها لبعيد بجمود وتحدثت بسخط


= تمام ردك وصل اياك بقى اشوفك بتقرب تكلمني و يلا قوم من جنبي .


نفخ أنفاسه بضيق وغيظ وهو ينهض باستسلام، واردف مستاء 


=خلاص يا ماما قايم تشتمني بقى تقل مني براحتها طالما ده اللي هيسعدك.. ما تقلبيش بوزك بس وتتلككي عشان تخاصميني، اللهم طولك يا روح اديني قمت مع أني مش عارف هستحملها ازاي بلسانها المبرد ده.


❈-❈-❈


دخل مصعب لغرفه زوجته بالفعل فرفعت رأسها الملطخ بالدموع تدريجياً لتتلاقى عينيها بعيني مصعب لم تتحدث بشئ وهو بقي متسمر مكانه فكان الصمت بينهم ثقيل وقاتم لكن دقق مصعب بنظراته التي لم تفهمها في وجهها الشاحب.. وعينها المنتفختين لا بد أنها بكت لساعات طوال دون أن ترحم نفسها...


بدا شيء من التردد والأحراج ظاهراً على وجه مصعب مما سيقوله للحظات إلا أنه حسم أمره أخيرا وقال عاقد الحاجبين 


= احم ندى انتٍ مش هتقومي تاكلي؟ الاولاد عمالين يسالوا عليكي على فكره و ماما منعتهم يدخلوا يشوفوكي بالحاله دي.. هم اكيد مستوعبين اللي حصل بس مش بدرجه كبيره عشان السن فبلاش يشوفوكي وانتٍ كده.. بالذات اول مره الاحظ ان هم متعلقين بيكي أوي كده . 


لم تجيب عليه بينما اقترب ليجلس فوق الفراش جانبها وهي جامده الملامح، صمت لبرهه يلتقط أنفاسه وتابع بتنهيده حزينه


=بس حقهم هم شافوا غيرك! انا فاكر مروان أو طفل لينا ما حضرتش ولادته بس جيت بعد أسبوع وما لحقتش اشبع منه وبعد كده سافرت على طول.. ويحيى ما حضرتش ولدته برده ولا السبوع! بس مش قادر انسى يوم ما نزلت ومروان كان عنده ثلاث سنين لما كنت بقرب منك امسك ايدك كان بيتفزع و يبعدك عني كأني واحد غريب عنكم ويحيى كان بيستخبى مني ويتحمى فيكي او في ماما.. انا عارف ان الغربه خدت مني كتير لحظات حلوه اقضيها معاكم.. بس انا مش وحش أوي زي ما انتٍ فاكره ولا هي دي كانت أحلامي اللي بدور عليها.. بس ركزت اكتر اني امن ليكم مستقبلكم وما فكرتش في حاجه ثانيه .


ظهر الحزن علي ملامح مصعب وامتلئت عينيه بالحسرة وتحدث بصوت يملؤه الأسى


= انا عارف ان وفاه والدتك حاجه صعبه حسيت بكده لما بابا مات! على فكره يا ندى انا كنت شايفك بنت اصول لما كنتي بتراعيها و بتضحي باي حاجه عشان تكوني جنبها تحت رجليها ومصممه انتٍ اللي تخدميها مش حد ثاني.. ومتفهم كمان لما كنتي بتخافي تسافري وتسيبيها مع حد غريب، بس وسط كل ده كنت أنا كمان محتاج حد جنبي واحس ان انا متجوز وليا واسره.. انا كنت بتضايق أوي لما بخرج في اي تجمع والاقي كل واحد معاه ولاده ومراته! وانا لوحدي هم كانوا بيفكروني اصلا عازب وما يصدقوش لما اقول لهم ان عندي ولدين وزوجه


كانت تستمع له وتبكي لا تعرف أكانت تبكي على حالها ام حاله ام حالهم هم الاثنين..... توقفت عن البكاء فجأة وقد انقطعت أنفاسها ونظرت له بصدمة حين القي على سمعها حديثه الذي كان بمثابة قبضه من جديده اعتصرت قلبها حين شعرت بمدى الألم بصوته يضيف 


= كان نفسي أوي اعيش اللحظات دي وامشي اوري لكل الناس ولادي.. واعيش كمان لحظات طفوله ولادي ويفتكروا ذكريات ليا معاهم تعرفي خدت بالي من الصور اللي بره ان انا مش موجود في اي مناسبه او ما كنتش موجود خالص! انا اسف لو بقول لك الكلام ده دلوقتي والله ما بلومك بس حسيت الدنيا مش مستاهله الصراع والعناد إللي احنا عمالين نعمله لبعض ده.. بس انا كمان غلطان و اكبر غلطه لما فكرت اخونك.. ندي انا اسف .


زحف القلق لقلبها حين استمعت لصوته يحاول يخفي عنها نبرة الألم به


= لو مش عايزه تردي عليا براحتك بس على الأقل قومي كلي عشان الاولاد ما..


رغم ألمها النفسي والجسدي ألتفتت نحوه وتساءلت ببطء 


= انت قلتلي مش هتتاسف غير لما اعترف ان انا كمان غلطانه اتاسفت ليه دلوقتي وبتحاول تحكيلي الكلام ده . 


اعتدل مستند بجزعه على الفراش واخذ نفس عميق مغمغمًا بأسف


= عشان انتٍ معاكي حق اللي عملته ما لوش مبرر ولا ينفع اعيده تحت أي سبب ده ذنب كبير وغلط، وحتى على رأي ماما كنت عملته في الحلال ارحم ليا بس كان لازم احطك في الصوره برده واقولك وما حطكيش قدام الامر الواقع زي ما عملت في السفر.. عشان كده انا اسف .


حركت رأسها وهبطت عبراتها بغزاره وهي تقول بأسف 


= انا كمان اسفه يا مصعب، واديني اعترفت اهو انا كمان غلطانه.. وكان نفسي كمان قبل ما ماما تموت اعتذر لها انا كمان بس هي راحت ومش هترجع.


كانت تقصد اعتذار والدتها عن خيانتها، فموتها في ذلك التوقيت جعلها تشعر بالندم والذنب أكثر.


أطلق مصعب تنهيدة عميقة وهو يجلس بجانبها ويحيط بذراعه كتفها، بينما أغمضت عينيها واستسلمت لقربه بلا وعي واحتياج وتحدث بلطف بعد دقائق وهو يقبض أكثر علي كتفها بذراعه


= بس يا ندى خلاص كفايه عياط، بس أهدي.



الصفحة التالية